dark

رييل ستوري | إتحاف الخلان بمحفزات لحفظ القرآن

اعلانات

إتحاف الْخِلَّان بمُحفِّزاتٍ لحفظ القرآن

 

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرًا بصيرًا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجًا وجعل فيها سراجًا وقمرًا منيرًا، وهو الذي جعل الليل والنهار خِلْفَةً لمن أراد أن يذكَّر أو أراد شكورًا، والصلاة والسلام على من بعثه ربه هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:

فالسعيد من أسعده الله بطاعته، ويسَّر له سُبُلها، وأكرمه باغتنامها، وإن من نِعَمِ الله تعالى على عباده أنْ منحهم عطايا جِسامًا، ووهبهم هباتٍ عِظامًا، وإن من أجَلِّها بعد الهداية إلى الإسلام، نعمةَ القرآن، وشرف تلاوته، ورِفعة درجة حَمَلَتِهِ.

 

“فهو كتابه الدالُّ لمن أراد معرفته، وطريقه الموصِّلة لسالكها إليه، ونوره المبين الذي أشرقت له الظلمات، ورحمته المهداة التي بها صلاح جميع المخلوقات، والسبب الواصل بينه وبين عباده إذا انقطعت الأسباب، وبابه الأعظم الذي منه الدخول، فلا يُغلَق إذا غُلِّقت الأبواب”؛ [مدارج السالكين].

وهو شفاء القلوب والأبدان: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57].

‌”إذا ‌أردت ‌الانتفاع ‌بالقرآن، فاجْمَعْ قلبك عند تلاوته وسماعه، وألْقِ سمعك، واحضُر حضورَ مَن يخاطبه به”؛ [الفوائد لابن القيم].

 

وهو الهدى والنور المبين: ﴿ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 16].

“وبالجملة؛ ‌فلا ‌شيءَ ‌أنفعُ ‌للقلب من قراءة القرآن بالتدبُّر والتفكُّر؛ فإنه جامع لجميع منازل السائرين، وأحوال العاملين، ومقامات العارفين، وهو الذي يُورِث المحبة والشوق، والخوف والرجاء، والإنابة والتوكل، والرضا والتفويض، والشكر والصبر، وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله، وكذلك يزجر عن جميع الصفات والأفعال المذمومة التي بها فساد القلب وهلاكه”؛ [مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة].

أيها الحبيب المبارك: فهذا أخوك يشُدُّ عضُدَك ببعض المحفِّزات الداعية إلى حفظ القرآن، والمرغِّبة في تلاوته، تَشْحَذُ الهِمَمَ وتقوِّي العزم، وتُعين على الوصول إلى المطلوب والظَّفَرِ بالمرغوب.

 

أولها: أن القرآن كلام الله، والاشتغال به عبادة من أعظم العبادات.

 

فعن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الرب عز وجل: مَن شَغَلَهُ القرآن عن ذِكري ومَسألتي، أعطيتُه أفضلَ ما أُعطي السائلين، وفضلُ كلام الله على سائر الكلام، ‌كفضل ‌الله ‌على ‌خلقه))؛ [سنن الترمذي].

فالاشتغال به قراءةً وفهمًا وتدبرًا، وتعلمًا وتعليمًا وعملًا به أفضلُ ما يُوفَّق إليه العبد.

 

ثانيها: إن أهل القرآن هم أهل الله وخاصَّتُه؛ فعن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله أهْلِينَ من الناس، قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال: هم أهل القرآن؛ ‌أهل ‌الله ‌وخاصته))؛ [سنن ابن ماجه].

أكْرَمَ الله عز وجل أهل القرآن العالمين العاملين به، التالين له، الْمُقِيمين حروفَه وحدودَه، فجعلهم أهله وخاصته، فهم أحبابه وأولياؤه، وكفى بها نعمة.

 

الثالث منها: إن أهل القرآن هم من خير عباد الله؛ روى البخاري من حديث ‌أبي عبدالرحمن السلمي، عن ‌عثمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((‌خيركم ‌من ‌تعلَّم القرآن وعلَّمه، قال: وأقرأ أبو عبدالرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجَّاج، قال: وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا))؛ [صحيح البخاري].

“‌ولا ‌شك ‌أن ‌الجامع بين تعلُّم القرآن وتعليمه مكمل لنفسه ولغيره، جامع بين النفع القاصر والنفع المتعدي؛ ولهذا كان أفضل”؛ [فتح الباري شرح صحيح البخاري].

رابعًا: قارئ القرآن يَنْعَم بالأجر ما كان للقرآن تاليًا، حتى وإن شقَّت عليه القراءة؛ فعن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الماهر بالقرآن مع السَّفَرَةِ ‌الكِرامِ ‌البَرَرَةِ، والذي يقرأ القرآن ويَتَتَعْتَعُ فيه، وهو عليه شاقٌّ، له أجران))؛ [صحيح مسلم].

خامسها: شفاعة القرآن لقارئه؛ عن أبي أمامة الباهلي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة ‌شفيعًا ‌لأصحابه))؛ [صحيح مسلم].

سادسًا: أهل القرآن يلبَسون تاج الكرامة يوم القيامة؛ فعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حَلِّه، فيُلبَس ‌تاج ‌الكرامة، ثم يقول: يا رب زِدْهُ، فيُلبس حُلَّة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارضَ عنه، فيرضى عنه، فيقال له: اقرأ وارْقَ، ويُزاد بكل آية حسنةً))؛ [سنن الترمذي].

سابعًا: أهل القرآن يكرمهم الله عز وجل بالرفعة والمكانة العلِيَّة؛ قال عمر: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال: ((‌إن ‌الله ‌يرفع ‌بهذا الكتاب أقوامًا، ويضع به آخرين))؛ [صحيح مسلم].

ثامنًا: يُكرِم الله عز وجل قارئ القرآن بأجور وافرة عظيمة؛ عن عبدالله بن مسعود، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ‌الم ‌حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف))؛ [سنن الترمذي].

وبعد أنْ صَحِبْتُك – أيها القارئ الكريم – في هذه الرحلة الماتعة، كنا فيها صحبة حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم، مع جملة من محفِّزات الهمم لحفظ القرآن وتلاوته، فهنيئًا لك تلك المبشرات، وهنيئًا لك تلك الأجور العظيمة.

 

أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن، وأن يتقبل منا ومنكم.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلاة الله وسلامه على المبعوث رحمة للعالمين.



تمت قراءة هذا المقال بالفعل5 مرة!

✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

رييل ستوري | وسطية أهل السنة في الجمع بين المحبة والخوف والرجاء

Next Post

رييل ستوري | رفضتني لأنني أحببت فتاة قبلها

Related Posts

الشيخ عثمان الخميس دعاء ل اخواننا #اكسبلور #القرآن_الكريم #دويتو #لايك #عثمان_الخميس #تيك_توك #fo

تمت قراءة هذا المقال بالفعل277 مرة! ✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً. ياريت تشكرونا…
Read More

رييل ستوري | (يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب)

تفسير: (يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ…
Read More