Connect with us

ادب نسائي

قصة عروس بلا ثمن الجزء الثانى بقلم ايمى نور

Published

on

3.6
(11)

وقت القراءة المقدر: 214 دقيقة (دقائق)

قصة عروس بلا ثمن بقلم ايمى نور

الفصل الثالث عشر

تمللت فى نومها وهى تحرك راسها تتمطى براحة فتصطدم بيدها بشيئ صلب قوى دافىء اخذت تتحسه برهبة وهى تدعو الله الا يكون ظنها صحيح تفتح عينيها ببطء وخوف تسرع بوضع يدها فوق فمها مانعة شهقة فزعة من الخروج منه حين اصدمت عينيها بوجه رائف النائم بهدوء وسلام لكنها بعد حين استكانت براحة واخذت تتأمل ملامحه المسترخية بنعومة اثناء نومه وقد وجدتها فرصة تتأمله فيها دون خوف او خجل تجد نفسها ترفع اناملها دون ارادة منها فتمررها برقة ونعومة فوقها تلامسه بشغف وهى من كانت تحترق شوقا لفعلها منذ وقت طويل
اخذت تمرر يدها فوق ملامحه مغمضةالعينين تريد ان حفرها داخلها بواسطة قلبها وليس عينيها تتحس عينيه برموشهم الطويلة تتحرك باناملها فوق جسر انفه المستقيم بنعومة وصولا الى شفتيه المطبقة الا بشق بسيط تلامسها انفاسه البطيئة الدافئة من خلاله ثم تهبط الى ذقنه النامية تشعر بخشونتها تحت اناملها فتبتسم بحب وحنان حين دغدغتها شعيراته
لكن تجمدت البسمة فوق شفتيها حين وصل لها همسه الدافىء
=تعرفى ان ده احلى صباح مر عليافى حياتى كلها
فتحت عينيها سريعا التى اخذت تتراقص بارتبارك وتوتر تهتف بذعر
= انا …كنت….انا يعنى ….بس ….
ابتسم رائف بمرح وهو يزداد قربا منها قائلا بهمس
= بالظبط وانا كمان بقول كده
لينحنى فجاءة فوق شفتيها يقبلها بلهفة وشغف ملامسا جسدها المستقر بين احضانه بجنون بينما هى تحاول ابعاده لعدة لحظات لكنها لم تستطيع المقاومة كثيرا امام هجومه الغير العادل لها فهى تشتاقه وتحبه تتلهف قربه منها فلم تستطيع فعل شيئ سوى ان تستكين بين ذراعه تبادله قبلته باخرى حاولت اظهار استجابتها له من خلالها فزادت قبلاته لها جنونا وشغفا وهو يهبط بها فوق حنايا عنقها يقبله بلهفة قبل ان يهمس لها بانفاس شغوفة متلهفة تلامس عنقها بدفء جعلتها تنسى كل شيئ يمكن ان يعكر صفو تلك اللحظات بينهم تسمعه يهمس بارتجاف
= متعرفيش انا كنت هتجنن ازاى وانتى نايمة فى حضنى طول الليل
رفع راسه يمرر ابهامه فوق شفتيها التى تحمل اثر قبلاته عليها وعينيه تتبع حركته قبل يهمس لها بأسف
= انتى جميلة جدا يا زينة وبريئة جدا على انك تقعى فى طريق واحد زايى والمفروض ابعدك عنى وعن كل السواد اللى فى حياتى ده بس مش قادر بجد مش قادر
اخفض راسه يدفنها فى عنقها مرة اخرى يضمها اليه بقوة متأوها فرفعت يديها تمرر بين خصلات شعره تحاول بعث الاطمئنان بداخله تشعر بان هناك الكثير يقصد بها كلماته تلك غير وصية والده ومصيرهم الشائك بسببها لذلك انزلت يدها تحاول تهدئته وهى تمررها فوق عضلات ظهره فتلامسها برقة تشعر بانتفاضة جسده بين ذراعيها يشدد من احتضانه لها اكثر كمن يرغب فى دسها بين اضلوعه فلا تفارقه ابدا فيظلا على هذا الحال عدة لحظات يرفع وجه ليها مرة ثانية بعينين مشتعلة بنظرة ادركتها جيدا قبل ان تراه يهم بخفض وجهه اليها مرة اخرى
لكن تأتى المقاطعة من تصاعد ازيز متواصل من فوق الطاولة المجاورة للفراش فتسمر رائف فى منتصف طريقه اليها يعقد حاجبه بشدة فحاولت زينة اخذ لحظة تهدئة بينهم فهمست له
= رد يارائف ممكن تكون حاجة مهمة تخص الشغل
ظهر التردد فوق وجهه وهو ينظر اليهابتفحص كمن يخاف ان اطاع كلامها ان يفقد تلك اللحظة من القرب فيعود الجفاء بينهم مرة اخرى لذلك هز راسه بالرفض يهم بتقبلها مرة اخرى فتصاعد الازيز مرة اخرى بعد ان كان توقف لثانية لتسرع هى بوضع بيدها فوق صدره قائلة برجاء
= علشان خاطرى رد اكيد حاجة مهمة علشان حد يطلبك بدرى كده
زفر رائف بنفاذ صبر مبتعدا عنها يدير نفسه باتجاه الطاولة يجذب هاتفه من فوقها بعنف
ينظر الى شاشته عاقدا حاجبيه بقلق يهمس
= ده رقم غريب معرفهوش
نهضت زينة تعتدل جالسة فى الفراش بعد ان تسرب اليها الفضول تنظر باهتمام وهى تراه يضعط زر الاجابة يستمع الى الطرف الاخر للحظة قبل ان ينهض مغادرا الفراش بعنف وقد تصلب كل جسده يهتف بقسوة فى الطرف الاخر
= انتى! جبتى نمرتى ازاى ؟ وازاى تفكرى تكلمين….
قطع جملته صارخا بغضب ووحشية
= انتى بتقولى ايه ؟ عارفة لو كان ملعوب منك او من….
وقف يستمع الى الطرف الاخر عدة لحظات كانت خلالهم زينة تشعر بالتوتر والقلق يسيطر على كل حواسها وهى تراه على هذه الحالة ليتبدل شعورها الى الخوف سريعا وهى تراه يغلق الخط يجلس بتخشب للحظات قبل ان ينهض متحركا فى اتجاه الحمام بخطوات سريعة متصلبة جسده ينبض بالتوتر والغضب يحدثها دون الالتفات اليها بخشونة وقسوة
= زينة قومى حالا حضرى نفسك هنسافر فى خلال نص ساعة
ثم يغلق باب الحمام بقوة ارتجت لها ارجاء الغرفة بينما جلست زينة تنظر فى اثره لاتدرى لما هذا الشعور بداخلها بقدوم المصائب فى الطريق اليهم
💔💔💔💔💔💔💔💔💔
جلست فى المقعد الخلفى فى سيارته عينيها تتابعه بوجوم تراه يتحدث بعصبية الى ياسر
والذى جلس يستمع اليه بتوتر قبل ان يهتف به
= اهدى يا رائف مش كده واطمن هنلحق كل حاجة وكويس اننا عرفنا بدرى قبل الكلب ده ما يلحق يعملها
ثم يعقد حاجبيه بحيرة يعتدل فى جلسته ملتفا الى رائف القابض بعنف فوق مقود السيارة يسأله
= بس مقولتليش عرفت ازاى بلى ناوى يعمل فريد ومين كلمك وصلك الاخبار
راقبت زينة وجه رائف فى مراة السيارة الامامية وقد اصبحت قاسية عنيفة تتشدد قبضته اكثر فوق المقود حتى ابيضت عقد اصابعه من شدة ضغطه قبل ان يهمس بصوت
اجش
= مش مهم دلوقت مين قالى المهم عندى الحق الكلب ده
ثم يلتفت الى ياسر يفح من بين اسنانه بشراسة
= مش مستعد اللى حصل زمان يحصل تانى دانا اقتله ولا انى اسيبه يعملها تانى
شعرت زينة بالقشعريرة تسرى فى جسدها من رؤيتها كل هذا الكم من الشراسة والحقد فى كلماته والموجهة الى ذلك المدعو فريد تتسأل ماالذى فعله ليستحق كل هذا الكره من رائف فهو ومنذ استقباله لذلك الاتصال وهو على هذا الحال الثائر
انتبهت من افكارها على صوته يناديها فنظرت اليه بارتباك تتقابل عينيهما فى المراءة يحدثها باقتضاب
= انا هروحك على الفيلا وهطلع انا وياسر على اسكندرية حالا وانتى اياكى تخرجى من الفيلا لاى سبب فاهمة يا زينة اياكى
كادت ان تفتح فمها تلقى برائيها انها تريد القدوم معه الى الشركة لتقديم اى مساعدة قد تستطيعها فى تلك الظروف لكنها وجدت نظرة تحذرية منه تخبرها بانه ليس ابدا الوقت المناسب حتى تقوم بالجدال لذلك فضلت الصمت تهز راسها بالموافقة فصمت هو يتابعها عدة لحظات قبل ان يسأل ياسر
= فهمت السواق هيعمل ايه مع الست سعاد وبناتها ومها
هز ياسر راسه بايجاب قائلا بتاكيد
= متقلقش فهمته كل حاجة وهيطلع بيهم بعربيتى يوصلهم كل واحدة لحد بيتها
هز رائف راسه موافقا يصمت قليلا قبل ان يناديها بتردد يسألها
= زينة تحبى اكلم مها تيجى تقعد معاكى لحد ما ارجع من السفر علشان متكونيش لوحدك
اعتدلت زينة فى جلستها بلهفة هاتفة بسعادة
= بجد ده ممكن ؟ ياريت يا رائف
ابتسم رائف لها برقة قبل ان يهز راسه بالايجاب يلتقط هاتفه يضغط على زر الاتصال قبل ان يرفعه قائلا بهدوء للطرف الثانى بعد اجابته
= ايوه يامها اتحركتوا من عندك
صمت قليلا يستمع الى اجابتها قبل ان يقول
= طيب كنت عاوز منك طلب تيحى تقعدى مع زينة لحد ما ارجع من السفر ومتقلقيش على الشغل اعتبرى نفسك فى اجازة لحد مارجع
شقت شفتيه ابتسامة صغيرة قائلا بهدوء
= شكرا يا مها اعتبرى العربية بالسواق تحت امرك لحد ما ترتبى امورك وتوصلك للفيلا
ااغلق الهاتف بعد لحظة يلقى به مكانه قبل ان يلتفت لها بجانب وجهه يتنحنح بضعف قائلا
= كده احسن علشان متكونيش لوحدك وانا بعيد
تلونت وجنتها بشدة بحمرة الخجل قبل ان تلتفت للنافذة تبتسم بسعادة وهى ترى اهتمامه هذا بها غافلة عن تلك النظرة الخبيثة التى القاها ياسر باتجاه رائف كمن يقول له
= حقا؟ منذ متى هذا الاهتمام ؟
ليبادله رائف حديث العينين زاجر بتحذير
= ليس من شأنك والافضل لك الصمت والا…
☘☘☘☘☘☘☘☘
جلست زينة ومعها مها داخل تلك الغرفة التى خصصت لها داخل فيلا رائف تستلقى كل واحدة بجوار الاخرى تضحكان بمرح على احدى مزحات مها وقد مر بهم اليوم سريعا تشعر زينة بالاسترخاء والراحة لم تشعر بهم منذ فترة طويلة
لتعتدل مها فجاءة جالسة وقد ارتسمت فوق وجهها ملامح الجدية وبعض التردد قائلة
زينة …كنت عاوزة اسالك حاجة بس لو مش حابة تردى انا مش هزعل
ن2

أستغيث بمن حولى حتى اثبت برائتى .. واتنفس هواءا نقيا .. هل سأتمكن من ذلك ؟ أم سأقضى باق…
هضت زينة جالسة هى الاخرى تهز راسها تسألها بفضول
= خير يا مها اسألى انتى عارفة انا مابخبيش حاجة عنك
مها بتوتر وارتباك
= انا ليه حاسة انك ورائف علاقتكم فيها توتر خصوصا من ناحيتك انتى ليه دايما شايفة فى عنيكى حزن مش فرحة واحدة متجوزة جديد ومن واحد بتحبه
هزت مها راسها بالايجاب حين اتسعت عينى زينى بصدمة وانكار تهتف بتاكيد
= ايوه يازينة بتحبيه متنكريش دى حاجة واضحة جدا
اسرعت زينة تهتف برعب
= يعنى ايه انا واضحة اووى كده ادام الكل
امسكت مها كفها بين يديها تربت عليها بحنان قائلة بهدوء
= لا يا حبيبتى لعيونى انا بس انتى عارفة انا بحبك كاخت ليا علشان كده بحس بيكى واللى جواكى بيبقى واضح ليا
خفضت زينة راسها تزفر بمرارة قبل ان تهمس باسف
= ايوه بحبه وياريتنى ما حبيته ولا حتى فيوم شوفته
مها بذهول وعدم تصديق
= لدرجة دى يازينة! ليه عمل ايه يخليكى تقولى كده
اغمضت زينة عينيها تحاول منع تلك الدموع التى تجمعت تحاول الفرار من بين جفونها تهمس بألم
= هقولك يا مها هحكيلك كل حاجة يمكن انتى اللى تقدرى تقوليلى اعمل ايه
ثم اخذت تقص على مها كل ماحدث منذ ليلة معرفتها بالحقيقة حتى الان فجلست مها تستمع اليها بذهول وصدمة حتى انتهت لتصرخ تلك الاخيرة بصدمة
= انتى بتقولى ايه ؟ انا مش مصدقة يعنى ايه اتجوزك علشان وصية ابوه
تلفتت زينة حولها بقلق قبل تهتف بها قائلة بتوتر
= وطى صوتك يا مها متخلنيش اندم انى قلتلك حاجة
زفرت مها تهز راسها بعدم تصديق تهمس
= غصب عنى مش مصدقة اللى بتقوليه ده استحالة اصدقه
لوت زينة شفتيها قائلة بسخرية مريرة
= ليه بقى ؟ اذا كان هو نفسه قالها بكل وضوح يبقى مش مصدقة ليه
هزت مها راسها بحيرة تهمس
= بس ده مش اللى انا شيفاه واى حد عند نظر هيشوف عنيه ملهفة عليكى وهى بتابع كل حركة ليكى انتى ماشوفتش كان بيبص عليكى ازاى لما دخل وشافك بفستان الفرح لاااا انا مش مقتنعة
اجابتها زينة وهى تستلقى الى الخلف مرة قائلة بتهكم
= ممكن يكون معجب بس موصلتش لحد الحب يعنى
اسرعت مها تستلقى بجوارها وهى تهتف بأصرار
= وايه يعنى اعجاب اعجاب شطارتك انتى بقى تخليه حب
التفتت زينة لها تعقد حاجبيها بشدة قائلة بتذمر
= انتى بتقولى ايه ؟ عوزانى ارمى نفسى عليه بعد كل اللى عرفته
مها بعدم اكتراث
=اااه انا لو مكانك هعمل كده لو بحبه استحالة هسيبه لغيرى تتهنى بيه ابدا
زينة بدهشة
= انتى بتتكلمى جد
غمزت مها بعينيها بعبث وهى تبتسم بخبث
= وجد الجد كمان اعقلى يا زينة بدل ما تندمى بعدين انك محاولتيش ده جوزك واى كان السبب اللى اتجوزك علشانه بس بقى جوازكم امر واقع الشطارة بقى تخليه يحبك زاى ما بتحبيه
صممت زينة تنظر اليها بعبوس تفكر فى كلماتها
تتسأل فى نفسها احقا يستحق حبها له ان تحارب من اجله وان تفعل مثلما قالت مها رغم كل ما حدث وعرفته
ابتسمت بحنان تهمس لنفسها بطريقة حالمة
= ايوه يستحق حبى ليه انى احاول واعمل علشانه اى حاجة
قفزت مها فوق الفراش صارخة بفرحة وقد استمعت لهمسها تهتف
= ايوه كده هو ده الكلام المظبوط
تلونت وجنتيها بحمرة الخجل تحنى راسها هربا من مها المبتسمة لها بغبطة وسعادة
❤❤❤❤❤❤❤❤
جلس رائف بجوار ياسر فى رحلة العودة الى العاصمة بعد ان قضى يومين بداخل الميناء لمتابعة سير خروج الشحنة منها قبل ان اى محاولة للقيام بتهريبها ثم تمضية الباقى من الوقت فى انتظار تلك السيارات المبلغ عنها الاتية من طرف فريد لتحميل الشحنة والقيام بسرقتها لكن لاسف لم يصل شيىء ولم يستطيعوا الوصول للمتورطين فى تلك الفعلة او اثبات اى شيئ عن تورط فريد فى تلك اللعبة فيقرروا الرجوع فورا بعد اطمائنهم على خروج الشحنة فى اتجاه المخازن ووصولها سالمة
زفر رائف بحدة ينظر امامه بشرود يستند بذراعه الى حافة النافذة وهو يقوم بتمرير كفه بعنف فوق دقنه النامية ليحدثه ياسر بهدوء
= خلاص يا رائف الحمد لله اننا قدرنا نلحق الامر قبل ما المصيبة دى تحصل وتتخرب بيتنا
التفت رائف اليها عينه تلتمع بعنف وشراسة
= مين قالك خلصت طول ما الكلب ده متساب عمرنا ما هنخلص ابدا من مصايبه ونفضل دايما عنينا وسط راسنا
زفر ياسر هو الاخر قبل ان يقول بعبوس
= بس اللى مستغربله ان مفيش حاجة من اللى قلت عليها حصلت ولا عريبات جت ولا شوفنا حد من طرفه هناك انت متاكد من اللى وصلك الخبر وانه مش ملعوب علينا
نظر رائف امامه يتابع بشرود تسارع المناظر المارة بهم قبل ان يهمس بحيرة
= مش عارف يا ياسر بس اللى متاكد منه ان فى حاجة غلط بتحصل ولازم اعرف ايه هى
☘☘☘☘☘☘☘
وقف فريد داخل غرفة الاستقبال فى منزله يصرخ فى هاتفه بغضب وجنون
= بقولك عرف وكل حاجة اتهدت ولولا ان وصلنى خبر انه رجع وهيسافر للمينا امبارح الصبح انا كنت مشيت على نظامنا وبعت العربيات وكانت اتمسكت وروحت فى داهية
صمت يستمع الى الطرف الاخر لدقيقة قبل ان يزفر بحدة صارخا
= مانا عارف ان فى حد وصله الخبر بس
ااه لو حط ايدى عليا مش هسيبه الا لما اطلع روحه فى ايدى بس اعرف مين هو
=انا يا فريد
انطلقت تلك الكلمات بتحدى تسرى كالصاعقة فى ارجاء الغرفة ليلتفت فريد الى مصدرها
فيجد سهيلة تقف امام باب الغرفة تنظر اليه بكل حقد وغل العالم فيهمس بذهول مشيرا لها
= انتى .انتى اللى علمتى كده يا بنت ال….
انهى جملته بوحشية وجنون لكن سهيلة وقفت تبتسم بتهكم تهز سبابتها يمينا ويسارا قائلة بسخرية
= عيب يا فريد يا حبيبى تشتم مراتك مفيش راجل محترم يعمل كده
التمعت عينى فريد يبادلها ابتسامتها لكن بشراسة يهمس بفحيح هو يلقى بهاتفه ارضا متحركا باتجاهها
= صح عندك حق هو تصرف واحد المفروض اى زوج محترم مكانى هيعمله مع واحدة زيك بنت ….
انهى كلماته ينقض عليها يريها ما يقصد بالفعل لا بالقول فقط
💔💔💔💔💔💔💔
دخل رائف من باب فيلته الرئيسى يصحبه ياسر يتقدمان الى بهدوء الى البهو تسرع عزة باستقبالهم قائلة بحفاوة واحترام
= حمد لله على سلامتك رائف بيه
ابتسم رائف بهدوء يحيها ثم تلتفت الى ياسر تلقى عليه بتحية هادئة بادلها اياها بينما رائف يتلفت حوله باهتمام يسألها بلطف
= زينة هانم فين يا عزة؟
اجابته عزة بهدوء
= فوق يا بيه فى اوضتها ومعاها الانسة مها
اومئ براسه ثم حدثها قائلا
= طيب روحى انتى حضرى الغدا
انصرفت عزة بهدوء فى اتجاه المطبخ سريعا تنفيذا لاوامره فيلتفت رائف الى ياسر قائلا
= اسبقنى على الصابون وانا هطلع اندها واعرفها بوصولى
ابتسم ياسر بسمة صغيرة غامزا بعينه بخبث قائلا
= طب ما تبعت عزة تندها اسهل وبينا احنا نقعد فى الصالون ونخلينا تقال بهبتنا كده
جز رائف على اسنانه يهمس من بينهم بصرامة
= ياسر بطل استظراف وخليك فحالك واعمل زاى ما قلتلك
رفع ياسر كفيه امامه بحماية قائلا بسماجة
= خلاص ياعم اعمل اللى يعجبك و بلاش نرفزة علينا
زفر رائف بحدة يهز راسه بقلة حيلة قبل ان يقوم بصعود الدرج كل درجتان معا يسير سريعا فى الممر المؤدى الى الغرف ثم يتوقف امام غرفتها يرفع يده لطرق الباب لكنها توقفت فى الهوا عند وصول صوت ضحكتها اليه مثيرة مرحة تشق طريقها الى صدره تطرقه بعنف فتجعل ضربات قلبه كالمطارق فاخذ يتنفس بعنف وخشونة فتوقف لبرهة محاولا تهدئة ضربات قلبه المتسارعة بمحاولة اخذ عدة انفاس منتظمة فتنجح مساعيه بعد جهد مضنى فيرفع انامله يدق بهدوء فوق بابها يقف متوترا فى انتظار ردها
وصلت تلك الطرقة الخافتة فوق الباب لمسامعها فتجيب سريعا ومازالت بقايا ضحكتها المرحة مرتسة فوق شفتيها لكنها تسمرت بذهول حين راته امامها بطوله وجسده القوى وذقنه النامية يشع بالجاذبية والوسامة فاخذت تتابعه بلهفة تراه يتقدم الى الداخل بهدوء وعينيه تمر فوقها بشغف ورقة لعدة لحظات قبل يتنحنح بقوة يحدثها بصوت خرج اجش متسارع منه
= ازيك يا زينة . عاملة ايه؟ كويسة
هزت راسها بالايجاب لا تقوى على النطق تنظر اليه باشتياق وهى تمرر عيناها فوقه بلهفة بادلها اياها غافلين عما حولهم فيمر بهم الوقت غير مدركين لشيئ اخر حولهم حتى صدر صوت نحنحة عميقة من الطرف الاخر من الغرفة ليلتفتا معا بارتباك الى مها الواقفة بحرج قائلة بتلعثم
= انا هروح اجهز حاجتى علشان اروح بعد اذنكم
هز راسه لها رافضا قائلا بصوت حاول الخروج به حازما
= لاا تمشى فين احنا هنتغدى سوا وتباتى الليلة دى معانا كمان وبكرة اوصلك بنفسى
ابتسمت مها وهى تتحرك باتجاهه الباب تهتف
= لا كفاية عليا الغدا ومش هينفع ابات خالص وبعدين حضرتك وصلت بالسلامة يبقى اروح انا بقى علشان بابا ميقلقش
هز رائف راسه موافقا يشكرها بهدوء قابلته بابتسامة اخرى منها قبل ان تسرع فى اتجاه الباب لكن قبل خروجها منها التفتت الى زينة
التى تقف مقابلة لها تهمس لها دون صوت
= مش قلتلك .ابقى اسمعى كلامى
خفضت زينة وجهها ارضا خجلا من كلماتها فلم تلاحظ تحرك رائف السريع فى اتجاهها فور اغلاق الباب فتشهق بعنف حين جذبها اليه بقوة ليرتطم جسدها بجسده يقوك بلف ذراعه حول حصرها يقربها اكثر واكثر اليه قبل ان يدفع وجهه فى تجويف عنقها هامسا فوق بشرتها الساخنة يتأوه بصوت مرتعش مشتاق
= وحشتينى .وحشتينى اوووى
اغمضت عينيها تشعر بلذة قربه منها تسرى بداخلها تدس كفيها بين طياته بدلته تحتضنه من ظهره تجذبه اليها تهمس بلهفة
= وانت كمان وحشتنى اوى يا رائف
رفع رائف وجهه اليها يحيط وجنتيها بكفيه يقربها لوجهه وهو ينظر اليها بعينين مشتعلة بالنيران هامسا بتحشرج
بجد يا زينة ! بجد وحشتك
هزت راسها بالايجاب تتلون بحمرة الخجل تفتح شفتيها تجيبه لكنه لم يمهلها للنطق بحرف واحد يختطف شفتيها بين شفتيه يقبلها بلهفة وجنون كما لو كان ترياق النجاة بالنسبة له يوجد بين شفتيها المستسلمة لهجومه الكاسح لها يمر بهم الوقت غافلين عن كل ما حولهم حتى طلبت رئتيهم الهوا فيبتعد عنها بصعوبة يريح جبهته فوق جبهتها مغمض العينين وهى الاخرى تغمضها يتنفس بعنف قائلا بعد حين بصعوبة متذمرا
= انا ايه اللى خلانى اجيب ياسر معايا النهاردة هو اصلا مكنش موافق يجى انا اللى صممت
لم تستطيع زينة تمالك نفسها لتضحك بصخب
على تذمره كطفل صغير فشدد رائف من احتضانه لها يجذبها بعنف اليه يهتف بسخط ممازحا
= بتضحكى؟ استنى لما يمشوا بس وانا هعرفك تضحكى عليا ازاى
انزلت وجهها بخجل وهى ترتعش برهبة بين ذراعه فمد يده رافعا وجهها اليه يبتسم لها بطمأنينة يهمس لها برقة وحنان
= يلا بينا ننزل ليهم زمان عزة حضرت الغدا
هزت راسها له بالموافقة فيمسك بكفها يرفعه الى فمه مقبلا له بنعومة ثم يتوجه معها بأتجاه الباب يمسك بيدها بين انامله برقة متجهين الى ياسر ومها المنتظرين لهم فى جحرة المعيشةو اللذان ما ان دخلا عليهم حتى نهضا ببطء وانظارهم مسلطة فوق ايديهم المتشابكة مابين خبيثة منتصرة واخرى مذهولة سعيدة
لكن رائف لم يمهلهم الوقت للتعليق يوجههم ناحية غرفة الطعام بحزم
فيمر العذاء تتخلله احاديثهم عن شتى الامور تليه الجلسة فى غرفة المعيشة لتناول القهوة بينهم بمرح وصخب قبل ان تنهض مها فجاءة تهتف بجزع
= انا كده اتاخرت اووى الحق امشى قبل ما بابا يقلق عليه انا متصلة بيه من بدرى
نهض ياسر ببطء يعرض عليها القيام بتوصلها ليظهر التردد فوق وجهها قبل ان تهتف زينة تحاول اقناعها
= ايوه يا مها الوقت اتاخر وكده احسن
وافقت مها باحراج تغادر مع ياسر المنتظر لها يقف مع رائف امام الباب الخارجى تاركين لها هى وزينة المجال لحديث صغير قبل المغادرة
فانحنت عليها مها هامسة لها
= شكلك هتنجحى يابت ولا ايه يلا ابقى ادعيلى
ضربتها زينة فوق يدها ممازحة تهتف باسمها تنهرها بخجل فقبلتها مها برقة فوق وجنتيها تهمس
= يارب يسعدك يا زينة انتى طيبة وتستاهلى تفرحى 14
وقف رائف وزينة فى البهو متقابلين بعد مغادرة مها وياسر يراقبها رائف يمرر عينيه فوق ملامحها ببطء مثير فحاولت زينة ابتلاع لعابها بصعوبة قبل ان تهمس بارتباك وتوتر
= انا…. تحب ….تشرب قهوة تانى
اقترب رائف منها ببطء مقتربا بوجهه منها يهمس امام شفتيها بأغراء
= انتى اللى هتعملهالى ؟

همت زينة بالرد عليه لكن تعالى صوت جرس الباب الخارجى مقاطعا لها ليزفر رائف بحدة يغمض عينه يهتف بحنق وهو يسيرناحيةالباب
= عارف يا ياسر لو راجع ترخم زاى عويدك هعمل فيك ….
قطع رائف كلماته بحدة حين راى ان من بالباب ليس ياسر بل احدى الحراس الواقف بتوتر قبل ان يتحدث بارتبارك
= اسف يا سعادة البيه بس حصل حاجة مهمة لازم ….
لم يكمل الرجل جملته تخرج من خلفه سهيلة
بعيون متورمة وجسد محطم تنتشر فوقه الكدمات بلونها البشع تشهق باكية وهى تلقى بنفسها بين احضانه رائف الواقف بتخشب حين وقعت عيناه عليها قبل ان تصرخ هاتفة بتضرع ورعب
= الحقنى يا رائف فريد عاوز يموتنى لما عرف ان انا اللى قلتلك على اخبار الشحنة
لتسقط بين ذراعه كجثة هامدة فورا نطقها كلماتها الفزعة فتلحقها يديه ترفعها بين ذراعيه قبل ان تسقط ارضا
💖💔💖💔💖💔💖💔💖💔

