dark

قصة قابيل وهابيل قصة من قصص القرآن الكريم للكبار والصغار

قصة قابيل وهابيل

قائمة المحتويات
    1. بعد أن هبط سيدنا آدم إلى الأرض والشقاء الذي وجده فيها والتعب هو وحواء ، استكمل لكم اليوم في قصة من قصص القرآن الكريم للأطفال بعنوان قصة قابيل وهابيل قصة من قصص القرآن الكريم للأطفال .قصة قابيل وهابيلاستقبل سيدنا آدم عليه السلام ، أيامه الأرضية مع حواء وحدهما في هذه الحياة ، وأنزل الله تعالى إلى آدم شريعة وتعاليما وكان آدم يتساءل في نفسه ، إن الله أنزل إلى هذه الشريعة وأنا وحدي مع حواء على وجه الأرض ، وليس معنا من نعلمه ما قد علمنا الله ، ولكن تذكر ما بلغه الله به أن أولاده سيملأون الأرض ، وانتظر آدم متى يكون له ولد ، وحملت حواء فعلم آدم أن سيكون له ولد ، ثم جاءت ساعة الولادة ، واوشكت على الموت وفي النهاية وضعت توأم ذكرا وأنثى ، فحمد آدم الله كثيرا على هذة النعمة ونظر الى الولد فوجده مقبلا على الحياة يضحك ويبتسم فسماه قابيسرة ادم ، يكبر الاطفال الصغار ويساعد الابناء اباهم آدم في عمله ، أما البنتين فإنهما في خدمة البيت مع أمهما حواء عليها السلام .
      1. ل ، ثم نظر الى البنت الرضيعة فوجدها جميلة حلوة فسماها ” إقليمياء” ومرت الأيام على هذه الأسرة الصغيرة في الأرض بحلوها ومرها ، وحملت حواء مرة اخرى وولدت توأما فيه الذكر والأنثى ، فسمى آدم الذكر ” هابيل ” والأنثى ” لبودا ” وعاشت ا وكلما مرت الأيام كانت ” اقليمياء” تزداد جمالا وحسنا ، اما لبودا فقد كان جمالها اقل بكثير من اختها الكبرى ، واختار الأخوان ” قابيل وهابيل ” كلا منهما مهنة يساعد من خلالها آدم عليه السلام ، فكان قابيل يزرع الأرض ويرعاها ثم يحصد ما يخرج منها ليكون طعاما لعائلته ، اما هابيل فقد أختار الرعي ، فكان يخرج بماشيته يرعاها في الحقول الخضراء ، ليأكولوا من لحمها ، ويشربوا من لبنها وفي النهاية يستخدمون شعرها وصوفها فراشا وغطاءا ، وفي المساء تجتمع أسرة آدم عليه السلام على مائدة الطعام يأكلون ثم يعبدون الله تعالى حسب ما كا في شريعة آدم ، ثم النوم حتى الصباح .
      2. جلست العائلة على الطعام ، فكانت إقليميا جميلة جدا باهرة الجمال ، فنظر لها قابيل وهابيل كل منهما وعرف أدم أن وقت الزواج قد حان ، بعد أن بلغ قابيل وهابيل مبلغ الرجال ، فعزم على أن يتزوج قابيل من لبودا ، وهابيل من إقليمياء ، لا تتعجب لأن شريعة آدم كانت تبيح للرجال أن يتزوج من أخته إلا التي ولدت معه في بطن واحدة ، أي توأمته لان عدد الناس كان قليلا ، فلما كثر عدد الناس ، تغيرت الشريعة بعد ذلك ومنع الأخ من زواج أخته كما علمنا الله تعالى ، وأنزل على الرسل والأنبياء بعد أدم عليه السلام ، ونعود إلى سيدنا آدم وهو يبتسم إلى ولديه ويقول : لقد آن الآوان ، وحان موعد الزواج لنرى أحفادنا ، فقالت حواء وكيف هذا يا أدم؟ قال: سيتزوج قابيل من لبودا ، وهابيل من إقليمياء ، وفرح الجميح ، وابتسم هابيل وخجلت البنتان ، إلا قابيل فقد ظهرت على وجهه علامات الغضب ونظر إلى آدم غاضبا منه ، وصاح فيه : لن يتزوج هابيل من اقليمياء ، إنها أختي ولا تحل إلا لي أن ، فقال آدم في هدوء: إن الله قد حرمها عليك ، غنها توأمتك ، لإاطع الله وتزوج لبودا ، فقال قابيل : لن أطيع أحد إنها أختي وسأتزوجها أنا لا هابيل ، ونظر قابيل إلى إقليمياء وقد زينها الشيطان في عينيه ، إذا بجمالها يذداد ويشرق فصمم قابيل على الفوز بها ولو كلفه ذلك أشياء كثيرة .
      3. خرج قابيل مغتاظا غاضبا من بيت آدم عليه السلام ، ومشى في الأرض هائما على وجهه لا يعرف إلى أين يسير ، ولكن عقله توقف إلا من التفكير في شيء واحد ، وهو إقليمياء التى ولدت معه ولا تحل له ، وهابيل الذي سيتزوجها وترك له لبودا الأقل جمالا ، وعاد الشيطان يمارس هواياته القديمة والجديدة ، فراح يوسوس لقلبيل قائلا ، إنها أختك تذكر جمالها وحلاتها ، وأنظر إلى لبودا القبيحة ، وكيف تكون زوجتك تلك القبيحة ، وتكون الجميلة هي زوجة هابيل .
