dark

رييل ستوري | شهر صفر (خطبة)

اعلانات

شهر صفر

 

الخطبة الأولى

الحمد لله قدَّر الأمور وقضاها، وعلى ما سبق علمهُ بها أمضاها، وكما قدَّر مبدأها قدَّر منتهاها، أحمده سبحانه عزَّ ربًّا وجلَّ إلهًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أظهر الأدلة على وحدانيته وجلَّاها، وتوعَّد أهل الإجرام بالنارِ ولظاها، اللهم إنا نبرأ إليك من قلوب خلت من هداها، وأُشربت ضلالها وهواها، وبلغت من الشرورِ منتهاها، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله خير البرية وأزكاها، وأفضل الإنسانية شرفًا وجاهًا، المبعوث إلى جميع البشرية أدناها وأقصاها، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أعلام تقواها وبدور دجاها، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم يا رب تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

 

فأوصيكم – عباد الله – ونفسي بتقوى الله تبارك وتعالى، تدرَّعوا بها شدةً ورخاءً، سرَّاءً وضراءً، واعمروا بها أوقاتكم صباحًا ومساءً، فبها تُدفع المحنُ والبلايا، والفتن والرزايا، وبها تُبوَّأ الجنانُ عاقبةً وجزاءً.

 

﴿ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197]

 

عباد الله، إن أوجب الواجبات على العباد معرفة توحيد الله عز وجل ومعرفة ما يناقضه من الشرك والخرافات والبدع، ذاك أن التوحيد هو القاعدة والأساس في دين الإسلام الذي لا يقبل الله عملًا إلا به.

 

التوحيد هو أصل الأصول الذي خلقنا لأجله، والأعمال كلها متوقف قبولُها واعتبارُها على تحقيقِ هذا الأصلِ العظيم.

 

عباد الله، إنه لا يستقيم توحيد عبدٍ إلا بمعرفةِ الحقِّ وما يضاد ذلك الحق ثم الحذر منه، وهذا القرآن الكريم كله آمر بالتوحيد ومحذر من الشرك: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108].

 

عباد الله، لقد تنادت الأدلة المتكاثرة والحجج المتضافرة والبراهين المتوافرة على عظمِ أمرِ التوحيدِ وخطرِ ما يضاده وشدّةِ الخوفِ على الناسِ من الانحرافِ والزيغِ، ولماذا لا يخاف عليهم والشياطين تترصَّد لبني آدم تجتالهم وتغويهم؟! وفي الحديث القدسي: ((خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا))؛ أخرجه الإمام مسلم.

 

عباد الله، ومما يضادُّ التوحيد ما يعتقده بعض أهل الجاهلية وأتباعهم في هذا الزمان من اعتقاداتٍ وبدعٍ في بعضِ الأيام وبعض الشهور من العام، ومن ذلك ما يعتقده بعضهم في هذا الشهر من العام؛ ألا وهو شهر صفر.

 

إنَّ شهركم هذا هو أحد الشهور الهجرية، وهو الشهر الذي يلي شهر الله المحرم، ولقد سُمي بصفر لإصفار مكة من أهلها؛ أي: خلوها من أهلها إذا سافروا.

 

وقيل: بل سمَّوا الشهر صفر؛ لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صفرًا من المتاع.

 

عباد الله، لقد كان للعرب في الجاهلية في شهر صفر منكران عظيمان:

المنكر الأول: التلاعب فيه تقديمًا وتأخيرًا حيث كانوا في الأشهر الحرم يقدمون ويؤخرون حسب أهوائهم؛ وذلك لأن الله سبحانه جعل في العام أربعة أشهر حرم، حرم فيها القتال تعظيمًا لشأنها، وهذه الأشهر هي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب، ومصداق ذلك في كتاب الله سبحانه: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ﴾ [التوبة: 36].

 

فكان المشركون إذا أرادوا أن ينتهكوا حرمة شهر المحرَّم قدَّموا شهر صفر وجعلوه مكانه حتى لا تحول الأزمنة الفاضلة بينهم وبين ما يشتهون.

 

أما المنكر الثاني الذي كان يرتكبه العرب في مثل هذا الشهر فهو التشاؤم منه، حيث كانوا يعتقدون أنه شهرٌ فيه حلولُ المكارِه والمصائب، فلا يتزوَّج من أراد الزواج فيه؛ لاعتقاده أنه لا يُوَفَّقُ، ومن أراد تجارةً فإنه لا يُمْضِي صفْقَتَهُ فيه؛ لاعتقاده أنه لا يَرْبَح، ومن أراد التَّحَرُّكَ والمضِيَّ في شؤونه البعيدة عن بلده فإنه لا يذهب في ذلك الشهر؛ لاعتقاده أنه شهرٌ تحصلُ فيه المكارِهُ والموبِقات.

