dark

رييل ستوري | من أقوال السلف في الكف عما شجر بين الصحابة

اعلانات

من أقوال السلف في الكف عما شجر بين الصحابة

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فالصحابة رضي الله عنه أجمعين، أعلام المسلمين، وأئمة الدين، وسادة المتقين، لهم حقوق كثيرة، منها: الكف عما شجر بينهم، وللسلف رحمهم الله أقوال في ذلك، يسَّر الله الكريم فجمعتُ بعضًا منها، أسأل الله أن ينفع بها الجميع.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله عز وجل قد أمر بالاستغفار لهم، وهو يعلم أنهم سيقتتلون.

وقال رضي الله عنه لميمون بن مهران: يا ميمون، لا تسب السلف وادخل الجنة بسلام.

قال ابن عمر رضي الله عنهما: لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فإن مقام أحدهم خيرٌ من عمل أحدكم عمره كله.

سُئل سهل بن عبدالله التستري: متى يعلم الرجل أنه على السنة الجماعة؟ فأجاب رحمه الله: إذا عرف من نفسه خصال… ولا يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

قال أبو سعيد الخُدْري رضي الله عنه: ذُكِرَ عنده علي، وطلحة، والزبير، رضي الله عنهم أجمعين، فقال: قوم سبقت لهم سوابق وأصابتهم فتن، فرُدُّوا أمرهم إلى الله عز وجل…مثلُ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعيون، ودواء العيون ترك مسِّها.

قال الإمام أبو زُرْعة الرازي، والإمام أبو حاتم الرازي رحمهما الله: أدركنا العلماء في جميع الأمصار – حجازًا وعراقًا وشامًا ويمنًا – فكان من مذهبهم…. الترحُّم على جميع أصحاب محمد، والكف عما شجر بينهم.

قال أبو قلابة رحمه الله: إذا ذكر أصحاب محمد فأمسك.

قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله – عندما سئل عن صفين الجمل -: أمر أخرج الله يدي منه لا أُدْخِل لساني فيه. وقال: تلك دماء طَهَّر الله منها سيوفنا، فلا نُخضِّب بها ألسنتنا.

قال العوَّام بن حوشب رحمه الله: أدركت من أدركت من صدر هذه الأمة بعضهم يقول لبعض: اذكروا محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تأتلف عليهم القلوب، ولا تذكروا ما شجر بينهم فتحرشوا الناس عليهم.

قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: من الحجة الواضحة الثابتة البينة المعروفة ذكرُ محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أجمعين، والكف عن ذكر مساويهم، والخلاف الذي شجر بينهم.

قال الإمام المزني رحمه الله: نمسك عن الخوض فيما شجر بينهم، فهم خيار أهل الأرض بعد نبيهم، ارتضاهم الله عز وجل لنبيه، وجعلهم أنصارًا لدينه، فهم أئمة الدين وأعلام المسلمين رضي الله عنهم أجمعين.

قال الإمام البربهاري رحمه الله: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تُحدِّث بشيء من زللهم، ولا حربهم، ولا ما غاب عنك علمه، ولا تسمعه من أحدٍ يُحدِّث به؛ فإنه لا يسلم لك قلبك إن سمعت.

والكف عن حرب علي ومعاوية وعائشة وطلحة والزبير، ومن كان معهم، ولا تخاصم فيهم، وكِلْ أمرهم إلى الله تبارك وتعالى.

قال الإمام الصابوني رحمه الله: يرى أصحاب الحديث… الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيبًا لهم، ونقصًا فيهم.

 

قال الإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله: اعلموا- أرشدكم الله- أن مما أجمعوا رحمة الله عليهم على… الكف عن ذكر الصحابة إلا بخير ما يذكرون به، وعلى أنهم أحق أن ينشر محاسنهم، ويلتمس لأفعالهم أفضل المخارج، وأن نظن بهم أحسن الظن، وأحسن المذاهب.

قال الإمام ابن أبي زمنين رحمه الله: ومن قول أهل السنة أن يعتقد المرء المحبة لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم…ويمسك عن الخوض فيما دار بينهم.

 

قال العلامة يحيى العمراني رحمه الله نمسك عن ذكر ما جرى بينهم، ونحمل ذلك على أمور دينية كانوا بها متأوِّلين، ويغفر الله لهم ما وقع بينهم فيها من القتل بسابقتهم.

