بصوت مبحوح، ولكن بكثير من الجرأة ومن دون تلعثم تجلس الفتاة المكسيكية كارلا خاثينتو لتلخص أربع سنوات في جحيم الاغتصاب، في واحدة من أسوأ قصص الاتجار بالبشر.
هي الآن في عامها الـ23، لكن الأحداث المؤلمة التي ترويها كارلا تدور في فترة مراهقتها.
حلويات ولكن..
Advertisement
حينما كانت مجرد طفلة لا يتعدى عمرها الـ 12 عاما، تحكمت فيها عصابات تهريب البشر لمدة أربعة أعوام وسخرتها لجني الأموال.
في إحدى محطات المترو بمدينة مكسيكو سيتي، كانت كارلا ذات الأعوام الـ 12 حائرة بعد سبع سنوات من سوء المعاملة من طرف عائلتها.
تقول إن أقاربها وحتى والدتها عاملوها بشكل سيء للغاية، ما جعلها تبحث عن الأمان في المجهول.
وفي ذلك المجهول بدأت معاناة جديدة لكارلا أمام محطة الميترو حين جاءها مراهق يبيع الحلويات وقدم لها قطعة حلوى قائلا “إنها هدية من أحدهم”.
لم يكن “أحدهم” سوى رجل جاء بعد قليل وقدم نفسه لكارلا بكثير من اللطف على أنه بائع سيارات وعرض عليها أخذها في نزهة إلى خارج المدينة. تبادلا أرقام الهاتف ثم تواعدا على اللقاء.
Advertisement
وحين اتصل بها تحكي كارلا “كنت متحمسة جدا، كانت سيارة كبيرة وطلب مني الصعود ليأخذني إلى مكان ما”.
سيتحول ذلك الرجل “اللطيف” إلى “وحش” يستغل كارلا في أعمال الدعارة يوميا.
اغتصاب يومي
تقول كارلا “اغتصبت لمدة أربع سنوات. كان يغتصبني يوميا 30 رجلا” في المجمل اغتصبت كارلا حسب شهادتها 43 ألف و 200 مرة.
تروي وهي تستحضر آلام الماضي، “كنت أبكي وأصرخ من الألم وسوء المعاملة”.
Advertisement
لم تكن الدعارة القسرية وحدها كل المعاناة، ففي الوقت الذي تعود فيها كارلا إلى منزل محتجزها كانت دائما على موعد مع حصص من الضرب وسوء المعاملة.
تقول إن محتجزها كان يضربها بلا رحمة ويبصق على وجهها مرات عدة، بل وأحرقها بمكواة الملابس.
“أراد قتل طفلتي”
في عامها الـ15 أنجبت كارلا طفلة. كانت المولودة بالنسبة لمحتجز المراهقة المكسيكية وسيلة لإخضاعها أكثر. ومباشرة بعد ولادتها أخذها المحتجز وهدد والدتها بإيذائها أو قتلها في حال اعترضت على تنفيذ أي أمر منه.
تقول كارلا بحرقة إنها لم تر ابنتها لمدة عام كامل.
Advertisement
وفي عامها الـ 16 كانت كارلا سعيدة الحظ حين أنقذت في عملية خاصة لمحاربة الاتجار بالبشر سنة 2008.
مرت حتى الآن سبع سنوات على إنقاذ كارلا، لكن ذكريات مخيفة لا تزال تطاردها. الأيام الصعبة لا تزول من ذاكرة كارلا، السنوات الأربع كانت مليئة بالمعاناة والإهانة الدائمة والشعور بالعبودية الجنسية.
كل تلك الذكريات والأشباح الساكنة في ذاكرة كارلا، لم تمنعها من أن تكون ناشطة ضد الاتجار بالبشر، تحضر الملتقيات لتقدم شهادتها بكل جرأة.
وسبق أن قدمت شهادتها أمام البابا فرنسيس في الفاتيكان تموز/ يوليو الماضي، وقدمت شهادة أخرى أمام الكونغرس الأميركي في أيار/ مايو الماضي.