♦ الملخص:
سائل يسأل عن وسواس يتعلق بالذات الإلهية، يأتيه في صورة شتائم قبيحة، ويسأل: ما الحل؟
♦ التفاصيل:
مشكلتي أنني أعاني من أفكار متعلِّقة بالذات الإلهية والقرآن الكريم، والرسول صلى الله عليه وسلم وزوجاته، تتمثل في صورة شتائم قبيحة، وأفكار جنسية، فهل هذه الأشياء وساوس أو أحاديث نفسٍ، وهل سأُحاسب على هذه الأفكار؟
الحمد لله الذي لا يحاسبنا على أية أفكار سيئة أو وساوس، ما لم يَتْبَعْها عمل لتنفيذها، فطالما كانت مجرد أفكار، فهي معفوٌّ عنها، ولا يحاسب الله الإنسان عليها.
والوسواس الذي تشكو منه هو أمر متكرر، ويشتكي منه كثيرون، وقلما يسلم منه أحد، لكن الاسترسال فيه، وسيطرته على الشخص، واستسلامه له هي المشكلة.
والأفكار التي تعرض لك سبق أن تعرَّض لمثلها الصحابة رضي الله عنهم، واشتكوا منها إلى النبي صلى عليهم، فأخبرهم بباعثها، وطريقة العلاج منها.
فقد جاء بعض الصحابة رضي الله عنهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقالوا: ((يا رسول الله، إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان)).
وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال الناس يتساءلون حتى يُقال: هذا الله خَلَقَ الخَلْقَ، فمَن خَلَقَ الله؟ فمن وجد شيئًا فلْيَقُلْ: آمنت بالله ورسله))، وفي بعض الروايات أرْشَدَ مَن يتعرض لمثل هذا بقوله: ((فلْيَسْتَعِذْ بالله ولْيَنْتَهِ)).
فنتعلم من ذلك أن تلك الأفكار التي لا يملك الإنسان إيقافها أمرٌ طبيعي يمر به معظم الناس، ونتعلم أيضًا أنها لا تضرنا طالما لم نَسْتَجِبْ لها.
ونتعلم أيضًا كيف نتعامل معها؛ وذلك كالآتي:
1- قَول: آمنتُ بالله ورسله.
2- الاستعاذة من الشيطان.
3- الانتهاء عن مجاراتها، واستمرار التفكير فيها بحيث نتوقف عن الاستجابة لها.
هذه هي الطريقة المثلى للتعامل معها، وغالبًا هي فترة تمر بها، ثم تخِفُّ عنك، حتى تختفي بإذن الله.
وهنالك أمور مساعدة ستساعدك على ذلك؛ ومنها:
1- متابعة بعض المواد التي تتحدث عن رحمة الله عز وجل، وحِلْمِه وكرمه؛ حيث ستتضح لك عظمة الله عز وجل ورحمته؛ مما يقودك إلى محبته سبحانه وتعالى.
2- حاوِلْ قدرَ الإمكان البُعد عن الجلوس وحيدًا دون نشاط تنشغل به؛ لأن تلك الوساوس والأفكار تكثُر حينما يكون الإنسان وحده فارغًا.
3- لم تذكر شيئًا مما يتعلق بماضيك، قد يكون سببًا في حدوث تلك الوساوس لك، فإذا كان هنالك أسباب تعرفها، فعليك معالجة تلك الأسباب.
4- إذا كنت تستخدم بعض العقاقير والأدوية، فينبغي أن تراجع طبيبك لِيَعُدَّلها لك.
5- قد تحتاج إلى عمل تحاليل لفحص حالتك الصحية؛ فقد تكون بحاجة إلى شيء من المكملات، أو الفيتامينات.
6- ممارسة نمط حياة صحي في الأكل، وممارسة رياضة مناسبة، وأخذ كفايتك من النوم في الليل.
7- حاول الاستماع إلى القرآن الكريم بأصوات قرَّاء ترتاح لهم، وتأمل في معاني الآيات، وإذا رأيت أن هذا يفيدك فاستمر فيه، وإن رأيت أنه يضايقك، فتوقَّف عنه حتى تتجاوز هذه المرحلة.
8- استمع لبعض المقاطع التي تتحدث عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته وكرمه مع الناس.
حاول أن تعمل بهذه الخطوات لمدة شهر، فإن لم تتحسن حالتك، فراجِع عيادة للعلاج النفسي السلوكي.
مع تمنياتي لك بالعافية.
تمت قراءة هذا المقال بالفعل7 مرة!
✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.