 

قال الإمام ابن بطة العكبري رحمه الله: ونكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد شهدوا المشاهد معه، وسبقوا الناس بالفضل، فقد غفر الله لهم…وكل ما شجر بينهم مغفور لهم.

ولا ينظر في كتاب صفين والجمل ووقعة الدار وسائر المنازعات التي جرت بينهم، ولا تكتبه لنفسك ولا لغيرك، ولا ترْوِه عن أحد ولا تقرَأْه على غيرك، ولا تسمعه ممن يرويه. فعلى ذلك اتفق سادات علماء هذه الأمة من النهي عما وصفناه.

قال الإمام ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله: لا يُذكَرَ أَحَدٌ مِن صحابَةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم إلَّا بأحْسَن ذِكْرٍ، والإمساك عمَّا شَجَرَ بَينهم، وأنَّهم أحَقُّ النَّاس أن يُلْتَمَسَ لَهم أَحَسَن المخارج، ويُظَنَّ بهم أحْسَن المذاهب.

قال الإمام الغزالي رحمه الله: الخوض بالباطل، يدخل فيه: حكاية ما جرى من قتال الصحابة، على وجه يوهم الطعن في بعضهم. وكل هذا باطل، والخوض فيه خوض في الباطل، نسأل الله حسن العون بلطفه وكرمه.

قال الإمام ابن البناء الحنبلي رحمه الله: علي بن أبي طالب رضي الله عنه…قتاله لطلحة، والزبير، وعائشة، ومعاوية رضي الله عنهم، فالنصوص عن أحمد الإمساك عن ذلك، وتلا قوله تعالى: ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [البقرة: 134] وقوله: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ [الحجر: 47].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين…قد ثبت في فضائلهم خصوصًا وعمومًا ما لم يثبت لغيرهم؛ فلهذا كان الكلام الذي في ذمهم على ما شجر بينهم أعظم إثمًا من الكلام في غيرهم.

 

مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ: سَلامةُ قُلُوبِهِمْ وَأَلْسِنَتِهِمْ لأَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا وَصَفَهُمُ اللهُ بِهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر: 10] وَطَاعَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ: ((لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه، لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ))، وَيَقْبَلُونَ مَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالإِجْمَاعُ مِنْ فَضَائِلِهِمْ وَمَرَاتِبِهِمْ.

منهج أهل السنة والجماعة الإمساك عن ذكر هفوات الصحابة، وتتبُّع زلَّاتهم، وعدم الخوض فيما شجر بينهم؛ امتثالًا لقول النبي: ((إِذا ذُكِرَ أصْحابِي فأمْسِكُوا، وَإِذا ذُكِرَتِ النُّجُومُ فأَمْسِكُوا، وَإذا ذُكِرَ القَدَرُ فأمْسِكُوا)).

والمختار الإمساك عما شجر بين الصحابة والاستغفار للطائفتين جميعًا وموالاتهم.

 

قال أبو بكر الإسماعيلي رحمه الله: والكف عن الوقيعة فيهم، وتأوُّل القبيح عليهم، ويكلونهم فيما جرى بينهم على التأويل إلى الله عز وجل.

 

قال الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله: وما نقل عنهم فيما شجر بينهم واختلفوا فيه، فمنه ما هو باطل وكذب فلا يلتفت إليه، وما كان صحيحًا أوَّلناه تأويلًا حسنًا؛ لأن الثناء عليهم من الله سابق، وما ذكر من الكلام اللاحق محتمل للتأويل، والمشكوك والموهوم لا يبطل الملحق المعلوم.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: اتفق أهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من حروب، ولو عرف المُحق منهم؛ لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلا عن اجتهاد، وقد عفا الله عن المُخطئ في الاجتهاد.

قال العلامة حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله: الواجب علينا سلامة قلوبنا وألسنتنا لهم ونشر فضائلهم، والكف عن مساويهم، وما شجر بينهم.

قال السعدي رحمه الله: أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، يمسكون عما شجر بينهم، وأنهم أوْلَى الأمة بكل خصلة حميدة، وأسبقهم إلى كل خير، وأبعدهم عن كل شر.

ملحق في حكم من يسبُّ الصحابة وينتقصهم ومراده من ذلك:

قال الإمام ابن عيينة رحمه الله: من نطق في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمةٍ فهو صاحب هوى.