 

روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لا عَدْوَى، وَلا طِيَرَةَ، وَلا هَامَةَ، وَلا صَفَرَ)).

 

فلقد أبطل دينُنا الحنيف الكثيرَ من المسائل المخالفة التي كان عليها أهل الجاهلية من المعتقدات الباطلة والأوهام الزائفة؛ لما لها من الخطر الكبير على الخُلُق والعقل والسلوك، وجاء الكتابُ الكريم والسنة النبوية المطهرةُ بنفي هذه الخرافات والاعتقادات الباطلة التي تؤثر في القلب وتُضْعِف الظنَّ الحسَنَ بالله، بل قد تزيله تمامًا.

 

فقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا عدوى))؛ أي: لا عدوى مؤثِّرة بطبعها؛ لأن أهل الجاهلية كانوا يعتقدون أن العدوى تؤثر بنفسها تأثيرًا لا مردَّ له، وتأثيرًا لا صارفَ له، وأن العدوى ناقلةٌ للمرض لا محالة ولا بد أن يكون، مع أنه صلى الله عليه وسلم لا ينفي أصلَ وجود العدوى؛ وهي انتقالُ المرضِ من المريضِ إلى الصحيحِ بسبب المخالطة بينهما، فإنَّ الانتقال بسبب المخالطة حاصلٌ ومُلاحَظٌ ومَشْهُود.

 

لذا فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يُورِد ممرضٌ على مُصِحٍّ، ولا يُورد مصحٌّ على ممرض))؛ رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقال صلى الله عليه وسلم: ((فِرَّ من المجذوم فِرارَكَ من الأسد))؛ رواه أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه.

 

ومع هذا فإنَّ المرضَ لا ينتقلُ إلا بقضاءِ اللهِ وقدره، وهذا ما لا يعتقده أهلُ الجاهلية؛ ولذلك لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا عدوى، ولا صفر، ولا هامة)) قال أعرابي: يا رسول الله، فما بال إبلي تكون في الرمل كأنها الظباء، فيأتي البعيرُ الأجربُ فيدخل بينها يُجْرِبُها؟! فقال صلى الله عليه وسلم: ((فمن أعدى الأول؟!))؛ متَّفق عليه من حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.

 

وقوله: ((فمن أعدى الأول؟!))؛ أي: إنَّ الأول إنما جَربَ بقضاء الله وقدره.

 

ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((ولا طِيَرة))؛ أي: لا تشاؤم؛ لأنَّ التشاؤم أمرٌ كان يعتقده أهلُ الجاهلية، بل ربما لم تسلم منه نفسٌ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: ((ما منَّا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل))؛ رواه أبو داود والترمذي.

 

وقوله: ((ما منا إلَّا))؛ أي: ما منا إلا تخالطُ الطيرةُ قلبَه، وربما وقع التطيرُ في نفسه.

 

والتطير أو التشاؤم يكون بالأشخاص، وخصوصًا أهل الاستقامة والصلاح كما تشاءم قومُ موسى بنبيِّهم موسى عليه السلام، كما في قول الله تعالى: ﴿ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ ﴾ [الأعراف: 131]؛ أي: إنه إذا جاءَهُمُ البلاءُ والجدْبُ والقحط قالوا: هذا من موسى وأصحابه، فأبْطل الله هذه العقيدةَ بقولهِ: ﴿ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُون ﴾ [الأعراف: 131]؛ أي: ما أصابهم من البلاء والجدب والقحط ليس من موسى وقومِه، ولكنه من الله الذي قدَّره، ولا علاقة لموسى وقومِهِ به. وقد يقع به الكثيرون من المسلمين اليوم، فسبحان الله! متى يكونُ من تمسَّك بشرعِ ربه وبسنة نبيه شؤمًا على الناسِ والمجتمع؟!

 

ويكون التطيرُ أو التشاؤم بأشياء قد يراها الشخصُ فيتشاءم منها؛ كرؤية الرجل الأعور أو الأعرج أو الأشل، وبعضُهم يتشاءم عندما يسمَّى المولودُ الجديدُ باسمه، أو يتشاءم برؤية نوعٍ من أنواع الطيور؛ لذا قال صلى الله عليه وسلم: ((ولا هامَة))، والهامة طير معروف يقال له: البومة، تزعم العرب أنه إذا قُتِل القتيل صارت عِظامُه هامةً تطير وتَصْرُخُ حتى يُؤخذَ بثأره، وربما اعتقد بعضُهم أنها روحُهُ، وبعضهم يعتقد أنها إذا وقعت على بيتِ أحدِهِم ونَعَقَتْ فهذا دليلٌ على قُرْبِ أجَلِه.

