dark

رييل ستوري | كيف يخشى بعد ذلك الضيعة؟

اعلانات

كيف يخشى بعد ذلك الضيعة؟

 

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 100].

 

تأمل قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً…. ﴾؛ لتعلم أن أكثر ما يؤرِّق المسلم إذا هاجر بدينه من أرضه التي وُلد عليها ونشأ فيها – هو أي أرض ستلائمه؟ وأي مكان سيروق له العيش فيه؟ ومن أين سيقتات؟ وماذا سيكون حاله لو مات في طريق هجرته؟

 

ولما كانت تلك الأمور هي همه الأكبر ضمنها الله تعالى له، فقال: ﴿ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا ﴾، فإذا ترك مكانًا كان يألَفه، وأرضًا كان يعرفها، فإن أرض الله واسعة، وفيها من الخير ما يُرغم به أعداء الله الذين ضيَّقوا عليه في أرضه، ومنعوه أن يعبد ربَّه، وليس مكانًا واحدًا الذي يروق له، بل سيجد من ذلك كثيرًا، عوضًا عما تركه لله تعالى.

 

ومما يؤرِّقه كذلك الرزق، فإنه سيترك عمله، وربما سيترك ماله لله تعالى، وقد ضمن الله تعالى له الرزق ووصفه بالسعة، فليس رزقًا مضيَّقًا، بل رزقًا واسعًا؛ ﴿ يَجِدْ فِي الأرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ﴾، ولِمَ لا؟ وقد قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ ‌فَهُوَ ‌يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سَبَأٍ: 39]، فكيف بمن ترك ماله لله تعالى؟

 

ومما يؤرِّقه كذلك خوف الموت في طريق هجرته، هل يقبل الله تعالى عمله؟ وهل ستكتب له هجرته؟

 

يطمئن الله تعالى من كان هذا حاله بما يُزيل همَّه، ويكشف غمَّه، ويريح قلبه، فقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾، ضمن له الأجر كاملًا موفورًا، ولا أكرم من الله تعالى، ولا أعظم أجرًا منه تعالى، ومن أوفى بعده من الله؟

 

ثم تأمَّل سَعة رحمة الله تعالى في قوله: ﴿ وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ… ﴾، ما اشترط بلوغ دار الإسلام، ولا مفارقة ديار الكفار، بل إذا بعد خروجه من بيته مهاجرًا، فقد قبل عمله، وضمِن الله تعالى له أجره، فكيف يخشى بعد ذلك الضيعة؟



تمت قراءة هذا المقال بالفعل312 مرة!

✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

300 Sad Quotes About Life And Depression Pictures – Dreams Quote

Next Post

رييل ستوري | {ويل لكل همزة لمزة} (خطبة)

Related Posts