      4. وأستمع قابيل لوسوسة الشيطان ، فوجده الشيطان فريسة سهلة ، يستجيب له ، فأكمل الحديث إليه يقول له ، إن آدم يحب هابيل أكثر منك ، أنظر إليه لقد أسند آدم إليه مهمة سهلة ، إنه يرعى الغنم التي لا تحتاج غلى تعب أو مجهود ، أما أنت فإنك تزرع الأرض ، وتحرثها ، وتبذر الأرض وتحصدها ، وتفركها ، وتطحنها ، ولولا زراعتك لما أكلت البهائم ، ولما أكل أبوك وأمك وإخوتك ، إنك مظلوم في بيتك وآدم يحب هابيل ويفضله عليك يا قابيل .
      5.  
      6. لم تكن هذه هي الحقيقة كامله ، فرعاية الأغنام والماشية أمر صعب يحتاج إلى رجل قوى ، لا تغفل عينه ، فقد كان هابيل ذكيا يلاحظ أغنامه ويحافظ عليها من الذئاب ، ويطعمها ويسقيها ويداوي المريض منها ، وينظف مكانها ويحلب لبنها ، وكان أدم يشارك ولديه ما يقومان به من عمل ، ولكن الشيطان أراد أن يضل ” قابيل ” لانه يكره أدم واولاده الذين تسببوا في طرده من الجنة ومن رحمة الله ولعنته حتى ويوم القيامة ، استجاب قابيل لصوت الشيطان وهو يوسوس له فصرخ عاليا حتى علا الصراخ يسمع الكون كله : لن تكون اقليمياء الا لقابيل ، انها اختي وستكون زوجا لي وليتزوج هابيل من لبودا القبيحة .
      7. وعاد قابيل بيته فوجد الجميع في حزن ، وتحدث ادم مع ولده بهدوء وكان يريد ان يغير رايه ، وكن قابيل صرخ وقال لن اتزوج الا من اقليمياء يا ابي ، فقال ادم ، يا ولدي استج لأمر الله ولا تطع الشيطان انه عدو مبين ، لنا جميعا ، الا تذكر قصتي وخروجي من الجنة انا وامك بسبب الشيطان ، رد قابيل : فليغير الله شريعته ، وسأتزوج من أختي ” إقليمياء ” ، قال أدم لن يغير الله شريعته من اجل عاص مثلك ، ولن تتزوج الا بمن احلها الله لك ، فقال هابيل في ود وهدوء : يا ابت لماذا لا تدعوا الله لنا ، قال قابيل انه يدعوا لك انت فقط ويفضلك على يا راعي الغنم ، فعرف ادم ان الشيطان قد تمن من نفس قابيل ، وتحركت فيه عاطفة الابوة ، انه اب ولكنه نبي ، والاب يريد ارضاء ابنه والنبي يريد إرضاء ربه ، ورضا الله خير وأبقى ، فهدى الله آدم إلى فكرة فقال آدم ، يا قابيل يا هابيل قربا قربانا لله ، ومن يتقبل الله منه قربانه يتزوج من إقليمياء ، وأستعد الأخوان لتقديم القربان لله تعالى .
      8.  
      9. ذهب هابيل إلى غنمه التي يرعاها ، فاختار افضلها واسمنها وخرها ، ثم سقاقه إلى آدم ليقدمه قربانا لله تعالى ، وأما هابيل فقد ذهب إلى زرعه التي لا يحتاج اليها من زرع الردىء ، وساقها إلى آدم يقرب بها لله تعالى ، وكانت علامة قبول الله تعالى للقربان نزول نار بيضاء من السماء تأكل القربان ، أما عدم قبول للقربان فعلامته بقاؤه على الارض ولا تأكله إلا الطيور ، أما آدم فإنه قد أستعد في ذلك الوقت للرحيل إلى مكة ليطوف ببيت الله الحرام هناك ، ويدعو الله أن يهدى ولده ، ورحل بعد أن ترك ولديه ينتظران قبول قربان أحدهما .
      10.  
      11. ومرت فترة غير قليلة ، وقابيل ينتظر ، وهابيل واثق من أن الله تعالى سيقبل ما جاء به ، ونزلت النار البيضاء من السماء فاتجهت إلى أغنام هابيل فأكلتها ، وتركت حزمة الزرع التى احضرها قابيل ، فلقد كان هابيل صاحب حق ، وشريعة الله تجيز له الزواج من اخته ، وهو مطيع لله تعالى ، قرب إليه أفضل ما عنده من الأغنام ، بينما قابيل ظالم اختار أسوأ ما عنده من زروع وثمار ، فقضى الله تعالى لصاحب الحق بحقه
      12. وامتلأ صدر قبيل بالحقد على أخيه ، وغلت الدماء في عروقه ، وحضر إبليس سريعا يقول له ، إن آدم دعا الله لهابيل ولم يدعوا لك ، إنه يفضله عليك واخذ الشيطان يدور حوله ويقول له : اقتل هذا الذي سيتزوج الجميلة ، ويترك لك القبيحة ، فنظر قابيل إلى أخيه وقال : لأقتلنك يا هابيل ، فقال هابيل في هدوء المؤمن وثباته ، انما يتقبل الله من المتقين ، فقال قابيل ، سوف أقتلك لن تفوز بإقيليماء ، فمد يده ليقتله ، قال هابيل ، لئن بسطت الى يدك لتقتلني ، ما انا بباسط يدي لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ، إني أريد أن تبوء بأثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين ، وأنصرف هابيل تاركا قابيل لأفكاره ولشيطانه .
