علينا جميعا أن نعلم أن الخيال يساعد صغارنا للوصول إلى أعلى الملكات الفكرية والعاطفية والاجتماعية أيضا، فالخيال عامل ضروري لتنمية العديد من مهارات التعلم الكامنة لدى الصغار، فالخطوة الأولى في رحلة الاكتشافات والإبداع والحكمة هي الخيال؛ وهناك مقولة شهيرة للغاية لألبرت أينشتين توضح هذا المعنى، والتي دونت كالتالي (المعرفة ليست علامة الذكاء ولكن الخيال).

القصــــــــــــــــة الأولى بعنوان (الغابة السحرية):

ولا أجمل من قصص أطفال مكتوبة قصيرة ولاسيما حينما تكون خيالية حيث تساهم في توسيع مخيلة الطفل الصغير والزيادة من قدرته على التخيل ورسم الصورة…

يحكى أنه في قديم الزمان كانت هناك طفلة صغيرة تعيش بإحدى القرى الجميلة، كانت هذه الطفلة تتميز دونا عن غيرها بفضولها الزائد وحبها الشديد لاستكشاف كل ما حولها، كانت تطمح لاستكشاف الغابة التي وراء حدود قريتها، فقد كانت على الدوام تثير فضولها.

وبيوم من الأيام قررت الطفلة أن تتخذ أجرأ قرار بحياتها على الإطلاق، قررت الذهاب وحيدة للغابة السحرية واستكشافها على الرغم من تحذير كل من حولها من الغابة ومدى خطورتها على الكبار!

لم تشعر الطفلة على الرغم من صغر سنها بالخوف من الغابة، وذهبت إليها فقد كانت تريد أن تخمد نيران الفضول التي تدب بقلبها، وصلت الطفلة إلى مكان تغمره الأشجار الكثيفة لدرجة أن ضوء الشمس كان يتسرب لداخل الغابة بصعوبة بالغة، وجدت هناك بوابة ضخمة وكانت عبارة عن بعض فروع وأغصان الأشجار الكثيفة الملتوية على بعضها البعض، وكانت تتخللها أوراق الشجيرات المتداخلة.

ودون تردد اخترقت الطفلة البوابة لتستكشف ما وراءها، وما إن باتت بداخلها حتى وجدت نفسها بعالم سحري زاخم بالألوان الزاهية والمخلوقات الغريبة العجيبة التي لم يرى في مثلها!!

وأثناء رحلتها السحرية العجيبة داخل الغابة والممالك المتنوعة السحرية التي تقبع بها رأت الطفلة العديد والعديد من المخلوقات السحرية، مخلوقات غريبة الشكل والهيئة وهبوها قوى خارقة، جعلت منها هذه الهبات تكشف على أماكن الذهب والفضة، كما أنها كانت تغمض عينيها فتكون بهذا العالم السري السحري وقتما أرادت.

جعلت من مواهبها النادرة التي اكتسبتها حينما ذهبت للغابة السحرية المحظورة إعانة لكل من حولها، فقد كانت على الدوام تكتشف أماكن الذهب والفضة وتجعل أهل بلدتها يخرجونها، فيقومون بإنشاء المدارس والمستشفيات وكل ما يحتاجون إليه من خدمات، كان الجميع يحبها لاتساع قلبها بحب الجميع والتفكير في مصلحة الجميع، على الرغم من صغر سنها إلا إنها ضربت مثالا يحتذى به لجميع من حولها في التفكير في الآخرين.

القصـــــــــــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــة:

يحكى أنه في بلدة صغيرة كان يعيش ثلاثة من الأصدقاء الأوفياء المخلصين، كانت تجمعهم صفة الصداقة أولهم كان يتسم بالشجاعة وحب المغامرة، والثاني كان يتسم بالذكاء منقطع النظير وحبه للقراءة، والثالث كان يحب الخيال ولديه قدرة على حل الأزمات باستخدام مخيلته وتنفيذ ذلك على أرض الواقع.

