ما هو الشيطان في الاصطلاح؟

الشيطان هو كافر الجن أو فاسقه، والشيطان الأكبر هو إبليس رأس الجن، وهناك شياطين تابعة له من ذريته.

الشيطان في اللغة:

اختُلف في معنى الشيطان من ناحية اللغة بناء على الاختلاف في اشتقاقه وأصالة النون في بنائه:

1- قال فريق: إنَّه مشتق من (شطن)؛ بمعنى: بَعُد عن الحقِّ، والشاطن: الخبيث، وتشيطن الرجل: إذا صار كالشيطان وفعل فعله، ومنه الشيطنة: وهي مرتبة عامَّة لمظاهر الضلال، وعلى هذا الاشتقاق تكون كلمة شيطان على وزن (فيعال)، والنون فيه أصلية.
2- وذهب آخرون إلى أنَّ الشيطان مأخوذ من الفعل (شاط)؛ بمعنى: احترق من الغضب، فهو من: شاط يشيط، وتشيط: إذا لفحَته النار فاحترق؛ مثل هيمان وغيمان؛ مِن هام وغام، وعلى هذا الاشتقاق يكون على وزن فعلان، والنون فيه زائدة.
والقول الأول أرجح؛ لأنَّه أقرب إلى وصف أعمال الشيطان التي تَهدف إلى إبعاد الناس عن عمَل الخير واتِّباع الحق.

ومن هذا المنطلق يُطْلَق لفظ شيطان على مرتكب منكر إبعاد الناس عن الحقِّ سواء كان من الإنس أو من الجنِّ، ولذا قال تعالى:

1-{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ} [الأنعام: 112] 2-{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [البقرة: 14].
3- وقال عمر: يَا رَسُول اللَّهِ، هَذَا عُمَيْر بْن وَهْب شيطان من شياطين قريش
4- وكان يُطْلَق على عثمان بن الحويرث شيطان قريش
5- وبعض العرب كانوا يُسَمُّون أبناءهم “شيطان” ليكون مرهوبًا من الأعداء.
6- ولم يقبل الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الاسم في المسلمين؛ فقد جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُرْطٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا اسْمُكَ؟» قَالَ: شَيْطَانُ بْنُ قُرْطٍ، فَقَالَ لَهُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُرْطٍ».
7- بل لم يقبل ما يشير إلى الشيطان ولو بلفظ آخر، فعَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا، وَأَبِي (أبو سبرة المذحجي رضي الله عنه)، عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِأَبِي: «هَذَا ابْنُكَ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «مَا اسْمُهُ؟» قَالَ: الْحُبَابُ قَالَ: «الْحُبَابُ شَيْطَانٌ، وَلَكِنْ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ».
8-  والعرب يطلقون على الحية شيطان، وكذلك الحباب اسم من أسماء الحية، ولذا فهو اسم مشترك مع الشيطان، وقيل الحباب اسم لشيطان معين.
وعندما تأتي كلمة الشيطان معرَّفة فإن المقصود بها على الأغلب إبليس:
{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ} [إبراهيم: 22] {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا} [النساء: 119]

ما العفريت؟

والعفريت هو الجن المتمرِّد القوي الداهية: والدّهاء أُخِذ من العَفَارَة وهي الشَّيْطَنَة والدَّهاء يقال رجل عَفْرٌ وعِفْرٌ ومنه قيل للشيطان المتمرّد عِفرِيت ويوصَف به الرَّجلُ الدَّاهي الخَبِيث فيقال رجل عِفْريت.
وفي القرآن: {قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ} [النمل: 39].

وجاء في التحرير والتنوير (19/ 271)، والعفريت اسم لِلشَّدِيدِ الَّذِي لَا يُصَابُ وَلَا يُنَالُ، فَهُوَ يُتَّقَى لِشَرِّهِ. وَأَصْلُهُ اسْمٌ لِعُتَاةِ الْجِنِّ، وَيُوصَفُ بِهِ النَّاسُ عَلَى مَعْنَى التَّشْبِيهِ.
وفيه القوة، وليس بالضرورة الحكمة؛ فالله وصفه بالقوة، بينما وصف الأسرع في الإتيان بالعرش بالعلم. قال تعالى: {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} [النمل: 40][1].