dark

شيطان العشق – بارت 1

بداية المشوار بارت 1

 

تبدأ أولى مشاهد حكايتنا في احدى اكبر شركات الاستيراد والتصدير في الشرق الاوسط وتحديداً بجمهورية مصر العربية…… بل و بالأخص في مكتب سكرتارية الرئيس التنفيذي للشركة

 

نجد فتاة في منتصف العشرينات ذو مظهر جاد و زي رسمي متمثل فى جيب سوداء بالكاد تصل لركبتيها يعلوها قميص ناصع البياض تغطيه سترة تماثل الجيب بسوادها القاتم …. “آيات” ….. مثال للجدية والاتقان فى العمل …. ذو مظهر عملي بحت ، عملها لا يشوبه شائبة ، دائماً جاهزة بالاوقات الطارئة …. ذكاءها يفوق عمرها بمراحل …. وكثيراً ما انقذت الشركة من مواقف محرجة كادت تودي بسمعتها ….. وطوال الاربع سنوات التى قضتها بالشركة لم تُسجل فى ملفها اية اخطاء مهما كانت صغيرة

 

.

 

والآن فلتبدأ حكايتنا

 

نراها تجلس خلف مكتبها والذي امتلأ عن آخره بأوراق انكبت هي عليها تدققها بتركيز تنفيذاً لأوامر مديرها ليقاطعها صوت هاتفها المتصل بمكتب رئيسها

 

آيات بتذمر : تررررن تررررن ترررررن ……. زن زن زن … ايه مش بيزهق ؟؟؟؟؟ …. ده حرااااام ….. ده اسمه انتهاك لحقوق الانسان ، كل شوية تعالي يا آيات روحي يا آيات ….

 

يخربيت آيات على اليوم اللى جت آيات فيه تشتغل في المكان ده حسبي الله و نعم الوكيل

 

ثم همت برفع سماعة الهاتف لتجيب

 

آيات بهدوء مفاجئ : ايوة يا مستر هادي مع حضرتك … تمام تمام … انا شغالة على الورق ده ودقايق هيكون جاهز على مكتب حضرتك …. لا لا ولا يهمك تأخير ايه بس ما سعادتك عارف انى بحب شغلي جداً ……. تمام اتفضل يا فندم

 

ثم اغلقت الهاتف بعد ان ألقى على مسامعها عدة اوامر اخرى اصابتها بصداع نصفي

 

آيات محدثة نفسها بغيظ : يعنى عشان الواحد ذوق وحابب شغله وبيحافظ عليه يسوق فيها حضرته ويطلع عيني معاه …… يدينى شغله عشان هو يروح بيته وانا اسهر بداله … منك لله يا بعيد …. و أهو يوم تانى أهو اكون آخر واحدة تروح من الشركة

 

ثم اكملت عملها بعد تذمرها اليومي المعتاد بسبب تكاسل رئيسها وإلقائه لمعظم واجباته على سكرتيرته الخاصة

 

بمكان اخر تحديداً بمطار القاهرة الدولى نجده يمشي بثبات ، ملامحه جامدة لامبالية كالعادة وكأنه لا يوجود ما يثير اهتمامه على هذا الكوكب بأكمله ……عاد بعد رحلة عمل شملت عدة بلدان لتكون وجهته الاخيرة هى بلده ومسقط رأسه .. مصر … يتجه نحو بوابة الخروج فيقابله سائقه والذي سارع بحمل الحقائب عنه مهلالاً فرحاً بعودة سيده الى ارض الوطن

 

السائق : اهلاً اهلاً يا باشا …. مصر نورت برجوعك يا طائف بيه

 

طائف بجدية : شكراً …. حط الشنط و اطلع بينا على القصر بسرعة

 

السائق : امرك يا بيه

 

ثم سرعان ما انتهى السائق من امر الحقائب ليفتح باب السيارة الخلفي لسيده والذي لم يبدي اي اهتمام لترحابه و استقل السيارة فى صمت مهيب

 

بعد ثلاث ساعات

 

آيات : واخيراااااً خلصت ….. ثم سمعت اصوات غريبة تصدر من معدتها …… اشوف فيك يوم يا بعيد منك لله مأكلتش لقمة من الصبح بسببك

 

ثم نهضت وبدأت تعدل من هندامها واتجهت بخطوات واسعة الى خارج الشركة

 

وفى طريقها مرت على سوبر ماركت لا يبعد كثيراً عن منزلها لتشتري بعض احتياجاتها

 

البائعة بصوت حنون : ازيك يابنتي عاملة ايه ؟

 

آيات بحب : انا تمام الحمد لله ازيك انتى يا روءة وحشانى والله

 