الفصل الرابع عشر
بنات قبل ما تقروا الفصل انا عاوزة اعتذر ليكم انى مش بقدر ارد على كومنتاتكم عصب عنى بس صدقونى انى بقراها كلها وبتابعها بشعف وفرحة وبسعد بيها جداااا فوق ما تتخيلوا بشكركم جدا عليها من كل قلبى وتانى مرة انا بعتذر منكم 😘😘😘😘
وقفت زينة مذهولة ترى رائف يحمل بين يده فتاة مغشيا عليها يتجه بها ناحية الاريكة يحدثها بهدوء
= زينة معلش اندهى عزة تجيب اي حاجة اقدر افوقها بيها
هزت زينة راسها بالايحاب تسرع باتجاه المطبخ تنفيذا لطلبه بينما رائف يلقى بجسد سهيلة المتراخى بين ذراعه فوق الاريكة قبل ان يلتفت يزفر بقوة فتقع عينه على الحارس الواقف بارتباك فيصرخ به بغضب
= واقف عندك بتعمل ايه اطلع شوف شغلك ولو حصل اى حاجة تيجى فورا تبلغنى
هز الحارس راسه برعب يلتفت مغادرا فورا فى الوقت الذى حضرت فيه زينة تتبعها عزة بلهفة تتجه الى رائف ليشير اليها براسه قائلا بجمود
= شوفى هتعملى معاها ايه
اتسعت عينى زينة بصدمة من رؤية جموده وقسوته فى معاملته اتجاه تلك المغشى عليها تشعر بالشفقة تتسلل اليها خاصا بعد ان القت نظرة فوق جروحها ووجهها المصاب بالكدمات بشدة فوقفت تتابع عزة وهى تخرج زجاجة صغيرة من جيبها تقربها من تلك المستلقية والتى مان ان لامست انفها حتى اخذت ترفرف بجفونها ببطء حتى فتحت عينها تنهض جالسة بصعوبة تتاوه بألم لكن رائف لم يمهلها وقت تستجمع نفسها بل اسرع قائلا بقسوة
= جاية ليه هنا يا سهيلة وعاوزة ايه بالظبط
ارتجفت سهيلة تخفض راسها قائلة بضعف
= مانا قلتلك يا رائف فريد كان عاوز …..
قاطعها رائف وهو يتجه ناحية المقعد المقابل لها يجلس عليه يضع قدم فوق اخرى قائلا بجمود وعدم اكتراث
= عرفت انه كان عاوز يموتك انا بقى دخلى ايه
التفتت اليه زينة بذهول تشعر بالسخط منه وهى تراه يتابع بسخرية باردة
=وجاية ليا انا بقى انقذك منه طبعا لازم اعمل كده علشان اردلك الجميل مش كده يا سهيلة هانم
ارتفعت شهقة باكية من سهيلة ثم اخذ جسدها يرتج بعنف بكاءها قبل ان تنهض واقفة تترنح قائلة بضعف
= اسفة يا رائف بس انا ملقتش حد يساعدنى غيرك انت عارف فريد محدش يقدر يقف قصاده حتى اهلى انامكنش قصدى ابدا انك تقف معايا رد جميل ولا جه فى تفكيرى كده خالص انا اسفة
تحركت من مكانها بخطوات بطيئة حتى مكان وقوف زينة الواقفة تتابعها بعيون قلقة مشفقة
لاحظتها سهيلة تبادلها اياها بمسكنة قبل تتقدم خطوتين مبتعدة الا انها ترنحت بقوة تكاد تسقط لتسرع زينة بالامساك بها تتراجع بها الى الاريكة مرة اخرى تستسلم سهيلة لها فتجلسها عليها برفق قبل ان تلتفت الى رائف صارخة بغضب
= فى ايه يا رائف معقولة هتسبها تمشى وهى بالشكل ده
نهض رائف على قدمه يتقدم منها صارخا هو الاخر يرفع سبابته امامها بتحذير
= زينة متدخليش فى اللى ملكيش فيه انتى متعرفيش حاجة فاسكتى احسن
اقتربت منه زينة اكثر تنظر اليه بتحدى قائلة
= لا مش هسكت يا رائف ولازم نساعدها
لكن عند رؤيتها لوجهه المتصلب واشتعال عينيه بالغضب اسرعت تحاول اقناعه لكن بطريقة اخرى يرتسم فوق وجهها الرجاء تهمس له برقة
= علشان خاطرى يا رائف طيب نجيب لها دكتور حتى يشوفها ويطمنا
وقف رائف ينظر اليها للحظات تتعاقب الانفعلات فوق وجهه سريعا بينما وقفت زينة تنتظر رده بخشية وتوتر حتى زفر اخيرا مستسلما لها يخرج هاتفه من جيبه قائلا
= خلاص زاى ما تحبى هتصل بالدكتور يشوفها
قفزت زينة فرحا تقترب من بغية احتضانه لكنها توقفت فجاءة تتراجع الى الخلف تعض شفتيها بخجل وارتباك ليلاحظ رائف حالها هذا فترتفع فوق شفتيه بأبتسامة رقيقة حنون تابعتها سهيلة الجالسة بعينين تشتعل غلا وحقد وهى ترى تأثير تلك الفتاة عليه هو من عرف عنه عنده وتمسكه برائيه مهما كان ما يحدوث يستسلم فورا لها هكذا لذا اسرعت تهمس باسمه تدعى الالم ترفع اليه عينيها الممتلئة بالدموع لاتريد لتلك الفتاة ان يكون لها الكلمة الاخيرة قائلة بضعف
= خلاص يا رائف ملوش لزوم انا بقيت كويسة وهمشى حالا
التفت اليها رائف عينيه مشتعلة بالنيران اصابتها بالرعب ظهر فورا على وجهها تحاول ابتلاع لعابها اكثر من مرة حين همس بفحيح
= انتهينا خلاص وقلت هجيب الدكتور
جلست مكانها تتابعه يرفع هاتفه ليجرى الاتصال لكنه اخذ بالرنين قبل ان يفعلها
ينظر رائف الى رقم المتصل بحاجب مرتفع قبل ان يجيب المتصل بجمود يظل يستمع الى طرف الاخر بحاجبين منعقدين بشدة ثم تنفرج ملامحه فجاءة يهتف بشراسة
= يا اهلا خليه يدخل ولوحده محدش منكم يجى معاه
اغلق الهاتف ينظر امامه بتفكير لتقترب منه زينة تساله بحذر
= مين اللى جه يا رائف
التفت اليها ببطء ينظر لها عدة ثوانى بشرود ثم يحدثها قائلة بحزم
= زينة اطلعى اوضتك دلوقت وبعدين نتكلم
ظهر التردد فوق وجهها تفتح فمها تساله عما يحدث لكن دوى صوت جرس الباب يعلن بوصول الضيف ترى رائف يتحرك باتجاه الباب سريعا هو يهتف بها بغضب
= قلت اطلعى اوضتك واسمعى الكلام
دوى صوت الجرس مرة اخرى ولكن لم يتوقف من بعدها ليسرع رائف فى خطواته حتى وصل الى الباب يفتحه بعنف يقف ناظرا الى الزائر باستخفاف قائلا بسخرية
= اهلا فريد بيه وحشتنا طلتك البهية
لم يعير فريد سخريته اهتمام يتقدم الى الداخل متجاوزا رائف الى الداخل بعنف يبحث بعينيه فيما حوله هاتفا بعصيبة
= هى فين بنت ….. خبتها فين
فوقعت عينيه عليها جالسة تتابع تقدمه منها برعب وخوف حقيقيان تصرخ بألم حين قبضت يديه فوق خصلات شعرها يجرها منها ناحية الباب مرة اخرى صارخا بجنون
= جاية تستخبى عنده يابنت … دانا هخلص عليكى النهاردة بأديا دى انا يتعمل معايا كده
استمر بسحبها بعنف حتى وصل بها امام رائف المراقب بصمت لتصرخ سهيلة تستنجد به ان ينقذها من بين قبضته لكن اسرع فريد يجذبها من شعرها يرفع وجهها اليه صارخا بحقد وهو يخرج سلاحه من داخل جيبه يشهره فى وجه رائف قائلا
= بستنجدى بمين دانا اقتله مكانه لو حاول ولا فكر بس يمنعنى
ارتسمت ابتسامة شرسة فوق شفتى رائف يتقدم منه ببطء قائلا بسخرية
= تعرف انى كنت هسيبك تطلع بيها منها بمزاجى بس بعد اللى عملته وقولته ده ملكش عندى غير حاجة واحدة
فجاءة قبض بعنف فوق يد فريد الممسكة بالسلاح يلويها خلفه ظهره بعنف صرخ على اثره فريد الما تتراخى قبضته الممسكة بشعر سهيلة والتى انتهزت الفرصة تجرى فى اتجاه زينة ترتمى فى احضانها وهى تبكى بهسترية خفق لها قلب زينة شفقة لكنها كانت اكثر اهتماما وقلقا وهى تتابع ما يفعله رائف والذى اخذ بالضغط فوق ذراع فريد الملتوى حتى ركع ارضا يسقط من يده السلاح متألما قائلا لرائف الواقف خلفه متصلبا
= بقى كده يابن الحديدى وحياة كل اللى فات ماهعدهالك وافتكر كلامى ده كويس
انحنى رائف اليه مقتربا من وجهه يهمس بفحيح
= وانا مستنى تفرجنى تعمل ايه وعلشان كده هسيبك تخرج على رجلك من هنا بس مترجعش تعيط بعدين وتقول اى
وبالفعل تراجع رائف الى الخلف تاركا له تماما
فظل فريد راكعا منحنى الرأس عدة لحظات نهض بعدها واقفا يعدل من وضع ملابسه قبل ان يلتفت الى رائف قائلا بفحيح
= اتفقنا يابن الحديدى والجدع اللى ميقولش اى وان كان على الخاينة بنت…. دى خلهالك مبقتش تلزمنى اشبع بيها وبكرة تبيعك زاى ما عملتها قبل كده
التفت باتجاه الباب مغادرا ليدوى صوت زينة تصرخ بعصبية
= انت هتسيبه يمشى يا رائف اطلبله البوليس يجى ياخده حالا
صرخ بها رائف بها غاضبا
= قلتلك ملكيش دخل بلى بيحصل واطلعى حالا على اوضتك
وصل الى مسمعيه صوت فريد ملئ بالتحدى فيلتفت سريعا بعنف باتجاهه يراه وقد توقف مكانه ينظر الى زينة برغبة وشهوانية قبل ان يقول له
= حلوة عروستك يابن الحديدى بس ابقى خلى بالك منها لتطير زاى اللى قبلها
لتدوى ضحكته الساخرة فى ارجاء المكان قبل ان يلتفت مرة اخرى يغادرا سريعا ليل رائف واقفا مكانه بجمود يتابعه بعينيه المشتعلة بنيران غضبه وغيرته ثم يلتفت الى زينة والتى ما ان رات حالته هذا حتى اخذت بالتراجع الى الخلف حين بدء بتقدم اليها يهمس ضاغطا فوق كل حرف يخرج من شفتيه بوحشية
= انتى مش هتسمعى الكلام ابدا عندك ده ملهوش اخر ولا نهاية
توقف امامها يجذبها من ذراعها اليه حتى اصطدمت بجسده بقسوة يصرخ بها بعنف جعلها ترتعش بين يديه ناسية المها المتزايد من ضغطه فوق ذراعها
= تطلعى حالا على اوضتك ومش عاوز اشوف وشك غير بكرة الصبح فاهمة
وقفت مكانها لا تقوى على الحركة تشعر بكل جسدها متجمد من اثر رعبها من حالته هذه لكنها اسرعت تهز راسها بالايجاب حين صرخ بها مرة اخرى مطالبا بردها لتتركها قبضته ببطء فتسرع فى اتجاه الدرج تصعده سريعا برعب وخشية تتابعها نظراته باهتمام غاضب
اقتربت منه سهيلة الوافقة بصمت تتابع ما يحدث باهتمام وعبوس تسرع برسم الالم والانكسار فوق وجهها وهى تقترب منه تراه مازال واقفا يتابع بعينه اثر تلك الفتاة حتى بعد اختفاءها عن انظاره فتهمس له بصوت اجش حاولت رسم الالم والضعف فيه تضع يدها فوق كفه المستندة فوق حاجز الدرج
= انا اسفة يا رائف على كل اللى حصل بسببى بس صدقنى فريد عمره ما هيرتاح الا لما يخلص عليا ارجوك يا رائف متسبنيش ليه
اسرعت تبكى بخوف تتشبث اكثر بكفه
= انا حاولت اكفر عن ذنبى زمان معاك بلى عملته ومكنتش مستنية منك ابدا اى مقابل بس وحياة اى حاجة حلوة كانت بينا زمان بلاش ترمينى ليه يموتنى
زفر رائف بحدة يحفض راسه الى يده المتشبثة به بعنف يجذبها منها بحدة قبل ان يصرخ مناديا لمدبرة المنزل تحت انظار سهيلة المترقبة قراره بخوف ترى تلك المدعوة عزة تقترب بلهفة وارتبارك من مكانهم تلهث بالايجاب ليحدثها رائف بجمود
= جهزى لسهيلة هانم اوضة وشوفى ليها اى هدوم تنفع تلبسها لحد بكرة الصبح
ثم تحرك مغادرا فى اتجاه احدى الغرف يصفع بابها خلف بعنف تاركة خلف سهيلة تبتسم بانتصار خفى وهى تدرك بنجاح خطوتها الاول
فى حربها لاستراجعه اليها مرة اخرى تقسم على نجاحها مهما كان الثمن فى المقابل
✨✨✨✨✨✨✨✨
دقة الساعة المعلقة مقابل فراشها تعلن عن مننتصف الليل وهى مازالت جالسة مكانها تضم ركبتيها الى صدرها تستند عليها بذقنها بعد ان جفت عينيها من دموعها الذى ذرفتها كثيرا من بعد توبيخه العنيف لها صعودها الى غرفتها تجلس هكذا لا تتحرك من مكانها حتى عندما حضرت عزة تحمل معها صنينة محملة بعشائها تنظر لها بشفقة تحدثها برقة ان تتناول طعامها عندما قابلها الصمت من جهة زينة حاولت مرة اخرى قائلة بلين ان رائف هى من امر بذلك رغم انه لم يتناول عشائه ه الاخر حتى الان
فلتفتت اليها زينة بلهفة تكاد ان تسالها عن سبب ذلك لكنها تراجعت فورا تنظر امامها بجمود لتزفر عزة بقلة حيلة تنحنى لتضع الصنية فوق المنضدة لكن يأتى رفض زينة القاطع ليوقفها تخبرها ان تاخذها معها وان لارغبة لها بالطعام ثم تعود الى وضعها السابق تنظرامامها بجمود وها هى تجلس منذ اكثر من ساعتين على هذا الحال حتى سمعت صوت طرقة خافتة فوق الباب فهتفت بحزن ظنا منها انها عزة وقد حضرت اليها مرة اخرى = لو سمحتى يا مدام عزة تمشى وتسبينى انا عاوزة انام
تحفزت بتوتر وهى تسمع صوت الباب يفتح ببطء تراه هو من يقف على عتبته بجسده الطويل يكاد ان تلامس راسه اطاره يرتدى احدى قمصانه البيتية اسود اللون وبنطلون قطنى رمادى يقف لحظات يراقبها بوجه ثابت ثم يتقدم منها ببطء وهدوء فاخذت تراقبه هى بتوجس جميع عضلاتها فى حالة تأهب استعداد للقفز هربا ان حاول مرة اخرى تعنيفها الامساك بها مرة اخرى لكنها وجدته يسألها بجمود
= عزة بتقول انك مش عاوزة تتعشى ايه هتعاندى فى الاكل كمان
لم ترد عليه بل اخذت تقطم شفتيها بتوتر تلتفت بوجهها الناحية الاخرى فيتنهد رائف باستسلام قائلا بهدوء
= طيب حيث كده
صرخت بمفاجئة حين وجدت ذراعه تلتف اسفل ركبتها تجذبها ناحيته فيجعلها تستلقى نائمة فى الفراش ثم يصعد سريعا ليستلقى بجوارها هو الاخر يضع راسه فوق صدرها يلف ذراعيه من الجانبين حولها حصرها يضمها هامسا لها بتعب حين اخذت فى مقاومته
= سبينى انام وحياتى عندك يا زينة وبكرة ازعلى منى زاى مانتى عاوزة واعملى فيا اللى يرضيكى بس سبينى انام دلوقت
تجمدت زينة تشعر بقلبها يرق له خاصا حين لاحظت تعبه ويأسه فى حديثه معها لذلك توقفت عن مقاومته فورا ليزيد هو من احتضانه لها يضع احدى قدميه فوق قدميها يلفها بجسده كله يغمض عينيه بارهاق دون ان يضيف كلمة واحدة وما ان مرت ثوانى حتى سمعت صوت انفاسه المنتظمة تتعالى ببطء فادركت انه قد ذهب فى النوم سريعا بالفعل كمن كان يحتاج حقا الى احتضانها بين ذراعيه حتى يستطيع النوم
فابتسمت بحنو ترفع يدها برفق تلامس راسه المستريح فوق صدرها وخصلات شعره المتناثرة فوق جبهته تبعدها باناملها برقة عن وجهه تراقبه بحنان وحب حتى اخذها سلطان النوم هى الاخرى سريعا تشعر بالدفء يلفها من حرارة جسده المتلف حولها بحماية
☘☘☘☘☘☘☘☘
اخذ فريد يحطم فى محتويات الشقة يصرخ بغضب وهيجان كمن اصابته لوثة جنون بينما تقف سوزان فى احدى الاركان ترتجف برعب تلعن نفسها لموافقتها ان تأتى اليه حين طلبها رغم حالة الهياج التى كان عليها اثناء حديثه معها فى الهاتف
مرت عدة دقائق شعرت بها كالسنين حتى هده التعب فجلس ارضا ينهت بعنف وجسده يتصبب عرقا ينظر امامه بعينين زائغةالنظرات
فتحركت من مكانها تتقدم منه بحذر وخطوات مرتعشة تجلس بجواره ببطء حذر تساله
= ايه اللى حصل يا فريد عرفنى ايه اللى وصلك لكده
التفت اليها بعينين تشتغل بنيران جنونه التى قد تحرق الاخضر واليابس يسالها بعنف هستيرى
= عاوزة تعرفى حصل ايه ؟قولك ابن الحديدى بعد كل السنين دى عرف ياخد حقه منى النهاردة تالت ومتلت يا سوزان عرف يردلى القلم والمصيبة انه حتى متعبش ولا اتحرك من مكانه وكله تنفذله وهو زاى البرنس حاطط رجل على رجل
لينهض فجاءة واقف يدور فى ارجاء الغرفة المحطمة يشد شعره صارخا بجنون
= وكله بسبب بنت….. دى كله بسببها
التفت الى سوزان الجالسة ارضا تتابع حالته برعب وخشية وهى تراه يكمل هاتفا بغل وعينين تتراقص جنونا
= لااا بس وحياتك ما يحصل ولازم اعرفه من هو فريد ويقدر يعمل ايه ودفعته تمن اللى عمله فيا النهاردة غالى مبقاش انا فريد شكرى
جلست سوزان تتابع حالة الجنون التى تراه عليها وتمنت فى تلك اللحظة لو انها لم تطلب مساعدته ابدا فتقع فى وسط تلك الحرب الدائرة تشعر ان الامور اصبحت خارج السيطرة وان الامر تعدى امر الوصية وشروطها بمراحل
✨✨✨✨✨✨✨✨✨
نزلت الدرج صباحا تقدم قدم وتأخر اخرى لا تدرى كيف ستقوم باستقباله صباحا وهل تظل على غضبها منه او تنسى ماحدث خاصا وانها تعلم انها اخطئت امس لكنه خطأ لايستحق منه كل هذا التعنيف امام الجميع
ابتسمت رغما عنها وهى تتذكر ماحدث امس منه واحتضانه لها طوال الليل دون ان يتركها
لحظة واحدة لكن ما يقلقها انها عنداستيقاظها
صباحا فلم تجده بجوارها كما كانت تتوقع وتأمل فادركت انه مازال غاضبا منها لذا دخلت الى غرفة الطعام تسير بخطوات
مترددة…….
فى الوقت ذاته كانت سهيلة تجلس فى المقعد المجاور لرائف تحدثه برجاء بينما هو يجلس بتصلب تحيط يديه بفنجان قهوته ينظر اليه بوجوم
= صدقنى يارائف انا عمرى ما حبيت حد غيرك مش قادر تصدقنى ليه
التفت اليها رائف بعنف عينيه تنطق برايه فيما تقول دون ان ينطق به لكن لم يوقفها هذا بل اسرعت ترسم الاسى والدموع فى عينيها قائلة
= عارفة انه ليك حق متصدقش كلامى بس ادينى فرصة اعرفك اللى حصل ايامها ووقتها
انا حاولت اشرحلك اكتر من مرة بس انت مش عاوز تسمعنى
رائف بفحيح وعنف تضيق عينيه فوقها
= ايه اللى جد يخليكى تفتكرى انى هسمعلك دلوقت اه يكون مثلا لانك بعتى فريدوسلمتيه ليا
رسمت الالم فوق وجهها كما لو تحطمت من كلماته لها تهمس بضعف
= كده يا رائف بتقولى كده بعد اللى عملته علشانك انا كنت عارفة ان لو فريد عرف ان انا اللى عملت كده هيموتنى ومهمنيش غير انى احذرك حتى لو كانت حياتى التمن
زفر رائف بحدة محاولا النهوض ينزع يده من بين اناملها لكنها تشبثت بها بقوة قائلة بلهفة واستعطاف
= ارجوك يا رائف ادينى فرصة واحدة اسمعنى فيها وصدقنى بعدها انا هرضى باى حكم منك و اى كلام انت هتقوله بعدها
هنا دخلت زينة تلقى بتحية الصباح بهدوء غافلة عن الجو المتوتر داخل الغرفة فاسرعت سهيلة بالاعتدال فى مقعدها تنظر امامها بارتباك تجيب بتحيتها اما رائف فلم يتغير شيئ فى تعبيرات وجهه الجامدة بل رفع فنجانه يرتشف منه بهدوء دون ان يجيبها ثم نهض واقفا يتجه ناحية الباب مارا بها قائلا دون ان يتوقف او حتى يلتفت لها
= مستنيكى فى العربية
حاولت زينة ايقافه لكن كان قد خرج من الغرفة بخطواته السريعة لتناديه بقوة فتوقف مكانه لكن دون ان يلتفت لها
لم تدرى ماذا تقول ماالذى حدث ليجعله على هذه الحال لذا قالت بصوت ضعيف
= ممكن تخلينى هنا النهاردة علشان سهيلة متكنش لوحدها فى البيت
التفت اليها بوجه متصلب وعينين غاضبة يهم برد لاذع عليها علمت به قبل نطقه له لكن لصدمتها تغير كل هذا فورا بعد زفر بقوة قائلا بلا اكتراث
= اعملى اللى يريحك انا هكون فى الشركة طول اليوم وهرجع متاخر
تحرك مغادرا دون ان يضيف حرف اخر فوقفت تتابعه بحيرة وقلق حتى اختفى عن انظارها حتى حدثتها سهيلة برقة تدعى التعاطف معها
= متزعليش ياحبيبتى انتى عارفة بعد كل اللى حصل اكيد اعصابنا كلنا مشدودة
ثم زفرت بأسف قائلة بندم حاولت رسمه جيدا على ملامحها
= انا اسفة يا زينة انى جيت ولخبطت الدنيا ليكم بس غصب عنى ملقتش حل ادامى غير رائف ولا زاى ما شوفتى فريد واللى ممكن فيا لو وجود رائف
وقفت زينة تتابع حديثها تظهرفوق ملامحها الشفقة والتعاطف كلما استمرت سهيلة فى حديثها لتهتف بها فور انتهائها تؤكد
= لااا ابدا متقوليش كده انتى فى بيتك واكيد رائف مش هسيبك ابدا خصوصا بعد اللى عملتيه علشانه
اسرعت سهيلة ترتمى عليها تقبلها من وجنتيها
تهتف بسعادة وامتنان
= شكرا يا حبيبتى بجد مش عارفة اقولك ايه
ابتسمت زينة لها قائلة
= متقوليش حاجة ابدا وتعالى يلا بينا نفطر سوا
هزت سهيلة راسها تترك زينة تتقدمها الى داخل الغرفة تتابعها بابتسامة صفراء وعينين تلتمع غلا وحقد قبل ان تلحق بها
☘☘☘☘☘☘☘
فتح الباب الخارجى يدلف الى الداخل فيرى جميع الاضواء مغلقة فيتقدم بحذر وخطوات هادئة يعلم من الحالة الهدوء السائدة فى المكان ان الجميع قد خلد الى النوم فشعر بالاحباط يتسلل اليه فينهر نفسه بقسوة هامسا
= ايه كنت مستني تكون سهرانة مستنياك بعد اللى عملته معاها النهاردة
ليزفر بحنق حين تذكر معاملته وحديثه الجاف معها صباحا عندما حاولت التحدث معه والاطمئنان عليه بصوتها الرقيق الذى ما ان وصل الى مسامعه حتى شعر بالحرارة تسرى فى جميع عروقه متمنيا لو كانت امامه الان ليدسها بين ضلوعه يحتضنها اليه بقوة لكن اتى صوت عقله لينهر على شعوره هذا يذكره بقسوة بما حدث امس ولحظة ضعفه وعدم قدرته على النوم بعيدا عنها وهو يعلم انها لاتبعد عنه الا خطوات قليلة فيظل يتقلب طوال ساعتين فوق فراشه كانه اصبح من جمر حتى استسلم اخيرا لهوى نفسه بذهابه اليها يطلب لااا لم يكن طلبا بل استعطاف بان تسمح له بالنوم بجوارها ومان لامس جسده جسدها الدافئ حتى تحرر وقتهل من كل غضبه وحنقه البالغ من كلمات ذلك الحيوان ونظراته اليها والتى سلبته الراحة كلما اتت الى افكاره فيغرق سريعا فى النوم عميق لم يفق من الا فى ساعات الصباح الاولى يرى نفسه وقد غلفها بين ذراعيه بحماية وحنان يمر الوقت به لاهو بقادر على ابعادها عنه او النهوض من جوارها الى فراشه يعلم بانها اصبحت شيئ ضرورى ومهم فى حياته لينهر نفسه بقسوة حين وصل تفكيره الى هذا الامر يخبرها بقسوة وحزم انه لا يريدها ان تتسلل اليه لايريد ان يجعل منها شيئ هام فى حياته يكفيه ما حدث يوم ان سمح لامرأةان تسلل لقلبه ومشاعره لتبعث فيها فسادا قبل ان تطعنه فى ظهره بمخالب خيانتها
كما لو كانت افكاره قد اتى بها امامه يراها تجلس فى احدى الزوايا نهضت واقفة مان ان رايته واقفا تتدلل فى خطواتها متجهه اليه تتابعها عينه باقتضاب حتى وقفت امامه تسأله برقة
= اتاخرت ليه قلقتنى عليك انا مرضيتش انام قبل ما تيجى
التوت شفتى رائف بامتعاض قائلا بنزق
=انتى مش مراتى يا سهيلة علشان تسالينى اتاخرت ليه وعلشان ايه وبعدين محدش قالك استنينى
التوت شفتيها بسخرية قائلة بمكر
= مانا لما لقيت مراتك طلعت نامت من بدرى قلت استناك انا وهو كمان علشان نكمل كلامنا
رائف ساخر هو الاخر يسألها ببرود
= اللى هو ايه بالظبط ليكمل بتهكم اااه كلامك عن تضحيتك العظيمة علشانى
رفعت سهيلة عينيها الممتلئة بدموعها تهمس بالم
= ايوه يا رائف تضحية مستعدة اعملها تانى وتالت بس انت تعيش سعيد ولا تتأذى فى يوم بسببى
عقد رائف حاجبيه باستهجان يسألها بصرامة
= انتى بتتكلمى عن ايه ؟ لو تقصدى اللى حصل من يومين اعتقد انى رديت الدين لماخدتك تحت حمايتى يبقى تضحية ايه …..
رفعت سهيله اناملها تضعها فوق شفتيه تهمس بحزن ودموعها تغرق وجنتيها
= لااا .عاوز تعرف يا رائف تضحية ايه انا بتكلم عن عمرى اللى ضحيت بيه وعشت مع واخد ما بحبهوش ولا عمرى حبيته علشان فيوم مكنش السبب فى اذاك
ابتعد رائف عنها بنفور يهتف
=عمرك اللى بعتيه علشانى ولا علشان فريد
وفلوسه يهتف بضجر انتى جايه بعد العمر ده كله تكدبى كدبة هبلة زاى دى
اسرعت سهيلة تقترب منه تهتف بضعف
= لاا هى دى الحقيقة فريد وقتها هددنى بيك لاما اتجوزك وافهمك انى سيبتك فى اكتر وقت كنت محتاجنى فيه لاما هيلفقلك مصيبة يدخلك بها السجن زاى ما عملها قبل كده لو تدخل والدك وقتها علشان كده طلبت منك ترجع لوالدك وتكون تحت حمايته كنت فاكرة ان بكده هقدر احميك منه لس انت فهمت ده على انه تهديد منى بقطع علاقتنا
اتسعت عينى رائف بعدم التصديق يحدق بها بصدمة قبل ان يهز راسه برفض قائلا بقسوة
= مجتيش وقتها تقوليلى ليه كنت بكل بساطة قدرت انا اتصرف معاه
تحركت سهيلة لتجلس فوق الاريكة تضم نفسها وهى تخفض راسها قائلة بحسرة
= وقتها كنت لسه خارج من المصيبة اللى قدر
يوقعك فيها وبدأت تقف على رجليك من تانى مقدرتش اشوف كل ده بتهد يكون بسببى انا مقدرتش يارائف صدقنى
اخذت تبكى بعنف ترتجف امام عينيه فحاول الاقتراب منها مواسيا لكنه تراجع مرة اخرى ينظر اليها بجمود للحظات قبل ان يسرع بالمغادرة بخطوات سريعة يصعد الدرج كل درجتين معا تتابعه هى وتراه فى حالته المتخبطة تلك ليتبدل حال وجهها فورا تتراجع الى ظهر الاريكة براحة وهى تبتسم بخبث تدرك انها تسير بخطوات ناجحة ولن يمر وقت طويلا حتى يعود اليها مرة اخرى خاضعا لها ولحبها
💔💔💔💔💔💔
جلست فى انتظاره بقلق تسرع لاستلقاء فوق الفراش تتصنع النوم لحظة ان سمعت سيارته وعلمت بعودته لا تريده ان يأتى فيراها تجلس فى انتظاره كما حدث ليلة امس فهى غاضبة وبشدة منه منذ محادثتهم السابقة فى الهاتف وطريقة الجافة معاها فى الحديث لذا لن تسامحه بسهولة هذه المرة بل سوف ت…
لكن مهلا لما لم يأتى اليها حتى الان وقد مر اكثر من ساعة على حضوره تنتظره بفروغ الصبر
رفزت بعنف تلقى بالغطاء جالسة تهتف بحنق
= براحته وانا ايه يضايقنى وبعدين تلاقيه جاى تعبان من الشغل ولا حاجة
توفقت عن الحديث بغتة تتسع عينيها بخوف قبل ان تنهض سريعا هاتفة بقلق
= زاى غاب ده عن بالى ممكن يكون فعلا تعبان وخصوصا بعد كل اللى حصل امبارح
اسرعت فى اتجاه الباب لكن قبل ان تمد يدها تفتحه توقفت بارتباك تلوك شفتيها بتوتر تحدث نفسها
= طيب افرضى مش تعبان ولا حاجةوكسفنى وقالى ايه اللى جابك هنا
هزت كتفيها بعدم اكتراث تمد يدها الى مقبض الباب تديره قائلة
ساعتها هكون اتاكدت انه قليل الذوق وارجع ازعل منه تانى
فتحت الباب ببطء تنظر فى كلا الاتجاهين قبل ان تعبر الممر الى الغرفة المقابلة لها تدق بابها برفق لكنها لم تجد استجابة لتطرق ثانية ولكن هذه المرة بقوة اكبر لتأتيها اجابة مخنوقة من الداخل بصوته لتدلف سريعا الى الداخل قبل ان تغير رائيها ما ان دخلت الى الغرفة المظلمة الا من ضوء بسيط اتى من النافذة المفتوحة على مصراعيها تحاول عينيها الاعتياد على الضوء الضغيف بالغرفة تبحث عينيها عنه حتى وقع بصرها عليه مستلقى بعرض الفراش على بطنه جسده عاريا الا من منشفة يلفها حول خصره فشعرت بالارتباك والتوتر يغلفها ترغب فى المغادرة مرة اخرى سريعا لكنها حاولت الثبات تقترب منه بهدوء تهمس باسمه لكن لا استجابة ولو بسيطة منه لتقترب اكثر حتى اصبحت تلامس قدميه الملامسة لارض تنحنى فوقه تهمس باسمه ولكن هذه المرة بقلق لكن هذه المره التفت اليها بكامل جسده يرتفع عن الفراش مستندا فوق مرفقيه يسألها بعنف
= عاوزة ايه يا زينة جايه هنا ليه فى وقت زاى ده ؟
تراجعت بحدة مبتعدة الى الوراء تتلعثم فى كلمات خرجت من فمها بصعوبة
= انا… اسفة انا بس……كنت قلقانة عليك
انحنى الى الامام يشعل الضوء بجوار الفراش قبل ان يلتفت اليها مرة اخرى تمر عينيه فوقها ببطء يراها بتلك البيجاما الطفولية برسومتها المضحكة ترتسم فى عينيه نظرة غامضة حارقة قبل ان يبتسم ساخراوهو يخرج صوتا مستهزءا من فمه قائلا
= وانت كمان قلقانة عليا ؟ لااا بجد كتر خيركم
نهض من الفراش يتجه الى النافذة يقف امامها يتنفس بعمق وجهه محتقن بشدة فلم تشعر غير وهى تقترب منه بهدوء تضع يدها على ظهره تلامسه برقة وهى تسأله بقلق لم تستطيع السيطرة عليه وهى تراه فى حالته تلك
= مالك يا رائف ؟ لو تعبان اطلبلك الدكتو…
ابتعد عن مجال يدها بعنف كمن لدغته افعى يصرخ بها
= انا مش تعبان ولا فيا حاجة واتفضلى ارجعى اوضتك واياكى تجى هنا تانى فاهمة
تراجعت عنه بعنف وخطوات متعثرة كادت ان تسقطها ارضا قائلة بألم وندم
=انا اسفة . بجد صدقنى مش هتكرر تانى
ثم التفتت تجرى باتجاه الباب تتعثر فى خطواتها تفتحه بتخبط ثم تغلقه خلفها بقوة ليتحرك من مكانه خطواتين محاولا اللحاق بها لكنه توقف يشد على قبضتيه بعنف وغضب لم يجد متنفس له سوى احدى المزهريات الموضوعة فوق الطاولة امامه ليلتقطها بحدةيلقى بها بعضب وعنف يتعالى صدره بانفاسه المتسارعة بوحشية يلعن بشراسة وهو يمرر اصابعه فى شعره شادا عليه بقسوة وعنف
💔💔💔💔💔💔💔

