dark

رييل ستوري | تحريم ادعاء الربوبية من دون الله أو إضافتها لغير الله تبارك وتعالى

اعلانات

تحريم ادعاء الربوبية من دون الله أو إضافتها لغير الله تبارك وتعالى

 

قال الله تبارك وتعالى: ﴿ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 79 – 80].

 

وقال الله تعالى: ﴿ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُون [المؤمنون: 84 – 89].

 

وقال القوي العزيز: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [البقرة: 258].

 

وقال الكبير المتعال مخبرًا عن الحقير الضال: ﴿ فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى * فَأَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى [النازعات: 23 – 26].

 

وقال الله تعالى: ﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ [الأنعام: 164].

 

وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ [الزخرف: 64].

 

وفي حديث صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه ـ في قصة الغلام والراهب والساحر ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فكان الغلام يُبرئ الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء، فسمع جليسٌ للملك كان قد عَمِيَ، فأتاه بهدايا كثيرة، فقال: ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني، فقال: إني لا أشفي أحدًا إنما يشفي الله، فإن أنت آمنتَ بالله دعوتُ اللهَ فشفاك، فآمن بالله فشفاهُ الله، فأتى المَلِكَ، فجلس إليه كما كان يجلس، فقال له المَلِكُ: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي، قال: ولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله، ثم جِيء بالغلام، فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فأراد الملكُ قتله، فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به، قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيدٍ واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهمًا من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: باسم الله ربِّ الغلام، ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني، فجمع الناس في صعيدٍ واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهمًا من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال باسم الله ربِّ الغلام، ثم رماه فمات، فقال الناس: آمنا بربِّ الغلام، آمنا بربِّ الغلام، آمنا بربِّ الغلام، فأُتي الملك، فقيل له: أرأيت ما كنت تحذَر؟ قد والله نزل بك حذرُك، قد آمن الناس»؛ رواه مسلم برقم (7621).

 

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مررتُ ليلة أُسريَ بي برائحة طيبة، فقلت: ما هذه الرائحة يا جبريل؟ قال: هذه ماشطة بنت فرعون، كانت تمشطها فوقع المشط من يدها، فقالت: بسم الله، قالت ابنة فرعون: أبي؟ قالت: ربي ورب أبيكِ، قالت: أقول له إذًا؟، قالت: قولي له، قال لها: أوَلَكِ رب غيري؟ قالت: ربي وربكَ الذي في السماء)؛ رواه أحمد برقم (2721) وابن ماجه (4030)، وأبو يعلى (2517)، وهذا لفظه[1].

 

الرب من أسماء الله تبارك وتعالى:

قال الإمام القرطبي في «الأسنى» (1/ 391): أجمع العلماء على أن الرب من أسماء الله تعالى؛ اهـ.

 

تحريم إطلاق الرب على غير الله تبارك وتعالى إلَّا مضافًا:

قال الإمام القرطبي: في «الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى» (1/ 391): ويحوز إجرائه على العبد منكَّرًا؛ كما ورد في التنزيل: ﴿ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ [يوسف: 50]، وأمَّا معرَّفًا بالألف واللام، فيختص بالله تعالى؛ اهـ.

 

وقال الإمام النووي في «الأذكار» (ص363): قال العلماء: لا يُطلق الربُّ بالألف واللام إلا على الله تعالى خاصة، فأمَّا مع الإضافة، فيقال: ربُّ المال، وربُّ الدار، وغير ذلك، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في ضالّة الإِبل: (دَعْها حتَّى يَلْقاها رَبُّها)[2]، والحديث الصحيح: (حتَّى يُهِمَّ ربَّ المَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ)[3]؛ اهـ.

 

من جعل لله ندًّا في ربوبيته أو ألوهيته كفر بإجماع المسلمين:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في «مجموع الفتاوى» (1/ 88): فمن جعل لله ندًّا من خلقه، فيما يستحقه عز وجل من الألوهية والربوبية، فقد كفر بإجماع الأمة؛ اهـ.

 

قلت: وأدلة تقرير إفراد الله تبارك وتعالى بربوبيته الخاصة به، وتحريم ادعاء المخلوق لها أو إضافتها إليه – مُنكرًا من القول وزورًا عند الملل كلها، باعتقاداتهم وفِطَرِهم وعاداتهم، ويأتي مزيد أدلة في أبواب تالية – إن شاء الله تعالى – والله أعلمُ وأحكمُ.


[1] حسنٌ بشواهده: راجع: «تحقيق المسند» (5/ 30) للشيخ الأرنؤوط، وتحقيق «مسند أبي يعلى» (4/ 395) للشيخ حسين سليم أسد، والله أعلم.

[2] رواه البخاري برقم (91)، ومسلم (1722)، عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه.

[3] رواه البخاري برقم (1412)، ومسلم (157)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.



تمت قراءة هذا المقال بالفعل9 مرة!

✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

رييل ستوري | مفهوم الوسطية في اللغة والشرع

Next Post

رييل ستوري | المضامين القرآنية ودلالتها على صدق النبي صلى الله عليه وسلم

Related Posts