عن عبدالله بن مصعب رحمه الله قال: قال لي أمير المؤمنين المهدي: ما تقول في الذين يشتمون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلتُ: زنادقة يا أمير المؤمنين. قال: ما علمت أحدًا قال هذا غيرك، فكيف ذلك؟

قلتُ: قوم أرادوا رسول الله، فلم يجدوا أحدًا من الأمة يتابعهم على ذلك، فشتموا أصحابه، يا أمير المؤمنين، ما أقبح بالرجل أن يصحب صحابة السوء! فكأنهم قالوا: رسول الله صحب صحابة السوء.

 

قال الإمام مالك رحمه الله: من سب الصحابة فلا سهم له مع المسلمين في الفيء، هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه حتى يقال: رجل سوء، ولو كان رجلًا صالحًا لكان أصحابه صالحين!

وقال: من شتم النبي قُتِل، ومن شتم أصحابه أُدِّب.

قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: مَنْ سَبَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أحدًا منهم فهو مبتدع رافضي خبيث، مخالف لا يقبل منه صرفًا ولا عدلًا.

وقال رحمه الله: إذا رأيت أحدًا يذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتَّهِمْه على الإسلام.

وقال رحمه الله: لا يجوز لأحد أن يذكر شيئًا من مساويهم، ولا يطعن على أحد منهم، فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته، ليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه ثم يستتيبه؛ فإن تاب قَبِل منه، وإن لم يتب أعاد عليه العقوبة وخلَّده في الحبس حتى يتوب ويرجع. وقال رحمه الله: من انتقص أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أبغضه بحدثٍ كان منه، أو ذكر مساوئه كان مبتدعًا حتى يترحم عليهم جميعًا، ويكون قلبه لهم سليمًا.

قال الإمام إبراهيم النخعي رحمه الله: كان يقال: شَتْمُ أبي بكر وعمر من الكبائر.

قال الإمام أبو زُرْعة الرازي رحمه الله: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَنْتَقِصُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَّ فَاعْلَمْ أَنَّهُ زِنْدِيقٌ، وَذَلِكَ أَنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَّ عِنْدَنَا حَقٌّ، وَالْقُرْآنَ حَقٌّ، وَإِنَّمَا أَدَّى إِلَيْنَا هَذَا الْقُرْآنَ وَالسُّنَنَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَّ، وَإِنَّمَا يُرِيدُونَ أَنْ يُجَرِّحُوا شُهُودَنَا لِيُبْطِلُوا الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ، وَالْجَرْحُ بِهِمْ أَوْلَى وَهُمْ زَنَادِقَةٌ.

قال الإمام السرخسي رحمه الله: الشريعة إِنَّمَا بلغتنا بنقلهم، فَمن طعن فيهم فَهُوَ ملحد منابذ لِلإِسْلامِ، دواؤه السَّيْف إِن لم يتب.

قال الصابوني رحمه الله: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم…من أبغضهم وسبهم ونسبهم إلى ما تنسبهم الروافض والخوارج لعنهم الله فقد هلك في الهالكين.

 

قال الإمام البربهاري رحمه الله: وإذا رأيت الرجل يطعن على أحدٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعلم أنه صاحب قول سوء وهوى.

واعلم أن من تناول أحدًا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فاعلم أنه إنما أراد محمدًا صلى الله عليه وسلم، وقد آذاه في قبره.

قال الإمام أبو المظفر السمعاني رحمه الله: التعرض إلى جانب الصحابة علامة على خذلان فاعله، بل هو بدعة وضلالة.

قال الإمام الآجري رحمه الله: لقد خاب وخسر من سَبَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه خالف الله ورسوله، ولحقته اللعنة من الله عز وجل، ومن رسوله ومن جميع المؤمنين، ولا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا، لا فريضة ولا تطوُّعًا، وهو ذليل في الدنيا، وضيع القدر، كثَّر الله بهم القبور، وأخلى منهم الدور.

قال الإمام النووي رحمه الله: اعلم أنَّ سَبَّ الصحابة حرام، من فواحش المحرمات سواء من لابس الفتن منهم وغيره؛ لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأوِّلون.

قال الإمام أبو نعيم الأصبهاني رحمه الله: فلا يتتبع هفوات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزللهم، ويحفظ عليهم ما يكون منهم في حال الغضب والموجدة إلا مفتون القلب في دينه.

