dark

قصة الحطاب وحارس البحيرة

5
(3)

يحكى أنه في قديم زمن، كان هناك أخوان حطابان اسمهما رشيد وإلياس. كانا يعملان في أحد المؤسسات المختصة في قطع الأشجار وتحويلها إلى خشب جاهز للبيع.
كان رشيد مجتهدا مخلصا في عمله،يقضي يومه في العمل دون كلل ولا يرتاح إلى عند وقت الطعام.
بينما كان إلياس كسولا مراوغ يبحث دوما عن عذر حتى يتوقف عن العمل ويرتاح.
وفي يوم من أيام الصيف الحارة، بينما كان الأخوان يعملان، أراد إلياس أن يرتاح فقال:  إن الحرارة شديدة هذا اليوم – لماذا لا نرتاح قليلا؟
فأجابه رشيد: – كيف نرتاح ولانزال في أول النهار؟ هيا عد إلى العمل وكفاك كسلا.
عاد الحطاب الكسول إلياس إلى العمل على مضض، ولكنه بقي يفكر في حيلة تريحه لبقية اليوم. 
فأخذ يصيح ويستغيث : – يا إلاهي يا له من وجع شديد في معدتي… أرجوك يا رشيد تعال وساعدني.
هرع إليه رشيد حتى يرى ما به فقال: – اذهب واستلقي في ظل شجرة حتى يذهب عنك الوجع.
فأجابه إلياس: – وماذا عن العمل…؟ سوف يوبخني صاحبه.
رشيد: – لا عليك يا أخي سوف أعمل عنك لبقية هذا اليوم.
وهكذا نام إلياس المخادع طوال اليوم دون أن تأخذه رأفة بشقيقه، الذي عمل في القيظ عن شخصين دون أن يرتاح.
وفي آخر النهار اقترب الأخوان من بحيرة حتى يزيلا عنهما العرق والغبار وفجأة سقطت فأس رشيد في قاع البحيرة فلم يستطع انتشالها لعمق المياه فيها.
فقال: – يا إلاهي لقد سقطت فأسي في البحيرة، كيف سأعمل غدا ولا أملك غيرها؟
فأجابه إلياس: – يا لك من غبي كيف أسقطت فأسك؟ يجب أن تجد حلا قبل يوم غد وإلا طردك صاحب العمل… سأعود إلى البيت الآن فالوقت متأخر.
وهكذا ترك إلياس رشيد وشأنه دون أن يبذل أي جهود حتى يخلصه من مأزقه وقفل عائدا إلى بيته.
جلس رشيد على ضفة البحيرة محتارا يبحث عن حل لمشكلته. 

 

وفجأة خرج رجل من الماء ووقف على صفحته وقال: – لماذا أنت مهموم هكذا؟
فأجاب رشيد وهو يرتعد خوفا: – لقد أسقطت فأسي في البحيرة وليس لي غيرها حتى أحتطب بها.
– انتظرني سوف أبحث لك عنها.
اختفى الرجل الغريب في الماء ثم عاد يحمل فاسا ذهبية.
-هل هذه فأسك؟

– لا يا سيدي فأسي ليست ثمينة إلى هذه الدرجة.
غطس الرجل الغريب من جديد في الماء ثم عاد يحمل فأسا فضية. 
-هل هذه فأسك؟
– لا يا سيدي فأسي ليست فضية ولا ذهبية… بل هي من الحديد.
غطس الرجل الغريب للمرة الثالثة وأحضر فأس أمين الحديدية وقدمها له مع الفأسين الأخريين: الذهبية والفضية، وذلك جزاء له على أمانته وصدقه ثم اختفى من جديد.
 ولما عاد أمين إلى البيت، عرض الفؤوس على أخيه إلياس وقص عليه ما حدث معه. دفع الطمع  إلياس الى الذهاب الى البحيرة حتى يحصل هو الآخر على فأس ذهبية و أخرى فضية. 
وعندما وصل رمى فأسه في الماء وأخذ يصيح ويستغيث: – يا إلاهي لقد اسقطت فأسي في البحيرة ولا يمكنني استعادتها.
فخرج له حارس البحيرة وقال له: – لا تبكي أيه الرجل سأحضرها لك. 
غطس الحارس وخرج يحمل فأسا ذهبية ثم قال: – هل هذه فأسك؟
حمل الطمع إلياس أن يجيب قائلا: -نعم إنها فأسي 
عندها غضب حارس البحيرة وقال: – يا لك من رجل كذاب وطماع إنها ليست لك سوف آخذ منك فأسك الحديدية عقابا لك.
ثم اختفى الحارس عن الأنظار تاركا إلياس يندب حظه العاثر.
وهكذا فقد الحطاب الكسول فأسه وعمله بسبب كسله وطمعه وغيرته من أخيه رشيد.

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 5 / 5. عدد الأصوات: 3

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

قصة الملك وبناته الثلاث

Next Post

أبرز الأحداث في مثل هذا اليوم.. 25 يناير في التاريخ والفن والأدب والسياسة

Related Posts