dark

رييل ستوري | دو وون تشانغ.. من بائع قهوة إلى إمبراطور الأزياء الثري

اعلانات

“من رحلة مهاجر بسيط إلى عرش الإمبراطورية”.. هكذا يمكن تلخيص قصة رجل الأعمال الفذّ دو وون تشانغ؛ مؤسس متاجر “فور إيفر 21″، ذلك الصرح العملاق الذي ثابر على بنائه ليصبح رمزًا للأناقة بأسعارٍ معقولة، تاركًا بصمةً خالدةً في عالم الأزياء.

فمنذ خطواته الأولى على أرض الولايات المتحدة الأمريكية، حَلمَ “دو وون تشانغ”، بتحقيق إنجازٍ استثنائي، حتى بدأ رحلته من متجرٍ صغيرٍ لم تتجاوز مساحته 900 قدمٍ مربعة، ليكون بعدها إمبراطوريةً تجاريةً ضخمةً تُدرّ مليارات الدولارات سنويًا.

ثروته الطائلة، قُدّرت بنحو 6.3 مليار دولار، ما أهله لاحتلال المرتبة 248 على قائمة “فوربس” لأثرياء العالم، فضلاً على سمعته الطيبة وإنجازاته المميزة التي حفرت اسمه بأحرف من ذهب في سجل النجاح والتألق.

فهرس المحتوي

 

نشأة دو وون تشانغ

ولد “دو وون تشانغ” في 24 مارس عام 1954م، في قرية “ميونغ دونغ” بكوريا الجنوبية، وسط عائلة بسيطة غرست فيه منذ صغره، قيم العمل الجاد والمثابرة. ولم يمنعه تواضعه من أن يحلم بعيش حياة أفضل، فسعى جاهدًا لتحقيق طموحاته.

في مطلع الربع الثاني من عام 1981م، هاجر الملياردير الأمريكي من أصل جنوب كوري “دو وون تشانغ” إلى الولايات المتحدة، برفقة زوجته “جين سوك”، حاملةً معه أحلامًا وأهدافًا عريضة.

واجه في بداية رحلته صعوبات جمة، واضطر للعمل في ثلاث وظائف متواضعة؛ لتأمين احتياجاته الأساسية: بائع قهوة، ومساعد نظافة، وموظف في محطة وقود. وبالطبع لم يثنيه ذلك عن التمسك بحلمه، بل على العكس زاد من عزيمته وإصراره على تحقيق النجاح.

بدايات عملية مُلهمة

في رحلة “تشانغ” عبر أمريكا، لم يقتصر سعيه على كسب الرزق فحسب، بل تحول إلى رحلة استكشافية لفهم ثقافة بلده الجديد.

لاحظ “تشانغ” شغف الأمريكيين بالموضة، فاستلهم من ذلك فكرة مبتكرة لدمج حبه للقهوة مع شغفهم بالأزياء.

لم تكن هذه مجرد فكرة عابرة، بل كانت بذرة حلم يزهر بألوان براقة، ففي عام 1984م، افتتح “تشانغ” متجره الأول “فاشون 21″، في منطقة “هايلاند بارك” بولاية كاليفورنيا؛ حيث يقدم أسعارًا مناسبة لقطع عصرية تلبي ذوق الجمهور الأمريكي.

تميز المتجر بتصميمه العصري وعروضه الملفتة، ما جذب إليه الزبائن من مختلف الفئات العمرية، وحقق “فاشون 21” نجاحًا هائلًا منذ البداية؛ حيث ارتفعت مبيعاته خلال السنة الأولى من 35 ألف دولار إلى 700 ألف دولار.

كان “تشانغ”، بمثابة فنان يرسم لوحة فنية على أرض الواقع، فجمع بين شغفه بالقهوة وحبه للموضة، ليخلق علامة تجارية فريدة من نوعها، فتحت أبوابها لاستقبال زبائن من مختلف الفئات العمرية.

لم يكن هذا مجرد متجر لبيع الملابس، بل كان حلمًا يتحقق، رحلة بدأت من أكواب القهوة الساخنة، وانتهت ببناء إمبراطورية “فور إيفر 21” التي تنتشر فروعها اليوم، في جميع أنحاء العالم.