الفصل الخامس عشر
تسللت صباحا تنزل الدرج سريعا تنوى المغادرة قبل استيقاظ احد ترتدى احدى بذلات العمل سوداء اللون تضع نظارتها الشمسية تدارى خلفهم عينيها الحمراء المنتفحة من اثر سهادها وبكائها طوال الليل وهى تشعر بالالم والاذلال كلما تذكرت ماحدث منه
حتى قررت التوقف عن البكاء والشقفة على النفس تجلس فى انتظار اول خيوط الصباح فتسرع فى ارتداء ملابسها تستعد لذهاب الى العمل تحدث نفسها ان لا شيئ تغير بينهم فستظل هى عاملة لديه وهو صاحب العمل ولاوجود بعد الان لاحلام اليقظة والروايات فى حياتها يكفيها ماحدث لذا هى الان فى طريقها الى عملها كما كانت تفعل طوال الايام الماضية قبل لقائه وربط حياتها به تمر من امام ذلك الحارس المتوقف امام البوابة قائلة بصوت متعب
=افتح البوابة لوسمحت
ظهر التردد فوق وجه الحارس للحظة فظنت انه سيقوم برفض طلبها لكنه ولدهشتها اسرع بالاستجابة لها سريعا فابتسمت خفية فمن الواضح انه اصدر اوامره بعدم دخول اى احد الا بأذنه وغافلا عن اصدر امر اخر
بالعكس لذا فور ان فتح الحارس الباب لها اسرعت فى خطواتها مغادرة دون لحظة تردد او تباطأ واحدة تسرع بركوب اول سيارة اجرة قابلتها لتصل الشركة فى وقت قياسى
تدخل الى الشركة تلقى بتحية صباح متعبة الى الحارس المراقبة لدخولها بدهشة ونظرات مهتمة لم تعيرها اهتماما تتقدم الى مكتب الاستقبال تجد مها هناك تستعد ليوم عمل لكن ما ان لاحظت اقترابها بخطواتها الضعيفة المتخاذلة حتى تركت ما بيدها تلتف حول طاولة الاستقبال لملاقاتها فتسرع زينة تلقى بنفسها بين ذراعيها تبكى بحرقة كما لوكان قرارها بعدم البكاء لم يكن ابدا فاسرعت مها تضمها بين ذراعيها وهى تسألها بقلق وتوتر
=فى ايه زينة ؟ بتعيطى كده ليه فهمينى
اخذت شهقات زينة بتعالى حتى تصبحت هسترية فلم تجد مها حلا سوى ان تقف تضمها اليها بحنان فى انتظار ان تتمالك نفسها يتملكها القلق والخوف عليها فظلا على هذا الحال حتى شعرت زينة بجفاف عينيها كما لو كانت لم يعد بها المزيد من الدموع تستطيع ذرفها بعد الان تشعر بالامان بين احضان مها والتى اخذت بالهمس لها بكلمات مطمئنة مواسية حتى استطاعت اخيرا تمالك نفسها تبتعد عنها تحاول التظاهر بالتماسك لكن لم تمهلها مها الفرصة واخذتها من يديها تتجه بها الى المعقد خلف طاول الاستقبال تجلسها بىفق ثم تجلس امامها تمر بينهم عدة لحظات صمت متوترة كانت خلالها زينة تخفض راسها تتنهد بضعف من اثر بكائها لتسالها مهابرفق بعد حين تمسك بكفها الباردة بين يديها مواسية
= هديتى دلوقت ؟ احكيلى وفهمينى ايه حصل ؟
ابتلعت زينة لعابها بصعوبة قبل ان تقول بصوت متحشرج
=محصلش حاجة ؟
مها بصوت متوتر تهتف باسمها بتحذير
=زينة مش هتضحكى عليا بكلمتين زاى دول فى ايه انطقى
ابتسمت زينة بضعف تهمس بحزن
=صدقينى يا مها محصلش حاجة
عقدت مها حاجبيها بقلق قائلة باقتضاب
= يعنى ايه كلامك ده اومال عاملة فى نفسك كده ليه
هتفت زينة بصوت مختنق بالبكاء
= علشان زاى ما قلتلك يا مها محصلش حاجة وكل كلامنا كان احلام بنات احلام وامانى بنت فقيرة صدقت ان ممكن فعلا تحب وتتحب من صاحب الشركة الغنى الشهم اللى حماها من الاشرار بس طلعت كل حاجة وهم وبتضحك على نفسها
ثم انفجرت ثانيا فى البكاء لكن تلك المرة بمرارة تقطع لها قلب مها الجالسة لاتدرى كيف تستطيع التهون عنها تسألها بصوت متعاطف
= افهم من كلامك انه رفض حبك ليلة ما كنا معاكم
هزت زينة راسها بالنفى قعدت مها حاجبيها تهتف بفروغ صبر
=اومال ايه اللى حصل يا زينة فهمينى متسبينش كده
ابتلعت زينة لعابها قبل ان تبدء فى قص كل ما حدث على مها بداية من ليلة سهرتهم انتهاءا بما حدث ليلة امس حتى انتهت لتظل مها صامتة ترتسم فوق وجهها علامات التفكير قبل ان تسألها
=وسهيلة دى ايه علاقتها برائف
هزت زينة كتفها كأجابة عن عدم معرفتها لتهتف مها بحنق
= طيب وانتى مسالتيش ليه دى مين وحكايتها ايه ليه
غصت زينة بالبكاء مرة اخرى تهتف
=محلقتش اسال عن حاجة زاى ما قلتلك حاله اتقلب معايا ومدنيش فرصة لاى حاجة
رفعت مها احدى حاجبيها تهمس بتفكير
=مش عارفة ليه قلبى حاسس ان سهيلة دى هى السبب
اسرعت زينة تهز راسها بالنفى قائلة بصوت اجش
= لا خالص دول عاملين زاى القط والفار وممكنش عاوزها فى الفيلا لولا انى طلبت منه ده
تراجعت مها فى مقعدها تهتف بحيرة
= اومال يعنى ايه اللى حصل وقلب حاله معاكى كده مش معقول كل ده سببه انك اتكلمتى لما فريد ده كان موجود وبعدين انتى بتقولى انه طلع بات ليلتها فى اوضتك يبقى ايه حصل من بعدها
تحشرج صوت زينة تخفض راسها تجيبها بألم
=اللى حصل انه فكر كويس ولقى نفسه مينفعش تورط مع زينة السكرتيرة اللى مش ممكن تكون زوجة بجد ليه فحب يوصلها الرسالة بده حتى ولو بطريقة صعبة شوية
زفرت مها بحزن لا تجد ما تخبرها به لتهوين عنها تسألها برفق
=طيب ونويتى تعملى ايه
مسحت زينة عينيها وانفها بشدة قائلة باقتضاب
=هعمل ايه يعنى زاى مانا هفضل زينة السكرتيرة لاكتر ولا اقل لحد ما اشوف اخرتها ايه
نهضت مها من مقعدها تمسك بها تنهضها معها تحتضنها بحنان قائلة لها برقة
= صدقينى هو اللى خسران يا زينة مش انتى
التوت شفتى زينة بابتسامة متهكمة حزينة تغمض عينيها لتسيل دموعها بصمت تشعر بالالام قلبها تتزايد صارخة بداخلها ولا تستطيع فعل شيئ لايقافها
✨✨✨✨✨
اخذت شاهى ومنذ حضورها صباحا تنظر باتجاه زينة بفضول من الحين لاخر تلاحظ حالة الشرود والوجوم التى عليها تراها بها منذ ان حضرت صباحا تجدهاجالسة على هذا الحال مايثير ا هتمامها وتساؤلها اكثر انه لم يحضر معاها صباحا فارتسمت ضحكة خبيثة فوق شفتيها فرحة بوقوع اول شجار بينهم وهاهى ترى بوادره امامها
اسرعت بالاعتدال فى مكانها سريعا حين رات رائف يدلف سريعا الى الداخل يرتسم الغضب الممتزج بالقلق فوق ملامحه يتوقف امام مكتب زينة ينظر اليها عدة لحظات صامتا لكنها لم ترفع وجهها اليه بل جلست مكانها تنظر امامها بجمود ليهتف بها بصوت عاصف
=مش هتبطلى شغل العيال بتاعك ده ازاى تخرجى من غير اذنى وتيجى هنا لوحدك
لم تهتز عضلة واحدة فى وجهها تدل على تأثرها بثورة غضبه هذه ليزفر رائف بحدة قبل ان يقبض فوق معصمها بقوة يجذبها من مكانها خلفه لا يعير لمقاومتها وصراخها عليه ادنى اهتمام يتجه بها ناحية مكتبه يهتف بشاهى الجالسة تتابع مايحدث بعيون متسعة بذهول واهتمام
=شاهى الغى اى حاجة ومدخليش حد عليا ابدا
هزت شاهى راسها ببطء تراه يدلف الى مكتبه جاذبا لزينة بعنف خلفه يغلق الباب بقوة ارتجت لها ارجاء المكان
وقفا فى وسط الغرفة ينظر كل واحد منهم الى الاخر بتحدى لعدة دقائق قبل يتقدم منها بخطوات بطيئة تراجعت هى امامها بخوف لكنها اسرعت بنهر نفسها على خوفها منه تقف ثابتة فى مكانها تنظر اليه بتحدى وعيون ثابتة حتى وقف امامها لا يفصل بينهم سوى انش واحد تشعر بحرارة جسده وانفاسه الغاضبة تصل اليها فوقفت تنتظر بقلق حاولت اخفاءه خطوته القادمة لتحبس انفاسها حين انحنى عليها فجاءة يهمس امام وجهها بفحيح
=ايه اللى عمليته ده؟ تعرفى انه بسببك كل
طقم حراسة الفيلا اطرد
حاولت التحدث تنفى عنهم اى ذنب لكنه لم يمهلها بل اسرع يكمل بغضب وتوتر مكبوت يشع من كل عضلة فى جسده
=بس ده يهم عيلة زايك فى ايه مفيش فى دماغها حاجة ولا حد غير نفسها ومش مهم اى قلق هتعمله لغيرها
وقفت تستمع الى اتهاماته بعيون مصدومة لم تستطيع الصمت عليها طويلا لتهتف به بغضب مماثل تقترب هى منه تلك الخطوة الفاصلة بينهم ترفع وجهها اليه تكاد لا تصل الى ذقنه الا ان هذا لم يوقفها
=انا مش عيلة يا رائف بيه ولا كل يوم بحال وقرار زاى ناس تانية وبعدين تطردهم ليه وهما بينفذوا اوامرك بمنع اى حد يدخل مش يخرج
وقفا ينظران بتحدى وغضب الى بعضهم للحظات مرت كدهر عليها لكنها لم تقبل الهزيمة امامه بل ظلت ثابتة مكانها حتى قرر اللعب دون عدل يخفض عينيه الى شفتيها يهمس امامهم ببطء
=افهم من كلامك انى انا من الناس دى والغلط بقى غلطى انا
تسارعت انفاسها بعنف ترغب بالتراجع بعيدا عنه لكنها نهرت نفسها بعنف لتأثرها هذا تصرخ بداخلها بانه يتلاعب بها كحاله دائما معها لذا تراجعت خطوة واحدة عنه قبل ان تهتف به بجمود وثبات
=افهم زاى ما تفهم وياريت من هنا ورايح تلزم حدودك معايا وتتكون المعاملة بينا زاى اى صاحب شركة والسكرتيرة بتاعته
ارتفع حاجب رائف بتحدى يسألها ببطء
= بقى كده يا زينة
رفعت زينة ذقنها تتحداه هى الاخرى قائلة
=ايوه كده وياريت حضرتك تسمحلى ارجع مكتبى لو مفيش عندك اى اوامر تانية
وقف ينظر اليها عينيه غامضة لا تقرء بداخلهم شيئ كانت هى وقتها ترتجف بتوتر وخوف لكنها لن تسمح له برؤيتهم ابدا على وجهها لذا وقفت بثبات حتى تحرك رائف اخيرا بهدوء يلتف حول مكتبه فيجلس على كرسيه براحة يتابعها بعينيه باهتمام عدة ثوانى قبل ان يقول بهدوء شديد
= لااا مفيش اوامر تانية وتقدرى تتفضلى على مكتبك يا انسة زينة
لم تفوتها ضغطه فوق حروف كلمة انسة بسخرية لم تعيرها ادنى اهتمام ظاهريا على الاقل تتجه ناحية الباب تخرجه منه ثم تغلقه خلفها بهدوء شديد خلفها ليزفر رائف بعنف يحنى راسه بين كفيه يهمس بخشونة وعنف
= اثبت واعرف ان كده احسن ليك وليها
……..
فور خروجها من عنده وقفت تستند بظهرها تغمض عينيها بألم تتنفس بصعوبة تشعر كم كانت غبية ساذجة التفكير حين ازدهر امل داخلها انه من الممكن ان يرفض كلامها ويطالب بحقه بها كزوجة لكن تأتى الصفعة عنيفة قاسية بموافقته السريعة لكلامها وهاهى الان تشعر بغبائها وتصاعد غصات البكاء مرة اخرى بداخلها لكن يأتى صوت شاهى القلق تسألها
= زينة انتى تعبانة او حاجة ؟
هزت زينة راسها بالنفى فنهضت شاهى من مكانها تقترب منها تمسك بها وتسير معها حتى اجلستها فوق مقعده قائلة بعفوية
= انا عارفة انتى زعلانة ليه وليكى حق طبعا اى واحدة مكانك لازم تتضايق
رفعت زينة وجهها اليها بحيرة وتسأول لتكمل شاهى تهز راسها بتأكيد قائلة
= طبعا لازم تزعلى وتبهدلى الدنيا كمان لما اللى كان بيحبها جوزى زمان تيجى تقعد عندى وفى بيتى وتبقى تحت حمايته لازم طبعا اهد الدنيا على دماغهم هما الاتنين
حاولت زينة التحدث لكنها فشلت تشعر بالتوتر والانكار بداخلها لما فهمته من كلماتها تلك لها لكنها نجحت بصعوبة التماسك تسألها بخفوت
= تقصدى مين بكلامك
شاهى وهى تتراجع للخلف قليلا قائلة لتؤكد ظنونها
=اقصد سهيلة راجح مش هى عندك فى الفيلا دلوقت
شحب وجهه زينة بشدة تسألها بخفوت
= وانتى عرفتى منين انها عندنا فى الفيلا
التفتت شاهى اتجاه مكتبها تعطى ظهرها لزينة تهتف بتردد وتلعثم
= هو انا بس اللى عرفت دى الدنيا كلها عرفت اللى عملته فى جوزها علشان خاطر رائف
وانها هربت منه عند رائف تتحامى فيه
التفتت مرة اخرى ناحية زينة تهتف بسرعة وتأكيد
=طبعا ماهى واثقة انها هيسامحها ومش هيقدر يشوف فريد بيأذيها دى مهما كان برضه كااااانت ااااا…….
تركت باقى جملتها يتردد حولهم رغم انها لم تنطق به تعود للجلوس فوق مقعدها تراقب باهتمام زينة بجسدها المتخشب ووجهها الشاحب شحوب الموتى جالسة بصمت تحدق بجمود امامها ترتسم الصدمة بشدةفى عينيها قبل ان تنهض ببطء فوق قدميها تسير ناحية باب الخروج كما لو كانت تجذبها خيوط خافية خارجه تطاوعها هى كالمغيبة لتهتف بها شاهى بحدة
= زينة رايحة فين ؟
لتكمل بلهفة حين لم تجيبها زينة
=طيب اقول ايه لرائف بيه لو سأل عنك؟
قبيل سؤالها بالصمت حين اختفت زينة من امامها لتبتسم بشماتة تهمس بأستهزاء
= هقوله زينة خدها الوبااااااا
ثم اسرعت تمسك بهاتفها سريعا تجرى به اتصالا تهتف فور اجابة الطرف الاخر
= كله تمام زاى ما طلبت بالظبط و سابت الشغل ولسه ماشية حالا
صمتت قليلا لتتابع بعدها بحيرة
= معرفش راحت فين الله بتشخط ليه دلوقت انا كنت مسئولة عنها وبع….
قطعت حديثها بغتة تنظر الى الهاتف بصدمة قبل ان تلقى به بغضب هاتفة
= حلو اووى انت كمان بتزعقلى علشان ست زينة اللى طلعتلى فى البخت
زفرت بحدة تنقر باظافرها فوق سطح مكتبها ثم تتوقف بغتة تهتف برعب
= نهار اسود انا ايه اللى هببته ده افرضى قالتله انى انا اللى عرفتها ولا سأل عليها دلوقت هبب ايه واقوله راحت فين
وقفت بحدة توبخ نفسها بعنف
= ياخراب بيتك يا شاهى ده لو عرف قليل اما موتنى فيها اتصرف ازاى دلوقت
صمتت ثوانى تفكر قبلةان تهتف بانتصار
= بس لقيتهااحسن حاجةادخله الاميلات ولو سألنى عليها ولا كانى اعرف حاجة
اسرعت تنهض فورا لتنفيذ بقلب يرتجف خوفا تلعن نفسها الف مرة على غبائها
✨✨✨✨✨✨✨
ظلت تسير بلاهوادة لا تعلم الى اين تاخذها قدميها كل ما تشعر به هو الالم والشوق لحضن امها الدافىء تريد الاختباء به عن كل ما يوجعها ويؤلمها لذلك لم تشعر بالغرابة حين وجدت نفسها تصعد درج منزلها القديم ببطء تشعر بتكرر هذا المشهد مرة اخرى ويكون هو دائما فيه بطله وتسببه فى المها وصدمتها فيه مرة اخرى
وقفت امام باب شقتهم تتلمسه ببطء تستند فوق بتعب تتذكر تركها لحقيبتها فى المكتب عند ذهابها لذا توجهت بخطوات متعبة ناحية باب الشقة المقابلة تدقه بضعف ليفتح بعد حين تطل من فتاة مراهقة ابنة سعاد الصغيرة والتى هتفت فور رؤيتهابفرحة ولهفة
=ابلة زينة ازيك تعالى ادخلى ماما برة بس زمانها على وصول
اتبعت كلماتها بجذب زينة للداخل لكنها قاومتها بضعف قائلة برقة وحنان
=معلش يا هدير يا حبيبتى هبقى اجيلكم وقت تانى اقعد معاكم بس انا كنت عاوزة مفتاح شقتى تعرفى هو فين
عقدت هدير حاجبيها بتفكير قبل ان تهتف
= ايوه يا ابلة ثوانى هجبهولك
ثم دلفت الى الداخل ولم تغب كثيرا تأتى سريعا تمد يدها بالمفتاح قائلة
= اهو يا ابلة واول ماما هتيجى هخليها تيجلك على طول
ابتسمت زينة لها بمجهود شديد تهز رأسها بالموافقة ثم تسير بخطوات بطيئة متعبة باتجاه شقتها تفتحها وتدلف الى داخلها تنير انوارها ثم تغلق الباب تتلفت حولها بلهفة تطلق لدموعها العنان صارخة بصوت مكتوم تنادى والديها بشوق والم تسقط ارضا بتعب وهى تحتضن نفسها بقوة تبكى وتبكى لوقت لم تشعر بمداه ولا بسكون الالام قلبها حتى بعد كل بكائها هذا
حتى سمعت دقات ثابتة قوية فوق الباب لتنهض سريعا ظنا منها بانه هو وقد حضر لاعادتها اليه ولكنها اسرعت تسخر من نفسها قائلة لها انك لست بتلك الاهمية حتى يإتى خلفك فورا هكذا هذا اذا علم بخروجك من المكتب من الاساس تتجه ناحية الباب تفتحه بثبات تعلم بانها لابد ان تكون جارتها سعاد وقد حضرت لأطمنان عليها فور علمها بحضورها ولكنها تسمرت مكانها فمن يقف امام بابها الان كان اخر شخص تتوقع رؤيته هنا امامها لذا هتفت بذهول
= انت ؟ جاى هنا ليه ومين عرفك مكانى؟
تقدم فريد الى الداخل رغم كل محاولتها لمنعه يقف فى وسط شقتها ينظر حوله باهتمام قبل ان تتركز عينيه فوقها تلتمع بالرضا وشيئ اخر خشيت التعرف عليه يحدثها بهدوء وثقة
= جاى هنا ليه ده هتعرفيه دلوقت عرفت مكانك ازاى
اخذ بالاقتراب منها بهدوء عينيه تمر فوقها ببطء من اعلاها الى اسفلها والعكس تتوقف فى اماكن بعينها فى جسدها لتصيبها قشعريرة التقزز والخوف من نظراته الحقيرة تلك ليزداد حين همس بتلذذ
= انا لما بعوز حاجة مفيش حاجة فى الدنيا تمنعنى انى اوصلها مهما كانت الحاجة دى ايه وبتاعت مين
ادركت زينة معنى كلماته المزدوجة المعنى لتشعر بجفاف حلقها والرعب يدب فى اوصالها تسأله بصوت مرتجف برعب
= وانا يهمنى فى ايه كلامك ده ولو سمحت اتفضل اخرج حالا والا مش هيحصل كويس
ارتجت الشقة بصوت ضحكته الصاخبة قبل ان يتوقف تلتمع عينيه عليها باعجاب قائلا
= لا شاطرة وعجبتينى وعلشان كده انا لازم اكافئك
ارتعشت زينة رعبا تصرخ به وهى تمسك باب الشقة وتشير اليه بالخروج بصوت حاولت بث بعض الحزم به رغم ارتعاشه
= قلت اخرج حالا والا هصرخ وهلم عليك اهل الحارة ويجبولك البوليس
اقترب فريد منها بخطوات متمهلة ليصيبها الرعب تفتح فمها تنوى فعلا الصراخ لكنه تقدم منها سريعا يضع يده فوق فمها يضغطه قائلا بهدوء
=اهدى يا حلوة دانا جاى لمصلحتك ده جزاتى برضه عموما انا هطلع اجدع منك وهقولك على حاجة اظن لو عرفتيها تغيرى رايك خالص فى رائف وجوازك منه
اتسعت عينيها بصدمة تهز راسها تحاول التخلص من قبضته الضاغطة فوق فمها ليزداد ضغطه بقوة اكبر يقرب وجهه اكثر من وجهها ترتطم انفاسه بعنف به لتغمض عينيها بشدة تشعر بالرغبة فى التقىء تتصاعد بداخلها تسمعه يهمس بخشونة وصوت متحشرج
=عارف انك عارفة بموضوع الوصية بس يا ترى تعرفى بموضوع الشرط اللى فيها
سكنت حركتها تحت يده تفتح عينيها بذهول تنظر له ليهز راسه لها بالايجاب قبل ان يقول
= شرط استمرار جوازه سنة ومش اى جوازة لااا الجوازة الاولنية ليه بس يعنى بطول بالعرض لازم يقضى معاكى سنة والا يخسر ميراثه يعنى حتى ولو حب يرجع لسهيلة ميقدرش لانه اتربط مصيره معاكى بس سالك سؤال وياريت تردى عليه بصراحة تفتكرى لوكان اللى حصل من سهيلة وبعها ليا علشانه كان حصل قبل جوازكم كان فكر حتى فيكى تكونى مراته
فى تلك اللحظة مر كل شيئ امامها ببطء كما لو كان شريط سينمائى امامها يتم عرضه شرطه باستمرار زواجهم سنة رغم اعتراضها ثم تجاوبه معها وحمايته لها وغزوه لمشاعرها برقته وحنانه لينقلب كل هذا فجاءة لحظة وظهور سهيلة مرة اخرى فى حياته فتعود ملكة لعرش قلبه متوجه بتضحيتها بحياتها من اجله
ادرك فريد نجاحه حين راى وجهها بشحوبه البالغ ليسرع بطرق فوق الحديد وهو ساخن قائلا
=انا وانتى اضحك علينا من اتنين مش مهم عندهم اى حاجة غير مصلحتهم هى خربت بيتى علشان حبيبها بتاع زمان وانتى استغلك فى حكاية ملكيش دخل فيها ولو كان يقدر يخلص من جوازته منك بعد رجوع الهانم ليه كان عملها بس الميراث عنده اهم وهو مش خسران كتير عروسة حلوة مراته وحبيبة راجعة مستنية اشارة منه ……
ازاح يده عنه فمها ببطء لكنه لم يستطيع مقاومة ان تلامس اطراف انامله فمها ليرتعش بشهوة لدى ملامسته لنعومة شفتيها يقسم بداخله ان تكون يوما له فائز بكل جمالها له وحده لكن زينة لم تدرى شيئ عما يدور فى راسه من افكار سوداء لها تقف متيبسة بشدة فابتعد عنها فريد بصعوبة قائلا بصوت اجش
= انا هسيبك دلوقت تفكرى فى كلامى وتعرفى هتتصرفى ازاى وصدقينى انا مش شرير زاى ما صورونى ليكى مستعد لاى مساعدة تطلبيها منى
لم يتلقى منها رد او استجابة على حديثه معها يدرك ان مازال امامها الكثير للوصول لها فزفر بحدة قبل ان يلتفت مغادرا لتظل هى فى مكانها تستند بظهرها بضعف على الباب المفتوح لمدة من الزمن لاتعلم مداها داخل فقاعة افكارها تعزلها عن كل ماحولها
💔💔💔💔💔💔
وقفت شاهى بقدمين مرتعشة فى انتظار انتهاءه من توقيع تلك الاوراق امامه تدعو سرا الا يسألها عنها حتى تخرج من هنا فتنفست الصعداء فور انتهاءه تسرع فى اتجاه الباب لكن يأتى سؤاله الخافت ليجعلها تتجمد مكانها حين قال بتردد
=شاهى ….زينة….بتعمل ايه ….هى كويسة
ابتلعت لعابها بصعوبة تتنفس بعمق قبل ان تلتفت اليه بسرعة قائلة بتأكد
=زينة …كويسةخالص … هى بره .بت…ااا..بترتب اوراق الاجتماع الجاى
صمتت ثانية ثم اكملت بخوف وتوجس
= حضرتك محتاجة فى حاجة تحب ابعتها لحضرتك؟
هز رائف راسه رفضا يهم بالرد عليها لكن قاطعه صوت هاتفه فيرفعه ناظرا له يعقد حاجبيه بشدة قبل ان يجيب سريعا يستمع لطرف الاخر لثوانى قبل ان ينهض واقفا بغضب يضرب بكفه فوق سطح مكتبه يهتف بثورة
= انت بتقول ايه ؟ ومعرفتنيش ليه ياغبى من ساعة ما خرجت من هنا
صمت قليلا ينصت قبل ان يصرخ بعنف
=انا جاى حالا خليك مكانك اوعى تتحرك طبعا ياغبى تمنعها متخلهاش تتحرك من مكانها لحد ما اوصل
انهى الاتصال يصرخ بغضب
=انا مشغل معايا شوية بهايم زفر بقوة يكمل والله عال ياست زينة اما اشوف اخرتها معاكى ايه فى جنانك ده
زفر بقوة قبل ان يلتفت الى شاهى الواقفة بتخشب مكانها برعب يسألها بغضب بارد
=انتى مقولتيش ليه ان زينة خرجت من هنا
اسرعت برسم الدهشة فوق ملامحها تجيبه سريعا بلهفة
= وانا هعرف منين حضرتك انا كنت سيباها بره لما دخلت هنا وبعدين هى المفروض كانت….
صرخ رائف بعنف جعلها تنتفض مكانها تقطع كلماتها
= شاهى.خلصنا اطلعى على مكتبك وكلمى حالا ياسر خليه يحضر هو الاجتماع واجلى اى حاجة تانية
هزت شاهى راسها بقوة تتابع خروجه السريع من الغرفة مارا من امامها كالعاصفة لتهمس لنفسها برعب
= روحتى فى داهية ياشاهى انا كان مالى ومال الهم ده كله
جلس رائف بتوتر يأمر سائقه بقيادة السيارة بسرعة عالية ليصل فى وقت قياسى الى منزلها يصعد الدرج سريعا يتجه الى شقتها فتوقف بتوجس وهو يرى بابها المفتوح فيدب القلق فى داخله يتقدم بخطوات سريعة الى داخلها يتقف بصدمة حين راها تجلس ارضا تستند الى الباب بظهرها تنظر امامها بجمود لاتشعر حتى بدخوله ليسرع بالركوع بجوارها بلهفة يلف وجهها باتجاهه هاتفا بخوف
=زينة فى ايه مالك؟ قاعدة كده ليه فى حاجة حصلتلك
لم يتلقى منها اى ردة فعل او يتحرك بها شيئ سوى عينيها الممتلئة بالدموع والالم التى اخذت تجوب وجهه ببطء فمد يديه يمررها فوق جسدها بلهفة هو يسألها بصوت خائف
= وقعتى او حصلك حاجة؟ فى حاجة بتوجعك نروح المستشفى زينة ردى عليا متقلقنيش عليكى اكتر من كده
صرخ بجملته الاخيرة حين استمر صمتها يزفر بقوة يمرر اصابعه بين خصلات شعره بقوة قبل ان يتخذ قراره يقوم بتمرير ذراعه اسفل ركبتيها يرفعها بينهم يضمها الى صدره ليزداد قلقه وخوفه اكثر حين لم يجد اى مقاومة او تعنيف يصدر منها بالعكس وجد جسدها هامدا مرتخى بين يديه كما لو كانت بلا حياة
ليسرع بنزول الدرج يحملها بين ذراعيه بقوة يضمها اليه حتى وصل الى سيارته يهتف بالسائق ان يفتح له الباب ليدخل اليها وهو مازال حاملا لها يضعها فوق ركبتيه يسند راسها الى كتفه بثبات يمرر اصابعه بين خصلات شعرها برقة حتى اغمضت عينيها بضعف مستسلمة لحركات اصابعه فوق شعرها تسقط فى النوم سريعا بعد ان تكاتف عليها ارهاقها وبكائها وسهر طوال الليلة الماضية لا تشعر بشيئ حولها ولا بشفتى رائف والتى اخذت تلثم وجنتها وجبهتها برقة ثم تتباطا فوق شفتيها بشوق لم يستطع السيطرة عليه ليظل على هذا الحال حتى توقفت بهم السيارة لينزل حاملا لها حتى الباب لتقابله سهيلة تجرى فى استقباله بلهفة لكنها توقفت مكانها بغتة حين راته يحمل زينة النائمة بين يديه بتلك الطريقة لتلوك شفتيها بغل قبل ان تسأله باقتضاب وهى تراه يصعد الدرج سريعا
=خير مالها ؟
لم يعيرها رائف اهتمام يصعد بزينة الدرج تتابعه عينى سهيلة المشتعلة بنيران غيرتها وحقدها تهمس
= البت دى لازم اخلص منها كفاية عليها اووى لحد كده رائف ده بتاعى لوحدى وبس
…..
انزلها برفق فوق فراشها يخلع عنها الحذاء قبل ان يخلع جاكيت بذلتها يستلقى هو الاخر بجوارها يضم جسدها المسترخى بين ذراعيه ينعم بحلاوة عناقها والشعور بقربها ودفئها فوق جسده يدرك بانه السبب فى وصول حالتها لتلك الدرجة بضغطه عليها ومعاملته الجافة لها لذا اخذ يهمس لها يعتذر مع قبلة يطبعها فوق وجهها بقبلات صغيرة حتى وصل الى شفتيها يقبلة بنعومة ورقة لعدة لحظات لكنه لم يستطع مقاومة شوقه لها اكثر لتزداد حرارة شفتيه فوقهم يقبلها بنهم ولهفة غائبا عن العالم وما به ليفيق من دوامة مشاعره حين وجدها تبادله قبلاته برقة يفتح عينه سريعا سعيدا بتجاوبها لكن اصابه الاحباط حين وجدها مغمضة العينين مازالت نائمة فحاول الابتعاد فورا عنها لكنها تشبثت به تدس نفسها فى صدره تجذبه اكثر اليها فزفر بقوة يحاول تهدئة ثورة المشاعر الفائرة بداخله لكنها لم تمهله الفرصة ترفع وجهها اليه تقبله برقة ونعومة اضاعت الباقى من تماسكه لينحنى فوقها يلتقط شفتيها مرة اخرى يبثها حرارة مشاعره ولهفته لها
بينما كانت زينة تطفو فوق غيمة رائعة من المشاعر تحلم بنفسها بين دفء ذراعيه وهو يضمها بشدة يقبلها برقة ونعومة ومع كل قبلة منه يهمس باعتذار رقيق منه اذاب كل غضبها والمها منه لكن تأوهت برفض تشعر بالحباط حين شعرت به ينسحب بعيدا عنها لتقترب هى منه اكثر ترفع نفسها اليه لتقبله هى لاتريد لقربهم هذا ان ينتهى ولا ان تفيق من حلمها الرائع هذا ابدا فهى لاتريد العودة مرة اخرى لالام واوجاع قلبها لذا استكانت مستسلمة لمشاعرها واحلامها الوردية عنه
لكن مهلا لما هذا الحلم يبدو كما لو كان حقيقيا وبشدة هكذا لما تشعر بحرارة انفاسه فوق وجهها كما لو كانت حقيقة تشعر بها تلامس كل خلية فى جسدها لما…..
انتفض كل جسدها برعب تصل لها حقيقة الامر حين وصل الى عقلها همسه بصوت ضعيف اجش بجوار اذنيها يناديها بشغف ففتحت عينيها بذهول وخوف تلتفت ناحيه همسه فترى راسه مدفون فى حنايا عنقها وشفتيه تقبلها برقة وشغف لتنتفض فورا تحاول ابعاده عنها تدفعه فى كتفه بقوة لكنه كما لو كان مغيبا لم يستجب لها فصرخت برعب واستياء
= ابعد عنى انت اتجننت ازاى تسمح لنفسك تقرب منى كده
رفع رائف وجهه ببطء ينظر اليها بجمود وجهه كصفحة بيضاء خالية من اى مشاعر قبل ان ينهض مبتعدا عنها فورا لتنهض فورا جالسة
تنزوى فى اقصى الفراش مبتعدة عنه صارخة
=اياك تقرب منى تانى انت فاهم انا مش طايقة حتى نفسك معايا فى نفس الاوضة اخرج بره اخرج
صرخت بكلمتها الاخيرة فى وجهه المتجمد قبل ان يلتفت مغادرا بخطوات سريعة عنيفة يغلق خلفه بقوة لتنزوى هى اكثر على تضم ركبتيها اليها بشدة تتأرجح الى امام والخلف تنعت نفسها بكل الشتائم التى خطرت على بالها لحماقتها وضعفها الدائم له ولحبه الساكن بين قلبها
……. …….. ………
دخل الى غرفته بغضب يدور فى ارجائها بغضب يشد خصلات شعره بعنف ينعت نفسه بكل لفظ قبيح قد خطر على باله فى تلك اللحظة يهتف بحنق
= اتجننت خلاص يا رائف اتجننت وبقيت بتستغلها وتستغل نومها وضعفها علشان تقدر تقرب منها
صرخ بعنف يركل بقدمه احدى المقاعد ليلقى بيه ارضا بدوى عنيف يدور فى الغرفة كاسد حبيس يتنفس بعنف وخشونه لا يغرف الهدوء اليه طريقا حتى تصاعد من جيبه رنين هاتفه فتجاهله اول مرة لكنه صمت للحظة ثم تصاعد رنينه مرة اخرى ليزفر بحدة يخرجه من جيبه ينظر الى هوية المتصل ليجد رقم غير مسجل نظر اليه بتساؤل عدة لحظات قبل ان يرفعه مجيبا لتستقبله ضحكة ساخرة علم صاحبها فورا وصوته الساخر يصل اليه بحقد وسخرية قائلا
= اهلا رائف بيه ازيك وزاى مدام زينة و ياريت تبلغها انى اتشرفت بمقابلتها النهاردة وبصراحة الكلام معاها حاجة ممتعة جدا
ثم اغلق الخط دون انتظار ثانية اخرى ليقف رائف جسده ينتفض بغضب وثورة عينيه ملتمعة بشراسة وعنف وقبل ان يلقى بالهاتف ارضا يحطمه الى قطع متناثرة فى الارجاء كشرارت غضبه تماما
☘☘☘☘☘☘☘☘
بنات عاوزة رايكم فى الاحداث والرواية بشكل عام بجد رايكم يهمنى ياريت اى حد عنده راى اونقد يقوله بس طبعا باحترام وانا فى انتظار ردودكم 💖💖💖💖💖💖💖
وان شاء الله انتظروا منى بارت كمان زيادة بس هيكون صغير هحاول انزله بدرى ان شاء اللهبس مش هحدد ميعاد اول ما يخلص هنزله فورا اتفقنا😁😁😁
تحياتى وحبى ليكم كلكم 😍😍😍😘😘😘