      13. في الأرض الواسعة التي لم يكن فيها إلا ادم وابناؤه الأربعة ، فنظر قابيل إلى نفسه وسار وهو مطأطىء الرأس حزينا يعض أسنانه وشفتيه حزنا ، ويقبض يده ويبسطها وتخرج أنفاسه بصعوبة وهو يتنهد ويتأفف ، إن الأفكار الخبيثة تطارده الآن كانها أمواج البحر العالية ، موج يتلوه موج ، أو كأنها جبال عاليه توشك أن تسقط فوق رأسه ، وكل الأفكار الخبيثة تطالبه بشيء واحد ، وهو قتل هابيل وما زال الشيطان به ، اقتل هابيل وتزوج من اقليمياء .
      14. وعاد قابيل إلى الكهف غاضبا حزينا ،ثم القي بجسده لينام ، فعادت صورة اقليمياء الى ذهنة ، ثم بدا يفكر فيما حدث ، لقد انقطعت اماله في الزواج منها بعد ان تقبل الله فربان هابيل ، ولم يتقبل قربانه ، وسيهنا هابيل باخته الجميلة التي كان يريدها لنفسه .
      15. لقد نسى انها شريعه الله عز وجل ، ولكن الشيطان تمكن منه ومرت ساعات الليل بطيئه ثقيلة وقد قرر قابيل ان يقتل اخيه ، هابيل ذلك الشاب القوي الذي يرعى الغنم راح يتذكر ايام طفولته مع قابيل ، كان يتصارعان سويا حتى اوقع الشيطان عدوهما بينهما ، فطلب من الله الهداية لاخيه ، وانه ليتمنى ان يتزوج قابيل من اقليمياء حتى يستريح لكنها شريعة الله ولن يخالفها .
      16. وخرج قابيل الى ارضه ، ولكن سرعان ما عاد يبحث عن هابيل ، فابصره من بعيد وهو يرعى غنمه ، فاقترب منه وراه هابيل وهو ممسك بحديدة ، فلم يبسط اليه يده ليقتله خوفا من الله تعالى ، وان كان هو اقوى واشد وهى قابيل بحديته على راس اخيه فسقط هابيل قتيلا غارقا في دمائه ، ليسيل اول دم على وجه الارض ، ولم تمتص الارض الارض هذا الدم حتى لا تكون شريكة لقابيل في جريمته .
      17. ونظر قابيل الى اخيه المقتول ، فاستراحت نفسه الخبيثة ووقف الشيطان بعيدا يضحك ، من هذا النصر الجديد على ادم وابنائه في الارض ، ويكون شاهدا على اول جريمة قتل في الارض ، فلقد قتل قابيل سدس سكان الارض في ذلك اليوم ، لانهم كانوا ستة : ادم واولاده ولكن ماذا يفعل قابيل في هذا الجسد ، الملقى امامه على الارض ، فوقف امام جثة اخيه يطيل النظر لها لا يدري ماذا سيفعل ليخفيها عن عين ابيه ، وانقضت ساعات طوال وهو واقف امام جثة اخيه ، ثم حملها على كتفه ، ومشى بها في الارض لا يعرف ما يفعل ،وبينما هو حائر في امره نظر فوجد غرابين يتقتلان ، فقتل احدهما الاخر فجر الغراب جثة اخية المقتول ، وبدا يحفر حتى وضع فيها الغراب ثم طار ، وتاكد قابيل ان الغرابين انما بعثهما الله ليعلماه كيف يدفن اخاه في التراب فصاح :يا ويلي اعجزت ان اكون مثل هذا الغراب فاواري سوءة اخى، ثم حفر في الارض حفرة ووضع اخيه فيها جثة ، وعاد الى الكوخ ولم يتب بل ندم على ما فعل فقط ، عاد الى بيت ادم ، وامسك اخته اقليمياء وسار بها بعيدا ، وعاد ادم من مكه ليجد ان الارض قد تغيرت ، وكانت حزينة على هابيل ، فنبتت الشوك في النبات بعد ان كان ينبت بلا شوك ، وخافت الوحوش فلم تعد تصاحب ابناء ادم .فعرف ادن ان شيء سيء قد حدث ، فعاد فوجد حواء حزينه على اقليمياء ، ولا قابيل ولا هابيل فخرج يبحث عن اولاده، وراى قابيل ادم قادما فخاف منه ، واخذ بيد اقليمياء وجرى بعيدا ، فاسرع ادم يبحث عن هابيل حتى وجده قتيلا فحزن ، على ابنه الصالح وعلم ان قاتله هو اخاه قابيل ، فتقطع قلبه وسال الدمع من عينه كانه انهار ، ثم قام يجري خلف قابيل وقابيل يسرع من امامه ، وقال ادم وهو يصيح :
      18. اذهب غضب ربك عليك ، وغضبي عليك انت ومن يفعل مثلك ، اما قابيل فلقد عجل الله له العقوبة ، فاصبح خائفا في دنياه لا يامن من يراه ، حتى اذا كبر قتله احد اولاده كما قتل هو هابيل انتقاما من الله ، وظل اولاده بعد ذلك هو اصحاب المعصية عبدوا الاصنام من دون الله ، وشربوا الخمر واطاعوا الشيطان ، وعاقب الله قابيل عقابا اخر ، فما من نفس تموت على وجه الارض قتيله ، الا كان عليه من ذنبها ، لانه اول من قتل على وجه الارض ، وعوض الله ادم وحواء بولد اسمه ” شيث ” جعل الله فيه النبوة بعد ادم عليه السلام ، وهو الذي حارب ابناء قابيل وشتتهم وفرقهم ، وهكذا انتصر الخير على الشر .
4
(4)