البائعة بمرح : ايه روءة دي يا بت .. اتلمي اُمال … اسمى رقيات .. ايه مفيش احترام للاكبر منك ولا ايه ؟

 

آيات بغمزة : اكبر مني ايه يا جميل ده اللى يشوفك يديكي عشرين سنة … اجي ايه انا جنب الشعر الاصفر الحرير ده ولا عيونك الخضر دول اللى يوقعوا اجدعها راجل

 

رقيات : كُلى عقلي بكلامك ياختى …. قوليلي متأخرة كده ليه النهاردة ؟

 

آيات بغيظ : المخفي اللى اسمه هادي ده هو السبب … تخيلي رامي الحمل كله عليا وهو ولا هنا مفيش دم ولا احساس بس اقول ايه منه لله

 

رقيات بشفقة : معلش يا بنتي استحملي … انتى قدها انا واثقة فى كده

 

آيات : تسلميلي يا عسل انتى .. مليش غيرك يحس بيا … ايدك بقى على طلبات كل اسبوع خليني الحق اروح اكل لقمة

 

نظرت اليها رقيات بحب وشفقة على حال تلك الصغيرة … فهى يتيمة الابوين لا اقارب لها على حد قولها … انتقلت منذ اربع سنوات الى حيهم هذا فى منزل وفرته لها شركتها لتكون قريبة من محل عملها

 

انتقت آيات ما تحتاجه لتتجه من فورها الى منزلها فالساعة قد تعدت الحادية عشر ليلاً

 

قُرب منزلها بمسافة ليست بكبيرة وجدت آيات شيء ما متكوم ارضاً لم تستطع تبين ملامح هذا الشيء من شدة العتمة و همت بتجاهله لتقرر السير على الجانب الاخر من الطريق لكن ما اوقفها ولفت انتباهها هو تحرك هذا الشيء ببطئ وصدور صوت شبيه بالهمهمة او ربما … أنين ؟!!! … وبالطبع تغلب الجانب الفضولى بداخلها على خوفها و توجسها منه لتتقدم عدة خطوات نحو الشيء الملقى ارضاً فتجد انه ما هو الا جسد بشري متكوم على نفسه ……. شقهت بقوة لتعود خطوتين للخلف وقد خمنت انه لابد ان يكون سكيراً او مخموراً وقد فقد وعيه فجأة لذا سارعت بالابتعاد خوفاً من استيقاظه فجأة والتعدي عليها لكن اثناء ابتعادها سمعت أنة ألم صدرت منه لتتوقف مكانها تطالعه بشغف

 

ثم عادت ادراجها نحوه لتقف امامه مباشرة و مع ذلك لم تستطع ادراك ملامحه لشدة العتمة

 

آيات بصوت مرتجف : انت ….. انت سامعني ؟؟؟؟ ايه جابك فى المكان ده .. احسنلك تقوم تمشي عشان فى دوريات شرطة بتمر من هنا

 

لم تحصل على رد منه سوى همهمات اخرى لم تفهم منها شيء سوى (ساعديني)

 

آيات بإستغراب : اساعدك ؟

 

ثم اقتربت منه اكثر تحاول فهم همهماته تلك لتشهق فور اتضاح الرؤية امامها فهذا الرجل لم يكن مخموراً او مريضاً حتى بل كان مصاب بشدة .. غارق بدمائه والتى على ما يبدو ان طلقاً نارياً كان السبب بها

 

آيات بفزع : يا نهار مش فايت …. مين عمل فيه كده ؟ وايه اللى جابه هنا ؟ …… ثم التفتت نحوه تهزه ببطئ …. انت ؟ انت سامعني ؟ مين عمل فيك كده ؟ ……. لكن لا رد…

 

ياربي اعمل ايه فى المصيبة دي ..طب اكلم الاسعاف ولا اعمل ايه … اسيبه بدل ما يجيبلى مصيبة .. بس بس ده كده ممكن يموت ….. انا اكلم الاسعاف وهما يتصرفوا مليش فيه بقى

 

همت بإخراج هاتفها بأصابع مرتعشة لتجده يمسك بمعصمها فى وهن

 

………. : اسعاف لأ …. هتوديني وهتودي نفسك فى داهية

 

آيات بتوتر : طب اعمل ايه؟ قولى اعمل ايه ؟ ماهو انا مش هقدر اسيبك هنا

 

لا رد

 

آيات بغضب : انت بتتكلم فى أوقات و أوقات لا ….. ما ترد عليا … طب بص حاول تساعدني انا هسندك لغاية مستشفى قريبة من هنا وهما يشوفو حل معاك

 

لم يستمع الى حديثها بسبب شدة اصابته لكنه وجدها تساعده لينهض فتحامل على نفسه بأقصى ما يستطيع

 

بعد فترة

 