 

ومنهم من يتشاءمُ بالغراب، ومنهم من يتوقف سفرُهُ على رؤية طير؛ فإن رأى الطيرَ طارَ يَمْنةً تفاءل به وسافر، ويُسَمُّونَهُ: السَّانِحَ، وإن رآه طارَ يَسْرَةً تشاءم به وامتنع عن السفر، ويسمونه: البارحَ، وبعضُهم يُرَدِّدُ عِبارةَ: “خيرٌ يا طير” تشاؤمًا أو تفاؤلًا؛ وهذا كله بلا شكَّ تكلفٌ لا أصل له وعقيدة باطلة، وكما قال الأول:

الزجْرُ والطيرُ والكهانُ كلُّهُمُ       مُضَلِّلُونَ ودُونَ الغيبِ أقفالُ

 

ومنهم – يا عباد الله – من يتشاءمُ بالأزمنة كالأيامِ والشهور؛ فيتشاءم من يوم الأربعاء، فيعتقد أنه يومٌ يحصل فيه من السوء ما لا يحصل بغيره من الأيام، وربما صرفهم ذلك عن أن يمضوا في شؤونهم؛ وبعضُهم يدَّعي زورًا أنه يَنْزِلُ في آخرِ أربعاء من صفر داءٌ من السماء، فَيكْفِئونَ قدورَهم ويُغَطُّونَ أوانيهم؛ خوفًا من أن ينزل ذلك الداء المزعوم فيها، وهذا اعتقادٌ فاسدٌ وتشاؤمٌ مذموم.

 

ومنهم من يتشاءمُ بشهر صفر، وهو الشهر المعروفُ الذي نستقبلُ أيَّامهُ، فيتشاءمون به؛ ولهذا أبطل عليه الصلاة والسلام هذا الاعتقادَ الزائِفَ بقوله صلى الله عليه وسلم: ((ولا صفر))، فشهرُ صفَر شهرٌ من أشهُر الله، وزمان مِن أزمنةِ الله، لا يحصل الأمرُ فيه إلا بقضاء الله وقدَره، ولم يختصَّ الله جلَّ وعلا هذا الشهر بوقوع مكارهَ ولا بوقوع مصائبَ، بل حصلت في هذا الشهر في تأريخ المسلمين فتوحاتٌ كبرى، وحصل للمؤمنين فيه مكاسبُ كبيرةٌ، وليس بشَهر شؤم، وإنما الشؤم في معصية الله تعالى واقترافِ الذنوب؛ فإنها تسخط الله عز وجل، فيَشْقَى مرتكبها في الدنيا والآخرة، كما أنه إذا رضي عن عبده سَعدَ في الدنيا والآخرة، فلا يردُّ القدر والقضاء إلا الدعاء، ولا تُسْتَدْفعُ أسبابُ الهلاك وأسبابُ الفساد في النفس أو في المجتمع إلا بطاعة الله جل وعلا.

 

فاتقوا الله عباد الله، واحْرِصُوا على تحقيق توحيدِكُم وسلامة عقيدَتِكُم.

اللهم أحينا حياة السعداء، وأمِتْنا ممات الشهداء.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي وعد الموحِّدين بالجنة، وتوعَّد المشركين بالنار، أحمده سبحانه لا إله غيره ولا رب سواه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، حمى جناب التوحيد من كل ما يخلُّ به ويشينه، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، وأخلصوا له العبادة، واعلموا أن أفضل أعمال أهلِ الجنة توحيد الله سبحانه وتعالى، وأن أشنع أعمال أهل النار الإشراك مع الله غيره وإحداث ما لم يأذن به الله، قال صلى الله عليه وسلم: ((من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة، ومن لقي الله يشرك به شيئًا دخل النار))؛ رواه مسلم.

 

عباد الله، إن الشركَ والخرافات والبدع لا تقع في الأرض جملةً واحدةً، بل تقع شيئًا فشيئًا، حتى تعمَّ وتُستَمرَأ، وما حال قوم نوح عنا ببعيد، ولقد امتُدِح حذيفة رضي الله عنه؛ لأنه كان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشر مخافة أن يقع فيه، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (يوشِك أن ينقض الإسلام عروة عروة؛ إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية).

 

عباد الله، واعلموا أنَّ المتَطَيِّرَ لا يخلو من حالين: فإما أن يُحْجِمَ ويستجيبَ لهذه الطِّيَرَةِ ويَدَعَ الْعملَ، وهذا من أعظمِ التطيُّر والتشاؤم، وإما أن يَمْضِيَ لكِنَّهُ في قَلَقٍ وَهَمٍّ وغمٍّ يخشى من تأثير هذا المتطيَّر به، وهذا أهون، وكلا الأمرين نقصٌ في التوحيد وضررٌ على العبيد، بل انطلق إلى ما تُرِيد بانشراح صدرٍ وتيسير وإحسان ظن بالله واعتماد عليه.

 

واعلموا – عباد الله – أن ما من خيرٍ إلا دلَّنا رسولُنا عليه، وَمَا مِنْ شَرٍّ إلا حذرنا منه، فقد حذرنا الطيرةَ ونهانا عنها، ودلَّنا على كفَّارتها وعلاجها، فقال صلى الله عليه وسلم: ((من رجَّعَتْهُ الطِّيَرَةُ عَنْ حَاجَتِهِ فَقَدْ أَشْرَكَ))، قالوا: وَما كفَّارَةُ ذلكَ يا رسُولَ اللهِ؟ قال: ((أَنْ يَقُولَ أحَدُهُم: اللهُمَّ لا طيْرَ إلا طَيْرُكَ، ولا خَيْرَ إِلا خَيْرُكَ، ولا إلهَ غَيْرُكَ)) ثُمَّ يَمْضِي لحاجَتِهِ؛ أخرجه مسلم في صحيحه. وفي حديثٍ آخرَ لما ذكرت الطيرةُ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أحسنها الفأل، ولا تردّ مسلمًا، فإذا وجد ذلك أحدُكم فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يَذْهَبُ بالسيئات إلا أنت، لا حَوْلَ ولا قُوَّة إلا بِكَ))؛ أخرجه أبو داود.

 

عباد الله، إنَّ كل زمان شغله المؤمن بطاعة الله تعالى فهو زمان مبارك عليه، وكل زمان شغله العبد بمعصية الله تعالى فهو مشؤوم عليه، فالشؤم في الحقيقة هو في معصية الله تعالى.

 

وهذا شهر – يا عباد الله – من عامكم الجديد قد مضى، فاغتنموا العمر فيما بقي، وتداركوا ما سبق بالأوبة والتوبة والرجوع إلى مولاكم رب العزة.

 

 

عباد الله، صلوا على الرحمة المهداة والنعمة المسداة.

 

اللهم صلِّ عليه ما تعاقب الليل والنهار وصلَّى عليه المتقون الأبرار، وعلى آله وصحبه المهاجرين والأنصار، وعلى التابعين وتابعيهم وعنا معهم برحمتك يا عزيز يا غفار.

 

وارضَ اللهمَّ عن الخلفاءِ الأربعة الراشدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين.

 

اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتِّباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.

 

اللهم إنا نسألك أن تهدينا إلى السنن، ونعوذ بك من الفتن.

 

اللهم اهدنا إلى السنن، وأعذنا من الفتن، وارزقنا الاقتداء بنبيِّك، والاقتداء بسُنَّته، والتمسُّك بها في هذا الزمن الذي سيطرت فيه الفتن.

 

اللهم أعِنَّا على التمسُّك بسنة رسولك وحبيبك صلى الله عليه وسلم، اللهمَّ إنك عفوٌّ تحب العفو فاعفُ عنا يا كريم.

 

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعلهم هداة مهتدين، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتَّقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم أصلح حال المسلمين، اللهم أصلح حال المسلمين، اللهم أصلح حال المسلمين.

 

اللهم اجمع كلمتهم على الحق، ورُدَّهم إلى دينك ردًّا جميلًا.

 

اللهم إنا نعوذ بك من جَهْد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.

 

اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت، رب كل شيء ومليكه، نعوذ بك من شرور أنفسنا، ومن شر الشيطان وشركه، وأن نقترف على أنفسنا سوءًا، أو نجرَّه إلى مسلم.

 

عباد الله ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكرُ الله أكبرُ، والله يعلم ما تصنعون.



تمت قراءة هذا المقال بالفعل332 مرة!

✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

رييل ستوري | غزوة تبوك وما فيها من عبر ودروس (خطبة)

Next Post

رييل ستوري | أثر الإيمان في توجيه السلوك (خطبة)

Related Posts

رييل ستوري | وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من الأضرار بإذن الله وعشر ذي الحجة (خطبة)

وَسَائِلُ الْسَّلَامَةِ فِيْ الحَجِّ وسُبُل الوِقَايَةَ مِنَ الأَضْرَارِ بِإِذْنِ اللهِ، وَعَشْرِ ذِيْ الْحِجَّةِ الْخُطْبَةُ الْأُولَى إنَّ الحمدَ للهِ،…
Read More