بعد أن هبط سيدنا آدم إلى الأرض والشقاء الذي وجده فيها والتعب هو وحواء ، استكمل لكم اليوم في قصة من قصص القرآن الكريم للأطفال بعنوان قصة قابيل وهابيل قصة من قصص القرآن الكريم للأطفال .
قصة قابيل وهابيل
استقبل سيدنا آدم عليه السلام ، أيامه الأرضية مع حواء وحدهما في هذه الحياة ، وأنزل الله تعالى إلى آدم شريعة وتعاليما وكان آدم يتساءل في نفسه ، إن الله أنزل إلى هذه الشريعة وأنا وحدي مع حواء على وجه الأرض ، وليس معنا من نعلمه ما قد علمنا الله ، ولكن تذكر ما بلغه الله به أن أولاده سيملأون الأرض ، وانتظر آدم متى يكون له ولد ، وحملت حواء فعلم آدم أن سيكون له ولد ، ثم جاءت ساعة الولادة ، واوشكت على الموت وفي النهاية وضعت توأم ذكرا وأنثى ، فحمد آدم الله كثيرا على هذة النعمة ونظر الى الولد فوجده مقبلا على الحياة يضحك ويبتسم فسماه قابيسرة ادم ، يكبر الاطفال الصغار ويساعد الابناء اباهم آدم في عمله ، أما البنتين فإنهما في خدمة البيت مع أمهما حواء عليها السلام .