الفصل السادس عشر
فتح الباب بعنف مصطدما بالحائط خلفه
لتشهق بفزع ترى رائف يستند بكفيه على اطار الباب عينيه مشتعلة بالنيران عروق عنقه بارزة جسده كله ينطق بالغضب والعنف يقف صامتا لايعلو صوت سوى انفاسه الحادة السريعة والتى اخذ صدره ينهت بها قبل ان يتقدم ناحيتها ببطء شديد فجعلها مشهد هذا تتراجع الى اقصى الفراش لاتدرى الى اين تستطيع الهرب منه وهو بحالته هذه والتى لاتعلم لهاسببا فظلت مكانها تراقب تقدمه منها بتوجس وخشية
تصرخ بعنف حين قبضت يده فوق كاحلها يجذبها باتجاهه لتسقط بقسوة مستلقية فوق الفراش تتابعه عيناها بذهول تراه يتقدم منها يضع ركبتيه فوق الفراش مقتربا منها لتصرخ برعب
= انت هتعمل ايه ؟ انت اكيد اتجننت ؟
حين لم تجد ردا او استجابة منه تشاهده بشعره المبعثر فوق جبهته ازرار قميصه محلولة حتى منتصف صدره الذى اخذ بالصعود والهبوط من عنف ووحشية انفاسه ينظر اليها بوجوم و اقتضاب
فشعرت بالخوف يدب فى اوصالها لرؤيتها له على هذة الحالة لتستيقظ فيها غريزة حماية النفس فهبت سريعا تحاول النهوض هربا الى الجهة الاخرى من الفراش لكنه كان اسرع منها يمسك بكاحليها يثبتها مكانها ثم ينحنى فوقها يحيط جسدها من الجانبين بركبتيه ممسكا بمعصميها يثبتهما بجوار راسها والتى اخذت تهتز يمينا ويسار ا برفض وهى تصرخ به
= سيبنى يارائف سيبنى انت عاوز ايه منى
خفض راسه نحو رأسها يهمس لاذنها بفحيح
= هسيبك بس بعد ما اعرف اللى انا عاوزه ؟
اخذت تحاول قاومته تحاول ابعاه عنها وهى تغمض عينيها جسدها يرتعش بخوف حين شعرت به يرفع نفسه عنها مره اخرى تمر عدة ثوانى لا يسمع فيهم سوى صوت انفاسهم الحادة تدوى فى ارجاء الغرفة قبل ان يأتى سؤاله بصوت عاصف جعلها تتوقف عن مقاومته تفتح عينيها مرة اخرى بذهول
= فريد كان معاكى بيعمل ايه وعاوز منك ايه يا زينة؟
لم تجيبه بل استمرت تنظر اليه بصدمةليصرخ بها بغضب اعمى
= انطقى قالك ايه ؟ قالك ايه خلاكى مش طايقة حتى لمستى ليكى وتبقى حالتك بالشكل ده ايه اللى قاله يا زينة انطقى
تجمدت حركة جسدها تحت قبضته تنظر اليه بعينين مشتعلة وقد انتقل لها غضبه الاعمى لتهمس بفحيح
= عاوز تعرف قالى ايه؟حاضر هقولك قالى ايه
اشتعلت عينيها بوحشية يتجعد وجهها بنفور واحتقار تكمل
=قالى اد ايه انت انسان انانى ومبتحبش الا نفسك وبس
قالى اد ايه انت قاسى مستعد تعمل حاجة و دوس على اى حد المهم توصل اللى انت عاوز
قالى كمان على سهيلة وحكايتها معاك وازاى خانت جوزها وبعته علشانك
عرفت قالى ايه يا رائف بيه ايه رايك بقى مش كفاية انى اكرهك واكره حتى الهوا اللى بتنفسه معاك فى مكان واحد مش اكره لمستك بس علشان كده بقولك طلقنى يا رائف
كانت اثناء حديثها تشعر مع كل حرف يخرج من شفتيها براحة ومتعة شديدة من قدرتها على الالامه وان تذيقه قدرا هينا من الالام قلبها وروحها تراقب بتلذذ تعاقب المشاعر سريعا فوق وجهه سريعا بداية من غضب فالعنف حتى الم والذى لم يستمر طويلا بالظهور كثيرا قبل ان يسود الجمود والبرود صفحة وجهه الا من عينيه بنيرانهم المشتعلة ليصبها اليأس فور ان رأت جموده هذا و الذى سكن وجهه فور انتهاءها كما لو كانت لم تقل شيئ ابدا ترى زاوية فمه ترتفع بأبتسامة ساخرة قبل ان يقول بصوت بارد كالصقيع
= بجد برافو عليه فريد انه قدر يوصفنى ليكى بامتياز كده بس ياخسارة نسى يقولك على اهم حاجة وضرورية جدا وبالذات ليكى
ارتجف جسدها كله تتوتر كل خلية فيه حين اشتد ضغط قبضته فوق معصميها يخفض وجهه امام وجهها عينيه تقابل عينيها الخائفة بنظرات قاسية قائلا بهمس غاضب اجش
= انى استحالة اسيب حاجة ملكى ابدا الا بمزاجى
ثم تنتقل عينيه الى شفتيها المرتجفة تنسدل جفونه تخفى عنها مشاعره هامسا امامهم بفحيح
= وانتى بتعتى يا زينة فاهمة وهتفضلى بتاعتى بمزاجك اوغصب عنك بتاعتى
لينقض عليها فجاءة يقبلها شفتيه تطبع ختم ملكيته لها فوق شفتيها بقسوة وعنف لم تستطع هى امامهم شيئ سوى ان تغلق شفتيها بقوة امام هجومه الكاسح عليها لا تقوى حتى على القيام بحركة مقاومة واحدة سوى همهمات مكتومةغاضبة تصدر عنها لكنها لم توقفه بل ترك شفتيها ينزل الى حنايا عنقها يقبلها ايضا قبلات داميه يعلم جيدا انها ستترك علامات واضحة فوقها بعد حين لا يعير مقاومتها واو غضبها ادنى اهتمام يرفع وجهه شديد الاحمرار وعينيه المتوحشة الى وجهها المحتقن بشدة وقد التصقت به خصلات شعرها المشعثة يفح من بين انفاسه الخشنة
= انتى بتاعتى. ملكى. اى حد يفكر ياخدك منى هقتله .وعلشان كده …..
نهض بعيدا عنها يقف امام الفراش لينحنى عليها مرة اخرى لتصرخ هذة المرة رعبا لكنه لم يهتم بل جذبها من يدها يرفعها ناهضة بعنف قبل ان ينحنى يلفها يلقى بها فوق كتفه بقسوة تتدلى راسها فوق ظهره اما ساقيها فمثبتة بشدة على صدره بفعل ذراعه الملتفة حولها لا ترى شيئ من شعرها المنسدل امام وجهها تتصاعد الدماء الى راسها تغشىى رؤيتها فحاولت ازاحة خصلات شعرها بصعوبة تحرك ساقيها بعنف تضربه بيديها بهستريا فوق ظهره تصرخ به
= نزلى .نزلى حالا انت واخدنى على فين والله هااا….
لم يعيرها انتباها يتحرك بها بخطوات سريعة خارجا من الغرفة يسير فى الممر حتى وقف امام غرفته والتى ما ان تعرفت عليها زينة حتى اخذت بالصراخ والحركة بعنف تحاول الافلات من قبضته والتى اشدت اكثر حول ساقيها تثبتها بيد واحدة بينما الاخرى امدت لفتح الباب يدلف بها الى الداخل بخطوات سريعة يتقف امام الفراش فيلقى بها فوقه بعنف ينظر اليها صامتا بجمود فاخذت بالتراجع الى الخلف بتخبط قائلة بتحذير مرتعش وصوت خائف
= عارف لو قربت منى هصوت وهلم عليك البيت كله
تقدم منها بخطوتين يبتسم سماجة قائلا بسخرية
= اعمليها لو جدعة هناك عند اهلك اتحميتى فخالك هنا بقى مين هينجدك منى
زاغت نظراتها بحيرة تبتلع ريقها برعب قبل ان تلتمع عينيها هاتفة بانتصار
= سهيلة .هصرخ وهنادى سهيلة واخليها تنجدنى منك……
اتسعت ابتسامته اكثر تزيد معها عينيه اشتعالا
قائلا بتهكم
= اعمليها .لو جدعة يا زينة اعمليها بس ساعتها متلموميش حد غير نفسك على اللى هيحصل وقتها
ارتعبت نظراتها تلوك شفتيها وهى تنظر اليه بقلة حيلة تسمعه يكمل بهدوء كما لو كان يتحدث عن حالة الطقس
= من هنا ورايح هتنامى هنا معايا فى اوضتى
ليكمل بحدة ووحشية عند رؤيته محاولة اعتراضها يضغط على كل حرف من حروف كلماته بقوة وصرامة
= واللى بقوله يتنفذ طول ماانتى مراتى وبتاعتى مكانك هيبقى هنا معايا ولو كلام متنفذش قسما بالله يا زينة هتشوفى منى اللى بجد يكرهك فيا
تحرك فى اتجاه الباب مغادرا تاركا لها مكانها تجلس بصدمة وتخشب تتابعه حتى التفت اليها مرة اخرى من امام الباب بعد ان فتحه يحدثها بحدة
=تفضلى هنا متتحركيش وعزة هتنقل حاجتك لهنا ثوانى ورجعلك تانى واياك ارجع ملقكيش هنا
خرج فورا يغلق الباب خلفه بقوة ارتجف لها جسدها تطلق العنان لخوفها بعد ان ظلت تخفيه عن عينيه حتى لاتظهر امامه ضعيفة مرتعبة لكنها حقا هكذا لاتعلم ما الذى اوقعت نفسها به وكيف ستخرج من كل هذا دون ان تتأذى
فيكفيها ماحدث لها منه حتى الان
💔💔💔💔
نزل رائف الدرج سريعا ينادى عزة بصوت عالى حاد لتظهر سهيلة من داخل احدى الغرف تهرول فى اتجاهه هاتفة بجزع
= الحقنى يا رائف فريد راح عند اهلى البيت وهددهم لو مرجعتش هيبلغ عنى انى سرقته واخدت كل الفلوس اللى كانت فى خزنة الفيلا وهربت عندك انا خايفة ده مجنون وممكن يعملها
زفر رائف يغمض عينيه بشدة يضغط على جسر انفه قائلا بحنق
= فريد .فريد انا مبقاش ورايا حاجة النهاردة غير فريد
عقدت سهيلة حاجبيها بحيرة تسأله بقلق
= تقصد ايه يا رائف هو عمل حاجة تانية
التفت اليها رائف قائلا بهدوء
= متشغليش دماغك واسمعينى كويس يا سهيلة فريد استحالة يعمل اللى بتقولى عليه لانها هتكون فضحية ليه قبل ما تكون ليكى علشان كده مش عاوزك تقلقى
نزل عدة درجات من الدرج حتى اصبح فى مقابلها ينظر الى وجهها القلق المرتعب يكمل بهدوء
=انا مش عاوزك تخافى فريد ميقدرش يعملك حاجة طول مانتى فى حمايتى بس كمان مينفعش انك تفضلى هنا علشانك انتى قبل اى حد تانى علشان كده بفكر انك تروحى تقعدى فى شقتى اللى ف…
قطع كلماته صوت ساخر متهكم يهتف من اعلى الدرج قائلا
= لااااا ميصحش كده يا رائف دى سهيلة هانم ضفيتنا برضه ومينفعش بعد كل اللى عملته علشانك تسيبها تمشى من هنا ده حتى يبقى عيب خالص
التفتا كلا من رائف وسهيلة الى مصدر الصوت ليجدا زينة تقف اعلى الدرج ترتدى احدى الفساتين القصيرة تترك شعرها منسدل فوق كتفها من جهة واحدة تنزل الدرج بهدوء وجهها ينطق بالتحدى تتابعها عينى رائف باهتمام قبل ان يسألها بحدة
= انتى ايه اللى نزلك انا مش قلت متتحركيش من مكانك و عزة هتطلعلك
ابتسمت زينة بسماجة وهو تلتفت ناحية سهيلةالمراقبة لما يحدث بوجهه مشتعل بالغيرة والغل تراهم الان زينة بوضوح فى عينيها لتهتف قائلا بمرح تبتسم فى وجه سهيلة بسمة مصطنعة
= لا مانا قلت ميصحش ان اسيب ضفيتنا لوحدها وقلت لازم انزل اسليها ونتغدى سوا
ثم التفتت الى رائف تحت انظار سهيلة المشتعلة تضع يدها فوق صدره تقرب نفسها منه تعبث بازرار قميصه هامسة بدلال واسفة مصطنع
= غلطت يا حبيبى انى عملت كده ؟
رفعت وجهها اليه ببراءة ولطف لكن لم تفوت عليه نظرة التحدى فى عينيها الموجهة اليه لتضيق عينيه فوقها بتفكير قبل ان تلتمع فجاءة يهمس هو الاخر بسخرية مستترة مبتسما لها بخبث
= لااا يا قلبى مغلطيش وياريت تقولى لعزة تحضر الغدا حالا
اربكتها مجاراته لها فى الحديث تتسع عينيها بذهول وارتباك فتتسع بسمته اكثر واكثر قبل ان يلتفت الى سهيلة الواقفة يكاد جسدها يشتعل بنيران غيرتها قائلا بهدوء
= خلااص يا سهيلة انا شايفة ان زينة عندها حق انتى هتفضلى معانا هنا لحد ما نشوف حل لموضوع فريد
شعت عينى سهيلة بالفرحة والسعادة تهتف
= بجد يا رائف اللى بتقوله انا مش عارفة اشكرك ازاى
التفت رائف الى زينة الواقفة بتجمد قائلا بسخرية
= اشكرى زينة هى اللى لفتت انتباهى انه فعلا مينفعش اسيبك تبعدى عنى بعد كل اللى عملتيه
ارتفعت راسها بحدة تنظر اليه بغضب تدرك تماما معنى كلماته مزدوجة المعنى لتراه يبتسم لها بسخرية وغموض فرفعت وجهها امامه بكبراياء عينيها تبعث له برسالة مليئة بالتحدى قابله هو باتساع ابتسامته فوق وجهه
💖💖💖💖💖💖💖
مر الغذاء عليها كالمحنة وهى تجلس فوق مقعدها تتلاعب بطعامها بشرود تستمع الى ضحكات سهيلة رائف اثناء حديثهم عن مواقف مشتركة بينهم فى رحلة لتذكر للماضى قامت بها سهيلة بكل احتراف تجذب رائف الى الحديث عما كان بينهم فى الماضى بعد عدة محاولات فاشلة قبل ان تستطيع جذبه للحديث لتظل هى جالسة بصمت تراقبهم خفية وغيرتها تنهشها تتحدث الى نفسها تصرخ بها ان انها لا تهتم بما يفعلان حتى لو اصابتهم صاعقة من السما الان لن تهتم ايضا فكل ما يشغل بالها الان كيفية الانسحاب الى غرفتها دون ان تظهر كا لو كانت تغير او مهتمة بما يحدث زفرت باحباط وحدة لتفيق من افكارها على صوت سهيلة الاسف وقد فسرت زفرتها على نحو خاطئ قائلة باعتذار مصطنع
= اسفة يا زينة يا حبيبتى اخدتنا ذكريتنا سوا انا ورائف بعيد عنك ونسناكى خالص
شعرت زينة بالنيران بداخلها يزداد تأججها من كلماتها الوقحة تلك عينيها تلتفت بلا ادراك ناحية رائف رغبة فى رؤية ردة فعله على كلمات سهيلة لها لتراه مسترخيا فوق مقعده احدى يديه مرفوعه تستند فوق ظهر مقعده والاخرى تتلاعب بالطعام فى صحنه دون اهتمام وابتسامة غير مبالية ترتفع فوق شفتيه
فيتصاعد الغضب بداخلها بعنف لكنها
استطاعت السيطرة عليه تبتسم بمرح لم يصل الى عينيها قائلة بهدوء وابتسامة سمجة
= لاا ولا يهمك انا مش مضايقة خالص وبعدين زاى ما قلتى ذكريات بينكم يعنى حاجة مش مهمة بالنسبة ليا
التفت اليها رائف ببطء تضيق عينيه عليها بنظرات غامضة للحظات تجاهلتها هى تماما ترفع طعامها الى شفتيها تلوكه ببطء دون شهية حتى تحدثت سهيلة الى رائف برجاء وضعف
= رائف ممكن اطلب منك طلب
همم رائف موافقا دون ان تحيد نظراته عن زينة لتسرع سهيلة بامساك كفه الوضوعة فوق المائدة رغبة منها لجذب اهتمامه تتابعها زينة من اسفل جفونها بعبوس وغضب تترتفع حدة غضبها اكثر حين رأت عدم قيامه بأبعاد يده عن يدها او رفضه لمسها له لتطعن قطعة اللحمة امامها بالشوكة تتمنى لو كانت يد تلك الوقحة التى ابتسمت تنظر اليه برجاء
= لو ممكن تسمحلى اجى معاك الشركة من بكرة
ارتفعت راس زينة بحدة تنتظر بنفاذ صبر اجابة رائف عليها تسمعه يسألها بهدوء اثار استفزازها
= وايه السبب لطلب ده ياسهيلة
اسرعت سهيلة برسم المرارة والانكسار فوق وجهها قائلة بخفوت
= اشتغل لو ده ممكن انت عارف انى استحالة ارجع تانى لفريد وكنت عاوزة ابتدى اعتمد على نفسى وابنى حياة ليا بعيد عنه
رفعت عينيها ترتسم بهما الرجاء والعطف
= ومفيش حد هيساعدنى غيرك فى الموضوع ده ارجوك يا رائف
انتظرت زينة اجابته على احر من الجمر تنفس بتوتر وخشية فى انتظار جوابه لتأتى اجابته كالصاعقة فوقها حين اجابها بابتسامة لطيفة
= خلاص يا سهيلة تقدرى من بكرة تيجى الشركة وممكن تساعدى زينة وشاهى فى شغل المكتب
هتفت سهيلة شاكرة له بسرور و عيون تشع بالفرحة
قبل ان تلتفت الى زينة ممازحة بخبث خفى قائلة
= بس ياريت زينة متضايقش او تفتكر انى جاية اخد مكانها مثلا
هنا ولم تستطع زينة الاحتمال تنهض من مقعدها باكبر قدر من الهدوء استطاعت الظهور به تبتسم قائلة ببرود تشعر بعينيه المتابعة لها باهتمام فى انتظار ردها
= لااا يا حبيبتى ابدا بالعكس ده المكتب هيحتاج وجودك الايام الجاية علشان انا قدمت استقالتى النهاردة الصبح
ثم غادرت فى اتجاه الباب بخطوات سريعة بعد ان القت باعتذار سريع تتابعها زوجان من العيون واحدة فرحة بشامتة واخرى حادة بتفكير
💖💖💖💖💖💖💖
ظلت فى غرفتها الباقى من اليوم ضاربة لاوامره لها عرض الحائط وقد اغلقت بابها بالمفتاح ترتدى احدى قمصانها البيتيه و التى طلبت من عزة ان تأتى لها به من داخل غرفته اثناء احضارها للصنية عشائها بعد رفضت النزول لتناوله وتكرار محنة الغذاء مرة اخرى هاهى الان فى امان غرفتها وليذهب هو اوامره الى الجحيم
استلقت فوق الفراش تسحب الغطاء فوقها لتشعر فورا بالاسترخاء وزحف النوم سريعا لجفونها تكاد تستسلم له لكن للحظة واحدة فقط قبل ان تهب فزعة حين فتح الباب بعنف جعلها تقفز جالسة مرة اخرى فوق الفراش تتطلع اليه واقفا امام الباب تلتف حول اصبعه علاقة عملاقة للمفاتيح ادركت بانها النسخ الاحتياطية للابواب فتسرع برفع الغطاء فوقها هامسة بتوجس وهى تراه يسير نحوها بخطوات متمهلة
= عاوز ايه منى تانى ؟
لم يجيبها يسير ببطء ناحيتها حتى توقف بجسده الضخم امامها مرتدى ملابس بيتية سوداء ينظر اايها بوجه خالى من التعبيرتمر عينيه فوقها ببطء فتشهق بفزع وخوف حين جذب الغطاء من بين اصابعها المتشبثة به فاخذت تحاول جذبه من بين اصابع بمحاولات فاشلة منها تتوقف تلك المحاولات حين رماه ارضا بعنف قبل ان ينحنى حاملا لها بين ذراعيه بقوة لا يعير لصراخها وتذمرها ادنى اهتمام يقطع الممر الفاصل بين غرفتهم بسرعة باتجاه غرفته يلقى بها فوق فراشها بعنف لتفتح شفتيها للصراخ عليه لكن اطبقتها خوفا حين انحنى فوقهابغتة وجهه يكاد يلامس وجهها يهمس بهدوء ينذر بعاصفة تراها داخل عينيه المواجهة لعينيها ووجه خالى من التعبير عكس نظرات عينيه
= كلام مش عاوز واظن كلامى كان واضح قبل الغدا مكانك هنا معايا من هنا ورايح يعنى تنامى من غير ما اسمع صوتك
ارتفعت جالسة فوق الفراش تحنى ركبيتها اسفل جسدها تهتف به بغيظ وعنف
= يعنى ايه يا رائف بيه اوامرك دى هناك فى شغلك اللى انا سبته انما هنا انا مرا….
ضغطت فوق شفتيها بعنف تلعن نفسها الف مرة بعد ان ادركت ما كادت ان تتفوه به بغبائها وهى تراه ترتفع شفتيه بابتسامة خبيثة بشر تعلم منها ان لم يفت عليه خطئها وما كادت ان تقوله يقترب منها يستند بكفيه فوق الفراش مقتربا بنصفه العلوى منها هامسا بلذة وخبث
= بالظبط وكويس انك فاهمة ده ولو مش فاهمة انا عندى طريقة حلوة اووى افهمك بيها
اتبع كلماته يقف باستقامة يمد يده الى قميصه البيتى ويقوم بخلعه عن جسده تحت انظار ها المراقبة له بذهول ورعب قبل ان تهز راسها برفض مذعور وهى تتراجع الى الفراش خلفها فتستلقى عليه سريعا تعطى ظهرها له تغمض عينيها فورا مدعية النوم بجسد متخشب
يبنما وقف هو مكانه يبتسم رغما عنه برقة وهو يراقب حركاتها الخرقاء الطفولية تلك قبل ان يصعد الى الفراش بجوارها بهدوء يلاحظ ارتجاف جسدها عند شعورها بحركة جسده لكنه لم يعيرها اهتمام يلتقط الغطاء يلقى به فوقها سريعا ثم يقوم باغلاق الانوار يستلقى واضعا يده خلف راسه يصل اليه صوت انفاسها المتسارعة بأضطراب وتوتر فيزفر بعنف يعلم بانها ستكون ليلة طويلة لن يغمض له فيها جفن يدرك بانه وجودها فى فراشه لن يكون عقابا لها كما اراد بل عقابا عنيفا وقاسيا له هو وليس لاحد اخر غيره
💔💖💔💖💔💖💔💖
انا بعتذر ليكم جدا على التأخير وعارفة انه بارت صغير بس معلش سماح حصل لى ظروف طارئة ان شاء الله اعوضكم البارت الجاى😘😘😘😘😘