 

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: البهتان الكبير أن يحكي أو ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لم يفعلوه على سبيل العيب والتنقُّص لهم، ومن أكثر من يدخل في هذا الوعيد: الكفرة بالله ورسوله، ثم الرافضة الذين ينتقَّصون الصحابة، ويعيبونهم بما قد برأهم الله منه، ويصفونهم بنقيض ما أخبر الله عنهم، فإن الله عز وجل قد أخبر أنه قد رضي عن المهاجرين والأنصار ومدحهم وهؤلاء الجهلة الأغبياء يسبونهم وينتقصونهم، ويذكرون عنهم ما لم يكن، ولا فعلوه أبدًا فهم في الحقيقة منكسو القلوب يذمون الممدوحين ويمدحون المذمومين، وقال: قد أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأوَّلين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فيا ويل من أبغضهم أو سَبَّهم أو أبغض أو سب بعضهم ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم أعني الصديق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه.

قال الإمام الشوكاني رحمه الله: وجناب الصحابة أَمْرٌ عَظِيمٌ، فَمَنِ انْتَهَكَ أَعْرَاضَ بَعْضِهِمْ فَقَدْ وَقَعَ فِي هُوَّةٍ لا يَنْجُو مِنْهَا سَالِمًا.

قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: الرافضة هم أشدُّ الناس خصومة وبغضًا للحق وأهله، وللسنة وأهلها، وعقيدتهم أبعد العقائد…عن الإسلام؛ وذلك لأنهم بطعنهم في الصحابة رضي الله عنهم يطعنون في الدين وفي الشرع؛ لأن الشريعة إنما نُقلت إلينا بواسطة الصحابة.

قال العلامة العثيمين رحمه الله: سَبُّ الصحابة على ثلاثة أقسام:

الأول: أن يسبهم بما يقتضي كفر أكثرهم أو أن عامتهم فسقوا، فهذا كفر؛ لأنه تكذيب لله ورسوله بالثناء عليهم والترضي عنهم، بل من شك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين؛ لأن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب أو السنة كُفَّار أو فُسَّاق.

 

الثاني: أن يسبهم باللعن والتقبيح، ففي كفره قولان لأهل العلم، وعلى القول بأنه لا يكفر يجب أن يُجلَد ويُحبَس حتى يموت أو يرجع عما قال.

 

الثالث: أن يسبَّهم بما لا يقدح في دينهم؛ كالجبن والبخل فلا يكفر ولكن يُعزَّر بما يردعه عن ذلك.

 

وقال: القدح في الصحابة رضي الله عنهم ليس قدحًا في الصحابة أنفسهم فقط؛ بل هو قدح فيهم وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقدح في الشريعة، وقدح في الله سبحانه وتعالى؛ لأنه إذا صار القدح في الصحابة رضي الله عنهم، كان ذلك قدحًا في الشريعة؛ لأنهم هم الذين نقلوها إلينا، فإذا كانوا محل قدح وعيب فكيف نثق بالشريعة التي بين أيدينا وقد جاءت عن طريقهم؟ وإذا كان قدحًا في الصحابة كان قدحًا في النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم أصحابه وأحبابه وناصروه على أعدائه، والقدح في الصاحب قدح في المصحوب، وإذا كان القدح في الصحابة صار قدحًا في الله عز وجل، فكيف يقال: إن الله تعالى اختار لنبيه وهو أفضل خلقه مثل هؤلاء الأصحاب الذين هم محل القدح والسَّبِّ والعيب؟ فالقدح في الصحابة قدح في الله وفي رسوله وفي شريعته والأمر أمرٌ عظيمٌ.

 

وفي الختام: هذه وصية من العلامة صالح الفوزان يقول: هناك من يتكلمون في الصحابة وينتقصونهم ويتلمسون لهم المعائب، هذا موجود في الفِرَق الضالة من الخوارج والشيعة ممن ينتقصون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم…فاحذر أيها المسلم…من أن تغترَّ بهذه الأقوال الخاسئة التي تنتقص أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم…احذر أن تؤثر فيك هذه المقالات…احذرها لئلا يقع في قلبك شيء على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتهلك، وما أكثر من يخوض اليوم في شأن الصحابة، ويتلمسون لهم العيوب!….وهذا خطر عظيم على من قاله، ومن استمع إليه وقرأه.

 



تمت قراءة هذا المقال بالفعل129 مرة!

✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

رييل ستوري | مشروعية إطالة الركعة الأولى والحكمة منه وما يقاس عليه

Next Post

ليه في حور عين ومفيش رجال عين؟ بشري✨❤️ #شورت #قصص #shortsfeed

Related Posts