ل ، ثم نظر الى البنت الرضيعة فوجدها جميلة حلوة فسماها ” إقليمياء” ومرت الأيام على هذه الأسرة الصغيرة في الأرض بحلوها ومرها ، وحملت حواء مرة اخرى وولدت توأما فيه الذكر والأنثى ، فسمى آدم الذكر ” هابيل ” والأنثى ” لبودا ” وعاشت ا

وكلما مرت الأيام كانت ” اقليمياء” تزداد جمالا وحسنا ، اما لبودا فقد كان جمالها اقل بكثير من اختها الكبرى ، واختار الأخوان ” قابيل وهابيل ” كلا منهما مهنة يساعد من خلالها آدم عليه السلام ، فكان قابيل يزرع الأرض ويرعاها ثم يحصد ما يخرج منها ليكون طعاما لعائلته ، اما هابيل فقد أختار الرعي ، فكان يخرج بماشيته يرعاها في الحقول الخضراء ، ليأكولوا من لحمها ، ويشربوا من لبنها وفي النهاية يستخدمون شعرها وصوفها فراشا وغطاءا ، وفي المساء تجتمع أسرة آدم عليه السلام على مائدة الطعام يأكلون ثم يعبدون الله تعالى حسب ما كا في شريعة آدم ، ثم النوم حتى الصباح .

جلست العائلة على الطعام ، فكانت إقليميا جميلة جدا باهرة الجمال ، فنظر لها قابيل وهابيل كل منهما وعرف أدم أن وقت الزواج قد حان ، بعد أن بلغ قابيل وهابيل مبلغ الرجال ، فعزم على أن يتزوج قابيل من لبودا ، وهابيل من إقليمياء ، لا تتعجب لأن شريعة آدم كانت تبيح للرجال أن يتزوج من أخته إلا التي ولدت معه في بطن واحدة ، أي توأمته لان عدد الناس كان قليلا ، فلما كثر عدد الناس ، تغيرت الشريعة بعد ذلك ومنع الأخ من زواج أخته كما علمنا الله تعالى ، وأنزل على الرسل والأنبياء بعد أدم عليه السلام ، ونعود إلى سيدنا آدم وهو يبتسم إلى ولديه ويقول : لقد آن الآوان ، وحان موعد الزواج لنرى أحفادنا ، فقالت حواء وكيف هذا يا أدم؟ قال: سيتزوج قابيل من لبودا ، وهابيل من إقليمياء ، وفرح الجميح ، وابتسم هابيل وخجلت البنتان ، إلا قابيل فقد ظهرت على وجهه علامات الغضب ونظر إلى آدم غاضبا منه ، وصاح فيه : لن يتزوج هابيل من اقليمياء ، إنها أختي ولا تحل إلا لي أن ، فقال آدم في هدوء: إن الله قد حرمها عليك ، غنها توأمتك ، لإاطع الله وتزوج لبودا ، فقال قابيل : لن أطيع أحد إنها أختي وسأتزوجها أنا لا هابيل ، ونظر قابيل إلى إقليمياء وقد زينها الشيطان في عينيه ، إذا بجمالها يذداد ويشرق فصمم قابيل على الفوز بها ولو كلفه ذلك أشياء كثيرة .

