ربما لا يخفى على أحدٍ منا أن سيدة الأعمال لبنى العليان من أبرز الشخصيات النسائية في المملكة العربية السعودية والعالم العربي؛ فهي رمز للقوة والإنجاز، ورائدة في عالم الأعمال، وداعمة لتمكين المرأة.

تدير لبنى العليان واحدة من أكبر الإمبراطوريات التجارية في المملكة العربية السعودية، وهي “مجموعة العليان” التي تأسست على يد والدها الشيخ سليمان العليان؛ أحد رواد العمل في المملكة.

نشأة ملهمة

وُلدت لبنى سليمان العليان يوم 4 أغسطس عام 1955م، ونشأت في بيئة عائلية ثرية بالثقافة والتعليم؛ حيث شجعها والدها على التعليم واكتساب المزيد من المهارات اللازمة للنجاح.

وتخرجت في الجامعة الأمريكية في بيروت بشهادة في إدارة الأعمال، ثم أكملت دراستها العليا بجامعة هارفارد العريقة.

مسيرة حافلة بالإنجازات

تولت لبنى العليان منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة العليان عام 2001، وأصبحت أول امرأة تشغل هذا المنصب في المملكة العربية السعودية.

وقادت المجموعة نحو آفاق جديدة من النمو والتطور، ووسعت نطاق أعمالها لتشمل قطاعات متنوعة مثل: العقارات والتمويل والسياحة والرعاية الصحية.

شخصية مؤثرة عالميًا

لم تقتصر إنجازات لبنى العليان على مجال الأعمال فقط، بل تعدت ذلك لتشمل العديد من المجالات الأخرى؛ إذ اختارتها مجلة “تايم” من ضمن أكثر 100 شخصية تأثيرًا في العالم.

واختارتها مجلة “فورتشين” من ضمن أقوى السيدات في العالم لعدة سنوات متتالية، وحازت على العديد من الجوائز والتكريمات؛ منها الدكتوراه الفخرية في القانون من كلية (Trinity) في دبلن، والوسام الملكي السويدي للنجم القطبي من الطبقة الأولى.

داعمة لتمكين المرأة

تعد لبنى العليان من أشد الداعمين لتمكين المرأة في المملكة والبُلدان العربية، وتؤمن إيمانًا راسخًا بقدرة المرأة على تحقيق النجاح في جميع المجالات.

واللافت في هذه القصة الملهمة أن لبنى العليان تشارك في العديد من المبادرات والفعاليات الهادفة إلى تعزيز دور المرأة في المجتمع، وتقديم الدعم والمساندة للنساء في مختلف مراحل حياتهن.

منارة اقتصادية تشع إبداعًا

تتولى لبنى العليان مسؤولية دفة “مجموعة العليان”، ذلك الصرح الاقتصادي الشامخ في المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط، مساهمةً في أكثر من 40 شركة عملاقة، وبفضل بصيرتها الثاقبة وخبرتها المتراكمة حفرت اسمها بأحرف من ذهب في سجل كبار المستثمرين داخل سوق الأسهم السعودي.

رائدة تكسر قيود النمط

لم تقتصر إنجازات لبنى العليان على المجال التجاري فحسب بل امتد الأمر ليشمل العديد من المجالات الأخرى، فهي أول امرأة تعين عضوًا في مجلس إدارة شركة سعودية علاقة، محطمة بذلك قيود النمط السائد وممهدة الطريق أمام النساء العربيات الأخريات ليتركن بصماتهن في عالم الأعمال.

عضو فاعل في مسيرة التطور

تزين رحلة لبنى العليان إنجازات عظيمة، فكانت أول امرأة سعودية تنتخب عضوًا في مجلس إدارة “البنك السعودي الهولندي”، وحملت لواء المملكة في مجالس إدارات عالمية مرموقة، مثل: “مجموعة رولز رويس البريطانية” و”مجموعة دبيو بي بي الإعلامية” و”بنك أكبانك التركي” و”شركة شلمبيرجير البترولية”.

وهي تشارك بخبرتها وتثري حوارات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وتلهم بقصص نجاحها جيلًا جديدًا من الرياديات في عالم الأعمال، وتُوجت جهودها باعتراف عالمي بإنجازاتها؛ حيث صنفتها مجلة “فوربس الشرق الأوسط” أقوى سيدة عربية لعامي 2017 و2018، وواحدة من أقوى 100 سيدة أعمال في عام 2020.

شهادة على تفوق لا مثيل له

تزين جدران مكتب لبنى العليان شهادات علمية رفيعة المستوى، تؤكد كفاءتها وتفوقها؛ فقد نالت شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة إنديانا في الولايات المتحدة الأمريكية، وشهادة البكالوريوس في علم الزراعة من جامعة كورنيل.

خبرات تدعم مسيرة النجاح

قبل أن تتولى لبنى العليان زمام الأمور في مجموعة العليان العملاقة اكتسبت خبرة مثمرة من خلال عملها في بنك “مورغان غوارنت” في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وعملت هناك من عام 1979م إلى عام 1981م، مزودة نفسها بزاد من المعرفة والمهارات التي ساهمت في صقل قدراتها ونجاحها اللاحق.

إنجاز جديد يثري مسيرة نجاح متواصلة

تواصل لبنى العليان مسيرتها الملهمة الحافلة بالإنجازات، لتضيف فصلًا جديدًا من التميز والريادة في سجلها الحافل؛ إذ أعلن اتحاد الغرف التجارية في المملكة العربية السعودية عن اختيارها رئيسة لمجلس الأعمال السعودي السويدي في دورته الجديدة من عام 2021م إلى عام 2026م؛ لتكون بذلك أول امرأة سعودية تتولى رئاسة مجلس أعمال سعودي أجنبي.

وتُمثل هذه الخطوة اعترافًا دوليًا مستحقًا بإنجازات لبنى الكبيرة في عالم المال والأعمال؛ حيث برز اسمها متألقًا في مجلات عالمية مرموقة ضمن لوائح شملت أكثر من 100 شخصية مؤثرة، وأقوى السيدات في العالم، وأقوى قادة الأعمال.

ويأتي هذا التكليف السامي ليؤكد المكانة الرفيعة التي تبوأتها على المستوى المحلي والعالمي، ولتصبح نموذجًا ملهمًا للنساء العربيات الطامحات اللواتي يسعين إلى تحقيق التميز والريادة في مختلف المجالات.

إرث عريق ومستقبل واعد

تواصل لبنى العليان مسيرتها الملهمة، حاملة إرثًا عريقًا من العطاء والتميز من والدها الشيخِ سليمان العليان؛ مؤسس مجموعة العليان، وبفضل طموحها الذي لا يعرف الحدود تساهم في رسم مستقبل واعد للمجموعة وللمملكة العربية السعودية ككل.

وهي تجسد قصة نجاح ملهمة ومثالًا حيًا للمرأة العربية الطموحة المثابرة، والتي تثبت بإنجازاتها المبهرة أن النجاح لا يعرف عائقًا أمام الإرادة والعزيمة.