تطوّر الريش في الموضة على مرّ السنوات… هكذا انتقل من الطبيعة إلى الأزياء

أثبت الريش نفسه على مرّ السنين، ونجح في اختبار الزمن، ليبرز من جديد. استعدّي للعودة إلى الزمن الجميل، من خلال إضافة هذه الصيحة إلى إطلالتكِ، أكان خلال ساعات النهار أو اللّيل. فهل أنتِ مستعدّة لجرعة زائدة من الغلامور؟
برز الريش لأوّل مرّة في الموضة الأوروبيّة في بداية القرن السادس عشر، عندما بدأ الرجال ذوو المراكز العالية في مجال التجارة بوضع الريش على قبّعاتهم. ارتبط استخدام الريش باستعمار الأميركيّتين، إذْ بعد غزو شعوب الآزتك في القرن السادس عشر من قبل Hernán Cortés، أرسل مجموعة من قبّعات قادة قبائل مكسيكو المزيّنة بالريش مع مجموعة من الطيور غير الموجودة في أوروبا إلى ملك إسبانيا. بعد ذلك، بدأت النخب الحاكمة في ارتداء الريش، تعبيراً عن قوّتها ونفوذها، وأصبح الريش شائعاً، لدرجة بروز مهنة جديدة، Plumassier، أي الشخص الذي يعمل في زينة الريش. كان الأمر عاديّاً إلى أن أعجب لويس الرابع عشر بهذه الصيحة، لتنمو وتصبح جنوناً كاملاً، فقد كان يتمّ شحن الريش من جميع أنحاء العالم، وغالباً ما كان يصبغ بألوان زاهية أو حتى بالذهب، تلبيةً لذوقه. هذا الأمر جعل باريس عاصمة الموضة الجديدة، في الوقت الذي كان التركيز في مدريد على الريش بالألوان الداكنة.
كان ريش الحيوانات، مثل النعام، البجع والطاووس شائعاً بين الطبقات الاجتماعيّة الراقية، بينما كانت الطبقات الدنيا ترتدي أنواع الريش الأخرى التي يسهل الحصول عليها، ليصبح من الصيحات التي لا غنى عنها. مع حلول القرن الثامن عشر، بات ارتداء الريش مرتبطاً بأزياء المرأة، باستثناء العروض العسكريّة. مع وصول الملكة ماري أنطوانيت إلى العرش، شكّل الريش زيّاً رسميّاً يوميّاً للطبقة الأرستقراطيّة الفرنسيّة، واعتمدت تسريحة شعر مزيّنة بالريش، وصل ارتفاعها أحياناً إلى 90 سنتم، ممّا دفع النساء إلى تبنّي هذه الصيحة. في العام 1793، خسرت ماري أنطوانيت عرشها، إلّا أن صيحة الريشة بقيت، لتصبح جزءً من ثقافة النساء من الطبقة العليا والمتوسّطة في أوروبا وأميركا الشماليّة. خلال العصرين الفيكتوريّ والإدوارديّ كانت الطيور جزء من زينة النساء، ممّا كلّف حياة الملايين من الطيور.


وصلت صيحة الريش إلى ذروتها في بداية القرن الثامن عشر، حتى أوائل القرن العشرين. اعتمد راقصو الجاز الريش على أكتافهم، ما أدّى إلى تحديد مستقبل فنّ الاستعراض وأزياء المسرح، من خلال كلّ من Mistinguett وJosephine Baker. في الوقت عينه، لوحظ بروز خسائر فادحة في أعداد الطيور، ممّا أدّى إلى إصدار قانون حماية، يحظر تجارة الحياة البريّة في العام 1900، الأمر الذي أدّى إلى انهيار سوق الريش. عاد الريش الذي يتبع الشروط الأخلاقيّة إلى الواجهة في وقت لاحق من القرن العشرين، وعادت الأنماط الجريئة في السبعينيّات والثمانينيّات. برز الريش بشكل خاصّ على المسارح، مع كلٍّ من Elton John وCher وDonna Summer خلال عصر الديسكو.

في السابق، كان الريش دلالة على المكانة الاجتماعيّة، إلّا أنّه اليوم يحمل دلالات مختلفة، الغلامور، الأناقة، المرح… باختصار، هو تعبير عن حبّكِ لعالم الموضة. هذه الصيحة غير التقليديّة والبعيدة كلّ البعد عن الملل، تزيّن التصاميم بدرجات وأشكال مختلفة، إذْ لم يعد الريش محصوراً بأسلوب Boudoir المليء بالحيويّة أو لمسة من الجاذبيّة، بل بات اليوم يشكّل جزءاً من كافّة تصاميم الموسم ويزيّن تفاصيلها، بدءاً من الياقات، مروراً بالأكمام، وصولاً إلى ثياب النوم، الدنيم، القمصان… باختصار، هناك طرق لا تحصى لاعتماد الريش. لا تخفي من المجازفة ومن اعتماده بكافّة أشكاله وألوانه هذا الموسم، أكان خلال ساعات اللّيل أو النهار. كوني Extra!

من عرض Fendi لربيع وصيف 2022

من عرض Oscar de la Renta لربيع وصيف 2022

من عرض Rokh لربيع وصيف 2022