خرج قابيل مغتاظا غاضبا من بيت آدم عليه السلام ، ومشى في الأرض هائما على وجهه لا يعرف إلى أين يسير ، ولكن عقله توقف إلا من التفكير في شيء واحد ، وهو إقليمياء التى ولدت معه ولا تحل له ، وهابيل الذي سيتزوجها وترك له لبودا الأقل جمالا ، وعاد الشيطان يمارس هواياته القديمة والجديدة ، فراح يوسوس لقلبيل قائلا ، إنها أختك تذكر جمالها وحلاتها ، وأنظر إلى لبودا القبيحة ، وكيف تكون زوجتك تلك القبيحة ، وتكون الجميلة هي زوجة هابيل .

وأستمع قابيل لوسوسة الشيطان ، فوجده الشيطان فريسة سهلة ، يستجيب له ، فأكمل الحديث إليه يقول له ، إن آدم يحب هابيل أكثر منك ، أنظر إليه لقد أسند آدم إليه مهمة سهلة ، إنه يرعى الغنم التي لا تحتاج غلى تعب أو مجهود ، أما أنت فإنك تزرع الأرض ، وتحرثها ، وتبذر الأرض وتحصدها ، وتفركها ، وتطحنها ، ولولا زراعتك لما أكلت البهائم ، ولما أكل أبوك وأمك وإخوتك ، إنك مظلوم في بيتك وآدم يحب هابيل ويفضله عليك يا قابيل .

 

لم تكن هذه هي الحقيقة كامله ، فرعاية الأغنام والماشية أمر صعب يحتاج إلى رجل قوى ، لا تغفل عينه ، فقد كان هابيل ذكيا يلاحظ أغنامه ويحافظ عليها من الذئاب ، ويطعمها ويسقيها ويداوي المريض منها ، وينظف مكانها ويحلب لبنها ، وكان أدم يشارك ولديه ما يقومان به من عمل ، ولكن الشيطان أراد أن يضل ” قابيل ” لانه يكره أدم واولاده الذين تسببوا في طرده من الجنة ومن رحمة الله ولعنته حتى ويوم القيامة ، استجاب قابيل لصوت الشيطان وهو يوسوس له فصرخ عاليا حتى علا الصراخ يسمع الكون كله : لن تكون اقليمياء الا لقابيل ، انها اختي وستكون زوجا لي وليتزوج هابيل من لبودا القبيحة .

وعاد قابيل بيته فوجد الجميع في حزن ، وتحدث ادم مع ولده بهدوء وكان يريد ان يغير رايه ، وكن قابيل صرخ وقال لن اتزوج الا من اقليمياء يا ابي ، فقال ادم ، يا ولدي استج لأمر الله ولا تطع الشيطان انه عدو مبين ، لنا جميعا ، الا تذكر قصتي وخروجي من الجنة انا وامك بسبب الشيطان ، رد قابيل : فليغير الله شريعته ، وسأتزوج من أختي ” إقليمياء ” ، قال أدم لن يغير الله شريعته من اجل عاص مثلك ، ولن تتزوج الا بمن احلها الله لك ، فقال هابيل في ود وهدوء : يا ابت لماذا لا تدعوا الله لنا ، قال قابيل انه يدعوا لك انت فقط ويفضلك على يا راعي الغنم ، فعرف ادم ان الشيطان قد تمن من نفس قابيل ، وتحركت فيه عاطفة الابوة ، انه اب ولكنه نبي ، والاب يريد ارضاء ابنه والنبي يريد إرضاء ربه ، ورضا الله خير وأبقى ، فهدى الله آدم إلى فكرة فقال آدم ، يا قابيل يا هابيل قربا قربانا لله ، ومن يتقبل الله منه قربانه يتزوج من إقليمياء ، وأستعد الأخوان لتقديم القربان لله تعالى .