الفصل السابع عشر
زينة ….زينة
استيقظت على صوت هامس رقيق يناديها فهمهمت بنعاس وهى تتقلب بكسل فى الفراش ثم تعود للنوم مرة ثانية ليأتيها الصوت مناديا لها مرة اخرى مخترقا غيمة نومها تتعرف على صاحبه لتتفتح عينيها باتساع وصدمة فتراه مستلقيا بجوارها يستند فوق مرفقه ينظر لها مبتسما بلين فتسرع فى النهوض سريعا بتخبط تتلفت حولها بقلق وقد تذكرت اين هى وفى فراش من تحاول لملمة خصلاتها المتشابكة تسألها بصوت مضطرب اجش من اثر النوم
= عاوز ايه و بتصحينى ليه؟
اعتدل رائف جالسا هو الاخر قائلا بصوت متمهل هادئ
= علشان تلحقى تجهزى وتفطرى قبل ما ننزل على الشركة
التفتت اليه بكامل جسدها غافلة تماما عن ما ترتديه وجسدها المكشوف فى ذلك القميص تهتف به بغضب
= اظن ان انا قلت امبارح ان انا سبت الشغل عندك ولا ده كمان هتجبرنى عليه وتخلينى اروح غصب عنى
لم يجيبها رائف غافلا تماما عما تقول تستقر نظراته فوق جسدها المكشوف لعينيه يتأملها ببطء وتمهل شديد لتخفض عينيها الى ما يجذب انتباهه تشهق بصدمة وهى تسرع فى جذب الغطاء فوق جسدها المكشوف هامسة بحدة
=انا كنت عارفة انك قليل الادب وعنيك زايغة
رنت ضحكته الرجولية شديدة الجاذبية فى ارجاء الغرفة تصيبها اكثر بالتوتر يزداد تمسكها بالغطاء من حولها حين اقترب هامسا فى اذنيها بنعومة
= على فكرة مش عنيا بس اللى زايغة وقليلة الادب وايدى كمان تحبى حتى تشوفى
اتبع حديثه يمر انامله ببطء فوق بشرة ظهرها الناعمة المكشوفة يصل بها الى حنايا عنقها يلامسها بنعومةلمسات كرفرفة الفراشة فى رقتها فجلست مكانها لاتقوى على الحركة تغمض عينيها دون ارادة منها للحظات مستمتعة بلمساته تلك لها غائبة تماما عما حولها حتى ضربتها صاعقة الادراك لما تفعله واستسلامها المخزى للمساته فتسرع بالنهوض من الفراش فورا وهى تلملم الغطاء معها تهتف به بغضب رافعة سبابتها امامه بتحذير شرس قائلة
= اسمع اما اقولك مش علشان قدرت تجبنى انام هنا غصب عنى تفتكر ان الموضوع بقى سهل هتقدر تغصبنى على حاجة مش عوزاها انا بحذرك ايدك متتمدش عليا تانى
تراجع رائف الى الخلف يستند بمرفقه مرة اخرى فوق الوسادة يمرر عينيه فوقها بتمهل واستمتاع يسألها بخبث
= ولو مسمعتش الكلام هتعمليلى ايه ؟
عندى فضول شديد اعرف هتعقبينى زاى ساعتها
وقفت مكانها تتعاقب مشاعر الغضب والعنف فوق وجهها يتابعها هو بلذة واستمتاع لتزفر بمرارة والم تخفض وجهها ارضا هامسة بانكسار واستسلام
= ولا حاجة وانت عارف كده كويس زينة السكرتيرة الغلبانة اللى ملهاش اهلى ولا سند هتقدر تعمل حاجة ولا حتى تقولك لا ازاى مانت عارف ومتاكد دلوقت انك هتخلينى اروح معاك للشغل حتى ولو غصب عنى
ثم فجاءةرفعت وجهها اليها عينيها تلتمع بالنفور قائلة باقتضاب
= علشان كده اتفضل اخرج من هنا علشان اغير هدومى وانزل معاك الشغل يا رائف بيه
ضاقت عينيه بحدة فوقها يجلس مكانه بجمود لعدة لحظات صامتة لا يسمع فيها سوى صوت انفاسهم فى ارجاء الغرفة تقف هى فى انتظار ردة فعله على ما قالت تتابعه بتوتر وهو ينهض من مكانه مقتربا منها ببطء حتى وقف امامها بصمت لثوانى مراقبا لها بحدة فاخفضت عينيها تنظر ارضا بعيد عن نظراته الثاقبة لها تسمعه يزفر بعنف قبل يتحدث قائلا بهدوء يخفى تحت طياته الكثير من الغضب والاستهجان عاقدا حاجبيه بقوة وعبوس
= تفتكرى انى ممكن اخد منك حاجة غصب عنك واجبرك فى يوم انك تتحملى لمستى ليكى وانتى كارهة ده !
رفعت عينيها اليه بحدة ليتابع وعينيه تشتعل اكثر واكثر بغضبه المكبوت يكمل
= انا عمرى فى حياتى ماعملتها فمش هبداها معاكى انتى بالذات يازينة لو حتى حصل ايه
اما بخصوص طلبى منك تيجى الشركة فده لانى مقدرش اسيبك هنا لوحدك وانتى عارفة اسبب كويس مش لانى عاوز استقوى عليكى او استغل ضعفك زاى ما بتقولى يااريت تفهمى كده كويس لانى مش مستعد ابرر ليكى اى تصرف ليا بعد كده
امتدت انامله تمسك بذقنها يضغط بقوة يهمس بقسوة
= وهسيبك تفكرى زاى مانتى عاوزة ده غير انى ممكن كمان انفذ اللى بتفكرى فيه عنى وساعتها تقدرى وقتها تكرهينى بجد
نفض ذقنها بعيدا بقسوة يتحرك مغادرا باتجاه الباب تاركا لها تقف بتخشب وصدمة مكانها قبل ان يلتفت لها مرة اخرى قائلا باقتضاب
= ادامك عشر دقايق تجهزى وتنزل حالا
ثم خرج صافقا الباب بعنف بينما وقفت هى مكانها باقدام مرتعشة يتسلل اليها الندم ببطء مزيحا من طريقه اى مشاعر اخرى بداخلها
💔💔💔💔💔💔💔
جلست فوق مكتبها تتابع بوجوم سهيلة والتى اخذت ومن اللحظة الاولى لها فى المكتب تلقى بالاوامر هنا وهناك كما لو كانت من تدير العمل منذ سنوات وليس منذ ساعات قليلة ترى زينة شاهى تكاد تنفجر غضبا وغيظا من تسلطها ومحاولتها الظهور بمظهر العالمة بكل شيئ تتصيد الفرص لدخول للمكتب الرئيسى فى كل لحظة ملبية هى اى استدعاء يأتى من داخله وهذا ما شكرتها عليه زينة سرا فهى لا تستطيع التعامل معه الان بعد ما حدث بينهم صباحا وما كل ماتفوهت به له وليعاملها بجفاء وتجاهل من بعدها يطلب فى كل مرة تدخل اليه سهيلة فيها ان تحضر شاهى ما يريد ان لم تستطع سهيلة التعامل مع مطالبه متجاهلا وجود زينة تماما ليظل الحال على هذا الوضع حتى استطاعت سهيلة فرض كامل سيطرتها على اجواء المكتب تدرك زينة من نظراتها الخبيثة الشامتة نحوها اانها تلاحظ تجاهله لها كما تعلم بوجود خلاف حاد بينهم ولكن زينة قابلت نظرتها تلك ببرود وعدم اكتراث حتى حان موعد استراحة الغذاء لتنهض شاهى بحدة من مقعدها تهتف
= الحمد لله اخيرا هقدر اخرج بعيد عن هنا حتى لو لساعة ثم التفتت ناحية سهيلة تكمل قائلة بحنق وحدة
= جو المكتب بقى حاجة تخنق
ثم تختطف حقيبتها تسرع فى المغادرة فتبسم سهيلة ببرود تنهض هى الاخرى تسير بتمهل ناحية باب المكتب الرئيسى قائلة وهى تنظر الى زينة من خلف كتفها بدلال وميوعة
= اروح اشوف رائف لو كان يحب نخرج نروح مكان نتغدى فيه سوا
فتحت الباب تدلف الى الداخل ثم التفتت تنظر الى زينة الجالسة بجمود فوق مقعدها تبتسم بخبث قبل ان تغلق الباب خلفها ببطء شديد لتنهض زينة من مكانها تهتف بحدة وغيرة لم تستطيع السيطرة عليها تسرع فى اتجاه المكتب
= ده فى احلامك لو حصل استنى عليا يا بوز الغراب انتى
اسرعت تتجه الى باب مكتبه تفتحه فجاءة لتتسمر مكانها بغضب اعمى حين رات سهيلة تجلس امام رائف فوق المكتب يدها مستقرة فوق صدره تبتسم له برقة ليلتفتا هما الاثنين لها معا فور شعورهم بوجودها تعتدل سهيلةواقفة مبتعدة عنه تنظر اليها بكره لم تستطع اخفاءه لمقاطعتها عما كانت تنتوى فعله اما رائف فنظر اليها بلا مبالاة يسألها ببرود
= عاوزة حاجة يا زينة
كادت ان تنفى وتسرع فى المغادرة مرة اخرى رهبة من برودته معها وخوفا من ان يحرجها امام تلك الخبيثة لكن نظرة سهيلة المنتصرة بشماتة جعلتها تتراجع فورا عما تنتويه لا تفكر كثيرا فيما ستفعله تحركها غيرتها فقط تدلف الى الداخل قائلة برقة
= ابدا يا حبيبى ان بس كنت جاية اسالك لو تحب نخرج نتغدى سوا
ضاقت عينى رائف عليها بحدة ودهشة لثوانى قبل ان تلتمع فجاءة بادراك فتلتوى شفتيه بابتسامة ساخرة قائلا بهدوء
= لسه سهيلة كانت بتسالنى نخرج سوا
اخذت زينة تلوك شفتيها بتوتر فى انتظار اجابته ليلتفت ناحية سهيلة يبتسم له باعتذار متجاهلا زينة تماما يكمل
= بس لاسف مش هقدر سامحينى تقدرى تخرجى انتى وزينة وتتغدوا سوا
خرج رفض سريع مذعور من زينة وسهيلة فى وقت واحد قبل ان تتحدث زينة قائلة بتلعثم
= لااا انا مينفعش اخرج علشان ….. علشان …
توقفت تبحث عن عذر وحجة تخرج بها من ذلك المأذق حتى وجدتها لتهتف بسرعة ولهفة
= انا لازم احضر ورق الاجتماع بتاع بعد الغدا فمش هينفع
ارتسمت فوق وجهها سهيلة ملامح الاسف الزائفة قائلة
= خسارة .بس معلش نعوضها فى يوم تانى
ثم تلتفت الى رائف تهمس له برجاء ودلال
= مش هتغير رايك وتيجى معايا
اشتعلت عينى زينة بالغيرة ترغب بالقفز عليها تقتلع شعرها من جذوره بيديها لكن انقذها منها اجابة رائف الحازمة حين قال وهو يمسك مرة اخرى بقلمه يعطى اهتمامه لاوراق امامه
= معلش ياسهيلة مش هينفع روحى انتى اتغدى
زفرت سهيلة بهزيمة تتحرك مغادرة باتجاه الباب تتوقف بجوار زينة قائلا بدلال
= خلاص هجيبلك معايا غدا وانا جاية انا عارفة انت بتحب ايه
ثم تلتفت الى زينة مبتسمة بتصنع لتغادر المكان تحت انظار زينة القاتلة حتى غابت تماما عن انظارها لتتلفت بحدة الى رائف تجده جالسا بهدوء فوق مقعده يمرر قلمه فوق الاوراق امامه سريعا متجاهلا وجودها تماما يستفزها بروده هذا فتلاعب بها شيطان غيرتها تدلف الى الداخل تهتف به بغضب اعمى
= شوف اما اقولك طول ما احنا متجوزين تحترمنى وتحترم وجودى فى حياتك كمراتك وبلاش شغل المسخ….
قطعت كلماتها بحدة حين راته يلقى بالقلم فوق المكتب بعنف ليسقط مرتطما بالارض ينهض من مكانه ضاربا بكفيه فوق سطح مكتبه وهو يحفض راسه يتنفس بعنف وحدة لترتجف فى مكانها حين رفع وجهه امامها عينيه مشتعلة بنيران غضبه يهتف بشراسة وهو يضغط على كل حرف من حروف كلماته
= انتى ايه ؟ لسانك ده ايه ؟ سمه اللى بترميه زاى رصاص ده ايه !
اخذت تتراجع باتجاه الباب تلتف تحاول الخروج سريعا قبل ان يأتى صراخه مناديا باسمها لتتوقف مكانها بوجه شاحب متوتر يصرخ عليها قائلا بنفور وحدة
= تانى مرة متدخليش هنا غير لما اندهلك ولاحسن ليكى وليا ماشفوش وشك لحد ميعاد خروجنا من هنا فاهمة
هدر بكلمته الاخير بعنف جعلها تنتفض مكانها تومأ له بالايجاب تغادر فورا تغلق الباب خلفها ترتعش مستندة عليه للحظات قبل ان تسير باتجاه مكتبها لتتوقف بغتة يصل اليعا صوت عالى لتحطم شيئ بالداخل بعنف اتبعه صوت اهة الم قوية ارتجف لها قلبها خوفا ولوعة عليه فلم تنظر طويلا بل اسرعت مرة اخرى ناحية مكتبه تفتح بابه فورا دون تردد للحظة متجاهلة اوامر السابقة لها تدلف الى الداخل سريعا تهتف بلهفة وخوف وهى تراه يقف ظهره لها منحنى قليلا على نفسه
= رائف مالك حصلك حاجة؟
لم يلتفت لها وهو يجيبها بحدة
= ملكيش دعوة وقلتلك متدخليش هنا من غير ما ابعتلك
لم تعير حدته هذه المرة اهتماما تجوب بعينيها انحاء المكان لتفزع حين رات احدى المزهريات الكرستالية مهشمة فى ارجاءالمكان فدارت من حوله لترى مابه تصرخ بذعر حين راته يمسك بكفه المجروح يقطر دما لتسرع بالامساك بكفه بذعر تتلفت حولها تبحث عما توقف به الدماء فلم تجد حلا سوى ان تمد يدها تختطف منديله تلفه حول الجرح باصابع مرتعشة هامسة بصوت متحشرج خائف
= ليه كده يا رائف ليييه تعمل كده
حاول رائف جذب يده من بين اناملها بعنف لكنها تشبثت بها تمسكها بايدى مرتعشة تشعر بدموعها تترقرق فى عينيها حين سمعت سؤاله بصوت مرير
= وده يهمك فى ايه اهو جرح زاى اى جرح
رفعت عينيها اليه تهمس بصوت متألم اجش
= لا يهمنى يا رائف وانت عارف انه يهمنى علشان كده بتتعمد توجعنى
جذب يديه بعنف من بين اناملها لمسكها بقوة من ذراعيها يقربها منه حتى التصقت بجسده يهتف بها باستهجان مذهول
= انا يا زينة !انا اللى بتعمد ان كل كلمة تخرج منى تدبح ؟ انا اللى بحاول ابين مع كل لمسة منك ليا انى افهمك اد ايه بكرهك وبشمئز منك
دفعها عنه مرة اخرى يعطى لها ظهره قبل ان يقول بصوت متألم
= فكرى كويس يا زينة وهتعرفى مين اللى بيوجع التانى
انزلت راسها بهم وحزن تدرك جيدا الان الى اى حد وصل بهم الامر وكيف اصبح شغالهم الشغال ان يؤلم كل منهم الاخر فلم تجد فى نفسها القدرة سوا ان تهمس له بصوت متالم اسف
= اسفة يا رائف بجد اسفة مكنتش عاوزة فى يوم الامر يوصل بينا الامر لدرجة دى حتى ولو كان الفراق هو مكتوب لينا
التفت اليها بحدة ينظر اليها بعيون متأملة يزفر بقوة واستسلام يقترب يمسك بها مرة اخرى هامسا لها هو الاخر بصوت اجش
= وانا كمان اسف يا زينة .اسف انى دخلت واحدة فى برائتك وطيبتك وسط حياتى اللى مليانة سواد من غير حتى ما افهمها هى المفروض هتقابل ايه وكنت مستنى منها انها ترضى بيا وبعيوبى
رفعت عينيها تهتف بامل ورجاء
= اناراضية يا رائف راضية وموافقة اواجه معاك اى حاجة بس عارفنى فهمنى اتكلم معايا متبعدنيش عنك وترجع تزعل وتغضب منى لما لمااشوف فيك الوحش بس
نزلت دموعها دون ارادة منها تغرق وجنتيها يتابعها رائف بوجه متألم منغلق تهمس له قائلة بتلهف
= كلمنى يا رائف احكيلى وصدقنى مش هتلاقى حد يفهمك ولا يخاف عليك ادى
ساد صمت قاتل ارجاء الغرفة بعد كلماتها المتلفهة تلك شعرت مع كل دقيقة تمر بصمت بينهم باليأس يتسلل اليها وهى تراه يقف صامتا وجسد متجمد وجهه دون اى تعبير كما لو كان تمثال حجرى لاترى فيه اى لمحة من الامل تستطيع التمسك بها لتغص اكثر بالبكاء تشعر بان على وشك السقوط ارضا قدميها لا تتحمل وزنها وقد فقدت اخر خيوط احلامها وامالها معه
فابتعدت عنه ببطء تهمس من بين غصات دموعها
= انا اسفة الظاهر انى غلطت لما فكرت اننا ممكن نكون ….
قطعت كلماتها شاهقة حين اختطفها بين ذراعيه يسجنها بينهم يضمها اليه بلهفة جسده يرتعش بقوة هامسا بارتجاف دافنا وجهه بين حنايا عنقها
= انا اللى اسف يا زينة انى مش قادر اصونك وقدرك بس غصب عنى غصب عنى صدقينى
زداد من احتضانه لها يقربها اكثر منه بقوة كادت ان تتحطم معها اضلعها تشعر بألم من قوته معها لكنها لم تمانع تظل صامتة لاتريد كسر تلك اللحظة حتى سمعت يهمس بألم
= ساعدينى يا زينة ساعدينى انا محتاجك معايا متسبنيش فى ضلمة قلبى تانى
ارتعش جسدها كله تعاطفا معه و لهفة عليه تتألم لرؤيته بهذا الانهيار امامها وهى من عهدته قويا غير مبالى باحد او لشيئ يترجاها هى ان تنقذه من الظلمة بداخله تشعر بلهفتها وخوفها عليه يزداد فلم تشعر سوى وهى تقربه منها تحتضنه اكثر واكثر تبادله الاحتضان فيستكين جسده بين ذراعيها براحة انفاسه تتباطأ فوق بشرتها عنقها بضعف يمر بهم الوقت دون ان يتحرك احد منهم خوفا من كسر تلك اللحظة من السلام بينهم حتى ابعدها عنه برقه يستند بجبهته فوق جبهتها هامسا لها
= لازم نتكلم يا زينة لازم تعرفى واحكيلك كل حاجة عنى
ابتسمت برقة له تهز راسها بالايجاب ببطء ليكمل بلهفة
= تيجى نمشى من هنا حالا ونروح الفيلا نتغدا سوا
نظرت اليه تلوك شفتيها قائلة باسفة
= مش هينفع انت عندك اجتماع مهم كمان ساعة مش هينفع يتأجل
زفر رائف باحباط قبل ان يخفض شفتيه امام
شفتيها يهمس بينهم
= طيب انا جعاان اووى مفيش حاجة اصبر نفسى بيها لحد ما نروح
ارتفعت حمرة الخجل الى وجهها تصبغه بقوة تدرك ما يعنيه لكنها تجاهلت ما فهمته تهمس هى الاخرى بلؤم
= ماهى سهيلة هتجيبلك غدا وهى جاية استناها لما تيجى بقى
انفجر رائف بالضحك يضمها اكثر يقربها منه قائلا بخبث
= انتى شايفة كده خلااص زاى ما تحبى هستنى سهيلة وامرى لله
امسكت بياقة بدلته تشده اليها بعنف قائلة بتحذير حاد
= رائف احترم نفسك والا والله هتخلينى اولعلك فيها
خفض راسه يلثم شفتيها بنعومة يهمس فوقهم بلهفة
= بتغيرى عليا منها يازينة ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة لا ترغب فى تعريه روحها امامه لا تستطيع اخباره بانها لا تغير عليه منها فقط بل تشعر باشتعال النيران فى قلبها وروحها كلما تذكرت ماذا كانت تعنى له سهيلة فيما فمضى ترغب فى اقتلاع عينيها كلما رات نظراتها اليه وتلهفها عليه لكنها لا تستطيع اخباره بكل هذا ليس هنا او الان لكن ربما لاحقا
وقف رائف يتابع تعاقب المشاعر فوق وجهها يدرك ما يجول بداخلها من افكار ليهتف سريعا بنبرة مطمئنة لطيفة
= اول حاجة لازم نتكلم فيها سهيلة وحكايتها مش لازم حاجة تقف ما بينا بعد كده
شع وجهها بالفرحة تهز راسها بالموافقة تفتح شفتيها تجيبه قبل ان يفتح الباب بقوة ودون تحذير تقف سهيلة بجمود على بابه تراقب تقاربهم هذا عينيها تدور بينهم بوحشية جعلت زينة تحاول التراجع بعيدا عن رائف لكنه زاد من احتضانها ينظر لها بتحذير قبل ان يلتفت الى سهيلة يسألها ببرود
= فى حاجة يا سهيلة محتاجة حاجة
لم تجيبه فورا بل وقفت مكانها عينيها متجمدة فوق اجسادهم المتقاربة قبل ان تسرع فى تمالك نفسها ترسم بسمة متخشبة فوق شفتيها تدلف الى الى الداخل تحمل بيديها كيس ترفعه قائلة بلهجة مرحة مصطنعة
= لا ابدا انا بس جبتلك الغدا معايا زاى ما اتفقنا
نظر رائف باتجاه زينة بمرح عينيه يسألها بخبث فتتسع عينيها بنظرة تحذير وعبوس اليه لتشع عينه ببريق اثارة قبل ان يلتفت الى سهيلة مرة اخرى قائلا برسمية
= شكرا يا سهيلة تعبتك معايا
وضعت سهيلة ما تحمله فوق المكتب قائلة بجمود
= لااا ابدا مفيش تعب ولا حاجة
وقفت للحظات تتنظر اليهم يسود الصمت الغرفة قبل ان تتنحنح قائلة بحدة
= عن ااذنكم انا هخرج اشوف الشغل اللى ورايا
غادرت بخطوات سريعة تغلق الباب خلفها بهدوء شديد لتحاول زينة التملص من بين ذراعيه قائلة بارتباك
= سيبنى رائف خلينى اروح اشوف شغلى قبل ما شاهى توصل هى كمان
تركها رائف لكنها ليمسك بكفها بين انامله يجذبها خلفه يختطف الكيس الذى تركته سهيلة فوق الطاولة يتجه بها الى الاريكة يجلس ويجلسها فوق ركبتيه لتهتف زينة بخجل تحاول النهوض بارتباك
= رائف هتعمل ايه افرض خد دخل علينا تانى
انا مش ناقصة كسوف كفاية سهيلة واللى حص…
قطع حديثها بدس قطعة من الطعام فى فمها بعد ان اخرجها من الغلاف يهمس لها بحنان
= مش هتخرجى من هنا قبل ما تتغدى وبعدين اللى يدخل يدخل انتى مراتى يا هانم لو ناسية
اخذت تلوك قطعة الطعام فى فمها ببطء تخفض وجهها باحراج وخجل لتشتعل عينيه باثارة يهتف باسف وخوف مصطنع
= زيييينة .انتى كنتى فاكرانى هعمل ايه لااا انا كده هبتدى اخاف واقلق على نفسى منك
ضربته بحنق فوق صدره ليبتسم بمرح يقترب منها قائلا بلؤم
= بس انا معنديش مانع خالص انى اخاف على نفسى منك
ابتلعت زينة الطعام بسرعة تمرر لسانها فوق شفتيها قبل ان تحاول الحديث ردا عليه فتتابع عينيه حركة لسانها تشتعل عينيه باثارة وشغف فلم يمهلها لحظة واحدة قبل ان ينقض على شفتيها يقبلها بكل تحمله نفسه من شوق ولهفة لها قاومته هى للحظات قبل ان تستسلم لشوقها هى الاخرى ليغيبا عن العالم فى جنتهم الخاصة بهم لا رغبة لديهم فى الخروج ابدا منها
💖💖💖💔💔💔💔💖💖💖
عرفت يا غبى هتعمل ايه؟
هدر فريد بتلك الكلمات لذلك الرحل ضخم الجثةوالذ تظهر على ملامحه مظاهر الاجرام والقسوة الواقف امامه بخنوع يهز راسه بتأكيد قائلا بصوت خشن اجش
= متقلقش يا فريد بيه هى دى اول مرة نعملها
وقف فريد على قدمه يصرخ بعنف
= مش بقولك غبى وهتودينا فى داهية افهم ياحيوان افهم المرة غير اى مرة الغلطة فيها بعمرك كله انت واهلك كلهم فاهم يا طور
اسرع الرجل بهز راسه ولكن هذه المرة برعب وخوف
فيلتفت فريد الى مدير مكتبه يسأله بجمود
= وانت فهمت هتعمل ايه وخلصت اللى قتلك عليه
هز الرجل راسه يهتف بتاكيد
= ايوه يا فريد بيه كل حاجة ماشية زاى ما حضرتك امرت بالظبط
ابتسم فريد بخبث عينيه تلتمع بالحقد يجلس مرة اخرى فى مقعده يتراجع بظهره فى مقعده هامسا لنفسه بسرور ولهفة
= كده حلو اووووى ولو مشيت زاى مانت عاوز يا واد يا فريد يبقى محدش ساعتها هيقف بينك وبين زينة وجمالها اللى طير النوم من عينك من ساعة ما شوفتها
☘☘☘☘☘✨✨☘☘☘☘☘

الفصل الثامن عشر
مر الباقى من يومهم بهدوء وسلام ولكن لم يخلو الامر من بعض مضايقات سهيلة لها تجاهلتها زبنة فقد كانت تحترق بنار غيرتها كلما ارسل رائف لاستدعائها
وقد فعلها كثيرا بطريقة اشعرتها هى نفسها بالحرج امام اعيونهم المراقبة لها بتمعن كلما خرجت من عنده يشتعل وجهها بحمرة الخجل يرتسم الارتباك والتخبط فوق ملامحها تشتعل اعينهم فى كل مرة بالغيرة والحقد وخاصا سهيلة
حتى اتت لحظة خروج رائف يقف امام باب مكتبه يناديها فترفع اليه انظارها ليسألها بعبث رأته فى عينيه غامز لها خفية
= زينة تعالى ثوانى فى المكتب عاوزك تدورى معايا على ملف شركة البنا
كادت زينة تنهض من مكانها حتى تحدثت سهيلة بلهفة
= انا هاجى معاك زينة ادمها شغل كتير وبعدين الملف ده انا اللى دخلته ليك الصبح وعارفة مكانه فين
تقدمت منه سريعا تقف امامه فى انتظار ان يتقدمها للداخل لتراه زينة يضغط فوق اسنانه بحنق قبل ان يشير اليها بقلة حيلة ان تقدمه للداخل بنفاذ صبر وغضب مكبوت فتجلس زينة باحباط مرة اخرى فوق كرسيها وهى تراهم يدلفون الى المكتب مغلقين خلفهم الباب فجلست تنظر فى اثرهم اصابعها تتلاعب فى الاوراق امامها بشرود حتى تحدثت شاهى بصوت متلاعب خبيث
= مش سهلة ابدا اللى اسمها سهيلة دى انا مش عارفة انتى طيقاها ازاى وانتى عارفة اللى كان بينها وبين رائف بيه زمان
لم تعيرها زينة انتباها تدرك محاولتها لاثارة غيرتها وحنقها لذا ظلت ترسم الهدوء و عدم الامبلاة فوق وجهها وان كانت تشتعل فى قلبها نيران الغيرة تحرق الاخضر واليابس امامها ترغب فى اقتحام المكتب خلفهم الان تجر تلك السهيلة من شعرها فتلقى بها من اقرب نافذة الى الشارع لكن صوت العقل بداخلها طالبها بالهدوء و التروى لتذعن له
لكن لم تستسلم شاهى امام صمتها تكمل بخبث
= دانا اسمع انهم زمان كانوا متعلقين ببعض اووى ورائف بيه اتوجع اووى لما اتجوزت غيره وكان عاوز….
هنا لم تستطع زينة الصمت تلفتت ناحيتها ببطء قائلة بكل هدوء حاولت اظهاره فوق ملامحها
= شاهى بقولك ايه ما تخلينا فى شغلنا احسن وزاى مانتى بتقولى كااان زمان وانتهى يبقى ملهوش لازمة كلامنا فيه
احتقن وجه شاهى بالغيظ والاحراج تهم بالرد عليها لكن يفتح باب المكتب الرئيسى تخرج منه سهيلة بغضب وجهها شديد الاحتقان قبل ان يصدع صوت رائف مناديا لزينة والتى اسرعت بالنهوض سريعا فى اتجاه مكتبه تلبى ندائه تغلق خلفها الباب لتهمس سهيلة تلوك شفتيها بحنق وغيظ قائلة بهمس
= بقى كده يا رائف طيب يا انا يا انت ونشوف مين فينا نفسه طويل
….
ما ان دخلت الى المكتب حتى اسرعت اليه هاتفة بقلق تتجه اليه سريعا عندما راته يستند براسه على ساعديه فوق مكتبه
= مالك يا رائف؟ انت تعبان؟ فى حاجة وجعاك؟
لم يتحرك من مكانه بل ظل على وضعه حتى وقفت امامه تماما لتشهق بذهول حين احاط حصرها بكفيه فجاءة يجذبها اليه يجلس فوق ركبتيه يضمها اليه بلهفة دافنا وجهه فى عنقها هامسا بصوت ملهوف
= وحشتينى اووى
ضمته زينة اليها تبتسم برقة قائلة
= وانت كمان وحشتنى بس انا لسه كنت معاك من دقايق
ضغطتها ذراعيه اكثر اليه يرفع وجه اليها عينيه تلتمع بشدة قائلة بعتاب
= علشان كده سبتى سهلية تيجى هى معايا ضحكت زينة بصوت بدى له كصوت موسيقى ماس قلبه بقوة ليجعل من دقاته عالية ملهوفة تشعر بها تحت اناملها الملامسة لصدره قائلة له بخبث ودلال
= بس واضح انك قدرت تخلص منها وترجع تندهلى تانى
زفر رائف بحدة قائلا
= متفكرنيش دانا عملت المستحيل علشان اخرجها من هنا بجد كانت حاجة تخنق
زفرت زينة هى الاخرى قائلة بحنق
= عارف انا كنت هقوم واركم واخنقها بايدى بس ملحقتش ولقيتها خرجت على طول
رفع رائف انامله يتلمس وجهها بحنان ورقة حتى توقفت انامله ونظرات عينيه فوق شفتيها يهمس بشغف
=سيبك منها دلوقت بعدين نفكرلها فى حل انا عاوزك فى حاجة اهم
زينة هامسة هى الاخرى بخجل
= ويا ترى ايه هى بقى الحاجة دى
خفض وجهه اليها يهمس
= هقولك حالا ايه هى
ثم ينقض على شفتيها يقبلها بلهفة وحنان لا تجد امامهم حلا سوى ان تبادله اياهم هى الاخرى غائبان عن العالم لوقت طويل لم يشعرا بمروره حتى طلبت رئتيهم للهوا ليبتعد رائف عنها هامسا بلهاث
= هو اليوم ده مش عاوز يخلص ليه خلينا نروح بيتنا
= رفعت زينة اصبعها امامه قائلة بتحذير مرح ودلال
= علشان نتكلم مع بعض ونقول كل حاجة جوانا
ابتسم رائف ابتسامة خبيثة هامسا امام شفتيها بلؤم
= طبعا وهو انا قلت غير كده ده حتى هيبقى احلى كلام غير كلامنا هنا خالص
نكزته فى صدره تهتف باسمه بنبرة تحذير ساخطة لينفجر ضاحكا تهز ضحكته ارجاء المكان لتحاول زينة النهوض تتصنع الغضب قائلة بتأنيب
= كده يا رائف طب اوعى بقى خلينى اشوف شغلى و مش عاوز منك اى كلام هنا او هناك
ثبتها مكانها يضمها اليه رافعا عينيه اليها قائلة بعبث
= طب عينى فى عينك كده
تلاقت اعينيهم لوهلة هو بخبث وعبث نظراته وهى بخجل وارتباك حتى تغيرت نظراته فجاءة امام عينيها فتصبح اكثر قاتمة تظللها ظلال الرغبة فورا ليسود جسدها التوتر والترقب حين شعرت بانامله تزداد ضغطا فوق جسدها وهى تراه يقترب مرة اخرى منها انفاسه تزداد خشونة كلما اقترب منها حتى اصبح وجهه ملاصقا لها ما ان كاد يلامس شفتيها المتلهفة له مرةاخرى حتى فتح الباب بعنف تدلف الى الداخل سهيلة المرتعبة هاتفة بلهفة بخوف
= الحق مصيبة يارائف فر….
قطعت كلماتها بحدة تتسمر امام الباب تشع عينيها بغل لن تستطيع مدارته حين وقعت عينيها على منظرهم هذا فتسرع زينة بالنهوض سريعا تحاول تعديل من وضع ملابسها ليتلتفت رائف الى سهيلة هاتفا بغضب وحنق
= اظن من الذوق تخبطى على الباب قبل ما تدخلى مش فى سوق احنا هنا
ابتسمت سهيلة بسخرية تنظر الى زينة بحقد تلوى شفتيها
= اسف. بس فى ناس عاوزين يقابلوك بره
رائف بحدة وغضب مكبوت محاولا السيطرة عليه
= تانى مرة متحصلش اى كان اللى عاوزنى فاهمة
قالت سهيلة بخبث وهى مازلت واقفة تنظر الى زينة الواقفة بتوتر تتابع ما يحدث بخجل وارتباك
= حتى ولو كان البوليس
تنبهت حواس زينة رائف فورا ليهتف رائف بدهشة
= بوليس! وايه اللى هيجيب البوليس هنا
هزت سهيلة كتفها بعدم اكتراث لينهض رائف من مكانه يتجه الى الباب الخارجى بخطوات سريعة تتبعه زينة تتجاهل سهيلة وازدراء نظراتها لها تتوقف خلف رائف بصدمة حين رات العديد من رجال الشرطة بزيهم الرسمى يتوسطهم رجل فى زى عادى يتحدث الى رائف باحترام
= ممكن يا رائف بيه تتفضل معانا
رائف بهدوء وهويجول بعينه فى وجوه المحيطين ارجاء المكان قبل ان تتوقف مرة اخرى فوق محدثه
= طيب مش افهم اللى حصل الاول
تحدث الرجل بنبرة هادئة هو الاخر
= حضرتك مطلوب ادام النيابة بتهمة حاولة قتل رجل الاعمال فريد شكرى
شهقت زينة بصدمة تضع يدها فوق شفتيها حين التفت لها رائف بنظرة تحذرية قبل ان يلتفت مرة اخرى الى رجل الشرطة قائلا بهدوء
= ممكن اعرف التفاصيل بالظبط وليه انا بالذات اتوجه ليا التهمة دى
تنحنح رجل الشرطة قائلا
= من حوالى ساعة تم ضرب النار عليه وهو دلوقت فى المستشفى ممنوع عنه الزيارة بس الاتهام اتوجهلك من مدير مكتبه اللى قال فى التحقيقات انك الوحيد اللى بينك وبينه خلاف وانك روحتله شركته من كام يوم تتخانق معاه وهددته بالقتل ادام كل موظفين شركته
هتفت سهيلة بذهول وعينين متسعة بفرحة لم تستطيع السيطرة عليها
= انت عملت كده فعلا يا رائف هددته بالقتل علشانى
التفتت اليها زينة ورائف فى لحظة واحدة لتبتلع لعابها بتوتر حين رات نيران الغضب فى عينيه موجه لها اما زينة فقد تمنت فى تلك اللحظة ان تنفذ تهديدها بخنقها فعلا لتخرج روحها بيديها هنا والان ولا بيد احد سواها
التفت رائف مرة اخرى ناحية ضابط الشرطة قائلة بهدوء مصطنع
= طيب تقدر حضرتك تتفضل وانا هجيب المحامى بتاعى واحصلك
ارتسم الاسف فوق ملامح رجل الشرطة قائلا
= اسف يا رائف بيه بس ده امر ضبط واحضار من النيابة ولازم القوة هى اللى تنفذه
هز رائف راسه بتفهم يلتفت الى شاهى الواقفة بجوم وصدمة
=شاهى اطلبى ياسر وخليه يجيب المحامى ويحصلنى
كاد ان تحرك للمغادرة لكنه توقف مرة اخرى يتجه الى زينة بوجهها المرتعب وعينيها المتسعة بذهول بخوف يمد انامله يتملس وجهها برقة قائلا لعينيها الملتمعة بدموعها بتأكيد وابتسامة حنون
= متخفيش كده اكيد سوء تفاهم وهتحل على طول ساعة بالكتير هكون هنا معاكى اتفقنا
هزت راسها بضعف تحاول رسم ابتسامة فوق شفتيها لكن تفشل لتتساقط دموعها بدلا عنها ليزفر رائف بحدة تسرع انامله فى مسح دموعها بلهفة قائلا برجاء ومتجاهلا كل العيون المراقبة لهم
= بعدين معاكى بتعيطى ليه دلوقت علشان خطرى متزعليش وزاى ما قلتلك كلها ساعة وراجع يلا بقى عاوز اشوف ابتسامتك ليا قبل ما امشى
حاولت رسم ابتسامة فوق سفتيها لتخرج منها ضعيفةمرتعشة ليراها رائف ليضغط فوق شفتيه بتوتر والم لثوانى موجعة قبل ان يلتفت الى رجل الشرطة ترتسم فوق ملامح الجدية والحزم
= اتفضل حضرتك انا جاى معاك
اشار اليه رجل الشرطة بان يتقدمه ليغادروا بسرعة جميعا تاركين خلفهم جو يسوده القلق والخوف تجلس زينة فوق احد المقاعد بضعف
عينيها متسعة بذهول تذرف الدموع بغزارة اما شاهى فاسرعت بالاتصال بياسر تنفيذا لاوامر رائف بينما تقف سهيلة ظهرها لهم تهمس بدهشة وغبطة حقيقية
= معقولة الامور توصل لكده بين الاتنين انا مكنتش متخيلة ان ده كله يحصل علشانى ابدا
❤❤❤❤❤❤
وقفت مها تزفر بقلة حيلة قائلة بحنان لزينة المستلقية فوق الفراش وهى مازالت تبكى بصوت يتقطع له نياط القلب
= كفاية كده يا زينة علشان خطرى يعنى العياط هيعمل ايه دلوقت وبعدين ياستى ما ياسر لسه مكلمنا وطمنا عليه
زينة بصوت مختنق من اثر دفنها لوجهها بالوسادة
= انتى مسمعتيش انه هيبات هناك الليلة ومش هيخرجوا الا لما الزفت اللى اسمه فريد حالته تسمح بالكلام
جلست مها بجوارها تمسكها لتنهض قائلة بحنان
= ان شاء الله هتعدى على خير وهيرجعلك بالسلامة
ارتمت زينة فى حضنها تبكى بلوعة
= انا مش عارفة حظى وحشمعاه ليه كل ما اقول خلاص هتتحل وهتبقى حياتنا سوا كويسة تطلعلى مصيبة من اى ناحية
ربت مها فوق راسها برقة
= بطلى عبط ايه حصل لده كله ده سوء تفاهم وهيتحل استحالة الموضوع هيكبر عن كده وبكرة هتلاقيه رجعلك بالسلامة بس انتى بطلى اللى بتعمليه فى نفسك ده
دوى صوت سهيلة الحاد ارجاء الغرفة يأتى من اتجاه الباب الواقفة امامه تضع يدها فى خصرها قائلة بنفاذ صبر
= مش هنخلص بقى من شغل العيال ده ونقوم نشوف هنتصرف ازاى لحد ما رائف يخرج
همت زينة بالرد عليها لتفرغ فيها كل غضبها والمها فى تلك اللحظة لكن جاءت ضغطة قوية من انامل مها فوق يدها لتوقفها تنظر لها بتحذير قبل ان تلتفت الى سهيلة الواقفة بتحدى وثقة بالنفس قائلة بسماجة
= تقدرى حضرتك تنزلى وتشوفى انتى تقدرى تتصرفى ازاى وزينة لما تهدى هتنزل وراكى حالا
رمقتهم سهيلة من اعلاهم الى اسفلهم بازدراء قبل ان تغادر تغلق الباب خلفها بعنف لتلتفت مها الى زينة قائلا باشمئزاز
= يا ساتر على دى بنى ادمة انا مش عارفة هى قاعدة هنا بتهبب ايه بتتكلم كده بانهى صفة
= اخذت زينة تجفف عينيها قائلة بعبوس
= ليها حق مش كل اللى بيحصل بسببها والاتنين عاملين مصارعة تيران علشان خاطر عيونها
نهضت مها واقفة قائلة بهدوء
= بطلى عبط .متديش ليها حجم اكبر من حجمها كل الحكاية ان الاتنين اكبر منافسين لبعض فى السوق وطبيعى ان لواحد فيهم حصله حاجة التانى يتهم فيها على طول
احنت زينة راسها قائلة بألم
= هى منافسة بس مش منافسة شغل زاى ما بتقولى
رفعت وجهها عينيها تلتمع بدموعها والم روحها قائلة بسخرية مريرة
= ده راح اتخانق معاه و هدده بالقتل علشانها يامها وتقوليلى منافسة
صمتت مها لاتدرى ماذا تقول لكنها اسرعت قائلة بجدية بعد حين
= برضه مش مصدقة وحتى لو زاى ما بتقولى ورائف فعلا هدده يبقى اكيد بسبب حاجة تانية ومش علشان الحيزبونة دى خالص
لم تنطق زينة بحرف بل جلست صامتة يسود وجهها الشحوب لتسرع مها قائلة بحزم
= قومى يلا اغسلى وشك كده وحصلينى على تحت اكون قلت لمدام عزة تجهزلك حاجة تكليها وبعدين نكلم ياسر نشوف الامور وصلت لفين
هزت زينة راسها بالموافقة بضعف لتتجه مها ناحية الباب لتغادر تغلق الباب خلفها بهدوء لترتمى زينة فوق الفراش تبكى بشدة دافنة وجهها فى وسادته تستنشق عبيرها باشتياق والم يمر بها الوقت لا تدرك مداه حتى تصاعد رنين هاتفها لتنهض جالسة تختطف الهاتف بلهف تضغط زر الاجابة سريعا دون رؤية هاوية المتصل يملؤها الامل ان يكون هو على الطرف الاخر تهتف بلهفة وصوت مختنق اجش من اثر البكاء
= رائف حبيبى !
قابلها الصمت من الطرف الاخر قبل ان تصدع ضحكة خشنة ساخرة يعقبها صوت لم تستطع التعرف عليه لتعقد حاجبيها بتوتر حين قال ساخرا
= يا عينى الحب وجماله ياريتنى انا اللى شفيفك الحلوة دى تنطقها علشانى
ارتجف كل جسدها بخوف وارتعاب تسال عن هوية المتصل بصوت مرتجف ليجيبها بصوت الاجش الساخر
=لااااا انا كده هزعل بقى كده متعرفيش صوت فريد الجدع والشهم اللى فتح عينك على رائف ومصايبه
ليكمل بعد لحظات صمت ممتدة قائلا
= ايه اتصدمتى كنتى فكرانى فى المستشفى بموت لاا متخفيش عليا عمر الشقى بقى
زينة برجفة لم تستطيع اخفائها هامسة
= بس ازاى ده النيابة بتقول ان حالتك خطر ممنوع عنك الزيارة
دوت ضحكة فريد فى الهاتف تصل اليها ليزداد جسدها ارتجافا وخوف تسمعه يقول بسخرية وثقة
= اللى عاوزه هو انا اللى بيحصل وبس زاى مثلا ان اضرب بالنار وادخل مستشفى تبعى والدكتور يقولهم اللى انا طلبت منه يقوله وزاى ما برضه مدير مكتبى قال اللى انا قلتله يقوله
وزاى ما اللى ضرب عليا نار ممكن يظهر فى اى لحظة ويقول اللى عاوزه انا يقوله هااا عرفتى بقى ده حصل ازاى
كانت زينة اثناء حديثه ترتجف بقوة يصل اليها مقصود حديثه فيرتجف قلبها بعنف تتعالى ضرباته تضع يدها عليه بالم تخشى ان يتوقف مش شدة رعبها تهمس بخشية
= انت عاوز منى ايه ؟طالبنى ليه؟
تنهد فريد بطريق مسرحية قائلا بطيبة مزيفة
= ابدا ان بس حبيت اعرفك خروج رائف من المصيبة دى فى ايد مين
ليهتف بتحذير مصطنع
= ده شروع فى قتل يا زينة وكمان البيه ثبتها على نفسه لما جاى الشركة وهددنى ادام الكل يعنى ثابتة وعليه اكتر من شاهد ويا سلام بقى لو اللى ضربنى بالنار ظهر هو كمان وقال ان رائف الحديدى هو اللى وزنى يااااا دى فيها على الاقل ١٠سنين شروع فى قتل
زينة بصوت خافت مرتجف
= وعاوز منى انا ايه ومش خايف اقول لرائف على سمعته دلوقت
فريد بوحشية يخرج كل حرف من فمه حاقد مغلول
= متقدريش علشان ساعتها مش هيكفينى ادخل السجن بس لاا دانا هخليكى ارملة تلبسى عليه الاسود وبرضه هتبقى ليا وبتاعتى صرخت زينة بارتجاف ورعب
= انت بتقول ايه انت اكيد مجنون
فريد بصوت مرتجف بشوق كاد ان يصيبها بالغثيان
= مجنون بيكى من ساعة ما شوفتك وانا مابنمش نار بتولع فيا وانا بتخيلك انك ليه هو وبتاعته بياخد منك كل اللى هو عاوزه بيلمس جسمك وايده بت…
صرخت زينة بهستريا تحاول ايقاف سيل كلماته الوقحة لها تصرخ به
=اخرس خالص انت زاى بتكلمنى كده
ضحك فريد بسخرية يهتف بلهفة
= انا دلوقت فى مرحلة الكلام بعد كده محدش هيمنعنى اعمل اى حاجة عاوزها معاكى فكرى فى كلامى كويس واعرفى ان كل الخيوط فى ايدى وان رائف حتى ولو فلت منها بفرقعة صوابع منى هيلبسها ولا اجدع محامى هيقدر يعمله حاجة وفى السجن بقى محدش ضامن عمره ياعالم هيجراله فيه ايه شوفى انتى بقى تحبى تختارى ايه تبقى ارملة فى عز شبابك وتتفضلى ندمانة عمرك كله انك كنتى السبب فى موته ولا تعيشى ملكة متوجة معايا وهو كمان يعيش عمره اللى مكتوب له فكرى يا قمرى وانا مستنى ردك على نار
صمت قليلا فى انتظار حديثها لكن قوبل بشهقات بكاء اليمة تأتى من طرفها ليهمس لها برقة
= شوفى علشان انتى بس صعبتى عليا بكرة وعلشان خطرك انتى بس هتتحسن حالتى هخرجلك حبيب القلب علشان بس تعرفى انا طيب اد ايه بس متحلميش باكتر من كده وفكرى كويس فى كلامى قبل اى قرار هتاخديه يلاا سلام ياسارقة النوم من عينى بجمالك
لم تنطق بحرف يدها ممكسة بالهاتف بقوة اناملها متخشبة فوقه لعدة دقائق حتى بعد اغلاقه للهاتف من طرفه تنظر امامها بصدمة تشعر بعقلها فارغ تماما من الافكار لا تدرى كيف لها ان تتصرف فيما جرى قلبها يؤلمها بعنف كلماته تدوى بداخل عقلها مرارا وتكرارا كتسجيل تالف حتى اخيرا تحرر جسدها من غيبوبته ليسقط الهاتف من يدها ببطء عينيها تنزف دموعا حارقة تشعر حالها كما لو كانت مقيدة الايدى والارجل ثم يلقى بها فى بحر هائج ويطلب منها السباحة ومحاولة النجاة
فظلت على حالها هذا ترتمى فوق الفراش ترتجف بعنف تلقى بالغطاء فوقها تلتف حول نفسها بوضعية الجنين صامتة لا يتحرك شيئ فيها الا عيونها بدموعها الصامتة لتدخل عليها مها بعد حين لتراها على هذا الحال فتظنها وقد خلدت الى النوم فتقرر تركها لحالها ظنا منها ان النوم افضل حلا لها فى حالتها هذه لتخرج وتغلق الباب خلفها بنعومة تاركة تلك المستلقية فوق الفراش كالجثة هامدة بلا روح ♣♣♣♣♣♣♣♣♣♣♣♣
لاتدرى زينة كيف جرفها النوم فلم تستيقظ منها سوى على لمسات فوق وجهها كرفرفات الفراشة وانفاس دافئة تحيط بانفاسها لتهمس بنعومة باسمه وهى مازالت مغمضة العينين تظن نفسها داخل حلم جميل لا ترغب فى الاستيقاظ منه لكن نبهتها ضغطة فوق شفاها تسحب منها الانفاس فتسرع بفتح عينيها بفزع سرعان ما تحول لشهقة فرحة ابتلعتها شفتيه الضاغطة بقوة فوق شفتيها يقبلها بلهفة قبل ان يتنفس رائف بقوة مبتعدا عنها ببطء وتردد عينيه تجوب وجهها بلهفة وشوق لتسرع هى الاخرى تطمن عليه بعينيها تراه يرتدى ملابس بيتية للنوم شعره مبلل لتدرك بانه قد حضر منذ زمن لتسأله لتأكيد ظنها
= انت هنا من زمان؟
هز راسه بالايجاب لكنه لم يجيبها بل انحنى يلثم شفاها مرة اخرى ولكن هذه المرة برقة اذابتها يرفع وجهه بعدها عينيه تعود لملامحها مرة اخرى بشوق لتساله هامسة
= طيب ماصحتنيش ليه اول ما وصلت
اجابها بصوت هامس اجش
= كنت هعمل كده بس شوفت الدموع دى قلت اسيبك تنامى وترتاحى
واتبع كلماته يمرر سبابته فوق وجنتها الملطخهة بدموعها لتبتسم هى برقة تمازحه
= طيب وايه حصل خلاك تغير رايك وترجع تصحينى
همس بلهفة وشوق عينيه تفور بالمشاعر قائلا
=وحشتينى يا زينة مكنتش متخيل ليلة واحدة اقضيها بعيد عنك هتعمل فيا كل ده وحشتينى اوووى
نطق كلمته الاخيرة متأوها بقوة يحنى راسه فوقها يقبلها بقوة ولهفة يقتل شوقه لها بقبلاته المشتقاهة لها بادلته هى اياها بشوق لا يقل عنه مستسلمة لمشاعرها المتلهفة له هو تسيطر عليها فجاءة فكرة انها قد تفقده يوم لتجعلها هذه الفكرة اكثر استسلاما لعاطفتها تسكت اى صوت يطالبها بالتعقل او التمهل فى عواطفها لتجرفهم مشاعرهم الى نقطة اللا رجوع تسلم له كل حصونها ومشاعرها بترحاب ولهفة تسلم له مع مرور كل لحظة اشتياق بينهم المزيد والمزيد دون تفكير او لحظة ندم واحدة
❤❤❤❤❤❤❤❤

