dark

رييل ستوري | حكم اشتراط جزء من الربح لطرف أجنبي عن المضاربة

اعلانات

حكم اشتراط جزء من الربح لطرف أجنبي عن المضاربة

 

اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين:

القول الأول: لا يجوز للعاقدين في المضاربة اشتراط جزء من الربح لطرف ثالث.

وهو قول الجمهور؛ من الحنفية،[1] والشافعية،[2] والحنابلة[3].

 

ففي الدر المختار: “ولو شرط بعض الربح للمساكين، أو للحج، أو في الرقاب، أو لامرأة المضارب، أو مكاتبه صح العقد، ولم يصح الشرط، ويكون المشروط لرب المال”[4].

 

وفي روضة الطالبين عند بيان أركان المضاربة: “الركن الثالث: الربح، وله أربعة شروط: الأول: أن يكون مخصوصًا بالمتعاقدين، فلو شرط بعضه لثالث، فقال: على أن يكون ثلثه لك، وثلثه لي، وثلثه لزوجتي، أو لابني، أو لأجنبي، لم يصح، إلا أن يشرط عليه العمل معه، فيكون قراضًا مع رجلين”[5].

 

وفي المغني: “وإن شرطاه لأجنبي، أو لولد أحدهما أو امرأته، أو قريبه وشرطا عليه عملاً مع العامل صح، وكانا عاملين، وإن لم يشترطا عليه عملاً لم تصح المضاربة”[6].

 

واستدلوا: بأن الربح إنما يستحق بالمال، أو العمل، أو الضمان، ولم يقم هذا الأجنبي بشيء من ذلك، فلا يصح أن يكون له شيء من الربح[7].

 

ويناقش: أن الأجنبي قد حصل على جزء من الربح بواسطة عقد التبرع، ولا يشترط في عقد التبرع أن يقوم المتبرع له بعمل، أو ضمان، أو أن يقدم مالاً.

 

القول الثاني: يجوز للعاقدين في المضاربة اشتراط كل الربح، أو بعضه لطرف ثالث.

وهو مذهب المالكية[8].

 

ففي منح الجليل: “وجاز أن يجعل الربح كله لأحدهما؛ أيّ رب المال والعامل، أو لغيرهما”[9].

 

واستدلوا: بأن المتعاقدين إذا تبرعا بذلك جاز؛ لأن الحق لهما، وهما من أهل التبرع.

 

القول المختار:

هو القول الأخير؛ لأن المال لهما، فيجوز لهما أن يتبرعا به، ما دام أن ذلك لا يؤدي إلى جهالة الربح، أو الوقوع في محظور شرعي.


[1] ينظر: المبسوط، للسرخسي، (22/ 29-30)، العناية، للبابرتي، (8/ 465)، حاشية ابن عابدين، (5/ 654).

[2] ينظر: روضة الطالبين، للنووي، (5/ 122)، نهاية المحتاج، للرملي، (5/ 225).

[3] ينظر: المغني، لابن قدامة، (5/ 27)، كشاف القناع، للبهوتي، (3/ 504)، مطالب أولي النهى، للرحيباني، (3/ 514).

[4] مع حاشية ابن عابدين، (5/ 654).

[7] ينظر: العناية، للبابرتي، (8/ 465)، المغني، لابن قدامة، (5/ 27).

[8] ينظر: المدونة، لمالك، (12/ 91)، الذخيرة، للقرافي، (6/ 43)، منح الجليل، لعليش، (7/ 338).

تمت قراءة هذا المقال بالفعل269 مرة!

✅ تابعنا الآن عبر فيسبوك – قناة التليغرام – جروب الوتس آب للمزيد من القصص الجديدة يومياً.

ياريت تشكرونا على المجهود فى نقل وكتابه البوست ولو بتعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous Post

126 – أشرف حديثٍ رواه أهل الشام – عثمان الخميس

Next Post

وسيم يوسف يطعن في البخاري ومسلم وجاه اقوى رد من#الشيخ_عثمان_الخميس #shorts #يوميات_مشاهير

Related Posts

رييل ستوري | تفسير سورة التوبة (الحلقة الثالثة عشرة) حكمة الوحي وتصنيفه للمجتمع الإسلامي في آخر عهد النبوة

تفسير سورة التوبة (الحلقة الثالثة عشرة) حكمةُ الوحي وتصنيفُه للمجتمع الإسلامي في آخر عهد النبوة بسم الله الرحمن…
Read More