 

ذهب هابيل إلى غنمه التي يرعاها ، فاختار افضلها واسمنها وخرها ، ثم سقاقه إلى آدم ليقدمه قربانا لله تعالى ، وأما هابيل فقد ذهب إلى زرعه التي لا يحتاج اليها من زرع الردىء ، وساقها إلى آدم يقرب بها لله تعالى ، وكانت علامة قبول الله تعالى للقربان نزول نار بيضاء من السماء تأكل القربان ، أما عدم قبول للقربان فعلامته بقاؤه على الارض ولا تأكله إلا الطيور ، أما آدم فإنه قد أستعد في ذلك الوقت للرحيل إلى مكة ليطوف ببيت الله الحرام هناك ، ويدعو الله أن يهدى ولده ، ورحل بعد أن ترك ولديه ينتظران قبول قربان أحدهما .

 

ومرت فترة غير قليلة ، وقابيل ينتظر ، وهابيل واثق من أن الله تعالى سيقبل ما جاء به ، ونزلت النار البيضاء من السماء فاتجهت إلى أغنام هابيل فأكلتها ، وتركت حزمة الزرع التى احضرها قابيل ، فلقد كان هابيل صاحب حق ، وشريعة الله تجيز له الزواج من اخته ، وهو مطيع لله تعالى ، قرب إليه أفضل ما عنده من الأغنام ، بينما قابيل ظالم اختار أسوأ ما عنده من زروع وثمار ، فقضى الله تعالى لصاحب الحق بحقه

وامتلأ صدر قبيل بالحقد على أخيه ، وغلت الدماء في عروقه ، وحضر إبليس سريعا يقول له ، إن آدم دعا الله لهابيل ولم يدعوا لك ، إنه يفضله عليك واخذ الشيطان يدور حوله ويقول له : اقتل هذا الذي سيتزوج الجميلة ، ويترك لك القبيحة ، فنظر قابيل إلى أخيه وقال : لأقتلنك يا هابيل ، فقال هابيل في هدوء المؤمن وثباته ، انما يتقبل الله من المتقين ، فقال قابيل ، سوف أقتلك لن تفوز بإقيليماء ، فمد يده ليقتله ، قال هابيل ، لئن بسطت الى يدك لتقتلني ، ما انا بباسط يدي لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ، إني أريد أن تبوء بأثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين ، وأنصرف هابيل تاركا قابيل لأفكاره ولشيطانه .

في الأرض الواسعة التي لم يكن فيها إلا ادم وابناؤه الأربعة ، فنظر قابيل إلى نفسه وسار وهو مطأطىء الرأس حزينا يعض أسنانه وشفتيه حزنا ، ويقبض يده ويبسطها وتخرج أنفاسه بصعوبة وهو يتنهد ويتأفف ، إن الأفكار الخبيثة تطارده الآن كانها أمواج البحر العالية ، موج يتلوه موج ، أو كأنها جبال عاليه توشك أن تسقط فوق رأسه ، وكل الأفكار الخبيثة تطالبه بشيء واحد ، وهو قتل هابيل وما زال الشيطان به ، اقتل هابيل وتزوج من اقليمياء .

وعاد قابيل إلى الكهف غاضبا حزينا ،ثم القي بجسده لينام ، فعادت صورة اقليمياء الى ذهنة ، ثم بدا يفكر فيما حدث ، لقد انقطعت اماله في الزواج منها بعد ان تقبل الله فربان هابيل ، ولم يتقبل قربانه ، وسيهنا هابيل باخته الجميلة التي كان يريدها لنفسه .

لقد نسى انها شريعه الله عز وجل ، ولكن الشيطان تمكن منه ومرت ساعات الليل بطيئه ثقيلة وقد قرر قابيل ان يقتل اخيه ، هابيل ذلك الشاب القوي الذي يرعى الغنم راح يتذكر ايام طفولته مع قابيل ، كان يتصارعان سويا حتى اوقع الشيطان عدوهما بينهما ، فطلب من الله الهداية لاخيه ، وانه ليتمنى ان يتزوج قابيل من اقليمياء حتى يستريح لكنها شريعة الله ولن يخالفها .

