dark

رييل ستوري | عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أعتق صفية وجعل عتقها صداقها

اعلانات

حديث: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أَعتَق صفية وجعل عتقَها صداقها

 

عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أَعتَق صفية وجعل عتقَها صداقها؛ متفق عليه.

 

المفردات:

الصداق: هو المهر ويسمى أيضًا صدقة بضم الدال ونِحلة وفريضة وأجرًا.

 

أعتق صفية: أي حرَّرها من الرِّق؛ لأنها من السبي يوم خيبر.

 

صفية: هي أم المؤمنين صفية بنت حُيي بن أخطب بن سعية بن عامر بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النظير بن النحام بن ينحوم من بني إسرائيل من سبط هارون بن عمران صلى الله عليه وسلم، وأمها برة بنت سمؤال أخت رفاعة بن سمؤال من بني قريظة إخوة النضير، وكانت صفية تزوَّجها سلام بن مشكم القرظي، ثم فارقها فتزوَّجها كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق النضري، فقُتل كنانة عنها يوم خيبر.

 

ووقعت في سهم دحية الكلبي، فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه قد وقع في سهم دحية الكلبي جارية جميلة، فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة أرؤس، ودفعها إلى أم سليم حتى تُصنعها وتهيئها وتعتد عندها، وقال الناس: والله ما ندري أتزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم تسرَّى بها، فلما حملها على بعيره سترها، وأردفها خلفه، فعرَف الناس أنه قد تزوَّجها، وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وليمتها التمر والأقط والسمن، فأكل الناس حتى شبعُوا، ولما حوصر عثمان بن عفان رضي الله عنه، جعلت صفية رضي الله عنها خشبًا بين منزلها ومنزل عثمان رضي الله عنه، تنقل عليه له الماء والطعام، وتوفيت صفية رضي الله عنها سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، ودُفنت بالبقيع.

 

وجعل عتقها صداقها: أي واعتبر تحريرها من الرِّق مهرها.

 

البحث:

روى البخاري في صحيحه في باب غزوة خيبر من طريق حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح قريبًا من خيبر بغَلَسِ، ثم قال: الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين، فخرجوا يسعون في السكك، فقتَل النبي صلى الله عليه وسلم المقاتلة، وَسَبى الذرية، وكان في السبي صفية فصارت إلى دحية الكلبي، ثم صارت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل عتقها صداقها، فقال عبدالعزيز بن صهيب لثابت: يا أبا محمد، أأنت قلت لأنس ما أَصدقها؟ فحرك ثابت رأسه تصديقًا له، ثم ساق البخاري من طريق شعبة عن عبدالعزيز بن صهيب قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: سَبَى النبي صلى الله عليه وسلم صفية، فأعتَقها وتزوَّجها، فقال ثابت لأنس: ما أصدقها؟ قال: أصدقها نفسها فأعتقها؛ أما مسلم رحمه الله فقد روى من طريق عبدالعزيز عن أنس رضي الله عنه في قصة غزوة خيبر، قال: وأصبناها عَنوة، وجمع السبي فجاءه دحية، فقال: يا رسول الله، أعطني جارية من السبي فقال: اذهب فخُذ جارية، فأخذ صفية بنت حيي، فجاء رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله أعطيت دحية صفية بنت حيي سيد قريظة والنضير، ما تصلح إلا لك، قال: ادعوه بها، قال: فجاء بها فلما نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم، قال: خذ جارية من السبي غيرها، قال: وأعتقها وتزوَّجها، فقال له ثابت: يا أبا حمزة ما أصدقها؟ قال: نفسها، أعتقها وتزوجها، حتى إذا كان بالطريق جهَّزتها له أم سليم، فأهدتْها له من الليل، فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم عروسًا، فقال: من كان عنده شيء فليجيء به، قال: وبسط نطعًا قال: فجعل الرجل يجيء بالأقط، وجعل الرجل يجيء بالتمر، وجعل الرجل يجيء بالسمن، فحاسوا حيسًا، فكانت وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم رواه مسلم من عدة طرق عن ثابت وعبدالعزيز بن صهيب وشعيب بن الحبحاب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أعتق صفية، وجعل عتقها صداقها، وفي لفظ له: أنه تزوَّج صفية وأصدقها عتقها؛ اهـ.

 

وقوله في الحديث: وحاسوا حيسًا، الحيس هو الأقط والتمر والسمن يُخلط ويُعجن، ثم ساق مسلم من طريق ثابت عن أنس رضي الله عنه قال: كنت ردفَ أبي طلحة يوم خيبر، وقدمي تمس قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأتيناهم حين بزغت الشمس، وقد أخرجوا مواشيهم، وخرجوا بفؤوسهم ومكاتلهم ومرورهم، فقالوا: محمد والخميس، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين، قال: وهزمهم الله عز وجل، ووقعت في سهم دحية جارية جميلة، فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة أرؤس، ثم دفعها إلى أم سليم، تصنعها له وتُهيئها، قال: وأحسبه قال: وتعتد في بيتها وهي صفية بنت حيي، قال: وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وليمتها والأقط والسمن، فُحِصَت الأرض أفاحيص وجيء بالأنطاع فوُضعت فيها، وجيء بالأقط والسمن، فشَبِعَ الناس، قال: وقال الناس: لا ندري أتزوجها أم اتَّخذها أمَّ ولدٍ؟ قالوا: إن حجبها فهي امرأته وإن لم يَحجبها، فهي أم ولد، فلما أراد أن يركب حجبها، فقعدت على عجز البعير، فعرَفوا أنه قد تزوَّجها؛ الحديث، وقوله في الحديث: ومكاتلهم ومرورهم، المكاتل جمع مكتل وهو القفة والزنبيل، والمرور جمع مَر بفتح الميم وهو مثل المجرفة وأكبر منها، يقال لها المساحِي، وقيل المراد بالمرور هنا الحبال كانوا يصعدون بها إلى النخيل، وواحدها مر بفتح الميم وكسرها؛ لأنه يُمر حين يُفتل، وقوله: فُحِصت الأرض أفاحيص؛ أي كُشف التراب من أعلاها، وحُفرت شيئًا يسيرًا؛ ليجعل الأنطاع في المحفور، ويُصب فيها السمن، فيثبُت ولا يخرج من جوانبها، وأصل الفحص الكشف، والأفاحيص جمع أفحوص، وقد روى البخاري ومسلم واللفظ لمسلم من حديث أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذي يعتق جاريته، ثم يتزوَّجها له أجران.

 

ما يفيده الحديث:

1- جواز أن يكون عتق الأمة مهرًا لها.

 

2- يستحب للرجل أن يعتق الأمة ويتزوجها.

 

3- إذا أعتق أمته على أن يجعل عتقها صداقها صحَّ العتق والعقد والمهر.

تمت قراءة هذا المقال بالفعل15 مرة!

✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

رييل ستوري | الوصية بـ (أحب للناس ما تحب لنفسك)

Next Post

رييل ستوري | فضل صوم غالب شعبان

Related Posts