آيات بصوت عال : غبية غبية غبية …. قولت مستشفى ايه جابني هنا دلوقتى وهعمل ايه فى المصيبة دي

 

هتفت بهذه الجملة بمنتصف ردهة منزلها والتى وجدت نفسها امامه هى وذلك المجهول لتدلف الى الداخل وقد انهكها اسناده والسير به تلك المسافة القصيرة فماذا عن ايصاله للمشفى ؟؟؟؟

 

توجهت نحو اريكتها و التى وضعته عليها بصعوبة فور وصولهم

 

آيات : بص اسمعنى خليك صاحي معايا والا هكلم البوليس واللى يحصل يحصل فوق كده وحاول تسمع هقول ايه

 

انتبه اليها فور اتيانها بذكر الشرطة لتجده يحاول فتح عيناه بصعوبة

 

آيات : جت سيرة البوليس فوقت !!!! ….. و الله شكلك عامل مصيية فعلاً ….. المهم اسمعنى انا اخدة دورة تمريض ونجحت فيها يعنى ممكن احاول اساعدك …. هااااي انت هنا؟ سامعني؟

 

اومأ ببطيء لتردف هى بهمس

 

آيات : المشكلة انك اول ضحية ليا …. ااقصد اول مريض أسعفه …. ده غير انى اخدت الشهادة دي من خمس سنين

 

همست بكلامها هذا اثناء احضارها لادوات الجراحة والتى لحسن الحظ كانت متوافرة لديها بالمنزل

 

بعد نصف ساعة نجدها تتهاوي ارضاً بجانبه وقد نجحت بالفعل وبعد عناء فى اخراج الرصاصة وتقطيب الجرح بعدها

 

آيات : مين يصدق ان آيات اللى كانت بيغمى عليها لو شافت نقطة دم هتعمل المعجزة دي

 

مضت ساعة اخرى امضتها بجانبه تراقب حالته بإهتمام وقد انتبهت بعدها لعدم تناولها لأى شيء طوال اليوم لتتحرك بتعب نحو مطبخها الصغير تحضر وجبة سريعة قبل ان تعود مرة اخرى لمراقبته

 

قضت طوال الليل بجانبه تراقب حرارته التى ارعبتها فجراً بإرتفاعها المفاجئ لتقوم برعايته والحرص على خفضها حتى شقشق الصباح عليهم فنجده نائم بسلام على اريكة منزلها وهى بجانبه ارضاً تستند بظهرها على كرسي مجاور له تغط فى نوم عميق

 

تململ فى مكانه عده لحظات قبل ان يفتح عيناه بتثاقل لتتجول حدقتاه بتعجب فى سقف الغرفة قبل ان يعى انه بمكان غريب عنه …. انتفض من مكانه ليتألم فور حركته المباغته تلك لكنه تغاضي عن ألمه محاولاً استرجاع اخر ساعات يوم امس لكن دون فائدة

 

لمح اثناء اكتشافه للمكان جسد انثوي يفترش الارض بجانبه … فتاة ملامحها رقيقة تنام بوضعية غريبة مضحكة للغاية … لاحظ تململها هى الاخرى قبل ان تفتح عيناها وتتثائب بأريحية لتنظر بعدها نحوه وترمش للحظات

 

…………. : صباح الخير

 

آيات بتلقائية : صباح النور

 

ثم رمشت مرة اخري قبل ان تهب من مجلسها تهتف به

 

آيات بصراخ : انت..انت ميييين ؟ وبتعمل ايه فى بيتي ؟ دخلت ازاى ؟ …. ثم زادت من علو صوتها و قد اتسعت حدقتاها برعب لتصرخ …… حرااامي اكيد انت حرااامي

 

هب من مجلسه بصعوبة يتجه نحوها ليغلق فمها بيده ويهتف بها بشراسة

 

:………… اولاً انتى اللى هتقوليلي انتى مين و ايه جابنى هنا ؟ ثانياً انا كل اللى فاكره انى كنت مصاب وغالباً انتى اللى ساعدتيني والمفروض يا انسة يا محترمة اكون انا اللى مش فاكر اللى حصل مش انتي

 

همهت بكلمات غير مفهومة ليبعد يده عنها

 

آيات بتذكر : اااه صح افتكرت انت المصيبة اللى وقعت على دماغى امبارح …. ممكن تقولى يا استاذ انت مين ومين اللى عمل فيك كده؟

 

طالعها للحظات وكأنه يستشف ان كانت صديقة ام عدو …. انهى فحصه لها ليتوجه بعد ذلك الى الاريكة يجلس عليها بهدوء ويردف

 

………….. بثبات : اسمي طائف …. طائف العِمري

 

………………..

 

يتبع ………

 

 

واصل قراءة الجزء التالي                                 السابق

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *