لا يوجد في العالم العربي رواية إيروتيكية كما هي الحال في العالم الغربي، إذ ما زالت قيود كثيرة تكبّل هذا النوع من الأدب، وما زال يُنظر إليه على أنه أدب “سوقي”، هدفه “إثارة الغرائز”، مع أن تراثنا العربي غنيّ بالكتب الجنسية، التي لم تكن تجد حرجاً في طرح أشد المواضيع جرأة.
حالياً هناك محاولات عدة لكسر هذا التابو في الأدب، وإن لم تصل حتى الآن إلى المستوى المطلوب، لكنها مع ذلك تبقى محاولات جديرة بذكرها، خصوصاً في ظل ما يتعرض له مؤلفوها من رقابة.تمنع الكتب في أكثر من بلد عربي، ومن حملات تشهير تنعت هؤلاء الروائيين بأقذع الشتائم والعبارات، وتحاربهم على اعتبار أنهم ينشرون “الفسق والفجور”.نقدّم لكم، في جزئين، بعض الروايات العربية التي يمكن وصفها بالجريئة جنسياً. الجزء الأول للروايات المكتوبة بأقلام نسائية، والجزء الثاني للروايات المكتوبة بأقلام
تختفي نهلا، المرأة الخمسينية قبيل حرب تموز 2006، فتطلب صديقتها من الكاتبة علوية صبح كتابة رواية عنها. هكذا تشرع الكاتبة قلمها، وتبدأ بسرد ماضي تلك الشخصية، التي كانت تعيش في مجتمع ذكوري، لكنها قررت أن تفهم جسدها وغرائزها، وشهوتها المتفجرة، التي يجب أن تهبها لرجل، وكان هذا الرجل هو هاني، الذي أحبته إلا أن اختلاف دينيهما منعها من الزواج. لكن ذلك لم يوقف الحب، ولا اللقاءات الجسدية، التي استمرت حتى بعد أن شاخ جسداهما، وترهلا.
تحكي نهلا تجاربها الجنسية المختلفة التي أقامتها مع رجال عديدين، “لم يكونوا سوى أشبه بالضيوف إلى جسدي، أما هاني فكان مقيماً وحده فيه”، وتحكي صديقاتها أيضاً تجاربهن. تتفرع الرواية إلى حكايات ومستويات عدة، تناقش جميعها الجسد والرغبة والحب والشهوة، في أواسط العمر.