الفصل التاسع عشر
تيقظت جميع حواسه حين وصل اليها صوت شهقات بكاء مكتومة يهب من نومه بفزع وهو يلتفت ناحيتها بلهفة وسرعة فيجدها تلتف على نفسها تضم جسدها اليها والذى اخذ بالاهتزار نتيجة محاولتها كتم شهقاتها حتى لا تصل اليه فلم يجد فى نفسه القدرة سوى على مراقبتها لعدة لحظات شعر خلالها كان هناك سكين حاد يتغمد قلبه وهو يراها على هذا الحال ليجد نفسه دون ارادة منه يسرع
بالاقتراب منها واضعا يده فوق خصرها يشدها ناحيته ليلتصق ظهرها بصدره يشعر بتخشب جسدها وشهقتها الفزعة من حركة تلك لكنه لم يعيرها اهتماما بل اخذ يزيد من احتضانه لها حتى استرخى جسدها عليه فيخفض شفتيه نحوها اذنها يلثمها بحنان هامسا بعتب
= لدرجة دى ندمانة على اللى حصل وزعلانة يا زينة؟
اسرعت تهمس بصوت متحشرج تهز راسها بقوة
= لااا ابدا يا رائف انا بس ….
زفر بارتياح خفى يسألها برقة وهو يزيد من ضمها الى صدره
= انتى ايه يا زينة .عرفينى اتكلمى معايا
هنا لم تستطع الصمود تلفت بجسدها اليه تضمه هى الاخرى بقوة تهتف بجزع
= خايفة يا رائف .خايفة تحصل حاجة وتبعدنا عن بعض
ابتسم رائف بحنان هامسا لها يطمئنها بنبرة واثقة حنون
= وليه كل ده ايه اللى مخوفك بالشكل ده؟ انا عمرى فى حياتى ماهبعد عنك ولا هسمح لاى حاجة او اى حد يبعدنا عن بعض ابدا
تراجعت زينة عن قليلا تهتف بامل
= بجد يا رائف
انحنى رائف يقبل جبهتها برقة هامسا
= بجد يا عيون رائف
تلونت وجنتيها بحمرة الخجل فورا تبتسم هى الاخرى قبل ان تهمس له بقلق
= رائف كنت عاوزة اسالك عن حاجة بس لو مش عاوز تجاوب بلااش انا مش هز…..
قاطع رائف حديثها ينحنى فوق شفتيها يقبلها برقة ونعومة قبل ان يهمس امامهم
= اسالى زاى مانتى عاوزة بس بسرعة علشان عندى انا كمان اسئلة كتر اوووى
عقدت زينة حاجبيها بتركيز تساله بدهشة
= اسئلة ؟ طيب ايه هى قولها دلوقت
رائف وهو يقترب منها قائلا بصوت خافت خبيث
= لااا بعد سؤالك انتى اصل انا هبقى عاوز الاجابة على كل سؤال هسأله براااحة وعلى اقل من مهلنا
زينة بأجتجاج خجول هاتفة باسمه ليهز رائف كتفه ببراءة مزيفة
= انا قلت ايه دلوقت ؟
هز راسه باسف مصطنع يكمل
= تانى يا زينة دماغك بتاخدك لبعيد وفعلا هبتدى اخاف على نفسى منك
نكزته فى كتفه ثم نهضت تحاول الابتعاد عنه قائلة بغضب مصطنع
= كده يا رائف طيب اوعى بقى خلينى اقوم ولعلمك انا زعلانة منك
ضحك بقوة بينما يمسكها من ذراعيها يوقف ابتعادها عنه يجعلها تستلقى مرة اخرى قائلا بصعوبة من وسط ضحكاته
= طب خلاص متزعليش حقك عليا اقولك ..
ضمها اليه بقوة يستلقى بجسده فوقها تمر عينيه فوقها ببطء لتتغير نظراته المرحة الى اخرى اكثر حرارة تلتمع بشغف قائلا
= تعالى اقولك انا عاوزك فى ايه الاول وابقى اسالينى بعدين على اللى انتى عوزاه
لم يمهلها سوى ثانية لالتقاط انفاسها قبل ان ينقض على شفتيها يلتقطها بين شفتيه يبثها من خلال تلك القبلة كل الشغف واللهفة بداخله اتجاهها لترفع اناملها هى الاخرى حول عنقه تتحرك برقه حوله قبل ان تدفنها فى خصلات شعره تجذبه نحوها تماثله شغفا ولهفة يغيبا عن كل ماحولهم داخل عالمهم الخاص بهم وبمشاعرهم فقط
❤❤❤❤❤
داخل غرفة فى احدى المستشفيات خاصة
صرخت سوزان بعنف فى فريد الجالس فوق الاريكة براحة وعدم اهتمام بغضبها
= انت اتجننت يا فريد تضرب على نفسك النار علشان تتهم رائف هى وصلت معاك لكده
فريد بلا مبالاة وعينيه تتابع احدى مبارايات كرة القدم داخل التلفاز
= انا كنت فاكر انك هتفرحى انى هخلصك منه خالص
التفت سوزان لتقف امامه تمنع عنه رؤية التلفاز قائلة بعصبية وغضب
= افرح بايه ياسى فريد وانا هستفيد ايه لما رائف يتسجن ماهو هيفضل متجوز البت دى حتى لو اتسجن
تراجع فريد يستند بظهره الى الاريكة ينظر ناحيتها قائلا بخبث
= لاا مانا هيريحك من هى كمان وهتبقى ليا بمزاجها او غصب عنها
توجست عينى سوزان تهمس بتحذير
= فريد انتى ناوى على بالظبط بصراحة انا بدات اخاف منك ومن جنانك
حاولت ابتلاع لعابها قبل ان تكمل بخوف وصوت متردد
= بصراحة كده انا عاوزة الغى اتفاقنا انا مش اد جنانك ولا مستعدة اروح فى داهية بسببك
نهض فريد من مكانه غاضبا عينيه تلتمع بجنون لتصرخ بعنف والم حين مد يده يجذبها من شعرها ناحيته ينحنى فوق وجهها متجاهلا المها الظاهر فوقه تزداد قبضته قسوة مع كل حرف يخرج من فمه
= مش بمزاجك يا حلوة ولا انا تحت امرك مش بعد كله اللى عملته ده تقوليلى مش عاوزة
تقابلت عينيهم للحظات كانت تستعطفه بنظراتها المتألمة والدموع بداخلهم ليتركها ليدفعها بعنف بعيدا عنه لتسقط ارضا تصرخ بالم قبل ان ينحنى اليها جالسا على عقبيه قائلا بتحذير شرس ووجه محتقن
= انا مش هكرر كلامى ده تانى ولو حصل وعرفت انك بتلعبى من ورايا ياسوزان …
مد سبابته يمررها فوق وجهها يحفر من خلاله فوق وجنتها ضاغطا بقسوة يكمل بشراسة
= مش هقتلك لاااا بس ساعتها تبقى تقولى على جمالك ده يا رحمان رحيم فاهمة
هزت راسها برعب وهستريا قبل ان تحاول ان النهوض تختطف حقيبتها وتسرع فى المغادرة بخطوات متعثرة مرتعبة كان هو وقتها يقف مراقبا لها عينيه تلتمع بالنشوة هامسا بسخرية
= قال ترجعى فى كلامك قال اومال هقهر رائف ازاى واشوفه مكسور ادامى وانا واخد منه مراته قصر امه فى وقت واحد ده حلم حياتى اشوفه مذلول ادامى ابن الناس الاكابر
❤❤❤❤❤
اغمضت عينيها بضعف تتوسد راسها صدره بانفاسه المتسارعة تشعر بالاجهاد والنعاس يزحف اليها لتسقط فعلا فى اغفاءة افاقت منها على انفاسه تلامس جبهتها قبل ان يطبع قبلة رقيقة فوق يسألها برقة
=كنتى عاوزة تسألينى عن ايه بقى؟
تنبهت كل حواسها يهرب منها النعاس فورا يتوتر جسدها المضموم بين ذراعيه ليدرك هو كل هذا ويشعر به فيسألها يمد يده الى ذقنها يرفعه اليه و عينيه تجوب وجهها باهتمام
= لدرجة دى الموضوع مهم اووى كده
خفضت عينيها عن نظرات المتفحصة تعض فوق شفتيها بارتباك فيزفر رائف بقوة قبل ان يتحدث لها بحنان
= طيب ولو قلتلك انا عارف انتى عاوزة تسالى عن ايه ؟
رفعت عينيها اليه مرة اخرى متسعة بدهشة ليهز راسه قائلا بتاأكيد
= فعلا انا روحت لفريد شركته علشان اهدده
اسرع يكمل حين فتحت فمها لتتحدث قائلا بسرعة يسألها
= عاوزة تعرفى لو كان تهددى ده علشان سهيلة ولا لا مش كده ؟
اغلقت شفتيها تلوكها بتوتر ليسرع هو فى تحرريها من بين اسنانها قبل ان يمرر ابهامه فوقها برقة يمسدها قائلا بانفاس متسارعة لاهثة عينيه لا تفارق ابهامه يتابع حركته البطيئة فوق شفتيها
= لااا يازينة مش علشان سهيلة ولا هى تهمنى فى حاجة علشان اعمل كده علشانها
همست شفتيها بخفوت من خلف ابهامه الساكن فوقها تسأله
= طيب ليه روحت الشركة بتاعته وهددته بالقتل لو مش علشان سهيلة يبقى علشان ايه
تنهد رائف بقوة قبل ان يقول بخفوت
= علشانك انتى يا زينة مش علشان حد تانى
شحبت ملامحها بشدة تسأله بتوجس
= علشانى انا طيب ليه…
زفر رائف بقوة انفاسه تتسارع بغضب ووحشية هاتفا بشراسة
= الكلب بيتصل بيا يعرفنى انه شافك ليلة ما هربتى لشقة اهلك وبهنينى على جمالك وبتعزل فيكى ادامى فكان لازم يعرف انا ممكن اعمل ايه لو فكر بس انه يقربلك وهقتله باديه دى لو بس فكر بس يبصلك بعنيه
ارتعشت زينة بقوة فور نطقه لكلماته الغاضبة العاصفة هذة تهمس بخفوف مذهول
= لدرجة دى يا رائف؟
اسرع بضمها اليه مرة اخرى يدفن وجهه فى عنقها يقبله بجنون ولهفة هاتفا
= انتى بتاعتى ملكى انا واستحالة اسمح لكلب زاى ده يمسك او حتى يجيب سرتك على لسانه حتى ويوم ما يفكر يعملها هكون قتله والمرة دى بجد مش هيبقى تهدد بس
اخذ يقبل عنقها بقوة وجنون كما لو كان يضع اختام ملكيته لها فوقه جسده ينبض بكل الغضب والعنف بداخله فضمته اليها بحنان ينبع من داخلها تحاول امتصاص عواطفه الثائرةبداخله ترفع عينيها الى سقف الغرفة هامسة داخلها بأحباط والم
= ليه يا رائف كده صعبتها عليا ليه
اغمضت عينيها تحاول السيطرة على تلك الدموع التى اخذت تحاول الفرار الى وجنتيها
لاتدرى كيفية التصرف اوالخلاص
❤❤❤❤❤❤
استلقت فوق فراشهم تنظر الى سقف الغرفة بشرود وعيون متسعة لاترى شيئ بينما رائف نائما بعمق راسه يستريح فوق صدرها يضمها اليه فمدت اناملها بشرود تتلاعب بخصلات شعره المتساقطة فوق جبهته ترجعها الى مكانها لكنها تأبى الانصياع لها ترجع مرة اخرى الى مكانها لتهمس زينة برقة بصوت يكاد يكون مسموع
= انتى كمان زاى صاحبك مش بتقبلى تتنزلى لاى حد ؟
ظلت على حالها لوقت طويل تتصارع الافكار بداخلها كشخصين مختلفين احدهم يوبخها لصمتها وخوفها ان تتحدث معه وتخبره بماقاله لها هذا الحقيروما ينتوى وفعله واخر يعنف هذا الصوت بداخلها قائلا بخوف ورعب كيف لها ان تفعل هذا وتكون كمن انقذه من بين النيران ليلقى به بين امواج بحر هائج فى احدى ليالى الشتاء المظلمة
لاااا هى لا تستطيع ان تكون سبب فى اى اذى قد يصيبه
ليصرخ الصوت الاخر بحدة وعنف يخبرها
ان بصمتها هى ايضا تلقى به الى التهلكة دون ان تترك له فرصة للنجاة فعاجلا او اجلا سينفذ هذا الحقير تهديده ان استمرت بالبقاء معه
هنا هتف الصوت الاخر بلهفة وامل
اذا كان بابتعادها ذهبت عنه كل الاخطار فلتفعلها اذا
هنا وافاقت من افكارها عند هذا الحد هامسة بالم ورعب
=مقدرش اعمل كده وابعد مقدرش11
Advertisement

تملل رائف فى نومه يتنهد بعمق قبل ان يفتح عينيه يرفع انظاره لها ليراها مستيقظة عينيها مسهدة من قلة نومها ليهمس لها بصوت اجش
= زينة انتى لسه منمتيش ولا ايه
لينتبه لطريقة نومه فيرفع نفسه سريعا عنها قائلا بندم واسف
= طبعا لازم ما تنميش وانا نايم زاى الحجر عليكى كده
ثم اسرع بلاعتدل فى الفراش ينظر الى الساعة بهاتفه قبل ان يقول
= يااا ده الساعة بقيت تسعة انا اتاخرت اووى
اسرع بالنهوض لتساله زينة بلهفة تعتدل فى جلستها هى الاخرى
= هتروح فين بدرى كده خليك هنا ارتاح شوية كمان انتى اكيد مرهق بسبب اللى حصل امبارح
انحنى رائف فوق الفراش يستند بمرفقيه عليه يقترب منها غامزا بعينيه لها بخبث قائلا بتأنيب عابس
= عيب عليكى يا زينة هانم فى واحدة فى الدنيا تقول لجوزها كده
زفرت زينة قائلة بعتاب صادق
= رائف انت عارف انا بقصدك ايه علشان خطرى خليك معايا هنا النهاردة
انحنى عليها يقبل وجنتها بحنان ثم ينتقل منهم الى شفتيها يقبلها هى الاخرى بنعومة قبل ان يبتعد عنها قائلا بتأكيد
= مش هتاخر عليكى هروح الشركة اطمن على الامور هناك واشوف حكاية الكلب ده وصلت فين وارجع ليكى نقضى اليوم كله سوا
اتفقنا
لم تجيبه بل اخذت عينيها تمر فوق ملامحه ببطء واشتياق كما لو كانت تحفظها توشم بها قلبها ليسألها مرة اخرى عن موافقتها حين طال صمتها لتهز راسها له ببطء بالموافقة ليبتسم لها برقة يقبل وجنتها مرة اخرى قبل ان يسير فى اتجاه الحمام بينما جلست هى بتجشب يهمس ذلك الصوت الخائف بداخلها مرة اخرى بوجوب ابتعادها والان قبل اى وقت اخر فلا فرصة للتراجع عما قررته فنجاته بابتعادها عنه واختفائها من حياته الى الابد
وهاهى تقف فى بهو الطابق السفلى معه تراقبه اثناء حديثه فى الهاتف يلقى بالاوامر من خلاله بصوت حازم قوى عينيها تتابعه بكل الحب والاشتياق بداخله له حتى انتهى من الحديث فى الهاتف يلتفت اليها يرى نظراتها الشاردة فيه ليبتسم برقة مقتربا منها يرفع سبابته امام وجهها بتحذير عابث
= متحوليش يا زينة هانم مش هستسلم حتى لو ادام عنيكى ونظراتهم اللى تقتل دى
ابتسمت له بصعوبة وبهوت ليلاحظ هو حالتها هذه ليضمها الى صدره بقوة قائلة برقة وتأكيد
= صدقينى ساعتين بالكتير واكون هنا معاكى مش عاوز امشى وانتى زعلانة كده
ابعدها عنها ينظر الى وجهها قائلا بجدية
= اطلعى انتى ارتاحى الساعتين دول لحد ما ارجع لينحنى عليها هامسا فى اذنها بنعومة وشغف
= علشان عاوزك فى كلام مهم اوووى اول مارجع
هنا ولم تستطع المقاومة كثيرا لتسرع بلف ذراعيها خلف عنقه تجذبه اليها فى محاولة بائسة لبقاءه معها ليحى الامل بداخلها حين بادلها عناقها يجذبها بشدة اليه ليظلا هكذا لعدة لحظات قبل ان يبعدها عنه وعن املها فى بقاءه قائلا برجاء
= خلاص اتفقنا؟ يلا بقى ورينى ابتسامتك ليا قبل ما امشى
اسرعت بأغتصاب ابتسامة مرتعشة ترسمها فوق شفاها فيقبلها هو فوقها بشغف ورقة
للحظات قبل ان يبتعد عنها فى اتجاه باب الخروج ليدوى صوت مناديا له عملت زينة صاحبته فورا والتى اخذت فى النزول الدرج سريعا تتجه اليه متجاهلة زينة تمام قائلة بلهفة
= استنى يا رائف انا جاهزة اجى معاك
زفر رائف بقوة قائلا لها بحزم
= ممكن تخليكى النهاردة يا سهيلة انا كده اوكده مش هكون فى الشركة طول اليوم
التفت سهيلة ناحية زينة تمرر عينيها فوق من اسفل الى اعلى بنظرة تخفى خلفها الكثير والذى لم تفت على زينة تراها تقترب من رائف قائلة بهدوء
= لاا انا جاهزة من بدرى وبعدين اروح معاك ونبقى نرجع سوا
زفر رائف باستسلام قبل ان يشير لها حتى تتقدمه لتخرج من الباب تبعها رائف بعد ان القى قبلة هوائية الى زينة الواقفة تتابع ما يحدث بذهن شارد تقف مكانها لوقت طويل حتى اتت اليها عزة تسألها بقلق
= زينة هانم ؟
انتبهت زينة لندائها تنظر اليها بشرود لتكمل عزة بقلق
= حضرتك تعبانة او حاجة ؟ تحبى اطلبلك الدكتور
اسرعت زينة تهز راسها بالرفض تلتفت تصعد الدرج بخطوات هامدة قائلة
= لاا يا مدام عزة مفيس داعى انا كويسة انا بس هطلع ارتاح فى اوضتى ومش عاوزة اى ازعاج لحد ما رائف يوصل
هزت عزة راسها بالموافقة لتكمل زينة صعودها الى الدرج تدلف الى جناحهم تسرع الى نافذة تقف خلفها مستترة خلف الستائر تراقب خروجه نهائيا من الفيلا لتتجه ناحية حقيبة يدها تختطفها ثم تتجه الى الباب مرة اخرى خارجه منه تنفيذا لقرار قاسى مؤلم لكن لا بديل عنه
❤❤❤❤❤❤❤❤
بعد رحلة طويلة استمرت قرابة الساعتين ونجاحها بالخروج من الفيلا دون ان يلاحظها احد من صف الحرس المتراص بعد خروجها من بابا خلفى كانت قد وجدته اثناء بحثها عن مخرج تسرع خارجة بخطوات متعثرة خائفة حتى استطاعت الابتعاد توقف احدى سيارات الاجرة بعد ان تاكدت من اتباع احد لها وهاهى تقف الان امام ذلك البيت العتيق تدق ابوابه بقلب مرتجف خائف لا تدرى كيف سيكون استقبال ساكنيه لها لكنه كان المكان الوحيد الذى استطاعت التفكير بالحضور اليه فرائف لن يتوقع انها ستأتى الى هنا بارادتها ابدا لذا سيكون المكان الاخيرالذى سيقوم بالبحث عنها فيه
رفعت يد مرتعشة لتدق بابه مرة اخرى لتنتظر قليلا تستمع الى صوت خطوات خافت تتقدم من خلف الباب وما هى ثوانى حتى فتح امامها تطل من خلفه احدى الفتيات تنظر الى زينة بفضول ودهشة قبل ان تهتف قائلة بسعادة قبل ان تفتح زينة فمها
= انتى العروس مش كده اتفضلى اتفضلى
دلفت زينة الى داخل الدار بخطوات مرتعشة خائفة تسمع صياح الفتاة من خلفها مناديا زوجة خالها بصوت قوى ملهوف حتى ظهرت من خلف احدى الابواب تهرول قائلة بفزع
= ايه يا حزينة فى حد ينادى على حد كده هرب منك اياك
تسمرت اقدامها حين وقع نظرها على زينة الواقفة بوجهها الشاحب وعينين ممتلئة بالدموع وحالتها المشعثة تهتف بخفوت وقلق
= زينة! مالك يا ضنايا حالك عامل كده ليه
هنا لم تستطع زينة الصمود تقطع اقدامها المسافة الفاصلة بينهم تلقى بنفسها بين احضان تلك السيدة الحنون والتى لم تخيب ظنها فتضمها اليها بحنان امومى وخوف حقيقى عليها ظهر فى صوتها حين سألتها
= فيكى ايه يا بنتى من زعلك قوليلى
اجابتها شهقات زينة العالية لتزفر بقوة قبل ان تلتفت الى تلك الفتاة المراقبة لما يحدث بفضول واهتمام
= بت يا جليلة اجرى اندهى سيدك همام من المضيفة الكبيرة خليه يجيلى هنا حالا
وقفت جليلة مكانها تألبى قدميها التحرك خوفا من ان يفوتها اى شىئ من الاحداث والتى من الواضح انها ستكون شيقة عينيها تتركز فوق زينة بفضول ولكن تأتى صرخة الحاجة وردة لها لتجعلها تفيق سريعا فتهرول باتجاه الباب المفتوح تخرج منه بينما الحاجة وردة ظلت على احتضانها لزينة التى اخذ جسدها بالانتفاض من اثر بكائها فاخذت تملس فوق راسها هامية بكلمات مطمئنة حنون لها قبل ان تجذبها وهى بين احضانها لتجلس معها فوق احدى الارائك ليظلا على هذه الحال عدة لحظات قبل يدوى صوت قوى من ناحية الباب
= جاية ليه هنا يابنت حسين وعاوزة ايه مش كنا طوينا صفحتك
وقفت الحاجة وردة من مكانها تاركة لزينة والتى خفضت راسها بالالم فبرغم توقعها عدم استقبالها بالترحاب منهم الا انها شعرت بالالام والحزن داخل قلبها من طريقة استقبال خالها لها تسمع زوجة خالها تهتف بصوت غاضب مصدوم
= جرى يا حاج همام كده برضه يكون استقبالك لبنت الغالية فى دارك داحنا دارنا مفتوح للغريب قبل القريب نقوم نعمل كده فى لحمنا
توترت ملامح الحاج همام يلتفت بوجهه بغضب جانبا تدق عصا الارض بعصبية لتهتف الحاجة وردة
= بنتنا وجاية دار اهلها وان مشلتهاش الارض تشلها عنينا كده ولا يا حاج همام
لم ينطق همام بل ظل على وقفته ويزاد حاجبيه انعقادا لتسرع زينة بالنهوض فورا تختطف حقيبتها تسرع فى اتجاه الباب وهى تمتم باسف بصوت مرتعش باكى تنوى الخروج فورا من هنا فقد كان حضورها من الاول شيئ خاطئ لا تدرى اين كان عقلها حين فعلتها
وبالفعل وصلت حتى الباب الامامى ليوقف صوت خالها الجهورى عن التحرك هاتفا بحزم
= رايحة فين؟
لم ترد عليه زينة لثوانى حاولت فيها استجماع نفسها قبل ان تقول بصوت خافت اجش من اثر محاولتها الظهور بمظهر القوة
= هرجع من مطرح ما جيت الظاهر انى غلطت لما فكرت انى ليا اهل ممكن يخافوا عليا
صدرت من ناحية الحاجة وردة صاحية استنكار لكن من تحدث كان خالها حين دق بعصا الارض قائلا بحزم وقوة
= طبعا ليكى ومهما كان اللى حصل زمان انتى برضه لحمنا ودمنا
التفتت زينة ببطء اليه عينيها متسعة بصدمة لتجده يشير لها براسه ناحية زوجته الواقفة بابتسامة فرحة فخور
= يلاا اطلعى مع مرات خالك اوضتك ريحى فيها حبة وبعدين لينا قعدة مع بعض تحكيلى فيها مالك
اسرعت زينة تهتف بسرعة ولهفة
= مفيش حكاية ولا حاجة انا بس زعلت مع رائف شوية لتكمل برجاءوصوت باكى علشان خاطرى يا خالى انا مش عوزاه يعرف انى هنا هو او اى حد ارجوك يا خالى
لم يرد خالها عليها بل ضاقت عينيه عليها بتفكير لثوانى ليقول بعدها بهدوء
= اطلعى دلوقت مع مرات خالك ارتحيلك شوية وبعد الغدا نبقى نتكلم
هزت زينة راسها بالموافقة تسير ناحية الحاجة وردة بخطوات بطيئة مرتعشة غافلة عن تلك النظرة التى ارسلها همام الى زوجته لتفهمها فور تهز راسها بالايجاب تلف زينة بذراعيها تحتضنها اليها ثم توجهها ناحية الدرج تصعد معها بهدوء حتى وصلا امام تلك الغرفة التى خصصت لها فى المرة السابقة يدلفا اليها معا
تقف زينة على بابها بقلق وتوتر لتجذبها الجاجة وردة الى الداخل ناحية الفراش تجلس وتجلسها معها تربت فوق شعرها بحنان قائلة بهدوء
= احكيلى بقى مالك يا بنت الغالية ايه اللى مالى عنيكى بالخوف كده
هزت زينة راسها بالنفى قائلة بصوت متحشرج
= مفيش يا خالتى زاى ما قلت لخالى مشكلة مع رائف وحسيت انى لازم ابعد شوية
الحاجة وردة بحنان وصوت يعلم كذب ادعائها
= طب لو قلتلك انى مش مصدقة ان دى بس كل الحكاية
حاولت زينة التحدث لتأكيد قصتها السابقة لكن تأتى غصات دموعها وثقل همها الجاثم فوق صدرها لتجعل الحاجة وردة الامر شديدة الصعوبة اكثر حين ضمتها اليها تضع راسها فوق كتفها تربت فوق شعرها قائلة بحنان
=احكى يا قلب خالتك مالك زيحى همك من على صدرك وانا هنا سمعاكى
لتنفجر زينة فى البكاء كما لو كان سد تحملها قد انهار فى تلك اللحظة لتتركها وردة تفرغ كل اوجاعها فى تلك الدموع لفترة طويلة تحدثت زينة اليها بعدها بما جعلها تجلس متسعة العينين بقسوة وجسد ترتفع نيرانه كلما توغلت زينة بحديثها
❤❤❤❤❤❤❤❤
=نهار ابوه اسود لييه فاكرة ايه ملهاش اهل داحنا ندفنوا مكانه وملوش عندنا دية
هتف همام بتلك الكلمات العاصفة داخل غرفته بينما جلست الحاجة وردة بوجه جامد قاسى النظرات بعد ان قصت عليه كل ما اخبرتها به زينة عن ذلك اللعين وتهديده المشين لها لتظل تستمع لها بوجه وجسده ظاهرهم الهدوء لكن داخلها كان يشتعل بنيران لن تطفئها الا رؤيتها لذلك الحقير معاقبا على ماقاله وسببه لابنتهم من رعب لتسرع فى طمنئنتها بصوت حنون تهز راسها بالموافقة حين اخذت زينة تحلفها الا تخبر خالها بما حدث قائلة بانها تنتوى الاختباء هنا حتى ييئس ذلك الحقير منها ظنا بانها قد هربت من رائف وخرجت من حياته نهائيا وحينها قد يتركه دون ان ينفذ تهديده لها
كانت وردة تساعدها للخلود الى الراحة وهى تستمع الى كلمات الرجاء والامل الخارجة من قلبها قبل فمها هى تتمنى انه ينتهى الامر عند هذا الحد دون ان يتأذى رائف تدرك من حديثها عن كم الحب الهائل فى قلبها لزوجها وخوفها الشديد عليه
لتتركها وردة بعد ان اطمئنت لخلودها للنوم تذهب الى زوجها سريعا لتقص عليه كل ما عرفته لتأتى ردة فعله غير مخيبة لامالها فيه ابدا فهى اعلم الناس به و بدمه الحامى
لتسأله بهدوء يخفى خلفه الكثير من المشاعر الثائرة
= طيب ونويت على ايه يا حاج
زفر همام بقوة عينيه تشتعل هاتفا
= هعرفه تبقى مين بنت العزاوية الى فكر يوم يمس طرفها بكلمة
ليصمت قليلا مفكرا قبا ان يقول
=بس لازم الاول اعمل حاجة قبلها
هزت وردة راسها موافقة تدرك ما يتحدث عنه دون ان ينطق به قائلة بتاكيد
= الاصول يا حاج وانت سيد من يعرف فى الاصول
هز راسه لها قبل ان يخرج هاتفه من جيبه جلبابه ضاغطا فوق زر الاتصال يقف صامتا فى انتظار اجابة الطرف الاخر لتبدء لعبة شديد العنف الفوز فيها لاقوى والاذكى
❤❤❤❤❤❤❤