دو وون تشانغ

توسع هائل وعلامة تجارية عالمية

مع ازدياد شعبية المتجر، أراد “تشانغ” توسيع نطاق عملائه، فغير اسمه إلى “فور إيفر 21” لجذب جمهور أوسع.

بعد فترة وجيزة من الاستراتيجية الجديدة، أثبت هذا القرار صوابه؛ حيث تمكن من افتتاح المزيد من المتاجر في جميع أنحاء الولايات المتحدة وخارجها؛ بما في ذلك مسقط رأسه “ميونغ دونغ” في كوريا الجنوبية، وخلال خمس سنوات فقط، وصل عدد متاجر “فور إيفر 21” إلى 11 متجرًا تقريبًا.

الصمود في وجه التحديات

واجهت “فور إيفر 21” أزمة مالية خلال فترة الركود الاقتصادي عام 2009م، ما اضطر تشانغ إلى إجراء بعض التخفيضات وإغلاق عدد من المتاجر، إلا أنه لم يستسلم، بل واصل العمل بجد ودأب، فسرعان ما تعافت الشركة واستمرت في النمو والتوسع.

إيمان راسخ وعائلة داعمة

لعبت عائلة “تشانغ” دورًا رئيسًا في نجاح متجر “فور إيفر 21″؛ إذ تشارك ابنتاهما، “ليندا” و”إيستر”، في إدارة الشركة.

وتشغل “ليندا” منصب مدير التسويق، في حين تُشرف “إيستر” على قسم التسويق بالشركة.

وعلى الرغم من النجاح العالمي للمؤسسة، إلا أنها لا تزال مملوكة للعائلة ولم يتم طرحها للاكتتاب العام.

مواجهة التحديات القانونية

واجهت “فور إيفر 21” العديد من الدعاوى القضائية في السنوات الأخيرة؛ بسبب انتهاك حقوق النشر المزعوم في تصاميمها، إلا أن العائلة لم تُدان مطلقًا بارتكاب أي مخالفة، بل على العكس، حظيت بتقدير بعض المصممين الذين اعتبروا نسخ تصاميمهم دليلًا على نجاحهم وتأثيرهم.

إمبراطورية عملاقة

مع حلول عام 2015م، اتسعت إمبراطورية “فور إيفر 21” لتشمل 600 متجر، يضمون جيشًا من 30 ألف موظف، كأنهم سيمفونية تتناغم ألحانها في كل فرع من فروعها.

ظلت الشركة عزيزة على قلب عائلة “تشانغ”، رافضة التخلي عن ملكيتها للآخرين، ما جعلها رمزًا لوفاء عائلي نادر في عالم الأعمال.

وخلال عام 2012م، قدرت مجلة “فوربس” ثروة “دو وون تشانغ” وزوجته، بنحو 4 مليارات دولار، تُمثل ثمرة عقودٍ من العمل الجاد والمثابرة والإبداع.

فقد حول “تشانغ” شغفه بالقهوة وحبه للموضة إلى إمبراطورية تجارية عملاقة، تاركًا بصمة خالدة في عالم الأزياء، ورمزًا للنجاح يُلهم الأجيال القادمة.

في النهاية، يُمكن القول إن قصة “دو وون تشانغ” هي قصة ملهمة تُثبت لنا أن كل إنسان لديه القدرة على تحقيق أحلامه، مهما كانت كبيرة، ما دام يمتلك الإيمان بالنفس والعزيمة والإصرار.

فلتكن هذه القصة المُلهمة، دافعًا لنا جميعًا؛ لتحقيق طموحاتنا والسعي وراء أحلامنا، ولنجعل المثابرة والإبداع شعارنا في الحياة.

 

تمت قراءة هذا المقال بالفعل779 مرة!

✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

رييل ستوري | قصص وأسرار شيرين أبو عاقلة في كتاب بذكرى استشهادها

Next Post

رييل ستوري | قصة الذئب والراعي قصة فيها عبرة راقت لي

Related Posts