وخرج قابيل الى ارضه ، ولكن سرعان ما عاد يبحث عن هابيل ، فابصره من بعيد وهو يرعى غنمه ، فاقترب منه وراه هابيل وهو ممسك بحديدة ، فلم يبسط اليه يده ليقتله خوفا من الله تعالى ، وان كان هو اقوى واشد وهى قابيل بحديته على راس اخيه فسقط هابيل قتيلا غارقا في دمائه ، ليسيل اول دم على وجه الارض ، ولم تمتص الارض الارض هذا الدم حتى لا تكون شريكة لقابيل في جريمته .

ونظر قابيل الى اخيه المقتول ، فاستراحت نفسه الخبيثة ووقف الشيطان بعيدا يضحك ، من هذا النصر الجديد على ادم وابنائه في الارض ، ويكون شاهدا على اول جريمة قتل في الارض ، فلقد قتل قابيل سدس سكان الارض في ذلك اليوم ، لانهم كانوا ستة : ادم واولاده

ولكن ماذا يفعل قابيل في هذا الجسد ، الملقى امامه على الارض ، فوقف امام جثة اخيه يطيل النظر لها لا يدري ماذا سيفعل ليخفيها عن عين ابيه ، وانقضت ساعات طوال وهو واقف امام جثة اخيه ، ثم حملها على كتفه ، ومشى بها في الارض لا يعرف ما يفعل ،وبينما هو حائر في امره نظر فوجد غرابين يتقتلان ، فقتل احدهما الاخر فجر الغراب جثة اخية المقتول ، وبدا يحفر حتى وضع فيها الغراب ثم طار ، وتاكد قابيل ان الغرابين انما بعثهما الله ليعلماه كيف يدفن اخاه في التراب فصاح :
يا ويلي اعجزت ان اكون مثل هذا الغراب فاواري سوءة اخى، ثم حفر في الارض حفرة ووضع اخيه فيها جثة ، وعاد الى الكوخ ولم يتب بل ندم على ما فعل فقط ، عاد الى بيت ادم ، وامسك اخته اقليمياء وسار بها بعيدا ، وعاد ادم من مكه ليجد ان الارض قد تغيرت ، وكانت حزينة على هابيل ، فنبتت الشوك في النبات بعد ان كان ينبت بلا شوك ، وخافت الوحوش فلم تعد تصاحب ابناء ادم .
فعرف ادن ان شيء سيء قد حدث ، فعاد فوجد حواء حزينه على اقليمياء ، ولا قابيل ولا هابيل فخرج يبحث عن اولاده، وراى قابيل ادم قادما فخاف منه ، واخذ بيد اقليمياء وجرى بعيدا ، فاسرع ادم يبحث عن هابيل حتى وجده قتيلا فحزن ، على ابنه الصالح وعلم ان قاتله هو اخاه قابيل ، فتقطع قلبه وسال الدمع من عينه كانه انهار ، ثم قام يجري خلف قابيل وقابيل يسرع من امامه ، وقال ادم وهو يصيح :

اذهب غضب ربك عليك ، وغضبي عليك انت ومن يفعل مثلك ، اما قابيل فلقد عجل الله له العقوبة ، فاصبح خائفا في دنياه لا يامن من يراه ، حتى اذا كبر قتله احد اولاده كما قتل هو هابيل انتقاما من الله ، وظل اولاده بعد ذلك هو اصحاب المعصية عبدوا الاصنام من دون الله ، وشربوا الخمر واطاعوا الشيطان ، وعاقب الله قابيل عقابا اخر ، فما من نفس تموت على وجه الارض قتيله ، الا كان عليه من ذنبها ، لانه اول من قتل على وجه الارض ، وعوض الله ادم وحواء بولد اسمه ” شيث ” جعل الله فيه النبوة بعد ادم عليه السلام ، وهو الذي حارب ابناء قابيل وشتتهم وفرقهم ، وهكذا انتصر الخير على الشر .

Loading

ما مدى اعجابك ؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط ​​تقييم 4 / 5. عدد الأصوات: 4

لا أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

Total
0
Shares
1 comment
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post
سرحان والفئران

قصة سرحان والفئران قصة جميلة ومسلية للأطفال قبل النوم

Next Post
الحب المستحيل

الحب المستحيل للشاعر نزار قبانى

Related Posts