الفصل العشرون
اخذ رائف يجوب بهو منزله ذهابا وايابا بخطوات عصبية سريعة يشد بانامه خصلات شعره بغضب بينما جلست سهيلة تضع ساقا فوق الاخرى تراقب بعينين تشع بفرحة وسرور
وهى ترى عزة الواقفة بارتباك تظهر فوق ملامحها علامات الذعر قائلة بصوت خائف متردد
= والله يا رائف بيه ما شوقتها ولاعرفت انها خرجت الا لما حضرتك طلبتنى اطلع اخليها تفتح تليفونها
توقف رائف عن الحركة بغتة بهتف
= يعنى ايه ؟ لا انتى ولا الاغبية اللى بره عرفتوا انها مش موجودة فى البيت الا لما انا اتصلت ازاى محدش حس بيها ولا شافها وهى بتخرج؟
هنا اعتدلت سهيلة فى مقعدهاتنظر الى اظافرها قائلة بعدم اهتمام
= علشان هى عاوزة كده
التفت اليها بحدة قائلا بجمود
= تقصدى ايه؟
نهضت سهيلة واقفة تتجه اليه بخطوات هادئة حتى وقفت امامه تماما تمد يدها لياقة بذلته تتلاعب بها قائلة بخبث
= يعنى هى اللى عاوزة ان محدش يشوفها وهى خارجة وزاى ما سمعت عزة قالت انها طلعت اوضتها علشان هتنام ومش عاوزة ازعاج ولما عزة طلعت لها ملقتهاش لاهى ولا شنطة اديها و محدش من امن البوابة شافها وهى خارجة يبقى ايه يا رائف
التمعت عينى رائف بشراسة ينظر اليها بتفكير للحظات ساد خلالها صمت قاتل حتى دوى صوت جرس الباب مزيحا الصمت امامه ليتلتف رائف الى عزة يشير لها بفتحه لتهرع الاخير اليه بخطوات متلهفة كمن وجد حبل النجاة تفتحه ليدخل منه ياسر يتحدث فور دخوله وبصوت ملهوف
= مفيش جديد ولا حتى اتصلت
زفر رائف مرة اخرى يبتعد عن سهيلة يجلس بجمود فوق احد المقاعد فيتقدم منه ياسر قائلا بصوت حاول بث الهدوء والطمنينة فيه
= متقلقش ممكن تكون خرجت ونسيت تفتح موبايلها او ….
هنا هب رائف من مكانه كالعاصفة الهوجاء يصرخ
= هو ده اللى عاوز اعرفه خرجت راحت فين انا مسبتش مكان مسألتش عليها فيه بقالى كتر من اربعة ساعات وانا بلف ومش عارف اوصل لحاجة لا سعاد جارتها شافتها ولا موجودة فى شقة اهلها حتى مها متعرفش عنها حاجة انا هتتجنن يا ياسر هتجنن خايفة يكون جرلها حاجة
ربت ياسر فوق كتفه قائلا بهدوء
= متقلقش انا وزعت الرجالة ومش هيخلوا مكان الا هيدورا فيه
زفر رائف مرة اخرى يعاود الجلوس مرة اخرى فوق مقعده يشعر كما لو كانت قبضة قوية تضغط فوق صدره بعنف بسبب عجزه وعدم قدرته على فعل شيئ فمنذ ان علم بعدم تواجدها فى المنزل وقلبه يؤلمه وبشدة يتسلل اليه هاجس فقدانها يزداد كلما كتلت فترة غيابها عنه والان وقد اخذت كلمات سهيلة اليه منذ قليل تردد بداخله تدق ابواب عقله بقوة تجعله يفكر ان كان غيابها واختفائها هذا حقا متعمدا منها وانها قررت حقا الابتعاد عنه الى الابد لتزداد تلك القبضة ضغطا فوق صدره وقلبه خوفا ان يكون ما قالته صحيح وحقا تنوى الابتعاد عنه
ولكن لما وماالذى حدث لتتاخذ هذا القرارهكذا والان بعد كل ما وصلوا اليه فى علاقتهم لماذا ؟ لماذا !
اخذ عقله يصرخ بتلك الكلمة حتى تعالى صوت رنين هاتفه لينتفض سريعا يختطف الهاتف من داخل جيبه ينظر اليه فينعقد حاجبه بشدة يتغير وجهه ليقترب منه ياسر قائلا بلهفة وقلق
= مين يا رائف ؟
رائف بصوت قلق خافت
= ده خال زينة همام هو اللى بيتصل
تسمر ياسر مكانه ينظر الى رائف فى عينيه سؤال اجاب عنه رائف بفحيح قبل ان يقوم بفتح الاتصال
= اه لو طلع هو اللى عملها مش هيكفينى عمرهم كلهم
رفع الهاتف الى اذنيه يهتف بصوت خشن قوى
= ايوه يا حاج همام
صمت قليلا يتستمع الطرف الاخر قبل ان تلتمع عينيه بالقسوة ويصبح صوته قاسيا هو الاخر يسأل بتجهم
= يعنى هى الى جات بنفسها ..لاااا لاااا تمام يا حاج همام مسافة السكة وهكون عندك
اغلق الهاتف يتجه سريعا ناحيه الباب دون ان ينطق كلمه واحدة وجهه متجمد لا يظهر عليه شيئ من المشاعر سوى فى خطواته السريعة الغاضبة
ليهتف به ياسر خلفه بلهفة محاولا اللحاق به
= فى ايه يا رائف مالها زينة ؟يابنى استنى فهمنى. ياارئف! طب استنى انا جاى معاك
يسرع الخطى خلفه يغادر هو الاخر لاحقا به
تقف سهيلة والتى كانت تتابع كل ما حدث بعينين متيقظة مهتمة قائلة بوجوم وغل
= ياارب ماتلحقى ترجعى سليمة ابدا يا شيخة واخلص منك بقى
💜💜💜💜💜💜💜
استلقت زينة فوق الفراش تدعى النوم فهى ومنذ حضورها تحاول التهرب من مواجهة خالها بدعاء النوم تعلم بانه سيقوم بحصارها حتى يستخلص كل الحقيقة منها والسبب وراء مجيئها اليهم هذا ان لم تكن زوجة خالها قد قامت باخباره بالفعل اسرعت بهز راسها تنفى الفكرة فمن المستحيل ان يمرر خالها الامر دون ان يأتى اليها ويستخلص كل الحقيقة منها ليهتف صوت بداخلها قائلا
او ان الامر لا يهمه لذلك لم يهتم بسؤالها وهذا ما تفضله فلا نية لديها ان تخبر احد بما حدث يكفيها انهيارها ام زوحة خالها ولتدعو الله الا تقوم باخبار احد مثلما وعدتها بعد حديثهم معا لذا ظلت مستلقية فى الفراش فى انتظار ماهو اتى حتى وصل الى مسامعها صوت الباب يفتح وبعدها صوت خطوات ثقيلة بطيئة تقترب من فراشها فاسرعت باغماض عينيها بقوة تحاول ان تهدء من وتير انفاسها حتى يظنها القادم انها مازالت نائمة تشك فى نجاح فعلتها هذه المرة فهى على الحال لساعات طوال من بعد ذهاب زوجة خالها وليس من الطبيعى نومها كل هذا القدر لكنها استمرت فى المحاولة لتفيق من افكارها تشعر بالهدوء الشديد يسود الغرفة من بعد صوت تلك الخطوات فلا تسمع شيئ بعدها ينبأها بوجود احد اخر معها فى الغرفة ولكنها ظلت على حذرها تشد الغطاء فوقها لوقت طويل لم يتغير شيئ اثناءه فظنت انها اصبحت وحيدة وان صاحب الخطوات قد انصرف بعد ان وجدها مازالت نائمة لذا رفعت الغطاء عنها بحذر وهدوءتنظر الى الجهة المقابلة لوجهها فلم تجد احد امامها فتدير راسها ببطء واطمئنان الى الجهة الاخرى لتشهق فزعة بصدمة ورعب وهى تراه يجلس فوق احد المقاعد القريبة من الفراش يضع ساقا فوق اخرى بينما تستند ذقنه فوق سبابته وابهامه ينظر باتجاه الفراش بعينين يشع غضبها ليصل اليها يحرقها بنيرانه تشعرها بالخوف والرهبة منه لكنها لم تظهر له اىمشاعرها هذه له بل اسرعت بالنهوض تجلس فوق الفراش قائلة بصوت حاولت اظهار فيه البرود والجفاء
= انت بتعمل ايه هنا ؟ خالى اللى اتصل بيك مش كده ؟ بس مكنش ليه لزوم تيجى لانى مش راجعة تانى معاك
استمر على صمته ينظر اليها بجمود ووجه خالى من التعبير الا من عينيه والتى اخذت تمر فوقها ببرود اصابها بالقشعريرة كما لو ان اصابع باردة تلامسها فترتجف بقوة تسرع بالنهوض فورا من الفراش تقف فى الجهة الاخرى منه تضعه يبنهم كحاجز امن استعداد للعاصفة الاتية بعد ان تلقى بكلماتها القادمة له والتى قالتها بسرعة وارتباك
= يااريت تخرج وتنزل عند خالى تحت وانا هجهز وانزل علشان نتكلم وننهى كل حاجة
ومرة اخرى وعلى عكس توقعها لم تتلقى منه اى ردة فعل سوى نهوضه واقفا ببطء وتخشب فظنت انها قد نحجت اخيرا فيما تسعى اليه تشعر بقلبها يتحطم الى شظايا متناثرة بداخلها يؤلمها بقوة لتضع يدها دون وعى فوق صدرها لعلها بحركتها هذا توقف هذا الالم المتزايد بداخله لكن وامام عينيها المذهولة وجدته يلتفت فى اتجاهها ليقف امامها تماما بصمت لا تظهر من مشاعره اى شيئ حتى عينيه اصبحت من الصعب عليها قرائتها لاترى فيها سوى الجمود قبل ان يهمس لها ضاغطا على كل حرف يخرج من شفاه
= خمس دقايق وتكونى جاهزة علشان هتنزلى معايا على القاهرة حالا
تراجعت للخلف بخوف وذهول من كلماته ولكنها اظهرت التماسك قائلة بتلعثم
= مش ..هتحرك من ..هنا ..وازى ما قلت من شوية كل حاجة انتهت وان كان على الوصية انا موافقة الطلاق يستنى سنة لحد ما تستلم ميرا…..
قطعت كلماتها تصرخ بالم حين قبضت انامله فوق ذراعها يجذبها اليها بقوة يفح من بين انفاسه
=مسمعش صوتك لحد ما نوصل للقاهرة وزاى ما قلتلك ادامك خمس دقايق زودتى عنهم هتلاقينى طالع اجيبك بنفسى وساعتها متلوميش حد غير نفسك على اللى عمله
دفعها عنه باشمئزاز كما لو كان يمسك بشيئ مقزز بين يديه فتصطدم بالفراش خلفها عينيها تتابعه بتوجس وخوف يتجه الى الباب تاركا لها خلفه دون ان يلقى بنظرة واحدة عليها لتهبط جالسة فوق الفراش بهمود لاتدرى كيفية التصرف الان ولا خطوتها التالية
💜💜💜💜💜💜💜
دخلت الى الغرفة والتى اشارت زوجة خالها لها بدخولها بعد ان قبلتها بحنان تهمس لها بكلمات مشجعة وعينين متهربة منها نظراتهم مبهمة لم تستطيع قراءة الكثير داخلهم فتطيعها تدلف الى الداخل بهدوء وقلب مرتعش
فيسود الصمت فور ارجاء المكان بينما تقف هى تدير عينيها فى الحضور لتجد رائف المتجهم الوجه يجلس بجواره ياسر المحتقن الوجه بشده هو الاخر اما خلانها فقد جلسوا متجاورين كالمرة السابقة يتوسطهم خالها الاكبر همام الذى هتف بها بصوته الجهورى يدعوها للدخول قائلا لها
= تعالى يا زينة اقعدى هنا
واشار الى حد المقاعد لتسير اليها باقدام ثقيلة مرتعشة تجلس بهدوء تتحفز جميع حواسها للقادم
ليكمل خالها بهدوء
= جهزى حالك علشان هتنزلى مع جوزك الليلة على بيتك ومن هنا وجاى ……
لم تدعه زينة يكمل بل نهضت من مقعدها صارخة
= مش ممكن ارجع معاه تانى انا عاوزة اطلق استحالة ارجع معاه
هب خالها جلال باتجاهها يهتف بغضب اعمى
= والله عال بتعلى صوتك على كبيرنا يابنت حسين وبتقولى لا كمان
ثم رفع يده فى الهواء عاليا ينوى صفعها وبقوة لتغمض عينيها بسرعة وخوف تنكمش على نفسها فى انتظار صفعته القادمة ولكن طال انتظارها لتفتح عينيها ببطء فترى يد خالها معلقة فى الهوا بفضل يد رائف والتى منعت عنها اذى وغضب خالها تراه يقترب بوجهه من خالها وهو مازال قابض فوق معصمه قائلا بتحذير ضاغطا فوق كل حرف من كلماته بغضب مكبوت
= محدش يمد ايده على مراتى وانا واقف والا حسابه هيكون معايا انا ولو هو مين
تبادل رائف وجلال النظرات فيما بينهم تتحفز عضلاتهم للعارك حتى اتى صوت همام مناديا لاخيه بحزم جعل هذا الاخير يختطف يده من بين اصابع رائف الضاغطة عليها ثم ينظر باحتقار الى زينة المنكمشة خلف رائف برعب للحظات قبل ان يعود الى مكانه السابق ليحدثه همام بعنف
= انت اتجننت عاد بترفع يدك على بنت اختك وانا قاعد
جلال بغل وعنف وهو يجلس فوق مقعده
= دى بنت حسين قبل ماتكون بنت اختى وبعدين عاوزنى اسكتلها عاد وهى بتعلى صوتها عليك
زفر همام بقوة عينيه ترسل لاخيه توبيخا صامت للثوانى قائلا بعدها بحزم موجها انظاره الى زينة والتى وقفت خلف رائف تتمسك بظهر بذلته بقوة شعر بها رائف وبارتجافها لكنه لم يعيرها اهتماما بل وجه انظاره الحادة الى همام الذى تحدث قائلا
= شوفى يا زينة مرات خالك قالت لينا على الوضع كله
شعر بقبضتها تنفك من حول قماش بذلته تبتعد عنه للوراء قليلا بينما همام يكمل بحزم
= وكان لازم قبل ما تسيبى بيتك تعرفى جوزك على حصل وهو كان قادر يتصرف علشان كده احنا قررنا ترجعى معاه وهو ادرى الناس هتصرف ازاى مع الكلب ده
اخذت زينة تهز راسها بالرفض كلما استمر خالها بالكلام تهمس من بين شفتيها برعب والم
= بس انا مش عاوزة ارجع مش عاوزة
هنا ولم يستطع رائف الصمت طويلا يلتفت اليها وجهه كانه قد صنع من حجر قائلا بفحيح وهمس لم يسمعه غيرها
= مستنية ايه تانى! اللى جيتى تطلبى حمايتهم سلموكى ليا..انا… لجوزك… ولاا مستنية قلم جلال على وشك علشان تفوقى لنفسك
وقفت تنظر اليه بعيون متألمة مذعورة قبل ان يقاطع خالها الحديث قائلا بحزم
= انتى جيتى هنا علشان خايفة جوزك يعرف بلى حصل من الكلب ده معاكى بس جوزك عرف كل حاجة دلوقت وملهوش لزوم تسيبى دارك وانا عارف ومتأكد ان رائف قادر يحميكى ويحافظ عليكى
هنا ولم تستطع زينة الصمود بل اخذت تبكى بقوة تسرع فى اتجاه باب الخروج تغادر فورا فيسود الصمت ارجاء الغرفة حتى تنحنح همام ينهض من مقعده فى اتجاه رائف يده يده على كتفه وقد كان يقف ظهره للجميع ينظر فى اثر تلك الباكية ليلتفت مرة اخرى حين حدثه همام باحترام
= شوف يا رائف يا بنى انا سمعت كلامك ورجعتها معاك علشان عارف ومتأكد انك قادر تحميها تحافظ وسيبتلك الطريقة اللى تتصرف بيها ولسه عند كلمتى اى وقت هاتحتاجنا فيه هتلاقينا جنبك انت بس تطلب هنجبلك الكلب ده متكتف تحت رجليك
مد رائف يده اليه مصافحا قائلا باحترام هو الاخر
= وانا مقدر اللى عملته يا حاج همام وصدقنى عمرى ما هنساه ابدا ووعد منى انا اللى هجبلك الكلب ده لحد عندك وساعتها تقدر تاخد حقك منه بالشكل اللى يريحك وان كان على زينة متقلقش ابدا زينة جوا عنيا
هز همام راسه موافقا هامسا بتاكيد
=عارف يا بنى عاارف
وقف الرجلين متواجهين يدور بينهما حديث الاعين قبل الالسن تظهر فى نظرات كل منهم لاخر كل الاحترام والتقدير
💜💜💜💜💜💜💜💜
تمت رحلة العودة بهم بصمت ووجوم يجلس ياسر امام المقود يقود السيارة بهدوء شديد وتركيز اما رائف قد تراجع براسه فوق مسند مقعده يغلق عينيه يظن من يراه انه قد استسلم للنوم لكنه كان فى حالة بعيدة تماما عنه راسه تعصف بيها الافكار وتثور بداخله المشاعر بعنف وغضب كلما اتى الى فكره ما فعلته وما قررته هى بهروبها بعيدا عنه وطلب الحماية منه اهلها وليس منه هو ليصرخ بداخله بغضب والم هاتفا
الى هذه الدرجة تظنه بهذا الضعف يخشى مواجهة من تطاول على زوجته
الى هذا الحد تراه غير قادر على حمايتها لتهرب منه ساعيا الى اهلها طلبا لحماية
ارتسمت ابتسامة مريرة فوق شفتيه يهتف صوت ساخر مرير بداخله
ذهبت الى اهلها ! من طلبت حمايتك منهم سابقا اصبحوا درع الحماية بالنسبة لها الان حتى منك
زفر بقوة يشعر بطعم المرارة فى حلقه يكاد يخنقه يلتفت براسه ناحية النافذة يرى الظلام خارجها يماثل ظلامه
سمع ياسر زفرته تلك يدرك ما يمر به الان ليفتح فمه يهم ان يحدثه لكنه اغلقه مرة اخرى فلا شيئ سيقال الان يستطيع تهدئة الامور والاجواء المشتعلة فرفع عينيه الى المراة الامامية يلقى نظرة على تلك الجالسة فى الخلف بجمود وصمت منذ خروجهم من منزل اهلها تنظر من نافذتها الى الظلام بخارجها بشرود ليزفر هو الاخر يدرك صعوبة ما يمر بهم هذان الاثنين يتمنى لو يرى امامه ذلك الكلب المدعو فريد الان لينبش اظافره فى عنقه يخرج روحه المتعفنة بيديه يلتمس لرائف كل الاعذار فذا كان هذا حاله هو فما باله رائف ما يمر به الان لكن اكثر ما يقلقه هو هدوء رائف وصمته الشديد هذا فهو ان اصبح على هذا الحال علم ان الاتى سيكون كالجحيم للجميع وان هذا سكون وما قبل العاصفة والتى يعلم جيدا انها اتية لا محالة
💜💜💜💜💜💜💜
دخل ثلاثتهم الى المنزل بعد اصرار رائف ان يبيت ياسر ليلته هنا فى منزله الذى ساده الهدوء والظلام النسبى ولكن ماان دلفوا الى داخل حتى نهضت سهيلة من فوق احدى الارائك كانت مستلقية عليها تلقى بالمجلة والتى كانت تطالعها قبل ان تسرع فى اتجاهم تهتف بلهفة
= حمد لله على السلامة يا رائف
لتبهت ملامحها تتوقف مكانها بغتة فور ان رات زينة الواقفة فى الخلف لتكمل بعدم اهتمام
= ايه ده انت عرفت توصل لطريقها وترجعها ! حمد على سلامتك يا زينة
نقطت جملتها الاخيرة بسخرية وابتسامة ملتوية لكن زينة لم تكن فى حالة تسمح لها بمجاراتها لذا قالت بصوت خافت مرهق تتجاهل سهيلة تماما
= انا تعبانة وعاوزة ارتاح بعد اذنكم هطلع اوضتى
وبالفعل اتجهت خطواتها باتجاه الدرج دون انتظار لرد احد منهم تتابعها عينى رائف بأهتمام وتجهم حتى غابت عن انظاره لترى سهيلة نظرته تلك فتسرع فى سؤاله بلهفة وفضول
= لقيتها فين يا رائف ؟ ومعرفتش سابت البيت ومشيت ليه ؟طيب عرفت هى …
قاطع رائف سيل اسئلتها الفضولية قائلا لها بهدوء ولكن بصوت حازم
= سهيلة اعتقد الوقت اتاخر والافضل تتطلعى انتى كمان علشان ترتاحى فى اوضتك
شحب وجهها تنظر ناحية ياسر باحراج والذى تجاهلته منذ دخوله ليقابلها هو الاخر بالتجاهل ولكن هذه المره لم يفعل بل بادلها نظرتها اليه باخرى شامتة فرحة ترتسم ابتسامة ساخرة فوق فمه لتزفر بعنف ثم تلقى بتحية مساء سريعة محرجة تتجه الى الدرج هى الاخرى فى اتجاه غرفتها ليزفر ياسر قائلا بعبوس
=ياساتر عليها حاجة بجد تخنق انا مش عارف سيبها هنا لحد دلوقت ليه
رائف بعدم اهتمام قائلا
= سيبك منها دلوقت وتعال معايا على المكتب عاوزك
اتجاها الى المكتب سويا غافلين عن من تقف فى اعلى الدرج تختفى خلف الحائط تتابع دخولهم باهتمام وفضول قبل ان تهمس بتفكير ومكر
= لااا ده الموضوع اكبر من انها زعلت منه وسابت البيت وانا بقى لازم اعرف الموضوع من اوله مش هبقى زاى الاطرش فى الزفة كده لازم اعرف ايه الحكاية بالظبط
💜💜💜💜💜💜💜
منذ صعودها الى غرفتهم وهى تجلس مكانها فوق الاريكة تنظر امامها بشرود تفكر فى كل ما حدث تتذوق طعم المرارة فى فمها فالان اصبحت مدانة فى نظره تعلم جيدا انه لن يغفر لها ابدا هروبها وطلبها لحماية من احد اخر غيره وهى تعطى له كل الحق فيما يفعل فقد خرجت الامور عن سيطرتها واصبحت تتصرف بهسترية دون تفكير منذ لحظة معرفتها بوجوده فى منزل اهلها …. ابتسمت بمرارة تتذكر اهلها وخذلانهم لها امامه ورميها مرة اخرى اليه ليتولى هو حمايتها فيتقبل هو الامر مستعدا بصدر رحب كحاله دائما معها
زفرت ببطء تفكر بانها قد تخطت كل الخطوط الحمراء معه عندما وقفت امام الجميع تطالب بالانفصال عنه وهذا لما لن يمرره لها ابدا لذا ستجلس هنا حتى صعوده وستتحدث معه بعقلانية ستفعل ما رفضت فعله من قبل ستخبره السبب وراء فعلتها هذه ومن المؤكد انه سيتفهم ويغفر لها بعد كل ما مرت به….
طال انتظارها حتى كادت ان تغفو فوق الاريكة لكن تنبهت حواسها حين فتح الباب تراه يدخل منه بخطوات متثاقلة متعبة فظلت مكانها تتابعه وهو يقوم بالقاء الجاكت الخاص به فوق احد المقاعد ثم يقوم بحل ازرار قميصه ببطء دون ان يعيرها اهتمام اويلتفت لها رغم رؤيته لها جالسة لذا نهضت هى تهتف باسمه فيتوقف فى منتصف الطريق الى خزانته بجمود لكنه لم يلتفت لها فاسرعت بالقول
= رائف عاوزة اتكلم معاك لو سمحت
لاحظت توتر عضلات ظهره بعد اكمال حديثها
لكن لم تجد منه ردة فعل اخرى لتكمل بخفوت
= ممكن تسمعنى وتعرف كل اللى حصل وبعدها اعمل اللى يريحك
ساد الصمت طويلا لم يسمع فيه سوى صوت انفاسه الخشنة حتى يئست ان يتحدث معها ولكن يأتى صوته الاجش الخافت كبارقة امل لم تستمر طويلا حين قال
= هنتكلم فى ايه ؟ هنتكلم عن هروبك عند اهلك تطلبى حمايتهم علشان جوزك الضعيف مش قادر يعمل ده
ولا هنتكلم عن طلبك للطلاق ادام كل اللى كان موجود حتى بعد ما عرفتى انى عارف كل حاجة
ولا هنتكلم عن انك تخبى عنى كل ده من الاول وتسيبينى وتقررى تخرجى من حياتى
من غير لحظة تفكير واحدة منك
صمت قليلا يتنهد بألم قبل ان يقول بتحشرج
= كفاية كده ولا فى حاجة تانية عوزانا نتكلم فيها
وقفت ببهوت مكانها لا تدرى كيفية الرد عليه فعندما واجهها بكل ما فعلت شعرت كم كانت طفولية هوجاء فى تصرفاتها لا تجد ما تستطيع الدفاع به عن نفسها لذا لاذت بالصمت عينيها يغشاها الدموع تراه يحمل ملابسه يتجه الى الحمام ولكن توقف فجاءة قبل عدة خطوات منه قائلا بصرامة وظهره مازال لها
= وعاوزك تعرفى هخلص من موضوع فريد الكلب ده و هتنفذ طلبك
عقدت حاجبيها بحيرةللحظات قبل ان يتابع سيره وهو يكمل حديثه بحزم
= هطلقك بعدها على طول
ثم دلف الى الحمام يغلق بابه بعنف خلفه دون ان يترك فرصة واحدة لها للحديث وهنا شعرت بقدرة قدميها على حملها تنهار لينهار معها جسدها هو الاخر فتسقط ارضا بعنف تنظر امامها بذهول تتحرر دموع عينيها اخيرا يهتف بداخلها صوت متوحش قاسى
اليس هذا ما سعيت اليه من البداية وهاهو قد تحقق لك …….
💜💜💜💜💜💜💜
ياااابنات والله البارت مش صغير هو بس علشان مفيش فيه فواصل بيان صغير وياارب تستمتعوا بيه💕💕💕💕