وبإحدى المغامرات التي تعودوا عليها وجدوا قطعة جلدية مرسوم عليها خريطة وكتب عليها مرحبا بكم في أرض السحر والخيال!

لم يتردد الأصدقاء في الذهاب لمدينة السحر والخيال، ولم يضيعوا من بين أيديهم مثل هذه الفرصة الثمينة في الذهاب لمغامرة ممتعة شيقة مليئة بالمفاجآت؛ كانوا يتعاونون سويا للتغلب على كافة المصاعب والتحديات التي كانت تواجههم برحلة الوصول لبلاد السحر والخيال.

خاض الصغار الثلاثة تجاربا كثيرة شاقة وكانت محفوفة بالمخاطر، فتوجب عليهم السفر عبر غابات كثيفة الأشجار، وأودية عميقة للغاية، ومروا بجبال شاهقة الارتفاع وبحار ومحيطات هائجة، وفي كل مرحلة من مراحل رحلة السحر وبلاد الخيال كانوا يواجهون صعابا وتحديات ويتمكنون من التغلب عليها، ثابروا على الصبر والتعاون  فيما بينهم وتعلموا أهم شيء قوة الإرادة والعزيمة بالإصرار للوصول للمراد.

وأخيرا وصلوا لبلاد السحر والخيال، وهناك وجدوا أشياء لا توصف على الإطلاق من شدة جمالها، كانت الأزهار والورود تتحدث إليهم والأشجار تغني، والحيوانات تتحدث إليهم بشكل مباشر، كانت الأجواء من حولهم مليئة بالسحر والخيال الذي لا حد له.

كانوا يستمتعون لأبعد الحدود، ومن شدة سعادتهم بالمغامرة ونهايتها الجميلة نسوا جميع الأهوال والتحديات التي خاضوها بهدف الوصول لبلاد السحر والخيال، وفي نهاية الرحلة أدرك ثلاثتهم أن أعظم شيء يمتلكونه على الإطلاق صداقتهم، وأن السحر الحقيقي الذي يغلف حياتهم ويحيط بها هو سحر الصداقة التي تجمعهم، وأن الرحلة ما كانت لتكون بهذه الروعة لولا اجتماعهم على الصداقة التي تربطهم ببعضهم البعض.

عاد الأصدقاء الثلاثة لبلادهم بعدما استمتعوا برحلة شيقة وكانت قلوبهم مليئة بالكثير من الذكريات الجميلة التي لا تنسى على الإطلاق، كانت صداقتهم بعد مرورها بالكثير من التحديات لا يمكن أن تزول من بينهم، قرروا أن يشاركوا الآخرين مغامراتهم وتجاربهم، فكانوا على الدوام يسردون للصغار مثلهم كل من يطلب منهم الاستماع إليهم مغامرتهم الأخيرة ببلاد السحر والخيال، فكان الأطفال الصغار يتوقون لخوض مغامرات مثل مغامراتهم، فكونوا صداقات حقيقية مثل صداقتهم الحقيقية وسعوا للخوض في مغامرات شيقة مثلهم.

أما عن الأصدقاء الثلاثة فكانوا كلما اجتمعوا سويا كانوا يخططون للذهاب في مغامرة جديدة بتجربة جديدة وذكريات جميلة تصنع من جديد لتبقى بقلوبهم وتتخلد بعقولهم، ازدادت رحلاتهم الاستكشافية واكتشفوا ثلاثتهم أن قوتهم تكمن في اتحادهم سويا فكل منهم يمتلك صفات مختلفة عن الآخر، تنوع شخصياتهم يكسبهم القوة عند اتحادهم.

وبذلك استمر الثلاثة أصدقاء في بناء ذكرياتهم وتجاربهم الرائعة بطريقة جعلتهم يدركون أن الحياة هي رحلة مليئة بالمغامرات والصداقات التي لا تُنسى، وأن كل يوم هو فرصة جديدة لاكتشاف شيء جديد والتعلم من تجاربنا ومن بعضنا البعض.