الفصل الواحد والعشرون
جلس رائف خلف مكتبه عاقدا حاجبيه بتفكير يدير القلم بين انامله ببطء بينما جلس ياسر امامه يحدثه قائلا بتوتر
=بس يا رائف ده خطر وممكن يجى علينا بالعكس
رائف بحزم
= هى دى الطريقة الوحيدة اللى لازم من هنا ورايح نتعامل بيها مع كلب زاى فريد
زفر ياسر بحدة قائلا بقلق
= بس يا رائف دى سكة عمرنا ما ….
زفر رائف هو الاخر هاتفا بحدة قبل ان ينهض من مكانه متجها للنافذة خلف مكتبه ينظر من خلالها
= خلاص ياسر معدش ينفع الكلام انا طلبت من الرجالة تنفذ وزمانهم فعلا نفذوا
ساد الصمت بينهم لبضع لحظات قبل ان يتنحنح ياسر قائلا بتردد وخشية
= طيب و بخصوص زينة ؟
التفت رائف اليه رائف براسه يسأله بخشونة وقسوة
= مالها زينة ؟
نهض ياسر هو الاخر من مكانه يتجه للوقوف بجواره قائلا بهدوء
= متبقاش قاسى عليها يارائف انت عارف كويس هى عملت كده ليه
اغمض رائف عينيه يتنهد بقوة هامسا بالم
= هو ده اللى وجعنى انى عارف هى عملت كده ليه
تقدم ياسر حتى وقف امامه قائلا بحزم
= اى واحدة مكانها كانت هتعمل زاى ما عملت وهاتفكر ان البعد احسن حل ولا كنت عوزها تعمل زاى سهيلة عملت وتبيع من غير لحظة ندم واحدة
فتح رائف عينيه سريعا تلتمع بداخلها نظرات وحشية لتخيله للحظة ان يكون ردة فعل زينة مماثلا لما فعلت سهيلة فى الماضى يفح من بين اسنانه
= دانا كنت قتلته قبل ما يلمس شعر منها
ارتسمت فوق شفتى ياسر ابتسامة معرفة صغيرة قبل ان يقول
= يبقى لازم تعترف انها فكرت صح هى يمكن طريقتها كانت غلط بس ده من خوفها عليك واكيد خافت تقولك فتتهور حضرتك وتودى نفسك فى داهية بسبب كلب زاى ده ولا يسوى
زفر رائف عينيه تتابع حركة السير الظاهر امامه من النافذة بشرود فيدرك ياسر انه الان فى مواجهة مع ذاته ليربت فوق كتفه بمساندة قائلا برفق
= فكرك كويس هتلاقى كلامى صح وبلاش تخلى عندك يتحكم فيك
ظل رائف واقفا مكانه بعد خروج ياسر بهدوء من المكتب تاركا له يدور داخل دوامة افكاره غافلا تماما عما حوله هو يتذكر ما حدث امس فبعد ان القى عليها بكلمته الاخير وخروجه من الحمام بعدها ليجدها تجلس فوق الاريكة محنية الرأس يدرك من الشهقات الخافتة التى تصدر عنها انها تبكى فشعر حينها بضيق شديد فى صدره وبقلبه يهفو اليها يستحلفه ان يذهب اليها يجذبها له يدسها بين اضلاعه ليمحو كل ما بينهم من اوجاع واساءة لكن ماذا يفعل فى كرامته والتى ابت عليه ان يفعلها رافضة كل الرفض باى محاولة للتنازل من جانبه لنتصر فى النهاية على قلبه فتجاهلها تماما يتجه ناحية الفراش ليستلقى عليه ثم اغلق الانواء تاركا لها تجلس مكانها بحزن دون توجيه كلمة واحدة منه لها يضجع على جانبه فى محاولة للنوم لكن كانت كل حواسه متنبهة لاقل حركة منها يستمع صوت الاريكة وهى تتقبل ثقل جسدها عليها فعلم انها تنوى النوم هناك فكاد ان يفتح شفتيه مناديا لها ان تأتى للنوم مكانها فوق الفراش لكنه اغلق سريعا متجاهلا لها مرة اخرى يصرخ فى داخله بغضب “فلتفعل ماتريد فلا يهمه اى من امورها بعد الان ”
زفر بخفوت قبل ان يعتدل فيستلقى فوق ظهره يطالع السقف تمر بداخل راسه كل ما حدث طوال اليوم منذ لحظة علمه باختفائها حتى لحظتهم هذه يمر الوقت عليه دون ان يطرق النوم له جفن فيقرر الخروج الى الشرفة لتدخين احدى السجائر والتى يشعر برغبة ملحة اليها فى تلك اللحظة فنهض بهدوء يسير باتجاه الشرفة ولكن تأتى التفاتة راسه ناحيتها دون ارادة منه يطالعها بطرف عينيه ليصدم حين وجدها تلتف حول نفسها تحتضن جسدها اليها غارقة فى سبات عميق فتحرك باتجاهها بهدوء حتى وقف امامها يراها على الضوءالخافت الاتى من احدى المصابيح الصغيرة بجوار الاريكة تستند براسها فوق مرفقها شعرها بخصلاته المبعثرة حول وجهها وقد تلطخت وجنتيها بدموعها التى قد ذرفتها قبل نومها فتحركت يده دون ان يشعر بها تبعد خصلاتها برقه عن وجهها يمرر انامله ببطء فوق وجنتها تزيل فى طريقها بقايا تلك الدموع قبل ان ينحنى عليها ينوى حملها الى الفراش حتى تستلقى هناك لكنه توقف فى منتصف الطريق ينهر نفسه بعنف على ما كاد ان يفعله يعتدل مرة اخرى فى وقفته بحدة عائدا الى فراشه مرة اخرى بخطوات غاضبة يجلس فوقه يتنفس بغضب وحدة لعدة لحظات حتى وقعت عينيه فوق الغطاء الملقى باهمال ليختطفه بحدة بعد عدة ثوانى تردد خلالها يتجه به ناحيتها مرة اخرى يلقى به فوقها يدثرها به بحدة وحركات سريعة ثم يعود الى مكانه مرة اخرى يستلقى فوق الفراش يتابعها بشرود حتى غفت عينيه لبضع ساعات نهض بعدها مغادر للمنزل سريعا قبل استيقاظها فليس لديه الاستعداد لرؤيتها مرة اخرى بحالة الحزن هذه خوفا من خضوعه وضعفه امامها فيسلم جميع راياته لها دون لحظة تفكير واحدة منه……
افاق من افكاره على صوت رنين هاتفه ليرفعه الى اذنيه يستمع الى الطرف الاخر لعدة لحظات قبل ان تلتمع عينيه بقوة قائلا بحزم
= حلو اوووى خليه زاى ما هو لحد ما اجيلك
اغلق الاتصال يضع الهاتف فى جيبه ثم يلتفت الى النافذة ينظر من خلالها مره اخرى بشرود ولكن هذه المرة كانت افكاره قاتمة شديدة السواد
❤💜❤💜❤💜❤💜❤
جلست زينة ومها فوق الاريكة فى حجرة الاستقبال لتهتف مها بحنق فور جلوسهم
= ام الخلول دى موجودة ليه هنا غريبة مرحتش الشركة يعنى
زفرت زينة قائلة باحباط
= اوامر رائف صحيت من النوم لقيته خرج من بدرى وسايب خبر ليا انا وسهيلة اننا نفضل هنا فى البيت ما نروحش الشركة النهاردة
زفرت مها بقوة قائلة
= انا بتخنق كل ما بشوف البنى ادمة دى معرفش ازاى انتى متحملها
اعتدلت زينة فى جلستها تسألها بلهفة
= سيبك منها وقوليلى رائف هو اللى بعتك صح
اخذت مها تلوك شفتيها قبل ان تقول بحرج
= بصراااحة لا .ده ياسر بيه هو اللى بعتنى وادانى باقى اليوم اجازة وقالى اجى اقعد معاكى واعقلك
لتعتدل هى الاخرى فى جلستها تسألها بحزم
= هااا عملتى ايه علشان تخلى ياسر بذات نفسه يبعتنى ليكى وكنت فين امبارح انا افضلت ارن عليكى وتلفيونك كان مقفول طول اليوم هااا ايه اللى حصل
اخذت زينة تفرك كفيها بتوتر ثم خفضت عينيها بخجل لتصفر مها من بين اسنانها قائلة بهمس
= لدرجة دى ؟ طب احكيلى عملتى ايه المرة ولا اقول هببتى ايه؟
رفعت زينة وجهها سريعا ينتشر اللون الاحمر فوق لتهز مها راسها قائلة بتأكيد
= يبقى نقول هببتى ايه احكى احكى خلينى اشوف
ابتلعت زينة لعابها بصعوبة قبل ان تشرع فى قص كل ما حدث على مها التى اخذ وجهها بالاحمرار نتيجة غيظها وغضبها والذى كان فى اوجه عندما انهت زينة حديثها لتهب من مكانها صارخة
= لا انتى بجد جرى فى مخك حاجة علشان تهببى اللى عملتيه ده ومستغربة انه عاوز يطلقك ده لو واحد مكانه كان زمانه …..
زفرت مها بحنق تقطع كلماتها ثم تسرع فى الجلوس بجوارها فورا مرة اخرى بعد ان اخذت زينة بالبكاء لتجذبها بين احضانها تربت فوق شعرها بحنان هامسة باسف
= انا اسفة …متزعليش بس غصب عنى ..بصراحة انتى صدمتينى
تحدثت زينة وهى مازلت تستند بخدها فوق كتف مها بصوت باكى
= عارفة يا مها انى بوظت الدنيا بس غصب عنى كنت خايفة عليه وده الحل الوحيد اللى كان ادامى و فكرت فيه
اخذت مها تملس فوق خصلات شعرها برقة تحاول تهدئتها قائلة
= عارفة يا حبيبتى بس انتى جرحتيه جامد باللى عملتيه ده واكيد مش هيسامح بسهولة
فى تلك اللحظة دخلت عزة تحمل صنية محملة بالمشروبات فتوقفت مها عن الحديث هى وزينة والتى اخذت بمسح دموعها لتهمس مها لزينة بعد خروج عزة
= بطلى عياط وقومى بنا نطلع اوضتك هنا مش هينفع نتكلم ولا افهمك تعملى ايه
هزت زينة راسها بالموافقة لتخرج هى ومها يقوما بصعود الدرج فى اتجاه الاعلى غافلين عن تلك المختبئة وعينيها الملتمعة بالفرحة والشماتة تهمس
= لااا ده كده حلو اوووى دانا مكنتش احلم انها تجيلى لحد عندى بالشكل ده
❤💜❤💜❤💜❤💜❤💜❤
فى احدى مخازن شركة الحديدى الفارغة
جلس رجل معصوب العينين مقيد القدمين واليدين يهتف برعب
= انتوا مين؟ وعاوزين منى ايه؟ انا معملتش حاجة
دوى صوت رائف الساخر يقف فى الجهة المقابلة له يحيط به العديد من الرجال ضخمى الجثة
= اهلا بيك ياا عزت نورت مخازنا والله
اخذ عزت يتلفت حوله برعب وفزع يهتف
=ميين …مين اللى بتكلم …وانا هنا ليه
اشار رائف براسه لاحد الرجال فيسرع باحضار كرسى له فيجلس بشكل عكسى عليه يستند بمرفقيه فوق مسنده قائلا بصوت مرح خبيث
= معقولة يااراجل نستنى دانت لسه ملبسنى تهمة قتل من كام يوم
ارتعش عزت بعنف يكسو الشحوب وجهه بسرعة قائلا بتلعثم وخوف
= انا…. مليش دعوة… يا رائف بيه…. انا عبد المأمور …انا بنفذ الاوامر وبس انااا…..
دوت ضحكت رائف الساخرة يتردد صداها فى ارجاء المكان قبل ان يهتف بشراسة
= قصدك عبد سيدك وكلبه المطيع ولااا ايه يا عزت بس ياترى بقى عندك الاستعداد تضحى بنفسك علشانه زاى اى كلب مخلص
هنا ولم يستطع عزت التحمل فاخذ يحاول الفكاك من قيود يصرخ بهستريا ورعب شديد
= ابوس ايدك يا رائف بيه انا مستعد اعمل اى حاجة تطلبها بس متموتنيش ابوس رجلك متموتنيش
ظل رائف ينظر اليه بهدوء لعدة لحظات قبل ان يشير لاحد الرجال بفك عصبة عينيه ليسرع الرجل فى اتجاه عزت تنفيذ للامر والذى ما ان شعر باقتراب احد منه حتى زادت حركاته هستريا وعنف فى محاولة للخلاص من قيده يزاد صراخه فزعا وحدة
لكن فور ان نزعت عصبة عينيه اخذ يحاول فتحهم مرارا حتى استطاع اخيرا الرؤية بوضوح يهتف فور ان وقعت عينيه فوق رائف برجاء وذعر
= ابوسك ايدك ارحمنى انا مليش ذنب انا بنفذ المطلوب منى وبس
نهض رائف من مكانه يسير باتجاهه ببطء تتابعه عينى عزت برعب حتى وقف خلفه فيضع كفيه فوق كتفه قائلا بحزم
= حلو اوووى وده برضه اللى عاوزه منك
عقد عزت حاجبيه قائلا بارتبارك
= مش فاهم حضرتك تقصد ايه
رائف بصوت حاد قوى
= لا انت فاهم كويس انا عاوز ايه ولاتحب اخلى الرجالة تعرفك بمعرفتها
هز عزت راسه سريعا بالنفى عينيه تدور برعب فى وجوه المحيطين به ليربت رائف فوق كتفه بقوة قائلا
=جدع يا عزت كده ابتدينا نفهم بعض هاااا نبتدى بقى نشوف شغلنا
ثم توجه مرة اخرى لكرسيه يجلس فوقه قائلا بحزم
= عاوزك زاى الشاطر كده تحكيلى كل حاجة تعرفها
ابتلع عزت لعابه برعب قائلا
= بس لو فريد بيه عرف هيقتلنى
رائف دون اكتراث
= وانا لو انت متكلمتش هقتلك حالا وفى مكانك فاختار انت بقى اللى يريحك
تقابلت اعينهم لثوانى راى عزت خلالهم صدق كلمات رائف والاستعداد التام لتنفذها فصمت للحظات قبل يتنهد مستسلما يشرع فى قص كل ما يعرفه منذ بدء الحرب بين رائف وفريد حتى وصل للجزء الخاص بذهاب زوجة ابيه لفريد ليسأله رائف بحدة
= وكلام ده حصل امتى
عزت بصوت مرتعش
= بعد وفاة والد حضرتك على طول ومن ساعتها وحربه معاك اتغير حالها ومبقاش شغل وبس لا بقى كمااااان …
صمت عزت يبتلع لعابه بصعوبة لايدرى ايكمل ام لا لكنه يأتى صوت رائف الامر له بحدة ان يكمل فيسرع قائلا بتلعثم
= بقت كمان …على مرات حضرتك من بعد ما شافها وحاله اتقلب وبقى كل تفكير انه ازاى يخلص منك وطبعا مع اخبارك اللى بتوصل لحد عندك مكنش الامر صعب بس..
قاطع رائف حديثه يسأله بهدوء برغم الغضب المشتعل بداخله
= تعرف مين ده اللى بيوصل كل اخبارى ليه؟
سهيلة مثلا ؟
اسرع عزت بهز راسه بالنفى سريعا قائلا
= لااا مش هى لان ده كان بيحصل من قبل خلافها مع فريد بيه وتيجى تقعد عند حضرتك
فيسرع بلهفة قائلا
= بس وحياة ولادى ماعرف مين انا سألته اكتر من مرة وكان دايما بيرفض يقولى كل اللى اعرفه انه حد قريب منك جدا عارف كل تحركاتك ومعاملات شغلك وهو حتى اللى اداله رقم المدام
اخفض رائف راسه ينظر الى الارض للحظات اخذ يزفر خلالها ببطء فى محاولة لتهدئة ما يشعربه الان من غضب على نفسه يتسأل الى هذه الدرجة كان غافلا عن كل ما يدور من حوله ثم رفع وجهه مرة اخرى يسأل عزت بحزم
=وضرب النار مين اللى عملها
عزت سريعا دون انتظار
= ده واد اسمه عزوز فريد بيه بيجيبه لما بيكون محتاج شغل من النوعية دى
ابتسم رائف بسخرية قائلا
= وطبعا بيحتاجه كتير مش كده
نكس عزت راسه لثوانى قبل ان يقول رائف بهدوء وحزم
= شوف يا عزت انا هسيبك تروح لولادك وطبعا مش محتاج اقولك لو فريد عرف انك كنت عندى وعرضت عليا خدماتك هيعمل فيك
رفع عزت عينيه بأمل مع بداية حديث رائف اليه ثم يرتسم داخلهم الرعب عند وصوله فى الحديث الى فريد وما يمكن ان يفعله به ليكمل رائف ببطء وخبث
= ووعد منى ليك انه استحالة هيعرف منى ابدا انك كنت عندى بس بشرط
عزت بلهفة ورجاء
= انا موافق على كل اللى تأمر بيه بس بلاش ابوس ايدك فريد بيه يعرف حاجة
نهض رائف من كرسيه قائلا بهدوء
= اتفقنا يا عزت وشرطى هو …
اقترب من عزت ينحنى عليه تتقابل اعينهم قائلا بحزم وصوت لا يقبل بالرفض
= عزوز …عاوزك تجبلى عزوز
اتسعت عينى عزت بصدمة فاتحا فمه يحاول التحدث عدة مرات قبل ان يخرج اخيرا صوته المرتعب
= حاضر يا رائف بيه اللى تأمر بيه بس،ممكن اعرف حضرتك عاوزه فى ايه
اعتدل رائف واقفا مرة اخرى تلتمع عينيه بشدة قائلا بمكر وابتسامة شيطانية
= ابدا .عاوز اقعد معاه قعدة حلوة زاى اللى قعدناها سوا انا وانت
ارتعش عزت بقوة ينظر الى رائف يهز راسه بالموافقة هو يدرك بداخله ان لا مجال لتراجع بعد الان ولا طريق امامه اخر سوى تنفيذ امر رائف له واخفاءكل ما حدث عن ذلك الغول المسمى بفريد
❤💜❤💜❤💜❤💜❤
كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل بساعة حين دخل رائف الى داخل منزله وقد ساد الظلام والصمت ارجائه فيتجه بخطوات مرهقة صوب الدرج لكن اوقفه صوت زمجرة قوية اتية من معدته تنبه على عدم تناوله للطعام منذ وقت طويل فقد اخذته جلسته الطويلة مع ياسر للتحدث فيما هو ات وتدبير امورهم فى الايام القادمة ناسيا الغذاء تماماوهاهى معدته تعلن احتجاجها على هذا الامر الان لذا غير اتجاهه الى المطبخ فقد يتدبر اعداد شيئ يستطيع به سد جوعه فى هذا الوقت المتاأخر
فدخل الى المطبخ ينير انواره قبل ان يتجه الى البراد يفتحه ينظر بداخله فيجد بعض الطعام المعد لا يحتاج سوى لتسخين لذا اخذه ثم يغلق البراد يلتفت بحمله ليصطدم بتلك الوافقة خلفه تماما تسرع يديها اليه لاخذ ما بيده قائلة بنعومة
= خليلك انت وانا هجهزلك العشا
مرر رائف عينيه فوقها ببطء يلاحظ ما ترتديه من ثوب نوم اسود شفاف الى حد ما ذو صدر مكشوف فوقه روب من نفس النوع مفتوح لا يخفى شيئ عن الاعين ليقول بصوت بارد جاف
=شكرا يا سهيلة تقدرى تطلعى انتى تنامى وانا هحضره لنفسى
اقتربت اكثر منه اناملها تلامس انامله الملتفة حول طبق الطعام قائلة برقة
= لاا خليك انت مستريح اصل انا اساسا كنت نزلة احضر حاجة ليا انا كمان اصل جعانة اوووى
اضافت كلمتها الاخير بهمس مغرى وقد ازدات اقترابا منه حتى اصبح لا يفصل بينهم سوى ذلك الطبق الممسك به رائف وقد اصبحت عينيه شديد البرودة ووجهه شديد القتامة يهم الرد عليها ردا يليق بها الا ان صوت اخر دوى بحدة فى ارجاء المطبخ
= انا بقى عندى فكرة احسن ايه رايك تطلعى اوضتك وتلبسى حاجة تدفيكى وبعدين ابقى انزلى دورى على الاكل
التفت سهيلة بحدة فى اتجاه الصوت لترى زينة الواقفة فى منتصف الباب ترتدى هى الاخرى روب ولكن من النوع الثقيل يغطيها كلها عينيها تطلق الرصاص من شدة غضبها ليؤمن رائف فى تلك اللحظة بعبارة ” نظرات قاتلة” ففى تلك اللحظة لو كانت العبارة حقيقة فعلا لسقط قتيلا فى الحال هو وسهيلة من نظراتها الثاقبة اليهم فقط
فاخذت ابتسامة مرحة تعاند شفتيه تحاول الظهور فوقهم لكنه اخذ فى مقاومتها يلتفت ليضع طبق الطعام داخل البراد مرة اخرى ثم يتحرك فى اتجاه باب الخروج قائلا
= الوقت اتاخر وانا خلاص مش جيلى نفس للاكل تصبحوا على خير
تحرك بخطوات سريعة باتجاه الباب تحت انظارهم المتابعة له حتى وصل لمكانها فرفع عينيه اليها للحظة تصل الى انفه رائحتها الرائعة المألوفة له فترتفع امواج اشتياقه لها داخله تزداد من دقات قلبه سرعة ولهفة قبل ان يخفضها مرة اخرى يمر من جانبها سريعا مغادرا بهدوء فلتفتت تتابعه للحظة قبل ان تعود مرة اخرى الى تلك الحية فتشتعل عينيها بنيران غيرتها قائلة بصوت حاولت اظهار كل هدوء استطاعت احضاره
=شوفى يا سهيلة انتى هنا ضيفة فى بيتى يبقى لما تقعدى هنا يبقى باحترامك واظن انتى فاهمة انا اقصد ايه كويس
لتمرر عينيها باشمئزاز فوق ملابسها الفاضحة لكنها سهيلة لم تتأثر كانها لم تسمع شيئ تتحرك فى اتجاهها قائلة ببرودة تمط فى حروف جملتها الاخيرة
= اسفة يا حبيبتى ….المرة الجاى بقى اخذ بالى
ثم تغادر هى الاخرى بخطوات مغيظة متمهلة
لتضيق زينة ما بين عينيها هامسة بغيظ
= اصبرى عليا يا سهيلة الكلب انتى بس افوقلك وهعرفك مقامك يبقى ايه
………………….
خرج رائف من الحمام يرتدى احدى القمصان البيتية سوداء اللون وشورت رمادى يمسك باحدى المناشف يجفف بها شعره بخطوات سريعة فيصطدم بزينة الواقفة امامه بقوة فتصدر عنها شهقة الم شديدة لينزع المنشفة سريعا من فوق راسه يمسك بها يسألها بلهفة وخوف
= مالك .اتخبطتى فين
كانت مغمضة العين بألم تشير الى اسفل قدميها فيلاحظ رائف لاول مرة ما ترتديه والذى لا يمت بصلة من قريب او بعيد بما راه عليها عند حضوره فهذا القميص المرتدية له الان بلونه الازرق الغامق يظهر و بقوة بشرتها الناصعة بكتفيه الرفيع وطوله والذى يكاد يبلغ ركبتيها بصعوبة فشعر بدمائه تجرى هادرة فى اوردته وضربات قلبه تتعالى بعنف حتى يكاد صخبها ان يبلغ عنان السماء لا يستطيع رفع عينيه عنها يحاول ابتلاع لعابه بصعوبة قبل ان ينحنى بتردد فيجلس على عقبيه يمسك بقدمها بين يديه يضعها فوق ركبته متفحصا لها ببطء يمرر انامله المرتعشة فوق اصابعها فتصدر عنها اه الم خافتة ليقول بصوت اجش مطمئنا بعد حين
= مفيش حاجة حصلت ده بس من ضغط وزنى عليها ابقى خدى بالك بعد كده
ابتسمت زينة خفية تشكر مها فى سرها على خطتها الذكية هذه فمن الواضح انها تؤتى بثمارها لكنها اسرعت بتصنع الالم قائلة بصوت ضعيف
= انا كنت جاية اقولك انى حضرتلك العشا
وقف رائف مرة اخرى على قدميه بعد ان وضع قدميها برقة ارضا عاقدا حاجبيه قائلا بحدة
= مش عاوز عشا انا خلاص هنام
اسرعت زينة بامساك كفه بين يدها تسير باتجاه الطاولة وهى تشده معها ولم تنسى ان تعرج بقدميها امامه لتثير عطفه فتابعت عينيه حركتها هذه بقلق واهتمام قائلة بهدوء
= انا حضرتك العشا وجبته هنا يعنى مش محتاج تنزل
جلست فوق الاريكة تشده معها فطاوعها كالمغيب عينيه تمر فوقها ببطء تلتمع بشغف واشتياق حاول السيطرة عليه لكن فشلت جميع محاولاته امام لهفته اليها فلاحظت زينة نظراته هذه لها فشعرت بالاحمرار والخجل يكسوها تلعن مها فى بالها تلك اللحظة فكلامهم عن خطة اغوائها له لا تمت للواقع بصلة فهى لم تتخيل ف اقصى تخيلاتها جراءة ان تشعر بكل هذا الخجل الذى تشعر به الان لكنها قاومته تزيحه جانبا ترفع بقطعة من الطعام بين اناملها الى فمه تلامسه بها فى عينيها نظرة رجاء له فة تلك اللحظة رفع راية استسلامه لها فاتحا فمه دون ارادة منه يتناول الطعام من بين اناملها التى لامست شفتيه بنعومة قبل ابتعادها فيشعر بالنيران تشتعل فى كل جسده شوقا ولهفة لها لكن تأتى صرخة عقله الامرة له بالتعقل وعودة السيطرة اليه لتجعله يفيق من دوامة مشاعره هذه يتنحنح بقوة يخفض عينيه هو يبتعد قليلا عنها قائلا بصوت متحشرج خشن من فرط مشاعره
= انا هكمل لوحدى .
زفرت زينة تظهر الاستسلام لكنها ظلت جالسة بجواره تتابعه بعينين يرتسم فيهم الحب والحنان حتى انتهى من طعامه يسرع فى اتجاه الحمام كانت هى خلال غيابه ترفع صنية الطعام بعيدا تقف فى انتظار خروجه فلم يطل انتظارها تراه يخرج وهو يجفف يديه بالمنشفة يخفض راسه موليا كل اهتمامه لما يفعل فتتجه هى الاخرى للحمام
فيزفر بعنف فور غيابها عن انظاره هامسا بحدة
= الصبر من عندك ياارب .اجمد يا رائف مش كده
اسرع باتجاه الفراش يستلقى فوقه بعد ان اغلق الانوار يدعو بقوة ان يأتيه النوم سريعا رافة به ومن افكاره
ماهى لحظات حتى اخذ يستمع الى تحركاتها فى الغرفة يتسأل متى ستتوجه للنوم لينتهى هذا المساء بكل تعقيداته يريحه من كل متاعبه
زفر براحة حين ساد الصمت اخيرا ارجاء الغرفة قبل ان يتخشب جسده بشدة حين اتى صوتها مصاحبا لصوت تقبل الفراش لثقلها فوقه تهمس برجاء
= رائف ممكن انام هنا على السرير اصل الكنبة نومها مش مريح ابدا
التفت اليها بعنف يحاول النهوض
= خلاص هروح انام انا هناك
لكنها اسرعت بايقافه تضع يدها على صدره تدفعه لاستلقاء مرة اخرى قائلة برقة
= لاا خليك زاى مانت وبعدين الكنبة مش مريحة علشانى فازاى هترتاح انت عليها
لتكمل تتظاهر بالاسف
= خلاص مفيش حل ادامى غير انى افرش وانام على الارض
وبالفعل تحركت لتغادر الفراش لكن تأتى زفرته العنيفة قبل ان يهتف بها بحنق وهو يستلقى مرة اخرى نائما يعطى لها ظهره
= خلاص يا زينة ملهاش لازمة كل الهيصة دى ونامى السرير واسع ويكفى جيش كامل
ارتسمت ابتسامة فرحة فوق شفتيها تستلقى هى الاخرى سريعا فوق الفراش غافلة عن ذلك الذى اخذ بعد الارقام فى عقله فى محاولة لجلب النوم الى عينيه سريعا يعلم بانها ليلة اخرى لن يزور النوم له فيها جفن
💜❤💜❤💜

الثانى والعشرون
بعتذر جدا ليكم يا بنات عن التاخير سامحونى ويارب تستمتعوا بالفصل واعذرونى لو فيه حاجة مش مظبوطة فى الفصل لان بجد كتبته بالعافية 😥😥 ومرة تانية سامحونى😍😍😍😍
= رائف …انت نمت؟
اغمض عينيه بقوة يجز فوق اسنانه غيظا حين وصل اليه صوتها الهامس الرقيق جاعلا من جسده كتلة متوترة لكنه تجاهل سؤاله لتهمس مرة اخرى باسمه ولكن هذه المرة شعر بتحركاتها اقترابا منه تلفح حرارة جسدها ظهره فيسرع فى اللابتعاد حتى طرف الفراش يهتف بحدة وانفاس متسارعة
= عاوزة ايه زينة فى الليلة اللى مش عاوزة تعدى دى ؟
زينة بصوت رقيق ضعيف
=انا بس كنت عاوزة اسألك هروح معاك الشركة بكرة ولا لا
اخذ رائف يزفر عدة مرات ببطء محاولة تجاهل ما يفعله صوتها به وبمشاعره قبل ان يقول بخشونة
= لا .. لا انتى ولا سهيلة كمان
تخشب جسدها بقوة عنده ذكره لاسم تلك الحية تتراجع زافرة بحنق بعيدا عنه قائلة
= بخصوص الست سهيلة مش شايف ان قاعدتها هنا طولت زيادة عن اللزوم ومبقاش ليها معنى
رائف ببرود وهو مازال على حاله يعطى ظهره لها
= لا مش شايف وبعدين انا هنا اللى اقول ايه ينفع وايه مينفعش
شحب وجهها بشدة من قسوة رده تحاول ابتلاع غصة حلقها قائلة بضعف وحزن
= فعلا عندك حق ..تصبح على خير
تراجعت الى مكانها من الفراش تضم نفسها اليها بقوة تغمض عينيها بقوة وهى تمنع نفسها عن اى محاولة للبكاء فماذا كانت تنتظر ردا منه هل كانت تتوقع منه لينا بعد محاولتها الخرقاء لاغوائه منذ قليل لذا فلتصمت خيرا لها وتدعو ان يأتيها النوم سريعا رافة بها
بعد رده القاسى عليهاهذا…..
اخذ رائف يلعن نفسه الاف المرات على قسوته وجفاءه معها يتردد بين كل ثانية واخرى حتى يلتفت لها لكن تأبى عليه كرامته التنازل ليظل على حاله هذه فترة طويلة يتاكله الذنب حتى انتصر اخيرا نداء قلبه فيلتفت ببطء ناحيتها هامسا برقة واسف
= زينة …. انا مقصدتش بس كنت …..
صمت عن حديثه بغتة حين راى وضعية استلقائها وتكورها حول نفسها بتلك الطريقة فيتراجع مستلقيا مرة اخرى يتنفس بعنف لاعنا نفسه بهمس قبل ان يتحرك مرة اخرى فى اتجاهها بهدوء حتى اقترب منها يضع ذراعه حول خصرها يضمها اليها حتى التصق ظهرها بصدره تماما لتنتفض شاهقة بعنف فزعة فمن الواضح انها قد سقطت فى النوم فى تلك اللحظات التى استغرقها لتأنيب نفسه
فينحنى الى اذنيها ينحى شعرها الى الجانب هامسا برقة شديدة
= هشششش نامى يا زينة نامى وخلينى انا كمان انام
ارتخى جسدها بين ذراعيه تتنفس بعمق تغمض عينيها مرة اخرى ترتسم على ثغرها ابتسامة مطمئنة ليزيد هو من ضمها اليه اكثر دافنا وجهه فى عنقها مستنشقا رائحتها بعمق الى داخل صدره عينيه مغلقة براحة وتمتع يشعر ومنذ وقت خصامهم فور ان احتضنها بين ذراعيه بالنوم يدق ابواب جفونه دون اى جهد منه لاستدعائه فيستكين بين دفء
جسدها مستسلما له
…………….
استقظت زينة من نومها تشعر بالحرارة الشديدة وثقل شديد جاثما فوق صدرها ففتحت عينيها مثقلة بالنعاس فتصدم حين رات راسه بشعره شديد السواد يستكين فوق صدرها بينما ذراعيه تلفها بقوة تضم جسدها اليه انفاسه الدافئة تلفح عنقها بنعومة وبطء
فتحت عنينها باتساع وذهول تتسأل كيف حدث هذا فاخر ما تتذكره هو سقوطها فى النوم بعد لحظات من رده القاسى عليها عند ذكرها لسهيلة ووضعها هنا
تنهدت برقة وهى تلامس باطراف اصابعها خصلات شعره بنعومة قبل ان تبتسم بحنان حين همهم فى نومه تهمس برقة
= مش مهم حصل ازاى المهم انه فى حضنى قريب من قلبى
خفضت شفتيها تقبل شعره قبلة طويلة اودعت فيها كل مشاعرها له لتأتى همسة منه باسمها اثناء نومه وذراعيه تزداد فى ضمها اليه كنسمة رقيقة تلامسها فاجابته بهمس مماثل تجيبه بنعومة لتفاجىء به يرفع راسه ناظر لها بعينين نصف مغمضة لثوانى مرت عليها كدهر تنتظر انتفاضته بعيدا عنه لكن ماحدث تاليا عكس ما توقعته تماما اذ وجدته يدفن وجهه فى دفء عنقها يلثم حناياه بنعومة ورقة قبلات بالكاد تلامس بشرتها قبل ان تنتقل سريعا لمكان اخر حتى وصل بها الى شفتيها فاخذ يقبلها بشغف وحنان لم يترك لها اية فرصة سوى ان تستجيب له ولقبلاته المحمومة حتى تبدل الحال فجاءة حين انتفض مبتعدا عنها ينظر اليها ذاهلا قبل ان يهمس كما لو كان لنفسه
= انا كنت فاكر انى بحلم
طالعته ذاهلة هى الاخرى تفتح فمها تنتوى سؤاله عما يقصد لكنه لم يترك لها مجالا تجده ينهض سريعا من الفراش كما لو كانت تلاحقه شياطين الارض جميعها يسير فى اتجاه الحمام بخطوات سريعة يغلق بابه خلفه بقوة جعلتها تنتفض فى مكانها من شدتها
تنهض سريعا هى الاخرى من الفراش وهى تلوك شفتيها غيظا هاتفة بحنق
= حلم ….بقى كنت فاكره حلم يا سى رائف طيب هشوف بقى الحقيقة ولا الاحلام بتاعتك مين فيهم اللى هيكسب فى الاخر
❤❤❤❤❤❤
وقف امام طاولة الزينة يحاول عقد ربطة عنقه بذهن شارد واصابع مضطربة عينيه تخونه تقريبا كل ثانية ناحية صورتها المنعكسة فى المرآة امامه وقد خرجت للتو من الحمام تلف حول جسدها منشفة وردية كبيرة اما شعرها فقد تركته منسدلا بنعومة ولمعان فوق ظهرها بعد ان نزعت عنه المنشفة فور خروجها وهاهى تجلس الان فوق الفراش تنظر اليه اعينهم تتقابل من خلال صورتهم المنعكسة سوا فوق المرآة هى بنظرات حاولت رسم البراءة فيهم وهو باضطراب فيجد نفسه يتوقف عما يفعله زافرا بحنق قبل ان يسألها بخشونة
= ممكن اعرف قاعدة عندك كده ليه قومى البسى هدومك هتاخدى برد
هزت كتفها بلا اكتراث تتراجع الى الخلف فى جلستها تنسد بكفيها فوق الفراش قائلة بهدوء
= مستنية اما تخرج علشان ابقى براحتى
اغمض عينيه بقوة يحاول السيطرة حتى لا ينفجر فيها يفرغ حنقه كله منها وما تفعله به فى تلك اللحظة يحاول التنفس بهدوء فترتسم ابتسامة غبطة خبيثة فوق شفتيها تمحوها سريعا حين فتح عينيه مشتعلتين بقوة وقد فشلت كل محاولاته لتجاهل صورتها هذه بمحاولة اغماض عينيه فيجدها مطبوعة خلف جفنيه فتجعل من مهمته هذه شاقة لينتزع ربطة عنقه من حوله عنقه هاتفا بحنق
= خدى راحتك انا هسيبلك الاوضة خالص
فاتبع كلماته بالتحرك فعلا ناحية باب الغرفة مغادرا بخطوات عصبية سريعة لتبتسم بانتصار وخبث قائلة بتهكم
= وهتروح منى فين يا بتاع كنت فاكره حلم انت
……………
نزل الدرج سريعا هاربا حرفيا من غرفتهم يحاول عقد ربطة عنقه باصابع مرتعشة مناديا عزة بصوت عالى مضطرب لتهرع اتيه من المطبخ بخطوات سريعة متعثرة تسأله بحذر
= افندم يا رائف بيه
سألها بصوت خشن وهو مازل يولى اهتمامه لربطة عنقه
= الفطار جاهز ؟
تلعثمت عزة قائلة بسرعة
= ثوانى وهيكون جاهز ومعاه قهوة حضرتك كمان
ضغط فوق اسنانه بحنق قائلا
=لسه هتحضريهم؟ خلاص متعمليش حاجة انا رايح الشركة روحى شوفى شغلك
تحركت عزة من امامه سريعا تغيب خلف الباب المؤدى للمطبخ وما هى ثوانى حتى اتى صوت من خلفه يسأله بدلال
= اكيد مستنينى نرو&